انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
ذاك الفارس المجاور لها والذي يحمل يوسف فوق ساقيه من يراهم يعتقد انهم عائلة واحدة وسعيدة
لتنطق عصمت بنبرة حماسية
خلينا نحدد ميعاد لحفلة كبيرة يا باشا نعلن فيها عن جواز فؤاد من إيثار وكمان بمناسبة ترقيته
إلى هنا لم تستطع سميحة الجلوس وهبت لتصعد للأعلى وتركت الجميع يتفقون على موعد الحفل
صدح هاتف فؤاد الموضوع فوق المنضدة ليمسكه ينظر بشاشته ثم ضيق عينيه ليوجه حديثه لها باستغراب
وده عاوز منك إيه قالتها بتعجب لتسترسل
وجاب رقمك منين أصلا!
أجابها بهدوء
خلينا نرد ونشوف
وقف وبسط لها كف يده بطريقة أظهرت كم عشقه وإهتمامه بها لتبتسم له وهي تضع كفها بخاصته ليطبق عليه ويحتويهسارت بجواره متجهين خارج الحديقة إلى أن وصلا لنقطة لن يستطيع أحدا الإستماع إليهم وضغط زر إستقبال المكالمة حيث صدح الهاتف للمرة الثانيةضغط أيضا على زر مكبر الصوت ليستمع لصدوح صوت نصر حيث نطق بحماس
واستطرد بتفاخر
مع جنابك سيادة النائب نصر البنهاوي عضو مجلس الشعب
أجابه بصوت رخيم
أهلا وسهلا يا سيادة النائب إسمك ظاهر لي في ال Truecaller
تنفس نصر الجالس ببهو منزله يجتمع حوله إجلال عمروطلعت وحسين يترقبون لحديثهتابع حديثه قائلا
أهلا بيك يا باشامتأخذنيش إني بكلمك على غير ميعاد أنا خدت رقم تليفونك من واحد حبيبي علشان عاوز جنابك في موضع مهم
قبل ما ياخدنا الكلام حابب أهنيك على الترقيةوصلتني معلومات إن جنابك إترقيت وخدت منصب كبير
اشټعل داخل عمرو المجبر على الجلوس والإستماع لمكالمة والده لذاك الحقېر سارق أحلامهحيث اقتحم حلمه باللحظة الأخيرة ولم يكتفي بخطڤ زوجته بل اكمل على ما تبقى وسرق صغيره الرقيقرد فؤاد بهدوء ورزانة يتميز بهما
اشټعل داخل نصر من غطرسة ذاك المتعالي لينطق بتفهم مفتعل نظرا لمنصبه الجديد ومكانة والده أيضا
مفهوم يا سعادة الباشاكان الله في العون أنا بكلم جنابك علشان ألاقي طريقة أبعت بيها مصاريف يوسف الشهرية
قطبت إيثار جبينها ليسأله فؤاد وهو ينظر لحبيبته
أجابه بنبرة خبيثة أراد بها بث السم وزعزعة العلاقة بين فؤاد وإيثار
إنت قصدك المبلغ اللي المحكمة حاكمة بيه يا باشاتفتكر بردو أن حفيد نصر البنهاوي هيصرف سبعمية جنية في الشهر
واسترسل بكبرياء وغرور
ده أنا بديهم للبت الخدامة اللي عندي تجيب بيهم فاكهة لعيالها وهي مروحة
أنا ببعت ل إيثار
كل
شهر تلاتين ألف جنية جنابكيدوب يغطوا مصاريف حفيدي الغالي
جحظت عينيها فور إستماعها لكلماته الكاذبة وكادت أن تصيح وتكذبه لولا أصبع فؤاد الذي سبقها ووضع فوق شفتها بنعومة ليطمأنها بعينيه مطالبا ب صمتها هزت رأسها تنفي جميع إفتراءته ليرمش بعينيه دليلا على تصديقه لهافهي قد قصت له كل ما يخص هذا الموضوع هو والمحامي الذي احضره لها بالقصر ليتابع القضيةتابع نصر إختلاقه قائلا
ده غير مصاريف المدرسة أنا اللي بدفعها كلها كل ده ببعتهولها مع عزيز أخوها وتقدر جنابك تسأله
إكفهرت ملامحها وبدأت بهز رأسها مستنكرة حديث ذاك الكاذب المضلل والذي يريد به تشكيك فؤاد بها لينطق فؤاد بنبرة قوية واثقة
إسمعني كويس يا سيادة النائبالكلام اللي حضرتك بتقوله ده ملوش أي أساس من الصحة بالنسبة لي أنا كرجل قانون اللي بيوصل إيثار هو المبلغ المدون في دفاتر المحكمة واللي بتستلمه هي كل شهر بشكل رسمي وقانونيتاني حاجة لو سيادتك فعلا عندك النية إنك تصرف على حفيدك بما يرضي الله ويتناسب مع دخلك ومكانتك الإجتماعية إتفضل إعمل ده بشكل قانوني والمبلغ يوصل ليوسف عن طريق المحكمة
هتف نصر متسائلا بحدة
يعني إيه كلامك ده يا باشا إنت بتكدبني ولا إيه!
على عجالة رد فؤاد بطريقة دبلوماسية تستتر بين طياتها تكذيبه لجميع إفترائاته
ياريت متدخلنيش في النقطة دي يا نصر بيهأظن أنا حسمت لك الموضوع من شوية وقولت لك إني رجل قانون وبمشي بالورق والمستندات القانونية عندك مستند قانوني يثبت كلامك أهلا وسهلا معندكش إسمح لي هتعامل مع كلامك كأنه هراء وملوش أي وجود من الصحة بالنسبة لي
إستشاط داخله من عجرفة ذاك القوي ليتراجع سريعا كي لا يكسب عداوة فؤاد ليتابع بمكر وخبث لزعزعة ثقته بتلك الإيثار
أنا فاهم مقصد جنابك وعاذرك إنت بردوا لسة متعرفش مين هو الحاج نصر البنهاوي أنا الحمدلله بتقي ربنا في كل شئ وبخافه
إبتسامة ساخرة اعتلت وجه فؤاد مع هزت رأس استنكارية وهو ينظر لحبيبته العابسة ليمرر أنامله يداعب بها وجنتها الرقيقة كي يطمأنها ويحسها على الإبتسامة ليتابع ذاك المضلل قائلا بزرع بذور الشك
انا بس قولت اشرح لك الوضع لتكون إيثار نسيت تقول لك وتفتكر سعادتك إن سيادة النائب نصر البنهاوي بيدفع لحفيدة مبلغ تافة زي ده
ليستكمل
الخلاصة يا باشا أنا هبعت المبلغ ل إيثار مع السواق بتاعي على قصر جناب المستشار
على الفور خرجت كلمات حاسمة من فم فؤاد لحسم الموضوع
ياريت ماتتعبش نفسك لأني مش هقبل حاجة زي دي وزي ما قولت لك عاوز تبعت حاجة إتفضل خلي المحامي بتاعك يقدم طلب للمحكمة يطلب فيه تعديل وزيادة قيمة النفقة غير كده مش هسمح بدخول مليم واحد لمراتي منك
هتف بنبرة صارمة لصوت قوي
أظن كلامي واضح
واضح يا باشا قالها بتأكيد ليتابع بمكر وشماتة ظهرا بنبرات صوته
بس يعني مش مستاهلة أخلي المحامي يعمل كل ده وأنا كده كده هاخد حضانة حفيدي في أقل من شهر بعون الله
انتفض جسدها وتجلى الهلع بنظراتها لمجرد الفكرة ليجذبها ويحاوطها بذراعه مقربا إياها داخل أحضانه ليستند بذقنه على رأسها بخفة قبل ان يقول
الموضوع ده بقى بالذات نترك الحكم فيه للقانون يا رجل القانونوإنت عارف القضاء المصري عادل وصارم
أجابه على عجالة
أكيد يا باشا وأنا علشان واثق في القانون حاسس إنه إن شاءالله هينصفنا ويرد لي حفيدي واستطرد بدهاء بعدما بحث خلفه واستطاع معرفة بعض المعلومات عنه وعن أسرته
وانا شايف إن ده أنسب لسعادتك كمان أهو على الأقل تفضي لمراتك وتخلف لك منها حتة عيل يشيل
إسمك وتفرح بيه قلب الباشا الكبير
سيادة النائب قالها بحزم وحدة لعدم تقبله لتدخل هذا الحقېر في حياته الشخصية ليستطرد بنبرة أشد حزما وقوة
يا ريت تلزم حدودك وتلتزم بيها لما تتكلم معايا
واسترسل بنبرة صارمة وهو ينهي الحديث دون إنتظار الرد من الطرف الاخر
والوقت مضطر أقفل لأنك أخدت من وقتي كتير مع السلامة
أغلق الخط بوجهه لتبتعد عن أحضانه وهي تهتف بنفي برأسها وملامح وجه مذهولة
متصدقهوش يا فؤادنصر ده راجل كذاب
حاوط ذراعيها بكفاه لينطق مهدئا إياها بنبرة تحمل حنان العالم أجمع
إهدي يا بابا
هزت رأسها لتقسم بنفي لحديث ذاك الكاذب
والله العظيم الكلام اللي بلغك بيه ده ما حصل ولا عمره بعت لي فلوس مع حد
بنظرات عيناي حنون تحدث بكلمات كي يبث السکينة بروحها
يا حبيبي أنا عارف وواثق ومتأكد من كلامك اللي قولتهولي قبل كده هو قاصد يقول الكلام ده علشان يشككني فيك
وتابع بذات مغزى ودهاء
مش عارف إني كاشف كل ألاعيبه القڈرة دي واللي أفظع منها كمان
سألته بعيناي تائهة
طب هنعمل إيه يا فؤاد ده شكله بيخطط لحاجة ومش هيسكت
أخذ نفسا مطولا ثم أجابها بطمانينة
مش عاوزك تقلقي من أي حاجة طول ما أنا جنبكأنا متابع الوضع كويس قوي كل اللي مطلوب منك تنسي خالص الموضوع وتتصرفي على اساس إن يوسف خلاص بقى في حضانتك
إقترب عليها ليحتضن وجنتيها بين كفاه لينطق بعيناي تصرخ من الوله
عاوزين نفضى لنفسنا شوية إنت ناسية إننا عرسان
جداد ومحتاجين نتدلع ولا إيه
أحلا دلع لعيونك يا باشا نطقتها بإبتسامة ساحرة ليرد عليها بعيناي تلتهم ملامحها
والله ما حد باشا غيركعندنا خلخال محتاج يزلزل الجناح فوق
ضحكت بدلال أثار داخله ليتحمحم سريعا حينما لاحظ إقتراب أحدهم عليهما فحول بصره ينظر بترقب لذاك السخيف الذي قطع وصالهما فوجدها سميحةكانت تتطلع على تقاربهما بنظرات حادة وما أن لمحتها تلك العاشقة حتى إلتصقت بزوجها لتلف ذراعها خلف خصره تأكيدا منها على ملكيتها الخاصة لهرمقتها سميحة بحدة ردتها لها إيثار بتحديأخذت نفسا مطولا ثم تحدثت إلى فؤاد بإبتسامة إصطنعتها بإعجوبة
أنا ماشية يا فؤاد
أجابها من باب المجاملة
متخليك معانا النهاردة يا سميحة
إبتلع باقي جملته واطلق تأوها مكتوم على خلفية لكزة قوية قد سددتها له تلك العاشقة التي لكزته بكفها على ظهرهإقتربت عليه سميحة لتسأله
مالك يا فؤاد إنت كويس
كادت أن تتمسك بكفه فابتعد للخلف سريعا لينطق بمغزى
هبقى كويس إن شاء الله
نطقت بجدية بعدما لاحظت ابتعاده المتعمد
أوك أنا مضطرة أمشي حالا علشان بابي مستنيني على الغدا بس متقلقشهروح البيت أظبط شوية حاجات خاصة بشغلي وهرجع تاني
واسترسلت وهي تنظر إلى إيثار بتحدي
هقعد معاكم يومين بحالهم قبل الحفلة
تنوري يا روحي قالتها إيثار بصوت رخيم مع إبتسامة صفراء بادلتها الأخرى بمثيلتها لتجيبها بعدم تقبل ظهر جليا بنظراتها
ميرسي
باي باي يا فؤاد نطقتها بغنچ وهي تقترب عليه إستعدادا لتقبيله وبلمح البصر كانت تلك العاشقة تقف حائل بينهما لتتراجع الاخرى سريعا وباتت ترمقها بنظرات ڼارية وذهول لتقطع حبل أفكارها تلك التي نطقت باستخفاف
Sorry يا روحي
وتابعت بتملك ظهر بعينيها الحادتين وهي تقف أمام رجلها بشراسة
من النهاردة مش هينفع تقربي من فؤاد بالشكل ده تاني
أشارت بكفها باستخفاف وهي ترمقها بتقليل
إنت بتقولي إيه إنت عارفة فؤاد ده بالنسبة لي إيه!
اجابتها بازدراء ونظرات ڼارية
إبن عمكيعني لا أبوك ولا أخوك ولا جوزك علشان تحضنيه بالطريقة السخيفة والغير مقبولة دي
أنا مالي بأفكارك المتخلفة دي قالتها باستهجان وهي ترمقها باستخفاف لتتابع برفض تام لتصرفها
ثم إنت مالك أصلا أحضنه ولا ما أحضنهوش
كان يتطلع على حبيبته وهي تدافع عن حقها به بمنتهى الشراسة
بقلب يرفرف من شدة سعادتهما أسعده من رجللقد كانت اقصى أمانية منذ القريب أن تسمح له تلك العنيدة الدخول لجنتها أما الأن فهي تقف بوجه إمرأة أخرى لتدافع عنه بقوة حيثت نطقت بمنتهى الۏحشية كنمرة
ده مالي وحلااليده جوزي يعني ملكية خاصة وممنوع الإقتراب زي ما بيقولوا ومن النهاردة مشوفكيش تقربي منه بالشكل السخيف اللي عملتيه إمبارح لأني مش هسمح لك
صاحت بحدة وهي تستنجد به
فؤاد إنت ساكت لها ليه
شعرت وكأنها فراشة تتراقص على أنغام كلماته التي تجزم على انها لم تستمع نغمات أرق منها طيلة أعوامهاأما سميحة فتطلعت إلى رجل حياتها التي لم تتمنى سواه بحياتها
متابعة القراءة