انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
قلبها تدق بوتيرة مرتفعة لدرجة أنها تستمع لها وتشعر بقوتها لم يكن الحمل الأول لها لكن ظروفه تختلف كليا فحبيبها يستحق أن تزف له البشارة بذاك الخبر المنتظر له ولعائلته بالكامل تلون الإختبار فقد ظهرا الخطان بوضوح لكنها أرادت التأكد أكثر قبل الإفصاح عن الخبر فلن تغامر بمشاعر حبيبها أبدا
توجهت للحديقة تناولت طعامها دون شهية ودخلت المطبخ لتجد الجميع يعملون على قدم وساق لتجهيز وجبة الغداء فقد تخطت الساعة الثانية عشر ظهرا وقفت سعاد لاستقبالها تنحني للأمام وهي تتحدث بجدية نظرا لطبيعة عملها
أجابتها ببشاشة وجه وهي تقبل عليهم
أنا جاية أعمل فنجانين قهوة ليا ولعزة
نظرن جميعهن لبعضهن باستغراب أما عزة الجالسة بجوارهن حول الطاولة فابتسمت بحبور وحنين لتنطق سعاد بنبرة جادة
حضرتك تقدري ترتاحي في الرسيبشن والقهوة هتيجي لحد حضرتك
بابتسامة بشوش وتواضع أجابتها
ونظرت لعزة بحنين وحب لتسترسل
أصلي وعدت عزة إننا نشرب قهوة مع بعض في الجنينة وأنا اللي هعملها لها بنفسي
نظرن جميعهن إليها وابتسمن لتواضع تلك الجميلة فبرغم أنها أصبحت سيدة القصر المستقبلية بكونها زوجة الوريث الوحيد لعلام زين الدين لكنها تتعامل مع الجميع برقي وبساطة ولا تتعالى على إحداهن عكس تلك النجلا التي كانت تعاملهن بمنتهى الغرور والتعالي إبتسمت المرأة وتحدثت بلباقة واحترام زاد أضعاف ما قبل هذا الموقف النبيل
متشكرة يا مدام سعاد...قالتها لتتحرك نحو موقد الغاز لتهب عزة وتقترب منها لتساعدها جلبت لها وعاء القهوة وأخرى أشارت لها على السكر ومسحوق القهوة وبدأت هي بصنعها بكل الحب وبعد قليل تحركت بجوار عزة التي حملت الصينية واتجهتا إلى الحديقة جلستا بهدوء وبدأتا بارتشاف القهوة باستمتاع وجدت سيارة والدة زوجها تدلف من باب القصر لتصطف جانبا ويهرول السائق ليفتح بابها لتخرج عصمت بهيأتها الوقورة وقفت إيثار إحتراما لها بعدما وجدتها تقبل عليها بابتسامة حنون وهي تقول
تحدثت باحترام وهي تشير لها بأن تجاورهما الجلوس
إتفضلي حضرتك وهخلي عزة تعمل لك فنجان حالا
أشارت بكفها لتنطق برقي
متشكرة يا حبيبتي أنا راجعة مصدعة شوية هاخد شاور ومسكن للصداع قبل ما علام باشا يرجع من شغله
بعد إذنكم...قالتها باحترام وانسحبت للداخل بطريقها لتنطق عزة باستحسان
بعد حوالي نصف ساعة كانت تجلس أمام مرآة زينتها تضع بعض المرطبات فوق بشړة
وجهها وساعديها بعد خروجها من الحمام استمعت لبعض الطرقات الخفيفة لتنطق بصوت رزين
إدخل
فتح الباب لتظهر منه إيثار بابتسامتها البشوش لتقف عصمت سريعا تستقبلها فتلك هي المرة الأولى التي تخطو بها لغرفتها
أهلا يا إيثار
ممكن أتكلم مع حضرتك شوية
طبعا يا بنتي إتفضلي... قالتها بترحيب هائل لتنطق الاخرى على استحياء وهي تفرك كفيها ببعضيهما بطريقة أظهرت كم توترها
أنا عارفة إن حضرتك راجعة من الجامعة تعبانة ومش من الذوق إني أجي وازعجك بس فيه موضوع مهم طالبة مساعدتك فيه
تحركت إليها حين وجدت حيرتها وخجلها الزائد لتمسك كف يدها وتسحبها للداخل حتى وصلا للمقعدين المقابلين للفراش وتحدثت وهي تحسها على الجلوس لتقول
تعالي يا حبيبتي إقعدي وأطلبي اللي إنت عوزاه من غير كسوف واعتبريني زي ماما بالظبط
تحمحمت وبدأت تتلعثم بالحديث
أنا المفروض كانت البريود ميعادها من يومين لما اتأخرت طلبت إختبار من الصيدلية وعملته من شوية هو ظهرلي خطين أحمر بس أنا مش حابة أبلغ فؤاد غير لما اتأكد باختبار ډم
واسترسلت بخجل
فلو عند حضرتك وقت تكلمي فؤاد وتستأذني منه إني أخرج معاك بأي حجة ونروح أي معمل نعمل الإختبار ونتأكد قبل ما أبلغه مش حباه يتأمل ويفرح وبعدين لاقدر الله التيست يكون غلط وأبقى إتسببت له في إحباط
كانت تتحدث بتلقائية غير مستوعبة ما تخطر به تلك العطشة لهذا الخبر الذي طالما حلمت به وانتظرته حتى أنها يأست وظنته سرابا ولن يحدث من كثرة انتظاره بصعوبة أخرجت كلماتها المتلعثمة وهي تنطق
قولي الكلام اللي إنت قولتيه تاني كده
قطبت جبينها غير مستوعبة ما حدث لتلك السيدة لتتابع بعينين متسعتين
إيثار إنت بتقولي إنك عملتي إختبار وطلعتي حامل!
بتلقائية أجابتها
هو الإختبار ظهر خطين أحمر بس أنا حابة اتأكد
هبت واقفة لتقف أمامها وتحثها على الوقوف وبفرحة أظهرتها كفتاة بالثامنة عشر من عمرها هللت
يعني إنت حامل في طفل لفؤاد يعني أخيرا هشوف حفيد من إبني والمسه بإيديا وأحضنه وأشم ريحة فؤاد فيه
وعلى حين غرة نزلت دموعها لتهتف وهي ټحتضنها بحفاوة وتأثر شديد
الحمدلله الحمدلله اللهم لك الحمد والشكر
ابتعدت إيثار لتنظر لها بتأثر شديد فمهما تخيلت فرحة تلك الراقية بذاك الخبر لم تتوقع شدة حبورها التي رأتها بعينيها لتنطق بنبرة هادئة
أنا مقدرة فرحة حضرتك بالخبر بس ياريت نتأكد الأول لأني مش حابة أحبطك ولا أحبط فؤاد
إنت أصلك مش فاهمة أهمية وقيمة الموضوع ده بالنسبة ليا أنا وسيادة المستشار...قالت جملتها بلهفة لتهرول على الهاتف وتضغط على رقم نجلها وتنتظر أتاها الرد سريعا لتنطق بصوت جاهدت ليخرج متزن
إزيك إنت يا حبيبي بقولك يا فؤاد كنت حابة استأذنك أخد إيثار معايا عند الكوافير أنا رجعت بدري النهاردة وقولت أروح للكوافيرة بتاعتي وبالمرة أخد معايا إيثار تعمل شعرها
نطق بحزم شديد يرجع لارتعابه عليها خاصتا بعد خروج ذاك الأرعن من محبسه منذ اربعة أيام
مش هينفع يا حبيبتي إيثار مينفعش تخرج من البيت من غيري
تطلعت لتلك الواقفة تنتظر لتنطق بإصرار
يا حبيبي البنت محپوسة في البيت مبتخرجش أبدا ولا حتى سمحت لها تستلم وظيفتها الجديدة في الشركة
بنبرة جادة أجابها
أنا مرتب لكل حاجة يا ماما أول ما أشوف الوقت مناسب لخروجها هتروح تستلم شغلها في الشركة إن شاءالله قبل كده مقدرش أغامر بأمانها
تحدثت وكأنها لم تستمع لمخاوفه لتنطق بنبرة حماسية
طب علشان خاطري خليها تيجي معايا النهاردة وصدقني مش هطلب منك إنها تخرج معايا تاني
عجيب إصرارك على خروجها معاك ده يا ماما!...قالها مضيقا عينيه ليتابع باستغراب
ده أنت عمرك ما اخدتي فريال معاك في أي مكان!
استشاطت من ذاك الفطن لتنطق بصوت متخاذل بعدما قررت اتباع سياسة الإبتزاز العاطفي عليه وتطلعت إلى إيثار لتغمز لها بعينيها بذات مغزى
خلاص يا فؤاد ومتشكرة لأنك عرفتني مقدار غلاوتي عندك
أغمض عينيه ومسح على وجهه بتعب لينطق بموافقة رغما عنه متفاديا إحزان قلب غاليته
وأنا مقدرش على زعل دكتورة عصمت الدويري خديها معاك وأنا هكلم نبيل أخليه يجهز عربية باتنين بودي جارد
شكرته ونظرت إلى إيثار وتحدثت بلهفة وهي تهرول باتجاه خزانة ثيابها
روحي إلبسي بسرعة وأنا هغير هدومي وفي ثواني هكون جاهزة
أجابتها بسعادة نابعة لسعادة تلك الراقية
هكلم فؤاد استأذنه واجهز حالا
تطلعت عليها باحترام لتنطق بنبرة حنون
كنت عارفة إن ربنا هيعوض إبني عن اللي حصل له في حياته بس مهما تخيلت مكنتش هوصل لكرم ربنا اللي فاض عليه بيه
إقتربت عليها لتحتضن وجنتيها بكفي يداها لتقول بنبرة تقطر شكرا وامتنان
أنا أول مرة أشوف إبني سعيد وعيونه بتلمع خليك معاه حنينه كده على طول فؤاد بيحبك ويستاهل إنك تحبيه وتحافظي عليه
اجابتها بعينين تفيض عشقا
فؤاد ده عوضي ومكافأتي من ربنا هو مش بس جوزي ده حبيبي وأخويا وأبويا ده كل دنيتي هو ويوسف
ابتسمت لها عصمت وبعد قليل كانت تحادث زوجها للإستئذان لينطق بمشاكسة وهو يتحرك باتجاه النافذة الزجاجية بداخل مكتبه يتطلع منه على الشارع
ده إحنا إطورنا خالص وبقينا شطار وبنستأذن قبل ما نخرج أهو
هو أنت مبتنساش حاجة خالص...قالتها بمداعبة لينطق بنبرة حنون
عمري ما انسى أي حاجة حصلت ما بينا أنا عمري إبتدي من يوم ما ظهرتي في حياتي يا إيثار
تأثرت من صدق مشاعرة المتدفقة من بين كلماته المؤثرة لتنطق بنبرة تقطر حنانا وولها
وأنا عمري كله بقى ملك إيديك يا حبيبي
من شدة صدق نبراتها تأثر كثيرا فبدل الموضوع لينطق مشاكسا إياها
روحي إجهزي علشان ما تتأخريش وإرجعي بسرعة علشان تلحقي تنامي لك شوية النهاردة مفيش نوم بدري ومش هقبل أي أعذار
واسترسل بوقاحة لم يعرفها سوى مع من ملكت فؤاده واستوطنت
البدلة السودة هتتلبس النهاردة يعني هتتلبس وخلي إختيار الغنوة عليا
ضحكت كثيرا على حبيبها المشاكس الذي أصبح عاشقا لرقصها أغلقت لتجهيز حالها وبعد قليل كانت تجلس بمقابل والدة زوجها أمام مكتب طبيبة النساء والتوليد الخاصة بالعائلة لتنطق الطبيبة ببشاشة وجه
كل الاعراض اللي حكتيها لي دي بتأكد إن فيه حمل إن شاءالله
ثم رفعت ساعة يده تنظر بها قبل أن تنطق
إحنا عاملين الإختبار من... صمتت لتتابع بدقة
عشر دقايق كمان ونتيجة عينة الډم هتظهر وتأكد لنا
ابتسمت إيثار بارتياب لتسألها عصمت بجدية
هو ممكن الإختبار المنزلي يكون غير دقيق ويدي نتيجة غلط يا دكتورة
للأسف ساعات بتحصل...لتتابع بدقة
أه مرات نادرة بس بتحصل علشان كده أنا ك دكتورة بفضل تحليل الډم.
مر الوقت سريعا واستمعن لطرقات فوق الباب لتنطق الطبيبة بعملية
إدخل
ولجت العاملة لتتحدث وهي تتجه صوب الطبيبة باسطة يدها بالتقرير
نتيجة الفحص ظهرت يا دكتورة
إرتبكت إيثار بجلستها اما عصمت فتأهبت وتخشب جسدها بالكامل وتمعنت بملامح الطبيبة التي فتحت المظروف لتنطق بملامح وجه بشوشة
النتيجة إيجابية ألف مبروك.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل السادس والثلاثون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
دعوني أعترف لكم فالإعتراف بالحب فضيلة منذ أن تغلغل غرامها بدمي واستوطن القلب قلت لحالي والزهو يتملكني أنا لها شمسلكنني وجدت نفسى مخطئافبمرور الوقت إكتشفت بأنني كنت أنا العليل وكانت هي لى الترياقكنت زاهدا في الحياة فرزقني الله حبها وبين ليلة وضحاها أصبحت هى لى حياة تحيينيهبة من الله نزلت على حياتي كبلسم لتضيئها وتجعلها أكثر إشراقاهي جميلتي صغيرتي سر سعادتيأملي وسكني وسكينتي وملاذي الآمنهي من وضعت بين يديها روحي عن طيب خاطرأنثاي التي أغفو كل ليلة بجانبها بقلب مطمئن وروح سالمة متنعما بدفئ أحضانهافإن كنت أنا لها شمس فهي لي الحياة بأكملها.
فؤاد_علام
بقلمي_روز_أمين
ما أعظم الشعور بتحقيق حلما ظنتته سرابا خادع كلما إقتربت عليه إختفى وظهر بنقطة أبعد حتى خارت قواك من شدة اللهاث خلفهويالها من سعادة عندما يهبط عليك غيث الله على هيئة خبرا تشتاقه اشتياق العليل للترياق هذا ما حدث مع تلك الأم المكلومة التي عاشت أعواما من الضياع وهي تري سنوات نجلها تمر هباءا أمام عينيها دون أن ترى له ولدا يحمل اسمه ويكون إمتدادا لجذور عائلته العريقةكانت تجلس بالمقعد الخلفي للسيارة تجاور تلك التي وضعها الله بطريق نجلها كي تشرق لهم شمس الحياة وتنثر نورها بكل مكان داخل قصرهم
متابعة القراءة