جوازة نت بقلم منى لطفى

موقع أيام نيوز

على حديقة المنزل وقد ميز صوت ابنتيه الضاحك اقترب من النافذة ليطالع ابنتيه وهما تركضان وتلهوان بينما تتعالى ضحكاتهما وافترشت ابتسامة حانية وجهه ولكن لتغيب هذه الابتسامة تماما وتتبدل الى تكشيرة عابسة ما إن طالع الشخص الذي يلاعبهما والذي لم
يكن سوى نادر شتم من بين أسنانه وتوجه بخطوات سريعة مندفعة الى الخارج ليرى ما الذي يريده ذاك النادر تماما منه من الواضح أن اهتمامه لا يقتصر على منة وحدها بل لقد إمتد الى ابنتيه أيضا وكأنه أخذ على عاتقه أن يسلبه عائلته كلها زوجته وطفلتاه إذن فقد آن الأوان لهذا النادر أن يعيد حساباته جيدا فليس سيف من لا يدافع عن أثمن ما في حياته بل إنهم هم حياته بأكملها 
هبط ظل فوق منة الجالسة تراقب بنتيها تلاعبان نادر بحبور بينما تعمل هي على حاسوبها الشخصي محاولة قدر الامكان الانتهاء من العمل على وضع التصميم الخاص بديكور مكتب نادر كان يجالسها احمد وايناس اللذان استأذنا منذ دقائق وذهبا لمهاتفة والدي ايناس بينما ذهبت زينب مع أمها لتتجول بها في أنحاء قصرهم الضخم ورافق أباها عمها عبدالهادي في جولته المعتادة على الأراضي الخاصة بالعائلة للوقوف على سير العمل 
رفعت منة عينيها مظللة لهما براحتها لتبتسم مرحبة بصاحب الظل الطويل قائلة
أهلا صباح الخير ناموسيتك كحلي كل دا نوم 
صباح الخير يا عيون بابا 
قالت هنا بابتسامة
ثباح الخيل يا بابا أنا كنت عاوذة أثحيك بث ماما قالت لا 
لتكمل فرح وهى تضع يدها الصغيرة على وجهه لتديره ناحيتها
انت وحثتنا اوي اوي يا بابا وكنا عاوذين نلعب معاك 
سيف بابتسامة
وانتو كمان وحشتوني اوي حبايبي بعد كدا عاوزين تصحوني في أي وقت ادخلوا صحوني على طول تابع وهو يرمق منة بنظرات متحدية استغربت لها
محدش هيقدر يمنعكم عني مش انا بابا اللي بتحبوه 
سارع البنتان بالهمهمة ايجابا بينما علقت منة بحيرة

ودهشة وتقطيبة خفيفة تعتلي وجهها
انت كان شاكل نايم وفي سابع نومة ما رضيتش يقلقوك مش أكتر 
عقبت هنا وهي تشير امامها بفرح
بث عمو نادي لعب معانا عايف يا بابا عمو طيب أوي وبيحبنا أوي كل ماما ما تقول كفاية لعب بقه علثان عمو مايتعبث عمو يقولها ثيبيهم يا منة انا مث تعبان 
وكأن ابنتها بقولها ذاك قد صبت الزيت المغلي فوق الڼار فقد انتفخت أوداج سيف قهرا وغيظا وقد أحمر وجهه ڠضبا وحنقا ما جعل منة تستغرب في البداية ولكنها سرعان ما فهمت السبب وراء مزاجه النزق هذا الصباح وشردت بأفكارها فيما حدث منذ سويعات عندما طلبت منها حماتها بعد الافطار ان تلحق بها في جناحها الخاص مستئذنة والديها ما ان أغلقت زينب الباب خلفهما حتى تحدثت وهي تشير الى منة بالجلوس على الاريكة العريضة وهي تقول
ارتاحي يا بتي دجيجة واحده بس وسارت الى خزانة الثياب وفتحتها لتخرج منها حقيبة جلدية فاخرة حملتها ووضعتها على الفراش أمامها وفتحتها وهي تقول بحبور بينما تشير الى الحقيبة المفتوحة بسعادة
شوفي إكده وجوليلي رايك إيه 
نظرت منة الى زينب بابتسامة حائرة ثم قامت وتوجهت الى الفراش ونظرت الى ما بداخل الحقيبة وهى تسأل دون أن تمد يدها
ايه دا يا ماما الحاجة أشارت زينب لها بإلحاح قائلة
مدي يدك يا بتي وجوليلي رايك إيه
مدت منة يدها لتتناول ما بالحقيبة ففوجئت بها ممتلئة بثياب مختلفة الأشكال والألوان وجميعها مصنوع من الحرير الخالص كما أنها ثيابا خفيفة تناسب الجلوس في المنزل بحرية تشمل جميع الأنواع من شورتات الى بلوزات صيفية خفيفة وثياب خاصة بالنوم وقد احمر وجهها ما ان لمستهم فقد كانوا كثياب عروس جديدة رفعت نظرات متسائلة وقالت وهي تتلمس نعومة الحرير بين أصابعها
إيه دا يا ماما الحاجه جذبت زينب الثياب من بين يدي منة معيدة اياهم الى الحقيبة وأمسكت بيدها لتجلسها فوق الفراش بعد أن أزاحت الحقيبة جانبا وجلست بجوارها وقالت بحنان أمومي
شوفي يا بتي ربنا العالم انك بجيت كيف بتي الخامسة اللي بطني ما جابتهاش وغلاوتك عندينا أني والحاج من غلاوة ولدنا أن ما كانش أكتر الحاجات دي من أم لبتها وأتعشم إنك ما تكسفنيش وتجبليها 
منة بابتسامة حائرة
بس دا كتير اوي يا ماما الحاجة 
زينب وهي تربت على يدها بابتسامة حانية
ما فيش حاجة تكتر عليكي يا بتي شوفي يا منة أني في كلمتين عاوزاكي تسمعيهم مني زين سيف ولدي غلط وجر بغلطه وتاب لربنا وعمل كل اللي في مجدرته عشان يصلح الغلط ديه
لكن بردو لازمن يتعلم الدرس لاخره تمام كيف ما منعم زوج بتي سلمى ما اتندم جد شعر راسه ع اللي عمله معاها ومعانا ودلوك بيسوج علينا طوب الارض علشان نجبل انها ترد له حتى انه جامع كبارات العيلة عنديه وجاي الليلة إهنه يحج نفسه لبوك عبدالهادي ويحب على راسه وراس سيف ولدي جودام الخلايج كلاتها عشان يستسمحهم ويرضوا سلمى تعاود له مع العيال من تاني منعم خد الدرس لاخره وسيف كماني لازمن ياخده كلاته انتي كيف بتي سلمى تمام وكيف منعم ما تأدب وعرف ان الله حج سيف ولدي برضيك لازمن يعرف ان الله حج وان زعلك وعر جوي وانه مش بالساهل إكده أنه يغلط ويتأسف لك تجومي مسامحاه في وجتها علشان يفكر ألف مرة بعد إكده لو شيطانه وزه على حاجه إكده ولا إكده 
ابتسمت منة وقالت وهي تحتضتها بحب خالص لهذه السيدة العظيمة
انا مش عارفة أقول ايه ربنا يخليكي ليا يارب وحضرتك كمان انت وعمي الحاج ربنا العالم غلاوتكم عندي من غلاوة بابا وماما ثم ابتعدت قليلا لتناظر زينب المبتسمة بسعادة ثم قطبت متسائلة بحيرة
لكن الهدوم دي هعمل بيها ايه وحضرتك عارفة العلاقة بيني أنا وسيف عامله ازاي ولسه حالا حضرتك قايلالي ان سيف لازم يتعلم الدرس 
غمزتها زينب بخبث مجيبة وابتسامة ماكرة تتراقص على شفتيها
ما هي هيا دي لزوم التربية الخلجات دي هي اللي هتربي ولدي سيف وتخليه يجول حجي برجبتي صوح ويفكر بعد إكده ألف مرة جبل ما حتى عجله يوزه انه يفكر في حاجه إكده ولا إكده 
ضحكت منة وسارعت باحتضان زينب وهي تقول بمرح
يا سلام عليكي يا زوزو انتي المفروض تألفي كتاب في كدا وصدقيني ستات كتير هيشكروكي على نصايحك الغالية دي 
علقت زينب بمرح وهي تشارك منة ضحكاتها
إيوة بس الرجالة هتدعي علي ويمكن يجدموا في پتهمة تحريض نساوينهم عليهم 
انطلقت ضحكات منة وقد انتقل حماس زينب اليها وقد عزمت على أن تربي سيف تربية كاملة وستبدأ أولى مراحل تربيته من اليوم 
انتبهت منة من شرودها على نظرات سيف المتهمة وابتسمت في سرها فلم تكن تعتقد أن اولى خطوات تربيته من جديد ستكون بهذه السرعة انتبهت الى نادر المتجه ناحيتهم فتجاهلت سيف وقالت بابتسامة لنادر
معلهش

البنات تعبوك 
اجاب نادر باستنكار وهو يجلس في المقعد المواجه لها
لا اوعي تقولي كدا دول بنات دمهم زي العسل ربنا يباركلك فيهم ثم الټفت الى سيف الذي لا يزال واقفا في مكانه يحمل ابنتيه
صباح الخير يا سيف 
أنزل سيف ابنتيه وهمس لهما في أذنهما فسارعا بالركض بحماس بعيدا لينادوا مرام لتأتي للعب معهم حيث سيشاركهم والدهم اللعب كما وعدهم الټفت سيف برأسه ونظر الى نادر مليا قبل أن يرد تحية الصباح ببرود ويجذب الكرسي الملاصق لمنة ليجلس عليه لم تعره منة اهتماما ونظرت الى نادر قائلة وهي تدير حاسبوها الشخصي تجاهه دافعة به اليه
بص كدا يا نادر وقوللي ايه رأيك في الديزاين دا 
نظر نادر حيث أشارت منة ومال قليلا ليستطيع أن يعلق على ما يراه فكان أن اقترب من منة وبطبيعة الحال لم يرق الوضع لسيف الذي سارع بالامساك بساعد منة وابعادها عنه فقد كانت تميل قليلا لتستيطع رؤية ملاحظاته التي سيدلي بها وألصقها بكرسيها ومال عليها هامسا من بين أسنانه
عارفة لو اتحركتي خطوة واحده بس من مكانك ولا اتوربتي هعمل فيه إيه مقرنا تحذيره بنظرة وعيد جعلتها تنكمش في مقعدها بالرغم منها الټفت سيف الى نادر وقال ببرود
بيتهيألي تكتب ملاحظاتك في ورقة أفضل ثم دفع أمامه بمفكرة وقلم كانت منة قد جلبتهم تحسبا لمثل هذا فقد كانت تعلم أن لا بد لنادر أن يبدي بملاحظاته عن العمل الذي قامت به 
نظر نادر الى سيف بابتسامة صغيرة وتناول المفكرة والقلم وهو يقول
الملاحظات بتاعتي مش محتاجه كتابه هي حاجه ولا اتنين بس شغل منة مافيش غبار عليه وعموما انا هكتب الملاحظتين علشان منة تعدلهم قبل ما تعرض عليا الشغل تاني وألقى بنظرة تحد الى سيف الذي كاد يجز على أسنانه حنقا وڠضبا من هذا المتحذلق الجالس أمامه والذي ما انفك ينادي بإسم زوجته بتلقائية من دون ألقاب الأمر الذي جعله يشعر بالڠضب وكأنه يغازل امرأته أمامه بمناداته لها بإسمها مجردا 
قطع تخيلاته صوت والدته الضاحك وهو يقول موجها الحديث اليه
صباح الخيرات يا ولدي ايه النوم ديه كلاته 
نهض سيف من مكانه وهو يمد يده متناولا يد والدته مقبلا ظهرها وهو يقول
صباح الأنوار يا أم سيف ألقى سيف تحية الصباح على عواطف وجذب مقعدا لها لتجلس بينما رفضت زينب الجلوس قائلة
لاه اجعد انت يا ولدي أني هروح أجول لمهجة تحضر لك الفطور 
اعترض سيف قائلا
معلهش يا أم سيف ماليش نفس بس لو كوباية شاي يبقى
كتر خيرك 
استنكرت زينب هاتفة
باه كيف دا تشرب شاي على خلو بطن جلبك يحرجك يا نضري 
تمتم سيف بينه وبين نفسه
هو لسه هيحرقني يا أم سيف ما حړق واللي كان كان انتبه من شروده على حديث والدته وهي تقول بتصميم
لاه اذا ماكانيش ليك شوج في الفطور يبجى ع الأجل هجيبلك طبج جراجيش وكوباية شاي بلبن الجراجيش دي بالذات هتعجبك جوي وما هتجدرش تجول لاه غمزت بعينها متابعة بمكر
عارف مين اللي عاملها لم تنتظر اجابته وتابعت وهي تشير الى منة الجالسة بجواره مشيحة برأسها بعيدا عنه
مرتك هي اللي عاملاهم وماحدش كل منيها الا وعجبته مش صوح يا ست أم أحمد لتوميء عواطف برأسها مجيبة
فعلا القراقيش جميلة ووجهت زينب سؤالها الى نادر
مش إكده يا أستاز نادر حانت نظرة من نادر الى منة وأجاب بابتسامة صغيرة بينما عيناه ترصدان تعبير وجه سيف فحثه شيطانه على مشاغبته وزيادة حنقه الواضح عليه
طبعا يا حاجه زينب ما فيش حاجه منة تعملها وتطلع وحشة أبدا أي حاجه منة تحط ايدها فيها لازم تطلع ممتازة 
لم يدهش جوابه سيف فقط بل وجميع الجالسين حتى أن زينب قلقت من أن الزمام سيفلت من يدها ولا تستبعد أن يلقن ابنها نادر درسا كي لا يتحدث عن إمرأته بتلك الطريقة مرة أخرى
تم نسخ الرابط