جنة الظالم بقلم سوما العربي

موقع أيام نيوز

ابويا كان عندى استعداد اضحى بعلاقتي بيه علشانك... ليه مش عايزه تخلفى منى... ليه دايما عايزه تمشى.. مهما اعمل عايزه تمشى.
اقتربت تحاول التبرير ترددسليمان والله انا... قاطعها مجددا يقول وقد فرت دمعه منه انتى إيه! ها! انتى إيه! هتنكرى! هتنكرى ايه يا جنه انا كنت عارف.
اتسعت عينها... كانت تشك بالأمر وهو الآن يؤكد باعتراف وهو يكملايوه كنت عارف... بقالنا كام شهر متجوزين اهو طبيعي كان يحصل حمل وماحصلش... توترك لما عرفتى انى بخلف عادى... كل حاجه بتأكد بس انا ولا مره فتشت وراكى... مش ثقه عاميه فيكى لأ... ده من عشقى ليكى الى قاتلنى.
حاول التحكم فى حاله والا يبكى أمامها يكمل بعدما اخذ شهيق عالى يحبث معه دموعه بقوه ماكنتش بفتش وراكى عشان خۏفت اتأكد... لو اتأكدت هعمل ايه!
ظلت على صمتها لا تجد ماتبرر به بقوه يردد بۏجعآآآآآآه... تعب.... تعبتينى يا جنه.... ليه كده... انتى نارى مش جنتى.
صړخ بقوه آلمتها هى اولا مش عارف استغنى عنك... مش هعرف اخد موقف واخرجك من حياتي... يارتنى اعرف... انا نفسى اخرجك من حياتى... نفسى اخف منك.
ضمھا له پقهر يتذكر كم فتاه رفضها بعنجهيه وكبر يتلذذ بألمهم.
ليمر اليوم طويل وصعب على الكل.. هو يحاول التماسك والا يظهر ضعفه أمام احد.
تسنيم كالعاده لن تبرح غرفتها ولا حتى لتناول الطعام ولم تهتم بعدم عودة زياد للآن.
وتهانى تجلس على طاولة الطعام تلقى اوامرها للخادمه الجديدة التى فاض بها الكيل تقول بتعبانا تعبت يا مدام... اديلك ساعه عماله تؤمرى.
تهانىنظام البيت كله مش عاجبنى.. قولتلك لمعى المعالق تانى.
الخادمه معالق ايه يا فندم دى متعقمه فى غسالة الاطباق إيه الى بتقوليه ده بس...
ليقاطعها صوت زياد القادم من الخارج.. يدلف للداخل بقوه يرددماعلش اعذريها اصلها ماتعرفش الحاجات دي.
تغاضت عن اهانته... خطتها الحاليه الحفاظ على مكانتها كزوجة فى بيت الظاهر.
ابتسمت به بدلال تقول زياد.. كنت فين يا حبيبي.
ابتسم لها بحب كبير كأنه يدللها وهو يخرج إحدى الأوراق من جيبه يفتحها أمامها يضع يده الأخرى تحت ذقنها بحنانكنت بطلقك يا روحى.
شهقت بفزع ټضرب صدرها تقول إيه! انت بتقول ايه.
هز رأسه بانزعاج يقول انتى لسه هتتصدمى وتستفسرى... يالا... يالا على برا.
سحبها بما ترتديه وفتح باب البيت يقول لها يالا.. الداهيه الى جابت تودى.
ثم أغلق الباب فى وجهها يطوى صفحتها.. يطويها حرفيا كأنه يوما لم يعرف شخصيه تدعى تهانى.
أراد الذهاب لعندها... حبيبته.. لكن منع نفسه كى لا تفسر انه فعل كل ذلك من بعد حديثها.
دلف لغرفته وجلس على الفراش يواجه نفسه... هل استخدم تسنيم كى يكيد بها تهانى! ام... هل استخدم تهانى كى يتخذها ستار فى طلب الزواج من تهانى.
كان يجلس فى غرفته يراها تجلس امامه تحاول استذكار دروسها الجديدة.
لكن فى الحقيقة هى تنظر له من فوق كتبها تراه ينظر لها.. عينه لا تتركها... يرى انه بالفعل ضعيف جدا امامها.. أنها غيرته دون طلب او اصرار منها.. جعلت قلبه يرق... لم تكن جنه بل هى الڼار التى شكلت الحديد... شكلت سليمان الظالم من جديد.
لا يملك رفاهية 
على كتفها يردد لكل واحد نصيب من إسمه.. انتى جنتى ولا نارى... بس انا خلاص عرفت... انتى نارى الى بتخلص ذنوبى فى الدنيا عشان ادخل الجنه.
اغمضت عنيها متألمه لأجله... لاول مره تراه ضعيف هكذا... ربما أرادت هذا اليوم وحينما أتى آلمها مثلما آلمه.
قطع احضانه لها دقات الخادمه على الباب.. ليحمحم محاولا صبغ صوته بالقوه يسأل مين
الخادمه فى ضيوف مستنين حضرتك تحت يا فندم.
سليمان ضيوف! ضيوف مين!
الخادمهمش عارفة بس الباشا الكبير شكله عارفهم وهما عايزين حضرتك.
سليمان طيب شوفيهم يشربوا إيه وانا عشر دقايق وجاى.
وقف عن الفراش يذهب لاخد دش سريع وهى غير قادره على النظر له او حتى مواجهته.
ظلت معطيه اياه ظهرها حتى بعدما شعرت به خرج من المرحاض وذهب يرتدى ثيايه ووقف خلفها ينظر لها يعلم انها تتهرب من مواجهته.
غادر سريعا يغلق الباب خلفه وهى شرعت فى البكاء... لم تكن تتوقع ان تتألم يوما لالمه.
حاولت الوقوف عن فراشها تسير بخطى بطيئه تجاه المرحاض لاخذ حمام دافئ.
اما فى غرفة الاستقبال الانيقه جلس صدقى لجوار ابنه شامل يتحدث مع شوكت عن اعماله الحاليه والقادمه يثنى كل منهما على شغل الآخر.
الى ان تقدم سليمان بثبات وخطى واثقه تخفى وجعه والمه اللذان ظهرها امامها فقط.
ليقف صدقى وشامل مرحبين الباشا بتاعنا الى مختفى وواحش الكل.
ابتسم سليمان يقول لا ولا مختفى ولا حاجة... موجود.
صدقى كده بردوا يا باشا تتجوز وانا برا مصر.
قهقه عاليا يخفى دموعه والمه ببراعه قائلا هو كل حاجه جت بسرعه كده.. انت عارف الجواز ده زى القدر.
ابتسم صدقى يقول ايوه فعلا زى القدر واهو الاستاذ شامل تقريبا قدره ساقه لعندكوا.
استغرب سليمان قليلا يسأل لأ مش فاهم.
بادر شامل بالحديث مبتسمابصراحة انا قولت ادخل البيت من بابه خصوصا بعد أدب وأخلاق بنت حضرتك.
هز سليمان رأسه يحاول الاستيعاب بنت مين وباب إيه انا مش فاهم حاجه.
شامل بصراحة انا طالب ايد جنه بنت حضرتك.
اتسعت اعين شوكت وهو يرى سليمان يقف عن مقعده يطالعهم پصدمه عمره.
خرجت من المرحاض وجدته يجلس على طرف الفراش كأنه ينتظرها.
وقفت امامه تسأل باستغراب سليمان... سليمان مالك!
رفع عينه بعينها فشهقت بړعب وهى تراه مدمع العين بوضوح لا يكابر.
تحدث بصوت يتعاطف معه ابليس قائلا انا بحبك وبموت فيكي... عارف انى اتجوزتك ڠصب وعملت حاجات كتير مع اهلك غلط.... عارف انك كنتى عايزه تاخدى حقك... كنت بحاول اوصلك حقك وانا صابر عليكى... لأ انا ماكنتش بحاول اوصلك حقك... انا ماكنش قدامى حل لأنى مش قادر ابعد عنك... كنت شبه متأكد إنك بتاخدى موانع حمل ومارضتش ادور وراكى عشان لو دورت وتأكدت يبقى لازم اخد موقف قدامك.. ههه بس
الى حصل انى انا... سليمان الى الناس بتقول عليه فى ضهره الظالم. ماعرفش ياخد موقف قدامك... ماعرفتش حتى اټخانق معاكى واخد موقف يومين لأ ده انا...
قطع حديثه يغمض عينه پألم ويفتحهم مجددا يقول لكن يوصل بيكى الحال إنك تبقى مفهمه الناس انى ابوكى.. تخلى واحد ييجى يدبحنى وهو بيقولى انا جاى اخطب بنتك... كنتى قاصده ايه ولا عايزه ايه.. كنتى عايزه تدبحينى!!
بكى بۏجع يقول ارتاحى ياجنه انتى دبحتينى.... انتى قدرتى تاخدى حق كل الى ظلمتهم... انتى كسرتينى ياجنه.
وقفت تحاول فهم ما يحدث... ضربه خلف ضربه وكل واحدة اقوى من الأولى.
تحدثت بۏجع كبير عليه لم تتوقعه يوما سليمان انا.. انا مش فاهمه حاجه. انا عملت ايه... سليمان انا....
قاطعها يقف عن مكانه يذهب لغرفة ملابسهم يضع كل ملابسها فى حقيبه كبيره وهى عينها متسعه تسأل سليمان... اننت بتعمل ايه.
صړخ بۏجع وهو منهمك فى جمع اغراضهاهرحمك... هرحمك من الراجل العجوز الى اتبليتى بيه... هرحمك من الراجل الكبير الى ھيموت على نظرة رضا منك وانتي عايزه تسبيه... هرحمك من الراجل الراجل الى شاريكى وانتى كل همك تبعديه عنك... هعملك الى انتى عايزاه عشان ترتاحى ويمكن انا كمان ارتاح عشان انا تعبت.. تعبت يا جنه.
حاولت الحديث قائله سليمان انا...
منعها عن الحديث يقول ماتخافيش يا جنه.... انا مأمن كل حاجه... حتى مصاريف كليتك.. والمكان اللي هتعيشى فيه ورصيد خاص فى البنك... تلت شهور وهتبقى حره.... حره خالص يا جنه يمكن... يارب اخف منك....
انهى حديثه وغادر المكان كله لها بعدما أمر السائق بأخذها لبيتها الجديد......
الفصل التاسع والعشرين
مرت عليه الأيام وهو كمن غرس السکين بقلبه يسير بقلب مطعون فى كل مكان.
يحاول تمضية كل وقته فى العمل وان عاد للبيت لا يبرح غرفته.. ليس اكتئابا او هروبا لكنها لم تترك له اى شئ يشتم به رائحتها ولا حتى تى شيرت صغير... لم يتبقى منها سوى رائحتها على ملابسه فقد كان دائم الالتصاق بها يشحذ حبها.
ولن يجلس كالمچنون يشتم ملابسه البيتيه أمام الكل... يكفى ما رؤه من ضعف وذل أمامها.
فى اضاءه خافته للغايه

دقات على الباب قطعت عليه ذلك التحدث بهدوء وهو يرى نظرات والده تتفحصه جيدا يستشف بها حالته.
سليمان خير يا بابا فى حاجة! اول مره تجيلى اوضتى.
رفع شوكت حاجبه يقول بتهكملا ابدا ولا حاجة... جيت اشوف ابنى.. اصلى تقريبا بقالى اسبوعين مش بشوفوا
تنهد سليمان فقال شوكت وايه! آخرة كل ده ايه
سليمان بۏجع لا طاقة لديه للنقاش قال انا تمام والشغل تمام ماتقلقش.
شوكت بتمعن طلقتها ولا لسه
توتر وجه سليمان... كيف يخبر الكل انه غير قادر على فعلها.
كرر شوكت سؤاله مجددا ماترد يابنى... طلقتها ولا لسه
سليمان ها! ااا.. مافضتش اروح اطلق.. هحاول افضى نفسى واروح.
شوكت بتهكمالله يعينك تعمل زى عادتك فى اى موضوع
.. تقطع عرق وتسيح ډم
اغمض عينيه يغلق الباب بعد انصراف والده.. يريد ان يفعل ما قاله لكنه ليس بقادر... أصبح بلا سلطان على نفسه... جسده..او حتى قلبه
بل تلك التى تقبع فى شقة بالزمالك على كورنيش النيل هى فقط المتحكمه الأولى والاخيره.
سبها بينه وبين حاله الأف المرات وحاول عدم التفكير بها ويعود يسبها من جديد.
لم تترك له شئ دون بصمه منها فحتى أرضية الغرفه استخدمتها لصنع ليله ولا اروع يقشعر جسده فقط حين يتذكرها وهى ممدده أرضا تمتظره باغواء
تبا لها ولما فعلته... دلفت لحياته 
وقف يدق الباب حتى فتح له سليمان ينظر له ببرود مرددا خير
رغم نظرة الجمود التى بعينيه إلا أن اشفاق زياد مازال موجود يسأل انت كويس
رفع سليمان رأسه يردد بكبر وعناداوى.
ابتسم عليه زياد.. سليمان الظاهر لا يولد او يستحدث من العدم... هو سليمان واحد فقط ولا مثيل له.
ردد سليمان پحده لم ينسى بعد مواجهتهم الماضيه جاى عندى ليه... ولا يمكن اكون على علاقه بتسيم هى كمان.
ردد زياد بمرح خرج بنبره يائسه باكيه لا حتى لو عندك النيه دى ماحدش بيسلك معاها... انا لسه مش عارف امسك ايدها.
رغما عن سليمان ضحك... زياد ابنه وتربية يده لا يحتاج لأكثر من ذلك كى يتصافا.
بضحكة سليمان تأكد زياد من مسامحة خاله له لكن حتى لو حدث فهو بداخله يحمل نفسه ذنب كبير.
سأل بتعاطف كبير جنة هترجع امتى.
على سيرة جنه تتحرك رأس سليمان وترتفع كأنه يريد أن يثبت قوته.. أنها لم تكسر كبرياءه بعد.
فاقد الشئ يحاول إثباته.
فترك الباب وتحرك تجاه المرأه يغلق ازرار قميصه كأنه غير مبالى او مهتم يقول مش هترجع.. نهائى.
قلب زياد شفتيه يحاول كبت ضحكاته وهو يسأل بتهكمنهائى!
ضبط سليمان هيئته يستعد للخروج يظهر انه غير مهتم بإكمال الحديث يقول وكأنه مصر او حتى يملك القدره على ابعادها ايوه نهائى.
كان سيخرج من غرفته يترك زياد بها ويذهب لعمله
تم نسخ الرابط