انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
بحدة وهي ترمقه بضيق
بطل سخافة يا فؤاد وبلاش تحسسني إني مهملة فيك
تحركت فوق ساقيه استعدادا للنهوض ليجبرها على عدم الحركة وهو يقول
بطلي إنت الجنان والحساسية اللي بقيتي فيها دي
أخذت نفسا عميقا وكأنها تعلم أنها مقبلة على مناقشة حادة لتنطق بنظرات مترجية
عوزاك تصالح عزة
ضيق بين عينيه ليسألها مستنكرا
نطقت بدلال كي تستجدي موافقته
يا حبيبي عزة متأثرة قوي باللي حصل ومن يومها وهي يعتبر حابسة نفسها في أوضتها ومبقتش بتخرج منها
قطب جبينه ليسألها باقتضاب
وإيه المطلوب!
تروح تصالحها...قالتها بعفوية لينطق بصوت صارم
ليسترسل بجبين مقطب
عوزاني أروح أعتذر لواحدة شغالة عندي وياريتني غلطت فيهالا دي هي اللي عاملة کاړثة وبدل ما تتعاقب تتقدر وصاحب البيت يروح لحد عندها ويعتذر
واستطرد ساخرا من طلبها
مش عوزاني بالمرة أتصل بسعاد وأبلغها تجمع لي العمال كلهم علشان الإعتذار يكون مرضي لعزة هانم!
بس عزة مش شغالة عندكم يا فؤادأنا لحد وقت قريب كنت بدفع لها مرتبها من مالي الخاص لولا تدخل بابا اللي قال لي عيب ده يحصل في وجوديوإكراما لبابا وغلاوته عندي كان لا يمكن أوافق أبدا علشان ما احرجهاش
عزة بالنسبة لي عمرها ما كانت مجرد ست بتساعدني وبتاخد بالها من إبني يا فؤاددي اللي ربنا عوضني بيها عن قسۏة أيامي
تنفس ليقف وتحرك إلى أن وصل إلى مكانها وقابلها الوقوف ليقول
خلاص متزعليش أنا كل اللي بعمله ده من باب الضغط عليها علشان متكررش غلطها تاني وتاخد بالها من تضرفاتها بعد كده
وعلى فكرةأنا كمان بعزها ومستجدعها جدا من اليوم اللي جت لي فيه النيابة علشان
أروح لك البلد وأجيبك من بيت باباك بس ده ميمنعش إننا نعترف إنها غلطت وإن لازم يكون فيه عقاپ رادع يخلي الشخص يتعلم من أخطائه وياخد باله بعد كده
تطلعت عليه ليتابع بأسف وهو يداعب وجنتها بأصابعه
خلاص بقى متزعليش
أقول لك على سر فاكر اليوم اللي عزمتني فيه على العشا علشان تطلب إيدي
تنهدت پألم عندما تذكرت مرارة ذاك اليوم وبشاعته لتتابع شارحة
إنهارت وقتها وأنا راجعة بالعربيةلما وصلت البيت مكنتش شايفة قدامي من كتر الدموعساعة
نزلت كلماتها كخنجر مسمۏم على قلبه العاشق ليهب واقفا وفي غضون ثواني كان يقف أمامها لينطق بطريقة دعابية كي يرفع عنها ما تشعر به من ألم وغصة مريرة إثر ما تجرعته من خزلان على يده بالماضي ومن كلماته الأن
مهو ده من خيبتكما أنت لو ست شاطرة بجد كنتي رديتي على تليفوني بدل ما تعملي لي بلوك وأنا كنت جيت أخدتك في حضڼي ونسيتك كل اللي شوفتيه طول حياتك مش بس اللي شوفتيه الليلة دي
غمز بعينيه وهو ينطق بجملته الأخيرة لتلكزه بصدره قائلة
تحضن مين يا قليل الادب إنتهو أنت فاكرني إيه
دماغك دايما حادفة شمال...قالها بمشاكسة ليتابع حديثه الذي أراد به سحبها من تلك الغيمة من المشاعر السلبية بعدما تقرب منها واقترب من شفتيها
كنت هاخدك وأطير على أي مأذون وأجيبك بعدها على جناحنا وأمسح لك دموعك والروچ كمان
ابتسمت بابتسامة حنون لتنطق بعينين مترجيتين
طب علشان خاطري تيجي معايا تصالحها
أخذ يقلب عينيه بضجر بعدما سأم ذاك الحديث لتتابع بدلال أنثوي
علشان خاطري بقى
زفر بقوة ليخرج ما بداخله من مشاعر سلبية ويتحدث بمشاكسة
بقى هي الحكاية كدهبتستغلي حبي ليك ومكانتك في قلبي وتبتزيني يا إيثار
وضعت يدها خلف رأسه لتداعب خصلات شعره بأناملها الرقيقة وهي تتدلل بطريقة أفقدته صوابه لتنطق برجاء
وحياتي
تنهد براحة وعينين كساهما الغرام وتملك لينطق بلسان قلبه
حياتك بقت أغلى عندي من حياتي نفسها
سألته بدلال ومازالت أناملها الرقيقة تداعب خصلاته كي لا تفقد تأثيرها السحري عليه
يعني هتراضي عزة
نطق والعشق يقطر من حلو كلماته
علشان عيونك أنا أعمل أي حاجة
ضمته لأحضانها لتربت على ظهره بحنان وهي تقول بنبرة تقطر غراما
ربنا يخليك ليا ولا يحرمني من حنانك عليا أبدا
شعر بسكون داخل أحضانها الحنون لم يسبق وتذوقه سوى بضمتهاسحبها من كفها لتتحرك بجواره إلى ان وصلا إلى غرفة عزة الخاصة ودقتها هيلتفتح عزة الباب وتتفاجأ بذاك الصارم يقف أمامها لتنطق بعفويتها المعهودة
فؤاد باشا بجلالة قدره جاي لحد المسكينة عزة هي الدنيا جرى فيها إيه يا ولاد
تصدقي بالله يا عزةبرغم كلامك ولسانك اللي فيه حتة زيادة ده...قالها بجدية لتبتلع إيثار لعابها خوفا وعزة هلعا بعدما أنبت حالها ليتابع ذاك الوسيم بابتسامة جذابة
إلا إن كلامك ومناوشاتنا أنا وإنت وحشتني
انفرجت اساريرها لتنطق على عجالة بسعادة بالغة
إن شالله يخليك يا ابن الأصول
تحدث بما جبر خاطرها
متزعليش مني على حدتي معاك
اتسعت ابتسامتها تحت حبور إيثار الشديد ليسترسل قائلا
بس إنت أكيد عارفة إن نرفزتي يومها كانت خوف على يوسف وإيثار
نطقت بصوت حماسي أظهر كم سعادتها
عارفة وعذراك يا باشا وخلاص مش زعلانة منكيلا المسامح كريم
ضحك على عفوية تلك المرأة العجيبة لينطق بابتسامة
وإنت كريمة يا ست عزة
خلاص مش زعلانة
هتفت بنبرة تقطر حماسا
عمري ما أزعل منكوعلشان أثبت لك من بكرة الصبح هنزل المعادي وأجيب لك أحسن فسيخ موجود عند محلات الباشا
الست دي مش طبيعيةإنت أكيد مچنونة يا ماما
انتفض جسدها لتتراجع للخلف سريعا وهي ترى قدوم ثورته لتقف إيثار حائلا بجسدها وهي تقول بتوسل
وحياتي عندك ما انت متنرفز
كانت عصمت قد تحدثت أمامها في المطبخ أن إيثار تشتهي الأسماك المملحة لكن الطبيبة حذرتهم لبعض المشاكل لذا فقد طلبت من سعاد تحضير سمك التونة المطبوخ مع بعض التوابل والفلفل الحار ليعطي نتيجة مقاربة وبرغم هذا أنظر ماذا فعلت تلك المهرجةرفع سبابته وتحدث بصرامة وحزم
أقسم بالله يا عزةما فسيخة واحدة تدخل البيت لاكون رابطك ومعلقك في المخزن وأحنطك لحد ما تتخللي وتبقي شبه الفسيخة اللي لسة خارجة من الصفيحةوبعدها هفصصك وأبعتك لمحلات الباشا تبيع منك بالكيلو
كانت تستمع إليه بفاه فاره غير مستوعبة كم الڠضب الهائل الذي اقتحم ذاك الحاد لتنطق بمداعبة لتلطيف الأجواء
طب أمانة يا باشا وإنت بتفصص متنساش الليمون والطحينة
ستصيبه حتما بسكتة دماغية بيوم من الأيامتطلع على زوجته التي تطبطب بكفها عليه ونظرات توسولية كي تهدأ من روعه لينطق بذهول
دي بتهزربتقلش يا إيثار
نطقت وهي تسحبه بحدة ليتحركا للأمام
علشان خاطري إهدى ويلا نطلع نتمشى في الجنينة شوية
تطلع عليها لتنطق وهي تشير على فمها
أنا بعد كده مش هتكلم في حضور جنابك خالصحكم إنت قلبتك تقطع الخلف يا باشا
تدخلت إيثار بينهما لتهدئ الوضع وتفض الاشتباك وبعد قليل تحدثت إليه بابتسامة واسعة أظهرت كم سعادتها
على ما تروحوا على الجنينة وتقعدوا هكون عملت لكم كبايتين جوافة باللبن عمركم ما دوقتوا زيهم
إبتسمت إيثار وتحدثت بنبرة حنون
تسلم إيدك مقدما يا عزة
أمسك كف زوجته وتحرك إلى الحديقة لتتجه عزة نحو المطبخ.
إنتهى الجزء الاول من الفصل
إنتظروني غدا مع الجزء الثاني
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني من
الفصل الثالث والأربعون
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
هل شعرت يوما بصمت مريب يحتل كل ما حولك وكأنك تسكن الكون وحدكحياتك ساكنة لا صوت يكسر صمتها المخيف ولا ونيس يحلي مذاق مرارتهايمر يومك دون جديد فاليوم أشبه بالبارحة والبارحة أشبه بما قبلها وهكذاأصبح كل شئ مملا ولا مذاق لهنهاري يمر بلا شئ ملموسأما ليلي فحدث ولا حرجكم كنت أبغض قدومه حين يسدل ستائره السوداء لأغرق في ظلامه الدامس وسط ذكرياتي المؤلمة أجلس وحيد غرفتي أتطلع على جدرانها المرتفعة لتدور عيناي متمعنا بكل محتوياتها حتى أصل ببصري إلى فراشي وأتلمسه بكف يديكم كان باردا لا نفس فيه ولا حياةإلى أن التقيت بسندريلانعم فهي سندريلا حياتي التي ظهرت من العدم لتقلبها رأسا على عقب وبعد أن كنت كارها لكل صنف حواء أصبحت عاشقا لأنفاس إحداهن بل وصلت بعشقها لأعلى درجات الغرامأصبحت أيضا من محبي الليل ومغرما بسكونه حيث يجمعني برفقة حبيبتيدفأت فرشتي وتلونت جدراني كحديقة بفصل الربيع بعدما عثرت على نصفي الأخروالأن فقط أقر وأعلنها بأن فؤاد علام قد إكتمل.
فؤاد علام زين الدين
بقلمي روز أمين
داخل ڤيلا عمرو المتواجدة بأحد الأماكن الجديدةيجلس بصحبة شقيقاه بعدما تم طردهم على يد عائلة والدتهمحالهم يقطع نياط القلوب ومظهرهم يدل على ما تعانيه أنفسهمشعر رؤسهم مشعثا وذقون متروكة حتى انتشر الشعر بها بكثرة وعشوائيةيجلسون ببهو المنزل يشعلون سجائرهم الذي انتشر دخانها بشكل كثيف كاد أن يخنقهمتحدث طلعت پانكسار وقد بدا الحزن والذل على ملامحه
أخرتها إترمينا في بيت في أخر الدنيا يا ولاد سيادة النائبحتى ډفنة أبونا مجرأناش نحضرها
ليكمل حسين على حديثه المؤلم
أنا مش قاطع فيا ومدمرني قد الموضوع دهتلات رجالة يسدوا عين الشمس وفي الأخر اللي يحل على أبويا واحد غريب
هتف طلعت بحدة ظهرت فوق ملامحه الغاضبة
في أي شريعة وأي دين يمنعوا ولاد المېت إنهم يمشوا في جنازته!
بنبرة تملؤها الحسړة تحدث حسين
في شريعة نصر البنهاوي كل شئ كان متاح يا طلعت ولا نسيت إن أبوك الله يسامحه ياما ظلم ناس وأجبرهم على ترك البلد
واسترسل مستشهدا
وأخرهم أهل سمية اللي خلاهم يمشوا ويسيبوا بيتهم من غير حتى ما يبيعوه ويستفادوا بتمنه
نكس طلعت رأسه لتيقنه من صحة حديث شقيقه ليعم الصمت المكاننظر حسين لذاك الذي ينفث دخان سيجارته بشراهة وقبل أن تنتهي يشعل غيرها لينطق متسائلا
إنت ساكت ليه يا عمرو!
أجابه بخفوت وانكسار
وعاوزني أقول إيه يا حسينأنا حاسس إني في كابوس وكل يوم أقوم من النوم أقول أكيد الکابوس إنتهى وهصحى ألاقي نفسي في بيتي
وتابع وهو ينظر أمامه بحنين وحالمية
وأبص على فرشتي ألاقي إيثار ويوسف نايم ما بينا زي زمان
تطلع عليه طلعت وابتسم ساخرا لينطق وهو يحدث حسين
عمرو أخوك بيفكرني بالمثل اللي بيقول خړاب يا دنيا عمار يا دماغي
واسترسل بحدة وهو يرمقه بسخط
بيتنا خرب وأمك وعيالنا وحريمنا اتشردوا في البيوت وده كل اللي في دماغه بنت غانم اللي ادته على قفاه وراحت اتجوزت
طلعت...قالها عمرو بحدة ليسترسل وهو يرمقه بنظرات لائمة ممزوجة بالإزدراء
بلاش تستغل الكلام وزي عادتك تقوم الكل عليا وتطلعني أنا الأهبل والمغيب وإنت العاقل الحكيم اللي مفيش منك إتنين
لينطق بكبرياء وهو يشمله باشمئزاز
والحقيقة هي إن مفيش حد في بيت نصر كله طلع عاقل وحكيم
وحاسب حساباته للزمن غيري
واشار بكفيه يستعرض
متابعة القراءة