رواية الشيطان المتملك بقلم ياسمين عزيز الجزئين

موقع أيام نيوز

پبكاء و قد عادت لها نوبة
چنونها من جديد أنا.... قلتلك أنا...
أنا السبب في كل حاجة .
ضړبت وجهها و رأسها بقوة بكفيها
مما أثار فزع الجالس بجانبها ليمسك
بسرعة كلتا يديها جاذبا إياها نحوه
حتى أصبح وجهها ملاصقا لوجهه لا
يفصل بينهما سوى إنشات قليلة...
اخفضت نور عينيها رافضة النظر في
وجهه و كأنها خائڤة من مواجهته... تشعر
بداخلها بالخجل و الذنب مما فعلته معه
رغم حقارتها و نذالتها معه إلا أنه مازال يهتم لأمرها....يبدو أن ميار كانت محقة فمحمد
مختلف....
تركها عندما شعر بسكونها لتنهد بصوت مسموع
قبل أن يهتف للمرة العاشرة بنفس السؤال لكن
هذه المرة بنبرة مصرة نور... إتكلمي انا أعصابي
خلاص بازت و مش قادر أستنى أكثر من كده
يا تحكيلي إيه اللي حصل يا حنزل أكتشف بنفسي.
فركت نور يديها مكان قبضته بتوتر قبل أن تستجمع
شجاعتها و تتحدث باقتضاب كاميليا... أختي
لما تجوزت شاهين الألفي كنا مش مصدقين اللي
حصل و.... كنا فرحانين جدا خصوصي انا و كريم
جوز أختنا بقى..... راجل غني و عنده فلوس
كثير و حيساعدنا و يخرجنا من الفقر اللي
إحنا عايشينه.....كنت أنانية جدا و مش
شايفة حاجة الفلوس عمت عينيا....فاكرة
كويس آخر يوم ليها في بيتنا القديم
مكانتش فرحانة زي اي عروسة...كانت بتخفي
خۏفها و قلقها علينا كلنا عشان متبوزش
فرحتنا...مكانتش عاوزة تحسسنا بحاجة
كاميليا أختي ضحت بنفسها عشاننا...عشان
تعالج بابا و اقدر انا و اخويا نكمل تعليمنا
اللي كنا مهددين في اي لحظة إننا نسيبه
عشان معندناش فلوس.....
مسحت دموعها قبل أن تتابع...كان بيهددها
يا تتجوزه يا حيدمرنا و طبعا داه شيئ سهل
جدا عنده...و هي قبلت.... قبلت يا محمد
لكنها رغم ذلك واصلت أنا كنت خاېفة... خاېفة
مكنتش عاوزة ابقى زيها...انا و الله مش معترضة
عشانك إنت.... بالعكس إنت راجل تحلم بيه
اي بنت.... بس أنا كنت بتخبط يمين و شمال
و مكنتش قادرة احكيلك....السر داه كنت شايلاه
لوحدي.. مقدرتش احكيه لأي حد عشان مينفعش
حد يعرفه....انا مش قادرة أتحمل يا محمد
أنا تعبت و مش عارفة اعمل إيه و

عشان
عبيطة أول حاجة فكرت فيها إني مش حتجوز
طول عمري....
أطلقت ضحكة قصيرة مستهزئة مضيفة
مش قلتلك عبيطة...
مسح محمد وجهه بحيرة غير مصدق
لما يسمعه...حقائق غريبة اشبه بالخيال
فلطالما تعجب محمد من عشق شاهين
المفرط لزوجته حتى أنه تمنى أن في
يوم من الايام أن تكون حياته مع زوجته
كحياتهما....و هاهي نور الان تصدمه
بحقائق مغايرة للواقع....
إلتفت نحو نور التي لم تتوقف عن البكاء
ليشعر بالشفقة نحوها...بالرغم من انها لأول
مرة تتحدث معه هكذا دون قيود او أقنعة...
لأول مرة يعلم ماتفكر به لا و أيضا تشاركه 
مشاعرها... يبدو أنه يوم المعجزات بالنسبة لمحمد.....
هتف بصوت هادئ رغم تزاحم الأفكار
داخل رأسه طيب انا ممكن أساعدك
في إيه مش عارف يعني لو عاوزة تتكلمي
او تفضفضي.. انا 
يحق له ان يرفض فبعد كل مالاقاه منها
جفاءها و صدها له كلما حاول أن يتقدم
بعلاقتهما....لم تهتم به يوما او تشاركه
اي تفصيل من حياتها كباقي الأحباء...
يركض وراءها من مكان إلى آخر حتى
يلفت إنتباهها بالهدايا الفاخرة و دعوتها
للخروج بمناسبة او بدونها.... فماذا قدمت
له هو... قلبها يكاد يخرج من مكانه و هي
تنتظر جوابه...رغم توعدها بداخلها انها
لن تتركه مهما كان جوابه....
إستيقظت ليليان من غفوتها القصيرة
لتجد نفسها نائمة على سرير في غرفة
غريبة تحتوي على خزانة صغيرة و أريكة
باللونين الړصاصي....رفعت الغطاء عنها
لتتفاجئ بنفسها عاړية... إتسعت عيناها
بدهشة و كانت ستصرخ لو لا ذكريات
الصباح التي تدفقت داخل رأسها في هيأة
مشاهد متفرقة...
تمتمت بانزعاج و هي ترمي رأسها على الوسادة
إيه اللي أنا عملته داه
لفت جسدها بالغطاء ثم بدأت بالبحث عن ملابسها
التي للأسف لم تجدها...عادت لتجلس مرة
أخرى على الفراش مقابل الباب و هي ټضرب
رأسها بكفها قائلة بحنق عجبك كده اهو
بقيت محپوسة بالمنظر داه..
أضافت بحزن و عيناها تلتمعان بالدموع لشعورها
المرير بالذل و الإهانة
بعد ما وصل للي هو عايزه سابني مرمية
هنا زي....أي وحدة من بنات الشارع....
أجهشت بالبكاء و هي تعض أناملها حتى
تمنع خروج شهقاتها.. تزامنا مع دخول أيهم
للغرفة وفي يده عدة أكياس...
رمى الاكياس جانبا ثم إنحنى على ركبتيه أمام ليليان ليدير رأسها نحوه و
يحيط وجهها بيديه
الفصل السابع الجزء الثاني
تعالت أصوات أنفاسها المخټنقة بدموعها لتغلق عينيها و أمل احمق تنامى بداخلها تتمنى ان كل ماتمر به مجرد كابوس...
كتمت أنفاسها التي امتلأت برائحته المميزة التي تمقتها... رائحة عطره الفرنسي الفاخر الممزوجة بالسچائر عندما جذب وجهها اليه ليمرر أنفه على خدها المبلل بدموعها و هو يهمس بصوت خاڤت مخيف جعل تتجمد حرفيا في عروقها
اعقلي و بلاش تستفزيني اكثر.... آخر الشهر داه حنتجوز يعني كمان اسبوعين... كوني مطيعة و نفذي اللي بقلك عليه متخليش اقلب الوش الثاني انا مچنون و انت عارفاني كويس بتحبيني بتكرهيني مش مهم المهم انك حتكوني ليا في الآخر.
ترددت كثيرا قبل أن تهمس هي الأخرى بصوت منكسر انا بنت عمك ليه بتعمل فيا كده
ابعدها عنه قليلا ثم نظر الى وجهها الفاتن قبل أن يجيبها عشان انت الوحيدة اللي تحديتيني رفضتي ايهم البحيري اللي كل البنات بتتمنى إشارة منه... عاوز اكسرك و أذلك علشان نظرة الكبرياء و الغرور اللي في عينيكي تتمحي...انا كان ممكن اعمل كده بطرق ثانية كثير يعني مثلا آخذ منك اللي انا عاوزه و بعدين ارميكي او اصورك شوية صور حلوة ملي في بالي ساعتها حخليكي تبوسي جزمتي علشان ارضى عليكي....
ليليان و هي تكتم المها أرجوك يا أيهم بلاش... سيبني في حالي و انا اوعدك مش حتشوف وشي ثاني.... انا حسافر برا و مش حرجع.....
أيهم و هو يقاطعها بحدة زادت من ارتجاف و بكائهامش حتروحي لأي مكان... و الله يا ليليان لو فكرتي تهربي ثاني ماحرحمك المرة دي...يلا دلوقتي روحي اغسلي وشك الحلو داه و روحي البيت ماما مستنياكي.

رفع سماعة هاتفه ليستدعي احدى الممرضات و معها الدواء المناسب قبل أن يعود و
وقفت هبة على رصيف احد الشوارع محاولة إيقاف سيارة أجرى لتقلها الى جامعتها نظرت بتأفف الى ساعتها و هي تتمتم بغيظ انا تأخرت أوي اكيد مش حلحق على أول محاضرة...
تراجعت بذهول و هي ترى سيارة فاخرة تتوقف أمامها فجأة... ليترجل عمر منها و ملامح وجهه الغاضبة لاتبشر بالخير 
مش ناوية تعقلي بقى و تبطلي لعب عيال.
نظرت هبة حولها بتوتر مخافة ان يراها أحد و هي تحاول باستماتة جذب يدها لكنها فشلت...لتهتف بحنقانت تجننت سيب إيدي.. عاوز مني أيه ابعد عني و ملكش دعوة بيا.
مسح عمر على وجهه قبل أن يهدر بعصبية متستفزينيش يا هبة احسنلك...تعالي حوصلك الجامعة و بالمرة نتكلم.
تراجع عمر برأسه على كرسي السيارة و هو يغمض عينيه بتعب متمتما برجاءو النبي يا بيبة اسكتي دلوقتي انا مش ناقص بقالي اسبوع منمتش ساعتين على بعض بسبب الشغل علشان شريكي كان مسافر اول ما جا جتلك على طول....تأملت هبة ملامحه المتعبة للحظات قبل أن تخفض نظرها بخجل و توتر.
تجلس عمر في مقعده قبل أن يحرك السيارة باتجاه الجامعة...ابتسم بسعادة و هو يلتفت بجانبه بين الحين و الاخر.
كزت هبة على أسنانها بغيظ قبل أن تهتف انت بتضحك ليه...شايفني

اراجوز قدامك .
قهقه عمر بخفة و لم يجبها لتتوه هبة بمظهره الرجولي الوسيم الذي خطڤ عقلها منذ ذلك اليوم الذي رأته في حديقة الفيلا...
ضغطت على باطن كفها بقوة حتى تطرد تلك الأفكار
في عقلها لتتفاجئ بيده تحتوي كفها بنعومة و يمرر ابهامه على الاحمرار الطفيف الذي ظهر على بشړة يدها مكان الضغط.
ابتلعت ريقها بتوتر قبل ترفع بصرها نحوه بحذر لتجده يرمقها بنظرات حانية لم تفهمها.... ازدادت دقات قلبها عڼفا و حرارة غريبة اجتاحت كامل ...
انها نفسهاتلك النظرة التي كانت تراها في عينيه قبل سبع سنوات كلما مرت بجانبه او اعترض طريقها.
مرت دقائق قصيرة صامتة قبل أن يتوقف بسيارته أمام مبنى الجامعة...التفتت هبة بوجهها الى جهة باب السيارة استعدادا للنزول لتتفاجئ بأنه مقفل رفعت انظارها الى الجالس بجانبها لتجده يستند برأسه على مقود السيارة ...
ضحكت بخفوت على مظهرهه قبل تتمالك نفسها و تقول برقةعمر... ممكن تفتح الباب علشان انزل.
همهم عمر بأعتراض قبل أن يهتف تؤ.. خليكي جنبي كمان شوية.
هبة باستنكارانا تأخرت على المحاضرة لازم انزل.
عمر فاضل نص ساعة على محاضرتك التانية.
عقدت هبة حاحبيها دلالة على تعجبها ليقاطعها صوته من جديد متستغربيش.. انا حافظ الجدول متاع محاضراتك.
هبة طيب خليني انزل مش معقول حتفضل في الشارع.. و انت كمان باين عليك تعبان...
قاطعها عمر و هو يلتفت إليها بكامل جسده.. أمسك كفيها بين يديه وهو يتفرس في ملامح وجهها الناعمة قبل أن يقول تعبان اوي يا هبة و راحتي في ... اللي تمنيته من سنين و حرمتيني منه بكل قسۏة بس دلوقتي انا رجعت و مش حستسلم ابدا عارفك ليه علشان انت من حقي...
حاولت هبة التملص منه و هي تردد بتلعثم انت بتتكلم على إيه احنا مكانش في بينا حاجة و لا عمره حيكون..متنساش انت تبقى مين و انا....
عمر بصړاخ و قد احمرت عيناه بشكل مخيف و برزت عروق يديه التي زادت من ضغطها على معصميها حتى كادا يهشمهما اسكتي مش عاوز اسمع الكلام الفارغ داه... احنا كنا بنحب بعض انت صح كنتي صغيرة بس انا كنت كبير و فاهم كويس... انت كمان كنتي بتحبيني يا هبة بس كنتي خاېفة و انا معرفتش اتصرف او يمكن الظروف مكانتش ملائمة دراستي و شغلي كنت لسه بأبتدي حياتي بس دلوقتي خلاص... رجعت و مش حسيبك ابدا و تبقي عبيطة لو فكرتي انك حتغيري رأيي بكلامك اللي ملوش لازمة داه... حتوافقي يا بيبة و حنتجوز انا خلاص جبت أخري 3
حتفضلي جنبي و مش حتتخلي عني ابدا.
أدارت هبة وجهها متحاشية نظراته المترجية و هي تغلق عينيها بضعف كم تتمنى ان تلقي بنفسها بين أحضانه و تخبره بأنه على حق و انها تحبه بل و تهيم به لكنها لا تستطيع...
قلبها لا يتحمل ۏجعا آخر لا تريد أن تعد نفسها و تمنح قلبها آمالا مستحيلةفتحت عينيها عندما حاوط عمر وجهها بيديه هامسا من جديد اوعديني يا هبة.
الساعة الرابعة عصرا
نزل شاهين درج الفيلا الخارجي متجها الى سيارته التي توقفت بالقرب منه ترجل منها الحارس ليعطي المفاتيح لسيده ثم ينحني انحناءة خفيفة قبل أن يشير له شاهين بالمغادرة...
كان على وشك إغلاق الباب عندما سمع أحد الحرس يناديه... تأفف بضيق قبل أن يسمح له بالاقتراب قائلا بلهجة آمرة عاوز إيه يا أحمد.
تنحنح أحمد منظفا حلقه قبل أن يقول بارتباك شاهين بيه في حاجة... مهمة حضرتك لازم تعرفها بخصوص. ...
شاهين بحدة بخصوص إيه اتكلم
أحمد بتوتر بخصوص المربية سعادتك... اللي اسمها كاميليا.
نظر له شاهين بتساؤل و قد ظهرت على ملامحه بعض الاهتمام ليتشجع الاخر و يكمل البنت دي
تم نسخ الرابط