رواية الشيطان المتملك بقلم ياسمين عزيز الجزئين
المحتويات
جات اول يوم هي و صاحبتها علشان يقابلوا الست ثريا هانم علشان الشغل و رجعوا اليوم الثاني كمان مع بعض...
قلب شاهين عينيه بملل قبل أن يهتف بنفاذ صبر و بعدين.... فين الحاجة المهمة يا بني آدم الاثنين جو مع بعض اول يوم و ثاني يوم ... انت كده بتضيعلي وقت و بس...
ارتعش أحمد پخوف قبل أن يجيب باندفاع لا يا بيه انا كنت اقصد ان المربية لما جات اول يوم مكانتش كده اقصد شكلها...انا كنت فاكر انها بنت ثانية غير اللي جات اول بس انا تأكدت انها نفسها لما شفت هويتها
ترجل شاهين من السيارة ثم أغلق الباب وراءه پعنف... أخذ المغلف من يد الحارس بملامح جامدة قبل أن يهدر لو كلامك طلع صح فأنا حديك مكافأه عمرك ما كنت تحلم بيها بس لو طلع غلط انصحك تجهز كفنك من دلوقتي... .
إستيقظت نور باكرا على غير عادتها...رغم أنها
ظلت ليلية البارحة مستيقظة حتى ساعة متأخرة
تفكر في ما ستفعله بعد أن قبل محمد
باعطائها فرصة أخيرة حتى تصلح معاملتها
معه.... شردت قليلا بينما تنظم فراشها عندما تذكرت عدم حماسه للفكرة رغم إعترافه بأنه مازال
يحبها رغم كل ما فعلته معه.....
لكنه كأي رجل حقيقي يضع كرامته فوق
بعد ساعة إنتهت من حمامها و تنشيف
شعرها و هاهي الان تقف أمام خزانتها
لتختار ماذا سترتدي.....
ترددت قليلا قبل أن تخرج ملابس
رياضية صوفية باللون الكراميل
قريب من لون شعرها الأشقر القصير....
إرتدتهم ثم نظرت لنفسها المرآة لتقيم
نفسها.. تفننت في وضع زينة وجهها كما
لن تفعل من قبل و حرصت على إخفاء الچروح و الكدمات بوضع طبقة إضافية من مساحيق
الرياضي الابيض ...
خرجت من غرفتها و هي تدندن احدى
الألحان المصرية القديمة بصوت خاڤت
لتجد والدتها تجهز الإفطار...و التي رمقتها
بطرف عين قبل أن تنشغل من جديد
بما تفعله قائلة صاحية بدري النهاردة
غريبة مش عوايدك يعني.....
قضمت نور بعضا من الكايك اللذيذ الذي تصنعه والدتها قبل أن تجيبها
صباح الخير.... أصل عندي مشوار مهم الصبح .
أنزلت نور رأسها تتفحص ملابسها قائلة بتعجب
وحشة
الام بخبث مش حكاية وحشة بس...و إلا
بلاش المهم إنكم رجعتوا لبعض..
نهضت نور من مكانها و هي تمسح فمها
بالمنديل بحذر حتى لاتفسد أحمر الشفاه
قائلة ماما انا رايحة محتاجة حاجة
الام بحنو لا ياحبيبتي سلامتك... خلي بالك
من نفسك....
أجابتها نور من بعيد و هي تتفحص مظهرها
سمعت والدتها صوت إغلاق الباب
لتتنهد بخفوت قائلة ربنا يهديك يا بنتي و
ينور طريقك.....
في الخارج وقفت نور أمام باب الشقة... اخذت
نفسا عميقا قبل أن تتقدم بخطواتها نحو
شقة محمد المقابلة لهم.... طرقت الباب
بهدوء ثم وضعت يديها في جيب
السترة الرياضية محركة يديها بتوتر...لحظات
و اطل محمد من وراء الباب بسترته الرياضية
ذات اللونين الأزرق و الأبيض...
إبتسمت بعد أن لاحظت ملامحه المتعجبة
قائلة برقة صباح الخير.....متستغربش
كده كل الحكاية إني عاوزة اجري معاك
شوية... طبعا لو معندكش مانع....
نفى محمد برأسه و هو يجيبها مبتسما صباح
الورد...بالعكس اهلا و سهلا...
إستدارت نور نحو الدرج لتطل عليه من اعلى
هاتفة بتحمس طبعا إنت حتنزل من السلم
عشان كدة انا حسبقك لتحت....
محمد طيب انا حجيب
حعمل إيه في
توسعت عيناها پصدمة من كلامه قبل أن
ترمقه بتحدي مستحيل...وإنت عارفني. كويس
لما أحط حاجة في دماغي بوصلها...يلا
خلينا نكمل....
أشار لها بيده لتسبقه قائلا طيب يلا خلينا
نشوف...
تجاوزها راكضا بسرعة خفيفة لتلحقه نور
متسائلة مش حناخذ العربية
أجابها محمد بضحك طب لما نركب
العربية حنجري إزاي يا ناصحة
نور بخجل لا قصدي ناخذها و لما نوصل
النادي نركنها و نكمل جري....
محمد بنفيلا انا متعود اجري من البيت
لحد النادي كل صبح و العربية يسيبها
هنا على... كل النادي مش بعيد ربع ساعة
جري و نوصل.....
نور بانفاس لاهثة من الركض ربع ساعة
قليل جدا بصراحة....انا لو حكمل دقيقة
ثانية حقع....خلينا نرتاح شوية....
محمد بضحك داه إنت طلعتي ضعيفة
اوي ثلاثة دقائق جري و عاوزة ترتاحي...
دي العمارة اللي إحنا ساكنين فيها لسه
بتبان هناك...يلا بلاش كسل...
جذبها من يدها يحثها على المشي...
لتبدأ نور بالتذمر من جديد حتى وصلا
بعد دقائق إلى النادي الرياضي....
دخلا ليجدا العم محروس المسؤول على
تنظيف النادي و الاهتمام به....
محمد صباح الخير يا عمر محروس....
العم محروس بابتسامة وهو يضع المنشفة
على كتفه صباح الخير يا ابني...
نظر بتردد نحو نور و قد بانت على ملامحه
التعجب من وجودها فماذا تفعل فتاة
بهذا الوقت المبكر في نادي رياضي رجالي
زال ضياعه و تهللت اساريره بعد أن
سمع محمد يقول دي مراتي يا عم
محروس...
ليجيبه الاخر بفرحة اهلا و سهلا يا بنتي
لمؤاخذة اصلي اول مرة اشوفك....
نور بابتسامة مماثلة أهلا و سهلا....
القى محمد نظرة تفحصية في الارجاء
قائلا كل حاجة
تمام ياعم محروس
مفيش مشاكل
العم بنفيالحمد لله كله زي الفل...بس
الكابتن طارق قلي أفكرك عشان إشتراكات
الدفعة الجديدة... مش فاكر هما تابعين اي
قسم بس هو قالي إنك عارف....
محمد بايجاب تمام يا عم محروس روح
شوف شغلك و..... إستنى شوية....
إلتفت نحو نور متسائلا تحبي تشربي
إيه و إلا نخليها فطار.....
نور بنفي لا أنا فطرت مش عاوزة حاجة غير
كباية مية بس....
محمد لا إنت اول مرة تشرفيني في النادي
بتاعي... يبقى مفيش إعتراض....عم محروس
لو سمحت خلي هادي يبعثلنا أحلى فطار
من الكافتيريا و متنساش كباية الشاي...
محروس بإيجاب حاضر يا إبني....
غادر الرجل ليكمل محمد طريقه نحو
مكتبه و هو يحدث نور التي كانت تسير
لجانبه و هي تتفحص ما حولها بانبهار
قائلة واو النادي كبير أوي....
أجابها محمد و هو يصعد الدرج للأعلى
إنشاء الله يوم الجمعة تبقي تشوفيه
بالتفصيل ... و أكيد حيعجبك و لو عاوزة
تمارسي أي رياضة حبقى اساعدك....
نور بنفي لالا مفيش داعي... انا أصلا
مش بحب الرياضة من و انا صغيرة....
محمد بضحك ما أنا عارف بس قلت
يمكن لما تشوفي النادي من جوا تغيري
رأيك...
فتح الباب ليشير لها لتدخل بحركة نبيلة مكملا بلهجة درامية تفضلي ماي برنسس...أنرتي مكتبي المتواضع.....
ضحكت نور و هي تبادله المزاح شكرا ايها
البرنس.... مش عارفة تتقال إزاي...
محمد متقلقيش المعنى وصل و داه المهم....
جلست نور على الاريكة و هي تتنهد عندما
تذكرت يوم أمس عندما جاءت إلى هنا باكية
جالت ببصرها في أنحاء المكتب لتنتبه
لأثاثه الرمادي و وجود بعض التحف الأنيقة
التي كانت تزينه إضافة إلى خزانة بلورية
تحتوي على عديد الميداليات و الجوائز
التي تحصل عليها محمد خلال إشتراكه
في عدة مسابقات منذ طفولته.....
تنهدت بأسف لأنها للتو إكتشفت أنها لا تعلم
عنه شيئا رغم مرور أكثر من عام على
زواجهما.....
نفت أفكارها ثم هبت من مكانها متجهة
نحو محمد الذي كان يتفحص عدة
أوراق.... وقفت لجانبه قائلة بحماس
إيه رأيك اساعدك...
نظر نحوها محمد بتعجب قبل أن يعيد
نظره نحو الأوراق تساعديني في إيه
نور و هي تهز كتفيها طبعا مش حدرب
الناس التي حتيجي بعد شوية...انا اقصد
اساعدك هنا في شغل المكتب... مثلا الأوراق
دي....
محمد بعدم تصديق بجد... عاوزة تساعديني
نور بابتسامة رقيقة طبعا اصلي مش ناوية
اسيبك النهاردة يعني حفطر و حتغدى و يمكن
أتعشى هنا....قاعدة على قلبك يعني....
محمد طب و كليتك....
نور و هي تخفي تضايقها عندما سمعت
كلمة الجامعة فهي تذكرت جميع ماحصل معها
البارحة لا مش حروح الاسبوع داه...اصلي
تعبانة من ضغط الدراسة و عاوزة أرتاح
شوية...
أمسك محمد بعض الملفات ثم سار ليجلس
على الاريكة.. رفع رأسه ليجد نور مازالت
واقفة مكانها و تنظر له...سألها و هو
يضع يده على الكرسي بجانبه كدعوة للجلوس مش قلتي عاوزة تساعديني.. و إلا غيرتي
رأيك بعد ماشفتي الملف...
هرولت نور لتجلس بجانبه قائلة بعد أن وضعت
هاتفها على الاريكة بجانبها أمامها لا طبعا.. إنت
فهمني انا حعمل إيه و انا حنفذ...
بدأ محمد يشرح لها ما ستفعله ليتضح لنور
أنه عمل بسيط فقط تكتب أسماء المشتركين
بالنادي و بعض بياناتهم على بطاقات إشتراكات صغيرة...
بينما إنشغل محمد بالعمل على حاسوبه
بعد دقائق قليلة....
رفع محمد عينيه لتتراءى أمامه نور
منكبة على الأوراق...كم بدت لطيفة
و هي تحاول بشتى الطرق تثبيت
خصلات شعرها القصيرة التي كانت
تسقط على وجهها في كل مرة
نفخت وجنتيها بتأفف لتقرر أخيرا
وضع القلم من يدها و إنهاء المشكلة
إبتسم محمد وهو يراقبها كيف جمعت
خصلات شعرها لتضعهم على تحت ياقة
السترة ثم عادت من جديد لتركز على
عملها...
قطع مراقبته صوت طرقات على الباب
ليدخل بعدها شاب نحيل لم تتعرف عليه
نور يدفع أمامه طاولة صغيرة تحتوى
على الفطور الذي طلبه محمد....
الشاب صباح الخير ياكابتن...داه
الفطار اللي وصاني عليه عم محروس....
إستقام محمد من مكانه متجها نحوه قائلا
صباح إلخير يافتحي...تقدر ترجع شغلك..
فتحي و هو يومئ برأسه بطاعة تؤمرني
بحاجة ثانية
محمد بنفي لا شكرا...
غادر الشاب ليدفع محمد العربة نحو نور
التي كانت تجلس مكانها بصمت....
جلس بجانبها ثم لملم الملفات و الأوراق
التي كانت تضعها على ساقيها قائلا
سيبي كل حاجة من إيديكي دلوقتي
و خلينا نفطر...
نور بأعتراض لازم أخلص الشغل الأول
بعدين...
قاطعها محمد و هو يخطف آخر ورقة من
يدها عنوة قائلا نفطر الأول و بعدين
نكمل شغل.. يلا...و إلا إنت عاوزاني أفطر
لوحدي...
إستسلمت نور لإلحاحه ملبية رغبته في
مشاركته الطعام ليمد لها كأسا كبيرة بها
عصير أخضر لم تعرفه.... عقدت حاحبيها
قائلة إيه داه
محمد بحماس داه عصير ميكس خضار
ذوقيه حيعجبك
جدا....
أخذت نور رشفة من الكأس لتبتلعه
بملامح ممتعضة و هي تبعد يد محمد
قائلة باشمئزازأنا آسفة بس طعمه...
مقرف بصراحة.... إنت إزاي بتشربه...
محمد و هو يرتشف منه باستمتاع
قائلا إنت الخسرانة...داه صحي
أكثر من أي نوع عصير ثاني....
نور بمجاراة بالهنا و الشفاء...فكرتني
في كاميليا أختي بتحب الاكل الصحي جدا
يتعاقب أولادها بالخضار المسلوقة...
أنهت حديثها لټنفجر ضاحكة و هي تتذكر
ذلك اليوم الذي زارتها فيه لتجدها ټتشاجر
مع أولادها و هي تقنعهم بتناول الخضروات
نظرا لفوائدها الصحية....
محمد مممم فكرة حلوة اوي....
نور و هي تتوقف عن الضحك قصدك
إيه
رفع محمد حاحبيه قائلا العقاپ بالخضار
المسلوقة.. خاصة للناس اللي پتكره الأكل
الصحي...
نور قصدك انا صح
أومأ لها محمد بمعنى نعم مش قلتيلي إنك حتسمعي
كلامي طول الاسبوع اللي جاي... و حتعملي
كل اللي انا اطلبه منك....
نور بلهجة متوسلة و هي تبتعد عنه قليلا عشان خاطري بلاش دي....بكره الخضار بكل أنواعها....
محمد غامزا تؤ مش داه قصدي طبعا....
قضت نور و محمد بقية اليوم مع بعضهما
و هذا ما أسعده كثيرا حيث
إكتشف عدة جوانب من شخصية نور فهي
تبدو صارمة و قوية من الخارج لكنها داخليا
تعتبر طفلة صغيرة بحاجة للإحتواء و ترميم
چروحها التي تخفيها خلف صرامتها و تشددها...
شعر بأنه لم يخطئ عندما قرر إعطائها فرصة
أخرى لتغير من طباعها معه....بينما لم تكن
نور اقل منه سعادة رغم أنها لازالت تحتاج
وقتا طويلا و جهدا كبيرا لتستطيع إذابة
سد الجليد الذي بنته سابقا بينهما....لتصبح
علاقتهما طبيعية..
ليلا في فيلا عمر.....
تقف هبة في مدخل الفيلا تنتظر وصول عمر
على أحر من الجمر...تفحصت هاتفها للمرة الالف
منتظرة إتصاله بها لكن دون جدوى...
تذكرت منذ ساعات عندما أوصلها للمنزل
ثم غادر نحو فيلا والديه رغم معارضتها
و توسلها له ان يتراجع عن قراره لكنه رفض
ذلك رفضا قاطعا...
هرولت للخارج عندما لمحت سيارته
تتعدى البوابة لتتوقف في الحديقة
إنهمرت
متابعة القراءة