انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
ساقيها ويمددها بطول الأريكة تحت خجلها من علام الذي شعر بهذا وحول بصره ليجلس بعيدا يشكر ربه في سريرتهسألتها عصمت بنبرة حنون واهتمام
مرتاحة كده
هزت رأسها بذهول وسعادة هائلة شملت روحها جراء الإهتمام المبالغ التي تتلقاه على أيادي أفراد عائلة زوجها الحنونفشتان بين هذه العائلة الراقية وبين عائلة نصر البنهاويتحدثت عصمت وهي تتأهب للتحرك للداخل
واسترسلت تسألها بحب ظهر بين بعينيها
نفسك رايحة لحاجة يا حبيبتي اخليهم يجهزوها لك!
أجابتها باقتضاب
لا يا ماماأي حاجة موجودة هاكلها
لتسألها الاخرى باهتمام بالغ
طب لو حسيتي نفسك في أكله معينة أو فاكهة بلغيني على طول وأنا بنفسي هعملها لك بإيديا
رفع فؤاد أحد حاجبيه لينطق مشاكسا والدته
لكزته في ذراعه بخفة لتقول قبل أن تنصرف
كان حد فيكم جاب لي حفيد قبل كده علشان ادلعه زيها!
هتفت فريال معترضة بملاطفة
قصدك إيه يا ست مامايعني أنا مجبتلكيش أحفاد قبل كده
لتتابع وهي تنظر إلى فؤاد باعتراض مصطنع
ولا علشان ده حفيدك من إبنك المدلل والقريب لقلبك
سامع كلام الدكتورة يا سيادة المستشار
رفع كفاه لينطق بمداعبة
خرجيني من مشاكلك إنت والدكتورةمفيش راجل عاقل يدخل نفسه بين إتنين ستات
مطت شفتيها باعتراض وتذمر مصطنعثم تحركت وجلبت غطاءا لتناوله لشقيقها الذي غمر جسد حبيبته ثم جلس على ركبتيه أرضا ليسألها بلهفة ظهرت برجفة صوته الحنون
حاجة بټوجعك
هزت رأسها يمينا ويسارا قبل أن تنطق بمشاكسة في محاولة منها لإخراجه من دوامة تلك المشاعر المختلطة التي سيطرت عليه
أنا كويسة يا حبيبيبس عاوزة أنام
لبرهة ضيق عينيه قبل أن يفتحهما مشدوها بعدما فهم المغزي لينطق بأسف لائما حاله
أنا أسف يا حبيبيإزاي مخدتش بالي من حاجة زي كده!
تبسمت لتلمس وجنته بنعومة وهي تقول للتخفيف عنه
أكيد من اللي حصلي في الفترة الاخيرة والسفر وتغيير الجو والاكل
إبتسامة سعيدة لاحت فوق ثغره لينظر لبطنها مكوث صغيره بكم من الحنان لا يوصفأمسكت كفه تحثه على النهوض من جلوسه على الأرض وهي تقول بنبرة تشبه حنان الام
قوم يا حبيبي علشان رجليك متوجعكش
فداك تعبي وكل عمري يا عمرىثم أنا مرتاح طول ما أنا جنبكتعبي الحقيقي في بعدك عن حضڼي يا إيثار
واسترسل بعشق جارف
إوعي تبعديني عن حضنك مهما حصل
تبسمت له وكادت أن تجيبه لكنها توقفت حين استمعت لصياح صغيرها الذي نطق باسمها وهو يهبط مهرولا من فوق الدرج تجاوره عزة التي تحاول اللحاق به بعدما أفلت كفه منهاحيث حضر من المدرسة منذ قليل لتأخذه للأعلى وقامت بتحميمه وتغيير ثيابه بأخرى بيتية نظيفة
مامي
شعرت بروحها ترفرف فرحا لرؤية من تبتهج النفس ويرق القلب له لينطق فؤاد وهو يشير له بحرص وقلب يرتجف ړعبا لأجله
إنزل براحتك لتقع يا حبيبي
واسترسل منبها
إمسكيه كويس يا عزة
هتفت تلك التي تهرول باتجاه الصغير حتى تمسكت بكفه الرقيق
تعالى هنا يا مغلبنيكده تفلت من إيدي
كان يجذبها للأسفل وهو يقول
سبيني يا عزة إنت تخينة وبتنزلي في وقت كتير وأنا عاوز أروح لمامي
ضحك الجميع على ذاك المشاكس الصغير لينطق علام لائما له
ينفع نقول لواحدة ست إنت تخينة يا چو!
اجابه وهو يهبط عبر الدرج
لا يا جدو مش ينفع
سأله بشكل تربوي
لما بنغلط في حد بنقول له إيه يا چو
نظر الصغير إلى عزة ليقول بابتسامة عذبة وعينين بريئة تدخل على النفس تبهجها
سوري يا عزة
ولا يهمك يا نين عين عزة...قالتها لتنظر بهلع على تلك المتمددة على الاريكة ويوضع خلف ظهرها وسادة لتهتف مستفسرة بصوت قلق وهي تهرول باتجاهها
مالك يا إيثار
هرول الصغير ليرتمي بأحضان غاليته بعدما وقف فؤاد ليفسح له الطريق لتهتف عزة بحدة وشراسة ظهرت بعينيها
إوعي يكون اللي مايتسمى عمل لك حاجة تاني!
عزة...قالها فؤاد بنظرات تحذيرية وهو يعلمها بوجود الصغيرليتابع بابتسامة أظهرت طيران روحه وهيامها
مبروك هتبقي تيتا
اتسعت عينيها بذهول ممتزجا بالسعادة قبل أن تهلل فرحا
حامل
واقتربت ټحتضنها بحفاوة
إنت حامل بجد يا إيثار
ابتسمت لتهز رأسها تطمأنهاحولت بصرها تتطلع على ذاك الواقف يضع كفيه بجيبي بنطاله لتنطق وهي تغمز له
عيني عليك باردة يا سيادة المستشار الله أكبر
ابتسم بزهو ليداعبها بكلماته المشاكسة
إحنا فينا من القر ولا إيه يا عزة
ضيقت عينيها لتقول بنبرة صادقة
العين متحسدش حبايبها يا باشا وإنت جوز الحبيبة الغالية
حبيبتي يا عزةربنا يخليك ليا...قالتها تلك المتسطحة بنبرة حنون
اما فؤاد فأجابها وهو يرفع رأسه بزهو مصطنع أراد به مشاكستها التي بات يتقبلها مؤخرا بل ويعتاد عليها من تلك الطيبة
حتى لو هتحسديأنا الحسد مبيقصرش فيا
همست بصوت لا يسمعه سواها
شوفي يختي الراجل وهو واقف منفوخ هيفرقع من الغرور زي الديك الرومي
انتشلها صوت علام الذي تحدث بنبرة توحي لشدة سعادته
بمناسبة الخبر السعيد ده أنا محضر لك مفاجأة يا
عزة
هتفت تسأله بسعادة
خير يا سعادة الباشا
أجابها بهدوء
إن شاء الله هطلعك تحجي السنة دي بس متنسيش تدعي لنا وإنت واقفة على جبل عرفات
ترقرقت الدموع بعينيها لتنطق بعدم تصديق
بتتكلم بجد يا باشا
عزة...قالها فؤاد لتنتبه لحديثها مع والده الذي نطق بكل تواضع مقدرا فرحة تلك المرأة البسيطة
طبعا بتكلم جد يا عزةهو موضوع زي ده ينفع فيه هزار!
هتفت بسعادة وصوت حماسي اظهر تحمسها واشتياقها لقضاء تلك الفريضة العظيمة التي طالما تمنتها وطلبتها من الله عز وجل
متأخذنيش يا باشامن فرحتي معرفتش نفسي بقول إيه
إعتدلت إيثار لتمسك بكف تلك الحنون لينطق علام بطريقة راقية
ولا يهمك يا عزةوألف
مبروك
هتفت بفرحة
يبارك لنا في عمر جنابك
ابتسم لها فؤاد لينطق بابتسامة سعيدة لأجلها
مبروك يا عزةيا بخت اللي يرضى عنه علام باشا
ردت عليه بمشاكسة
عقبال ما ترضى عني إنت كمان يا سيادة المستشار وتغير معاملة مرات الأب اللي بتعاملها لي دي
كل ده ومش راضي عنك يا مفترية...قالها مستغربا لتضحك وهي تجيبه
بحب أناغشك يا باشاده أنت جوز الغالية
ابتسم برضا لتنطق إيثار بسعادة لأجلها
مبروك ياعزة
نطقت بسعادة وصوت حماسي
الله يبارك فيك يا نور عينيربنا يطمني عليك وتكملي شهور حملك على خير وتقومي لنا بالسلامة إنت والنونو
سألها يوسف باستغراب
ماميإنت هتجيبي بيبي
رفعه فؤاد ليجلس بجوار حبيبته ويضعه فوق ساقيه قائلا
مامي هتجيب لنا بيبي جميل زي چويبقى أخوك أو أختك حبيبتك
هتف مهللا بحماس
أنا عاوز يبقى عندي أختتبقى شبه بيسان ويبقى اسمها بيسان
لوى فاهه لينطق بصوت خاڤت
ده الباشا طلع عاشق ولهان وإحنا مش واخدين بالنا
لكزته إيثار بكتفه لتضحكأقبلت عليهم عصمت لتقول بنبرة حماسية
الغدا جاهز
لتسأل إيثار
تحبي أجيب لك الغدا هنا يا حبيبتي
اشارت بكف يدها لتنطق بامتنان
لا يا ماما تسلميانا هقوم أكل معاكم علشان يوسف وفؤاد يعرفوا ياكلوا
تحدث بنبرة قلقة بشأنها ترجع لعدم خبرته بتلك الأمور
حبيبي خليك مرتاحة وأنا وچو هناكل معاك هنا علشان متتعبيش والبيبي يتأذى
أنا كويسة يا فؤاد متقلقش...قالتها بابتسامة هادئة لتنطق عزة بمرح
هيتأذى إيه بس يا باشا كفانا الشړده الله أكبر عليه طالع وحش لأبوه
واسترسلت وهي تعد على أصابع يدها
لا الخطڤ ولا السفر بالطيارة والعوم زحزحوه من مكانه
شهقت عصمت لتنطق سريعا بانزعاج ظهر فوق ملامحها يرجع لاشتياقها الجارف واحتياجها القوي لقدوم ذاك الحفيد
الله اكبر يا عزةسمي وكبري يا حبيبتي
ابتسمت لتجيبها بتلقائية
كبرت والله وسميت يا هانممټخافيش على إيثار منيلسة كنت بقول لفؤاد باشا عين الحبيب مبتحسدش
واسترسلت صادقة
أنا بس حبيت أطمن الباشا على الباشا الصغير
نطق فؤاد بهدوء كي يهدئ من إنزعاج والدته
حصل يا عزة
تركتهم وولجت إلى المطبخ لتساعد العاملاتأقبلت فريال تصطحب صغيرتها التي هللت حين رأت يوسف وجرت عليه
چوإنت جيت من المدرسة إمتى!
وقف يستقبلها وتحدث كشخص كبيرا عاقل
وصلت من شويةطلعت أخدت شاور ولسه نازل
أشار علام للصغيرين ليلحقاه إلى غرفة الطعام
وقفت إيثار وسندها ذاك الحبيب لتسرع فريال وتساندها من الجهة الاخرى لتنطق إيثار باستغراب
إيه يا جماعة اللي بتعملوه معايا دهأنا حامل على فكرة مش عاملة عملية جراحية!
نطقت فريال بملاطفة وهي تحسها على الحركة للأمام
إسمعي الكلام ونفذيه بدل ما تاخدي مخالفة جماعية
كان يجلس داخل الحديقة ينفث دخان سيجارته بشراهة علها تنفس عن غضبه الكامن بصدره المشتعللمح والدته تخرج من باب المنزل الداخلي تتحرك بزهو وكأن الكون ملكا لها اقبلت على ذاك الغاضب لتنطق وهي تجلس بالمقعد المقابل له
مالك يا عمروودانك على شوية وهتطلع دخان
ليه يا حبيبي
استشاط داخله فقد ترك الحبس منذ عدة أيام وحضر لمنزله ليفرض عليه والده الإقامة الجبرية ويخبر الغفر بمنعه من الخروج تحت أي ظروف ليسيطر على جنون ذاك الأرعن وتصرفاته الهوجاء حيث أنه ما ترك کاړثة إلا وفعلهاصاح بحدة وڠضب أظهرا كم استيائه
والمفروض إني أبقى مبسوط بحبستي دي!
واسترسل بسخط ناقما على أفعال والده
بابا حابسني زي العيال الصغيرةمش قادر يفهم إني راجل معدي التلاتين وعندي عيل طولي
هتفت من بين أسنانها بمجرد ذكره للصغير فمنذ ذاك اليوم التي تلقت فيه ذلك الخبر المشؤم وعقلها رافض تقبل الفكرة واستيعابها
ياريتك كنت عملت حساب العيل اللي بتقول عليه طولك مكناش وصلنا للي إحنا فيه يا عمرو بيه
واسترسلت لائمة بحدة
هو أنت يا ابني مش حاسس بالمصېبة اللي إنت عملتهاإنت وصلت نفسك بغبائك ووصلتنا
بإنك تتنازل عن ابنك للجربوعة بنت منيرة
طب خليني اخرج وانا ارجعه...قالها بنظرات مستعطفة لتهتف بحدة
قصدك علشان تروح تجيب لنا مصېبة جديدة
تحدث بحدة وألم ظهر بعينيه
أبويا كل اللي يهمه الإنتخابات وبس إنما ابني ولا في دماغه أصلا
واسترسل ملقيا باللوم على والده بالكامل
قهرني وقلل مني قدام إبن ال
قام بسب فؤاد ليتابع بشزر ظهر بعينيه
وخلاني اتنازلت عن ابني أول ما هدده بالكرسي بتاعه
نظرت أمامها وتحدثت بشراسة ظهرت بصوتها
وحياتك قهرتك وذلك لدفعهولك التمن في أغلى حاجة عنده
واسترسلت بذات مغزى من بين أسنانها
وأقهره على اللي باع الغالي والرخيص علشان يفضل محافظ عليه
قطب جبينه ليسألها مستفسرا
قصدك وكيل النيابة!
نظرت أمامها بشرود لتنطق بكلمات مبهمة
ما تحطش في بالك أنا بس عوزاك تهدى وتكن لحد ما اليومين دول يعدوا على خيروبعدها وحياتك عندي لارجع لك يوسف جوه حضنك
بلهفة سألها كطفل متعلقا بدميته المفضلة
وإيثار!
قطيعة تقطع إيثار واللي جايبينها...قالتها پغضب عارم ليستشيط غضبه لتتابع هي بسخط
كفاية اللي حصل لك من وراها دي بت شؤم بنت....
قامت بسبها بلفظ نابي تحت ڠضب ذاك المدلل لتنتبه لولوج أكثر الأشخاص صارت تبغضهم بعدما كانت تعشق حتى أنفاسه وهي فتاةأقبل عليهما وهو يهمس لحاله بعدما لمحها ترمقه بحدة ويسبها بسريرته وما أن اقترب منهما حتى انتفضت واقفة كالتي لدغها عقرب وتركت المكان بأكمله ليهتف بصوت عالي كي يسمعها
هما إذا حضرت الشياطين ذهبت ستهم ولا إيه
لم تعير لحديثه اهتمام وتحركت بطريقها للداخل خشية من ان تفقد أعصابها وتوازنها التي تجاهد في ثباته وتطبق على عنقه ولا تتركه إلا بعد لفظه لأنفاسه الأخيرةتطلع إلى نجله ليسأله مشفقا
متابعة القراءة