انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
زوجا
خلصتي مكالمتك يا بابا
أه يا حبيبي خلصتها...قالتها وهو يسحبها ليغمرها داخل أحضانه ثم يميل بقامته ليقبل رأسها بطريقة أشعرتها بأنها تملك الدنيا وما عليهابسط ذراعه في دعوة منه لاستدعاء تلك الواقفة تتطلع عليه بحزن ظهر بعينيها لكنه يدري سببه جيداكأنها كانت تنتظر ذاك التصرف لتبتسم بحبور وهي تبادر بتسليمه كفها قبل أن ينطق بصوت يمتلؤ بالسعادة والحنان
إبتسمت فريال ورفعت وجهها إليه تسأله بمشاكسة
بس مكاني في قلبك أكبر مكان فيهم إعترف
إبتسم ليميل على جبينها يضع به قبلة حنون وهو يقول
إنت أختي الوحيدة وشريكة طفولتي وصبايا يا فريال أنا وأنت عيشنا أيام مفيش اي حاجة تقدر تمحيها
سعادتك وإستقرارك وأمانك أهم شئ عنديولو سعادتك في بق الأسد هخاطر بعمري واخطڤها وأقدمها لك علشان بس أشوفك سعيدة
إرتبك داخلها وللحظة شكت باكتشاف أمرها لتتطلع على تلك التي نفت بعينيها لتطمئن قليلا وبرغم هذا نطقت بنبرة خرجت مرتبكة رغما عنها
سلامة عمرك يا فؤاد
مقولتليش يا فيري بعد الوقت اللي قضتيه مع إيثار في البيت إيه رأيك في إختياري الجامد لنصي التاني
مش مهم رأيي أنا يا فؤادالمهم إنك تكون مرتاح والأهم إنها تثبت إنها جديرة بإسم فؤاد علام
رفعت الاخرى قامتها لتقول بنظرات قوية بها تحدي
أهم من إني أكون جديرة بإسم فؤاد علام هو إني اكون جديرة واستحق حبه وحنانه اللي قدمهم لي في وقت كنت في أمس الحاجة ليهم
لتتابع بكلمات تقطر صدقا وهي تتعمق بعيناي حبيبها
حبيبيشكرا على حبك وحنانك وإهتمامك بمشاعري ومشاعر إبني شكرا على على كل حاجة حلوة حصلت لي وكنت سبب رئيسي فيها
بحبك...نطقها بوله لتبتسم وهي تشير بعينيها باتجاه فريال كي ينتبه فضحك لتتحدث وهي تنسحب تاركة المجال لهما ولكي تهتم أيضا بصغيرها
أنا هروح أخد چو ونطلع علشان ياخد شاور
لتتابع وهي تنظر للصغير الواقف بجوار علام يساعده بالإهتمام بري الزهور وسعادة الدنيا فوق ملامحه
بالعكس بابا بيحبه جدا واتعلق بيه...قطبت جبينها لتتطلع بتعجب على تلك التي نطقت الكلمات بعفوية ودون إدراك منها لتحمحم بإحراج كي تكمل مجبرة على الإعتراف بالحق
الولد مهذب ولذيذإسمحي لي أهنيك على إسلوب تربيتك ليه
ميرسي...قالتها وهي تميل برأسها وتضع كفها فوق صدرها بطريقة مسرحية لتتابع
دي شهادة غالية ومميزة من فريال هانم علام في حق الفقيرة إلى الله إيثار الجوهري
طالعتها بأعين متفحصة قبل أن تسألها بتشكيك
مش عارفة ليه عندي إحساس إنك بتتريقي
بنبرة جادة اجابتها
أنا مبعرفش أتريق على حد وده مش إسلوبي لما الكلام ميعجبنيش مابردش وبلتزم الصمت والمفروض إن اللي قدامي يعرف من سكاتي إن كلامه ازعجني
رفعت فريال حاجبها فقد راق لها إسلوب تلك ال إيثار لم تنكر إعجابها بشخصيتها القوية وردودها الجاهزة والقوية والمنمقة بالوقت ذاتهلماحة ذكية تمتلك من الحنكة ما يجبر الاخرون على إحترامها
كانت نظراته تتابع كلتاهما بتمعن واهتمامتنهد ثم تحدث قاصدا حبيبته
إطلعي يا روحي شوفي هتعملي إيه ل يوسف وسبيه مع عزة تنيمهوأنا ساعة بالكتير وهطلع لك
ثم مال بجانب أذنها ليهمس بوقاحة
متنشيش الخلخال
وقح...همست بها ليطلق قهقهاته العالية تحت استغراب فريال للتحول الجذري الذي حدث لشقيقها الكبير العاقلسيادة المستشارخرجت من بين أحضانه لتنظر لها وبابتسامة هادئة
تحدثت
بعد إذنك يا فريال
اومأت بهزة من رأسها لتنسحب تحت نظرات ذاك المغرومتنهد لينظر من جديد إلى شقيقته ليسألها بمشاكسة
مش عارف ليه حاسس إن فيه حاجة بينك وبين إيثار أنا ما اعرفهاش
تلبكت لتسأله بعيني زائغة ترجع لبرائتها وعدم خبثها
حاجة حاجة زي إيه يا فؤاد!
ما أنا لو أعرف مكنتش سألتك...قالها بحيرة مفتعلة ليتابع بنبرة جادة وقد استشف بدهائه بعدما ربط الاحداث ببعضها أن شقيقته هي من قالت ذاك الحديث الذي سألته عنه إيثار ليلة أمس وما إذا كان أبلغ والده عن مشاكلها مع عائلتها أو عن إنتوائه لتركها بعد أن تحصل على حضانة الصغير
مش عجباني العلاقة بينكم حاسس إنكم واقفين لبعض على الواحدة
ليتابع وهو يهز رأسه باستنكار
مرتاحتش لنظراتكم لبعض ولا لكلامكم
تحمحمت تنفي شعوره لتقول
شعورك مش في محله المرة دي يا فؤاد
ابتسم ليجيبها بنبرة حنون
أتمنى
تعمقت بعينيه لتفاجأه بسؤالها
إنت بتحبها بجد!
ظهر العشق بعينيه قبل أن يتنهد بارتياح لينطق بكلمات تقطر عشقا
عمري ما دوقت للحب طعم غير معاهانظرت عنيها كفيلة إنها تزيل كل همومي وتنسيني أي ۏجع عيشته قبلها معاها بحس إني رجعت فؤاد بتاع زمانفؤاد اللي كله حيوية وعنده تطلعات وأحلام
كانت تنظر إليه بعينين حنونلقد تأكدت من عشق شقيقها الحبيب لتلك القوية الأبية لا تنكر أنها أعجبت بصفاتها لكنها وإلى الأن لم تضع ثقتها الكاملة بها وستظل تلاحقها إلى أن يثبت العكس فاقت على صوت شقيقها الذي نطق يطالبها بعيناه
علشان كده ياريت متحاوليش تضايقيها ولا تزعليها لأن ساعتها هتكوني بتزعليني أنا مش هي
نطق كلماته بدهاء ليصل معناها لشقيقته وها هي الأن تبصم بأصابعها العشرة أنه كشف امرها بفطانتهتعلم علم اليقين أن شقيقها ليس بالرجل الغبي وسيربط التفاصيل ببعضها ليصل بالنهاية أنها من أخبرت تلك المرأة التي جلبها إلى القصر لينصبها على عرش قلبه
تعمق بعينيها يتنظر جوابها فأومأت له بابتسامة خاڤتة وقد إعتراها الخجل من إكتشاف فعلتها الغبية
ولجت إلى جناحها الخاص بهما لتشهق حين رأت التجهيزات التي أشرفت عليها عصمت بذاتهالم تكن مرتها الاولى التي تلج بها إليه لكنه أصبح مختلفا تماما بعد أن وضعت بعض اللمسات السحرية التي حولتهكانت الغرفة مزينة بألوان هادئة ودافئة تعكس الهدوء والراحة لساكنيهاأثاثها بسيطا وأنيقا بالوقت ذاتهاما المفروشات فكانت من الألوان الزاهية لإضفاء جوا من الدفء والحيوية تتوزع مصابيح الإضاءة بشكل متناغم مما يخلق أجواءا مختلفة حسب الحاجةفمنها الإضائة العالية ومنها الخاڤتةسعدت بشدة لتبتسم تلقائيا وهي تتطلع لأوراق الزهور المنثورة على الارضية بشكل متناسق وبسيط بلونيها المميزان الأبيض والأحمررفعت بصرها لترى طاولة مستديرة بالمنتصف مليئة بأصناف متنوعة من ثمار الفاكهة المحببة لدى كلاهمابالإضافة إلى كأسان فارغان لإستعمالهما في المشروب البارد المتواجد بتلك القنينةعلى الجانب يوضع وعاءا من الكريستال المبهر مملؤا بالشيكولاتة المحببة لديهايبدوا أن حبيبها هو من جلبها خصيصا لنيل رضائهاأخذت نفسا عميقا لتستعد ل ليلتها المميزة حيث يتطلع فارسها إلى الكثير والكثير من الدلال والغنچ كتعويضا له عن عنادها وصرامتها في التعامل معه منذ زواجهما ولچت لداخل الحمام لتختفي بداخله وتنعم بالإستجمام داخل حوض الإستحمام ودلال حالها بإضافة بعضا من الزيوت العطرية إلى الماء وأيضا أوراق الورود المخصصة لهذا الغرض خرجت بعد قليل لتجفف شعرها بجهاز مجفف الشعر الكهربائي
ليتابع بإنبهار وذهول
وأنا إزاي مشفتش ولا أخدت بالي من كل ده إمبارح!
مطت شفتيها لتمثل الحزن بأعينها وتسأله بغنج ودلال
قصدك إني مكنتش حلوة إمبارح ومش عجبتك!
غمرها بنظرات يملؤها حنان الدنيا قبل أن ينطق بۏلع
إنت سحرتيني إمبارح مش بس عجبتيني
واسترسل موضحا الفرق بإبانة
بس اللي حصل بينا إمبارح كان من روح عاشقة عطشانة ومتشوقة لقرب روح الحبيبالنهاردة الوضع يختلف إحنا النهاردة بنكتشف بعض لأول مرةإمبارح تقاربنا كان
من حبيب لحبيبه بس النهاردة إشتياق راجل للست اللي هوسته من أول مرة شافها فيه وأتمنى يعيش معاها اللحظة دي
ليسترسل متسائلا بغمزة من عينيه
فهمتي الفرق
إبتسمت لتجيبه بدلال
بحاول
أنا هفهمك بس بطريقة عمليه... قالها بغمزة وقحة لتبتسم بسعادةتحرك مجبرا إلى الخزانة ليخرج العلبة ويخرج منها ذاك الخلخال الألماسي الذي دفع فيه مبلغا طائلا من المال لينتهي به الأمر بأسفل ساق تلك الرائعةمال بطوله ليركع تحت قدماها وبدأ بتلبيسها إياه بساقها اليمنى تحت ذهولها من المنظرلو كان أحدهما أبلغها قبل مدة أن فؤاد علام ذاك المتكبر المغرور سيركع تحت
ساقيها ويقوم بتقبيله وإلباسها خلخالا من الألماس لقالت أنه فاقد العقل والاهلية رفع بصره ينظر لتلك المذهولة بعيناي تنطق شوقا ليقف منتصب للظهر ويمسك كف يدها يضع بداخله قبلة بث لها من خلالها كم الإشتياقنظرت له بعيناي سعيدة لترتمي وهي تهمس
يا عمري يا فؤادأنا بحبك قوي
وأنا بعشق كل ما فيك يا عيون فؤاد...قالها ليصطحبها ويتحركا إلى الطاولة ليتحدث وهو يتطلع من حوله ويقوم بسكب مشروب عصير التفاح برتابة
دي الدكتورة عصمت متوصية بيك قويشكلها حبيتك وجدا كمان
ناولها الكأس لتمسكه بين أصابعها وهي تقول بمشاكسة
وأخبار إبن الدكتورة عصمت في حبي إيه!
أجابها بصوت مسحور
إبن الدكتورة عصمت عشق وداب وسلم الراية البيضا من أول نظرة
إبتسمت فرحا لترفع خصلة من شعرها تمردت لتضعها خلف أذنهاإرتشف من كأسه ثم تبادلا الشراب كل من كأس الأخرأنزل كأسه ليمسك بواحدة من الشيكولاتة ويزيل عنها ورقتها نظر لعيناها وقضم نصفها لتذوب بفمهتحت سعادتهما التي لا توصفابتعد ليغمز لها يذكرها
فاكرة الشيكولاتة اللي جبتها لك في اليوم إياه
ابتسمت خجلا ليتابع هو بمداعبة
أنا شاكك إنك طمعتي في العلبة لوحدك وقصدتي تنكدي عليا علشان تنفردي بيها
أطلقت ضحكة عالية ليزبهل ذاك العاشق من جمال ضحكتها الحماسيةكرر ما فعله معها وذابا معا لأبعد حد ليبتعد بعد قليل تحت حاجتهما للتنفستحرك صوب جهاز الموسيقى لتنطلق بعد قليل موسيقى ذكرتها بماضيها الجميل قبل أن تفرمها طاحونة الزمان
تسللت إلى مسامعها تلك الموسيقى الحالمة لتغمرها بشعور رائع وكأنها موسيقى من الجنة حتى تلك الشموع المتناثرة هنا وهناك بإضائتها الخاڤتة منحت المكان جوا رائعا من الخيال كانت الموسيقى للملحن خالد الأمير الخاصة بفيلم الراقصة والسياسي فقد كانت تعشقها وتذكرها بأيام صباها حيث كانت ترى الدنيا بأعين بريئةتطلع إليها ليقول وهو يغمز بعينيه
سمعيني بقى صوت رنة خلخالك يا حرمنا المصونعاوز أتمزج بصوت الرنة
بس كده من عيوني... قالتها لتنطلق مندمجة لأبعد حد مع الموسيقى لتتمايل هنا وهناك بطريقة جعلته يفتح فاهه مشدوها من شدة ذهوله كان يشعر بأن لديها حسا موسيقيا وتستطيع الرقص لكنه لم يتوقع تفوقها لهذا الحدجلس على الأريكة يتطلع على رقصها المبهر بأعين عاشقةينظر للخلخال وهو يهتز بساقيها ليحدث صوتا رائعالم يكن يوما من الرجال المنجذبون للرقص ولا لتلك الحركات لكن الأمر معها مختلفا تلك الجملة بات يكررها كثيرا مؤخرا وبفضلها
فين سيادة المستشار علام زين
متابعة القراءة