انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
ذاك الداهي بمأزق عمره تنفس مطولا لينطق بحزن وألم لم يشعر بهما من قبل
أنا موافق يا سيادة المستشاروقف الإجراءات وأول ما نوصل هخلي عمرو يكتب لك التنازل ويمضي عليه
إشتدت سعادتها لدرجة انها تناست جل ما مرت به من ألام وعثرات وحزنا استوطن قلبها طيلة سنواتها الماضيةفاليوم هو أسعد أيام حياتها على الإطلاق فقد تمكنت بالإحتفاظ بصغيرها الغالي للأبد على يد حبيبها هذا المغوار الذي إختطف لها حضانة الصغير من فم الأسد
أغلق الهاتف لتفك وثاق حزامها وتقفز بسعادة كالاطفال لتستقر داخل أحضان ذاك العاشق الذي قهقه بقوة وهو يقول مربتا على ظهرها
مبروك يا عمري
الله يبارك فيك يا حبيبيالله يبارك فيك...قالتها بصوت سعيد لتخرج سريعا وهي تتابع بلهفة
انا هعيش عمري كله أشكر ربنا وأشكرك على اللي عملته معايا يا فؤاد
مبحبش الشكر بالكلام أنا سيد الأفعال
أمسكت كفيه تحتويهما لتهتف بحبور شمل روحها
أطلب اللي إنت عاوزه يا حبيبي وأنا تحت أمرك
هما طلبين مفيش غيرهم...قالها بابتسامة جذابة ليتابع بغمزة وقحة
أول طلبعاوز مراتي حبيبتي تدلعني النهاردة
وأشار بكفيه بطريقة جعلتها تضحك
ليتابع بدلال على أنثاه بكلمات متقطعة
أنا عاوز مراتي تدلعني
بس كده من عيوني...قالتها وهي تتحسس صدره بدلال اشعل ناره ليتابع هو
والطلب التاني
تطلعت عليه بتمعن ليتابع بجدية
تقدمي إستقالتك وموضوع الشغل تنسيه وتخرجيه من دماغك نهائي.
إنتهى الفصل
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الأول من
الفصل الثالث والثلاثون
_أنا لها شمس بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
عاشقة أنا أحبك نعم بل وصلت مشاعري معك لعمق المشاعر وعشق الروح ولكن عذرا مالك لبي وفؤادي فأرجوك لا تطلب مني محو حلمي وقطع طريقي الذي بدأته منذ أن تحررت من قيودي وكسرتها لاتيقن حينها كيف يكون طعم الحرية إذا كنت تحبني حقا فكلل ذاك العشق بمساعدتي باحتفاظي بكياني وكرامتي هذا هو مطلبي الوحيد.
تقدمي إستقالتك وموضوع الشغل تنسيه وتخرجيه من دماغك نهائي.
إتسعت عينيها ذهولا لتتراجع للخلف وهي تشمله بنظرات تملؤها خيبة الأمل قبل أن تنطق بخفوت
إنت بتتكلم بجد يا فؤاد !
إنت فعلا عاوزني أسيب شغلي اللي تعبت عليه تلات سنين بحالهم !
خرجت تنهيدة حارة من أعماق صدره لينظر لها بتعمق قبل أن ينطق بصوت هادئ
حاولي تفهميني يا إيثار أنا بحبك وعاوز أريحك شغلك صعب وكله ضغط على أعصابك وعقلك وأنا مش حابب أشوفك تعبانة
واستطرد بنظرات حنون وهو يحتوي كفيها بين راحتيه كي يحسها على التراخي
ده غير إن أنا ويوسف محتاجين لك في حياتنا
ولو رفضت ...قالتها وهي تنظر بتمعن بعينيه لينطق مترجيا
تبقى غاوية توجعي قلبي وتتعبيني معاك لأن ببساطة طول ما أنت برة البيت بالي هيبقى معاك ومش هرتاح ولا هعرف أركز في شغلي ولا في أي حاجة في حياتي
قطبت جبينها ليتابع بإبانة مستعرضا المخاطر التي تحوم حولها
نصر وإبنه المچنون مش هيسبوك في حالك إفهمي اللي حصل النهاردة ولا هو أول محاولة ولا هتكون الأخيرة
هزت رأسها برفض قاطع قبل أن تنطق في محاولة منه لنقل وجهة نظرها
إسمعني إنت وحاول تفهمني يا فؤاد شغلي بالنسبة لي مش مجرد شغل
هزت رأسها لتتابع بتأثر شديد
ده أماني أنا وإبني بعد ربنا ده اللي حماني وكفاني شړ الذل والحوجة لنصر وإبنه طول السنين اللي فاتت
أخذ نفسا مطولا لينطق متبعا سياسة النفس الطويل لكي يقنعها
خلاص يا بابا كل ده إنتهى بمجرد ما بقيتي حرم فؤاد علام ومبقاش فيه داعي للشغل لأن ببساطة أنا وكل ما أملك بقينا ملكك وبما إني بعتبر يوسف زي إبني فحقه عليا إني أعيشه في نفس المستوى اللي أنا عايش فيه
محدش هيصرف على إبني غيري يا فؤاد...قالتها بقوة لتتابع برأس شامخ وبروح الأنثى عزيزة النفس الكامنة بداخلها
وزي ما اتحملت مصاريفه طول السنين اللي فاتت أنا بردوا اللي هكمل معاه لحد ما يبقى راجل ويتحمل مسؤلية نفسه
اتسعت عينيه من حدتها ليسألها مستفسرا بتعجب
وأنا وراحتي يا إيثار ملناش أي وجود في حساباتك !
بنظرة تمتلؤ بالحنان تحدثت
إنت جوزي وحبيبي وعوضي الحلو اللي ربنا كافئني بيه على صبري بس علشان خاطري حاول تفهمني وتقدر مشاعري
ناس كتير فاكرين إني وقعتك وإتجوزتك علشان فلوسك
ولو قعدت من الشغل هبقى بأكد لهم شكوكهم فيا زائد إني مش حابة أعقد إبني لما يكبر
قطب جبينه بعدم استيعاب لما تقصد لتتابع بإيضاح
مش عاوزة أعرض إبني لأي حاجة تقلل من كرامته وتحسسه إنه أقل من أي حد نفوس الناس مش كلها سوية يا فؤاد أكيد هييجي حد يطلع عقده على إبني ويعايره بإن جوز أمه هو اللي كان بيصرف عليه لحد ما خلاه راجل لو ده حصل ھموت يا فؤاد
وأغمض عينيه باستسلام لتقترب وهي تزيل كفه للأسفل ليتطلع عليها وهي تقول بنبرة حنون حاولت بها استقطاب هدوئه
علشان خاطري متزعلش وحاول تهدى
هز رأسه بشرود ليقول بعدما اهتدى بتفكيره لذاك
الحل
خلينا متفقين إن مهما حصل لا يمكن هوافق على رجوعك لشركة أيمن الأباصيري تحت أي ظروف
احتدت ملامحها واكتست پغضب عظيم ثم فتحت فاهها تستعد لهتاف حاد وقبل أن تعترض أوقفها بكفاه حيث أشار بهما وهو يخبرها بما انتوى
ولو كان شغلك ضروري قوي بالنسبة لك يبقى من الاولى تستلمي منصب في شركتنا وأهو على الأقل تبقى بتابعي مال جوزك وتراعي مصالحنا
اتسعت عينيها لتهتف باعتراض
لا طبعا أنا مستحيل أوافق على كده
واسترسلت بإبانة
أنا لو عملت كده هبقى بأكد لهم...
قسما بالله ما أسمع كلمة تانية تخص الناس واللي هيقولوه لتشوفي مني وش ما هتقدري تستحمليه دقيقة واحدة
أخرجت صوتها بكثيرا من الأسى والحزن والضعف الذي أدمى قلبه
مقدرش أغفل عن الكلام لأنه خارج من أقرب الناس لينا يا فؤاد
يا ستي طظ في كل الناس وألف طظ...قالها بعينين تطلق شزرا توقف عن الكلام للحظات وأغمض عينيه وأطلق زفرة مطولة ليأخذ إستراحة من حالة الڠضب التي تملكته ثم فتح جفونه لينظر عليها من جديد وهو يقول بنبرة حاول ضبط النفس من خلالها
إسمعيني كويس يا إيثار أنا مش هقبل إن مراتي تشتغل في أي مكان وعند أي حد وعيلتي بتملك مجموعة من أكبر الشركات الموجودة في البلد وأبويا شريك فيها بالنص
تنهدت تستدعي هدوئها لتنطق متسائلة
طب تقدر تقولي هشتغل إيه هناك !
ضيق بين عينيه ليجيبها مقترحا
إنت خريجة تجارة تقدري تمسكي قسم المحاسبة وتطوري نفسك فيه ويبقى كارير ليك
تنفست بهدوء تحت نظراته المترقبة لتنطق أخيرا بموافقة مجبرة لإرضاء زوجها الحبيب
خلاص يا فؤاد اللي تشوفه صح أنا موافقة عليه
تنفس براحة واقترب عليها مداعبا أرنبة أنفها بأصابع يده
كنت واثق إن حبيبي عاقل ومش هيعمل مشكلة من موضوع بسيط زي ده
إبتسامة خاڤتة اعتلت جانب ثغرها لتقول بهدوء
أنا بحبك يا فؤاد ومستعدة أعمل أي حاجة علشان نعيش مبسوطين في حياتنا الشعور ده زاد خصوصا بعد ما اطمنت على حضانة يوسف
تحدث بنبرة جادة
وأنا عاوزك تكوني واثقة ومتأكدة إن أي حاجة بعملها فهي علشان حياتنا تستقر ونعيش كأي زوجين عاديين ومعانا يوسف
تنفس بقوة وظهر على ملامحه الڠضب وهو يتابع قائلا پانكسار رجلا عاشقا حتى النخاع
مكنش سهل عليا أسلمك بإيدي للحيوان طليقك جسمي كان قايد ڼار وأنا بتخيل أيدين الحيوانات اللي مأجرهم لخطڤك وهي بتلمسك
وهز رأسه ليتحدث مستسلما بخفوت
بس مكنش قدامي حل غير ده علشان أقفل باب الحضانة نهائيا وبدون راجعة كان لازم الاب يمضي على التنازل وإلا كنا هنفضل عمرنا كله في مماطلة المحاكم وقضايا رايحة وقضايا جاية من الطرفين
أنا عارفة يا حبيبي ومقدرة جدا اللي عملته علشاني بالعكس أنا لازم أشكرك ألف مرة إنك ضحيت بحاجات كتير قوي وضغطت على نفسك علشان تريح قلبي من ناحية يوسف
مكنش سهل عليا والله يا حبيبي...نطقها بضعف ليسترسل موضحا بإبانة
بس علشان عارف إن يوم ما هياخدوا يوسف منك هتعيشي معايا جسد بلا روح عملت كل شئ ضد مبادئي ورجولتي علشان مخلكيش توصلي لليوم ده
نزلت دمعة من عينيها تأثرا بتمزق روح حبيبها جففها لها سريعا بإبهامه لتنطق وهي تحتفظ بأصبعه
أنا بحبك قوي يا فؤاد ولو عيشت عمري كله أشكرك على اللي عملته معايا من يوم ما عرفتك للوقت مش هيكفي
تنفس براحة لتتابع هي بحيرة ظهرت بعينيها
فؤاد
إيه يا حبيبي...قالها بهدوء لتسأله بتشتت وحيرة
هو لو عمرو اتنازل عن الحضانة مش ممكن مامته ترفع قضية ضم وتكسبها
لا يا حبيبي الأب والأم هما الطرفين اللي ليهم الحق في التنازل وبمجرد تنازل أحد الطرفين للاخر يسقط أي حق لأي حد تاني
أجابها بهدوء
حاضر يا حبيبي هنعدي الأول على المستشفى الدكتور مستنينا هيعمل لك تقرير صحي
ويكتب لك حاجة للكدمات اللي في وشك ونروح على طول
بعد قليل كانت ترتمي داخل أحضانه أثناء قيادته للسيارة بعدما جلب لها بعض المسكنات والكريمات المزيلة للكدمات أغمضت عينيها حتى أنها غاصت بالنوم ليشعر بها من خلال انتظام أنفاسها نظر عليها وجد وجهها قد بدأ يصبغ باللونين الأحمر والأزرق فكز على أسنانه
حبيبي
إمممم...قالتها وهي تقاوم فتح أجفانها بصعوبة ليتابع هو بنبرة تجمع بها حنان الدنيا بأكمله
قومي يا بابا خلاص وصلنا
ساعدها في الإعتدال والعودة لمقعدها لينزل وسريعا تحرك باتجاه الباب المجاور لمقعدها إليهما عصمت وفريال وعلام الذي تحدث إليها بعدما وضع كفه على كتف نجله كنوعا من المؤازرة
حمدالله على السلامة يا بنتي
إنت كويس يا حبيبي
إحنا بخير يا حبيبتي متقلقيش...قالها بهدوء لتتابع وهي تمسك كف إيثار الموضوع على قلب حبيبها وتتلمسه متسائلة بقلب صادق بعدما اطمأنت على صغيرها الحبيب
حمدالله على سلامتك يا إيثار ربنا ينتقم منه ويبعد شره هو وأهله عنك
نطقت بإعياء شديد
متشكرة يا دكتورة
نطقت فريال بنبرة متأثرة بعدما شاهدت تلك الكدمات المتفرقة بوجهها وأثار ربطة الحبل حول عنق كفها مما ترك أثرا ظاهر
سلامتك يا إيثار ألف سلامة عليك
للحظة وضعت نفسها محلها وتخيلت تهجم أحدهم عليها فتأثرت كثيرا وظهرت ملامح الحزن عليها لتجيبها تلك الواضعة رأسها باستسلام فوق صدر زوجها
الله يسلمك يا فريال
بصوت عالي وجهت عصمت حديثها إلى فؤاد خشية ليتأذى
ډخلها جوه علشان ظهرك يا حبيبي
بالفعل تحرك باتجاه الباب الداخلي والكل تبعه ليهرول الصغير الذي رأهم حيث كان يلهو مع مع بيسان وضعها فوق الأريكة ليجاورها الجلوس ثم أخذ رأسها ليسندها
متابعة القراءة