جوازة نت بقلم منى لطفى
المحتويات
نظراتها اليه لتأسرها نظرة التى
تشي بها عيناه ولم يقطع حبل اتصالهما الا نحنحة ذكورية التفتت اليها منة ليشرق وجهها بحبور وهى تهتف
أهلا نادر ازيك انت لسه واصل انت وطنط سهام ولا ايه
سعل نادر ليجلي حنجرته وقال بما أمكنه من هدوء
معلهش يا منة معرفناش نوصل بدري عن كده مبروك ألف مبروك تقصد نادر الوصول متأخرا بعد عقد القرآن كي لا يضطر أن يكون شاهدا عليه كما سبق ان قالت خالته عواطف لوالدته سهام فهو لن يستطيع بأي حال من الأحوال على هذا الأمر الذي لن يتمكن من احتماله ويكفي أنه أتى مهنئا كي لا تغضب خالته او يحزن عمه عبدالعظيم او احمد صديق واخيه
الله يبارك فيك عقبالك أشارت الى سيف الواقف بجانبها ساكنا منتظرا ان تقوم بتقديمه الى هذا الضيف الذي أشرق وجهها سعادة ما ان رأته مد سيف يده لمصافحته بينما عيناه تنقدان نادر ابتداءا من رأسه المكلل بالشعر البني ثم عيناه بلون الزرع شديد الخضار وبنيته العضلية مرورا بحلته الزرقاء اللون التي أضفت على بشرته الذهبية وسامة ملحوظة تقدمت منها خالتها بصحبة والدتها محتضنة اياها مهنئة لهما لاحظ سيف ترقرق الدموع في عيني خالتها لم يعجبه نظرات نادر المسترقة اليه في تساؤل ولكنه نفض هذه الافكار بعيدا عن رأسه ما ان اقتربت والدته ومعها بعض النسوة من العائلة للسلام على العروسين
ساد وقت تناول الطعام جو من المرح المحبب لم تكن سهام تنوي حضور العشاء ولكن عواطف أصرت وما ان انتهت محڼة تناول الطعام بالنسبة لسهام وولدها حتى سارع نادر بالاستئذان لاضطرارهما للسفر الليلة واعتذرت سهام عن عدم حضور رانيا لمرض ابنتها المفاجيء
حماتي دي ست ممتازة بصراحه كان فاضلي شوية واخدك من وسطيهم واجري والجدع فيهم يحصلني
ضحكت منة بحياء وقالت وهى تشيح برأسها الى الجهة الاخرى
ليه يعني ما احنا مع بعض انت سبتني ابعد عنك لحظة واحده من ساعة ما كتبنا الكتاب
بس لسه اهم حاجه معملتهاش
رفعت منة وجهها اليه لتطالعه بعينين متسائلتين ببراءة
ايه هي دي تاهت نظرات سيف بين وجنتيها المتوردتين خجلا وبين عيناها اللامعتان لم يستطع الصبر أكثر من ذلك صدقا لم يستطع الابتعاد وقال بخفوت
اني أبارك لك
همست منة
ما انت باركت لي و لم يمهلها تتمة كلامها وامسك برأسها بين راحتيه مثبتا وجهها امامه
هتشوفي أنا هعمل ايه همست منة باعتراض
سيف ما ينفعش
عطشه ولكن لم يكن عطشه ليرتوي ولم يكن شوقه لينطفأ
انتبه على رفرفات كعصفور حبيس في فابتعد عنها وهو يلهث ليجد انها بقبضتيها الصغيرتين ليبتعد عنها بينما غدت ساقيها وكأنهما كائنين هلامين لم تستطيع الوقوف عليهما واستندت الى سيف الذي طوقها ډافنا اياها بين ذراعيه بقوة لا يريد افلاتها
همست منة من بين انفاسها اللاهثة والتى كادت تزهق طلبا للهواء الذي حجبه عنها سيف بعناقه الصاعق
وقح سمعت ضحكة رجولية عميقة أشاعت في سائر حواسها الفوضى ثم همس من بين طيات حجابها بمزاح
هي دي الوقاحه في نظرك لا انت لسه ما شوفتيش الوقاحه اللي على أصولها بس ما تقلقيش هوريهالك هوريهالك هتروحي مني فين لکمته بقبضتها الصغيرة فابتعد عنها ضاحكا بينما قالت بحنق خجول
لا انت مش بس وقح وقليل الأدب كمان هم سيف بالرد عليها عندما قاطعه صوت طرقات على الباب ثم دخول امها حاملة صينية عليها قطعتي من الكعك احدهما قطعة من كعكة شيكولاته والاخرى من كعكة الفانيليامع كأسين من العصير الطازج وضعت الصينية فوق الطاولة الرخامية الصغيرة وتبادلت العبارات المازحة معهما ثم انصرفت تاركة اياهما بمفردهما للمرة الثانية
ما ان اغلقت والدتها الباب خلفها حتى شهرت سبابتها في وجهه قائلة وهى تتراجع الى الخلف بينما يتقدم هو منها وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه
خليك مكانك اوعى تقرب صدقني انا مچنونة وهلم عليك الناس
نظر اليها بعبث وقال بجدية مزيفة
ايه يا منة انت ضميرك وحش ليه انا هقعد على الكنبة وراكى علشان آكل التورتة ثم غمزها بخبث متابعا وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا في أسف مصطنع
لا لا لا انت ظنونك بئيت وقحة يا منة شهقت بحدة فطالعها بمكر ثم جلس الى الاريكة العريضة تناولت طبقها وهمت بالجلوس بعيدا ليجذبها من خصرها فتسقط جالسة بجواره لا يكاد يفصلها عنه انش واحد وقال
اقعدي هنا مكانك جنبي لو مامتك دخلت ولاقيت كل واحد مننا في ناحية هتقول ايه نظرت اليه بغيظ ثم تناولت قطعة كبيرة من الكعك وهى ترمقه بنظرات غيظ ابتسم وقال وهو يشير الى طبقها
على فكرة انا بحب تورتة الشوكولاته ممكن ادوق حتة من طبقك مدت له الطبق وقالت وهى تبتلع لقمتها
اتفضل كلها كلها مش عاوزة نظر اليها وهو يتناول الطبق واضعا اياه جانبا وقال بخبث وهو يميل عليها
لا مالوش لزوم الطبق انا هدوق من هنا قطبت حائرة لتفاجأ به
ابتعد عنها عندما شعر بحاجة كلا منهما للهواء وقال ونظراته تلهبها بحرارتها
تصدقي عمري ما دوقت كيكة شوكولاته بالطعامة دي لم تجبه منة وبدلا من ذلك تناولت كأس عصير المانجو الطازج الموضوع امامها مرتشفة جرعة كبيرة منه لترطب حلقها الجاف فقال ونظرات الشوق الحاړقة
لو قلت لك بحب المانجة هتخليني أدوقها نظرت اليه واجابت محاولة التماسك
لا وانت الصادق هدومك هي اللي هتدوقها
انتهت السهرة وسط الفرحات والضحك وقد أصر احمد على سيف أن يتابع السهرة هو ومنة مع الجميع ويدع هذه الصومعة التي وكأنه لم يكد يعقد قرانه على منة حتى ينفرد بها بمعزل عن الباقين همس سيف اليه من بين اسنانه
انا قلتها قبل كدا هادم اللذات بينما اندفعت منة موافقة أحمد وهى تتجه الى الخارج برفقته ليقبض سيف على مرفقها ويميل عليها غير سامحا لها بالمرور
ما صدقت مش كدا عموما هتروحي مني فين يا منايا ودلوقتي ايدك في ايدي واوعي تبعدي عني خطوة واحده أحسن لك نظرت اليه بنصف عين واجابت بابتسامة بريئة زائفة
أنا معقول لا لا لا اوعي تفتكرني صح ياللا بقه علشان عاوزة اقعد مع اخواتك شوية مالحقتش اتعرف بيهم قال بنزق
يا سلام وانا ايه ان شاء الله فوق البيعة
زفرت منة ثم نظرت اليه وقالت مهادنة كمن تحايل طفلا صغيرا بدلال أسره حتى كاد أن يفقده صوابه
انت الكل في الكل طبعا انت مش عارف كدا
ولا إيه هما اخواتك وانا علشان كدا يهمني علاقتي بيهم تبقى كويسة ياللا بينا بقه ومنحته ابتسامة جعلته يتيه بين رسم شفتيها الشهيتين يكاد بعرض الحائط بأي آداب أو سلوك فيسحبها اليها ساحقا ابتسامتها المغرية بشفتيه النهمتين لها
تسمر سيف في مكانه فنادى احمد الواقف بعيدا عنهما امام الباب
يا هووو أخينا ثم مال برأسه الى شقيقته الواقفة تطالع سيف وتقطيبة خفيفة تعتلي جبينها
ماله دا انت عملت فيه ايه
هتفت منة بتلقائية
وربنا ما عملت حاجه هو اللي إتسلوح لوحده كدا
فيما صوت منة الرقيق الهامس كالبلبل المغرد يتردد في أذنيه وهي تتدلل عليه لأول مرة
ورايا يا احمد عاوزين نقعد مع الناس شوية مش معقولة كدا
ايه نازل رغي رغي رغي ارحمنا وسار هو ومنة متجهين الى الخارج بينما يتابعه احمد بعينيه المذهولتين وهو يشير الى نفسه متسائلا في دهشة
أنا
بدلت منة ثيابها وخلدت الى الفراش طلبا للنوم الذي خاصم جفنيها فكلما أغلقت عينيها تتراءى لها صورة سيف
إيه رأيك ناخد منة معانا ما هو انت شكلك إكده مش هتتعتع من مطرحك واصل لينفجر الجميع بالضحك مما اضطره للانصراف ملقيا بنظرات ولهة اليها وهو يتمتم في اذنها بكلمات دغدغت احاسيسها الفتية
اوعي تنامي هسهر معاكي لوش الصبح حقي بقه انا ماصدقت
انتبهت من شرودها على رنين جرس المحمول بجانبها مدت يدها ليطالعها اسمه اجابت مبتسمة بهمس
مچنون معقول مانمتش لغاية دلوقتي
اعتدل سيف في رقدته فوق فراشه وقال بصوت داعب أذنيها
أنا قلت لك هكلمك يبقى هكلمك بس اعمل ايه في التحقيق اللي اتعمل لي من أخواتى قلتوا ايه عملتوا ايه عروستك زي القمر ما سابونيش الا لما قلت لهم ناموا علشان هتسافروا الصبح بدري اجوازهم دخلوا ناموا وسابوهم لي هما واولادهم كنت تشوفيهم تقولي سيرك قومي فتح جوة بيتي
انفرجت منة بالضحك وعقبت على حديثه من بين ضحكاتها
حرام عليك يا سيف دا جزاتهم انهم فرحانين بيك
تنهد سيف عميقا وقال وهو يمرر أصابعه القوية السمراء بين خصلات شعره فيشعثها بينما شعر بنغزات من الشوق اليها ما ان تناهى الى سمعه صوت ضحكاتها الخلابة وشرد فيما حدث بينهما عندما كادت أن تذوب بين يديه كقطعة السكر قال زافرا بعمق
بقولك ايه هنبتديها كدا مش كويس للصحة العامة على الأقل
قطبت منة واستفهمت بابتسامة حائرة
يعني ايه مش فاهمه
اطلق ضحكة عميقة وأجاب
هفهمك يا منايا بس لما اشوفك فيس تو فيس يعني أصل الموضوع دا بالذات ما ينفعش يتشرح شفوي لاااااازم تحريري
استمرت المكالمة بينهما لما يقرب من ساعتين حتى طالعت منة ساعتها الموضوعه فوق الجارور بجوار فراشها فهتفت قائلة
سيف احنا بئالنا ساعتين واكتر بنتكلم ياللا علشان نعرف ننام شوية قبل ما نصحى نصلي الفجر ثم سألت مقطبة
انت بتصحي تصلي الفجر يا سيف طبعا مش كدا ولا من اللي بيروح عليه نومة ويقول هبقى أصليه صبح ويعمل نفسه مش سامع حاجة
أجاب بصوته الرخيم
لا طبعا يا قلب سيف بصليه وفي المسجد كمان بس انا بقه من انهرده هبطل أظبط المنبه عاوزك انت اللي تصحيني عاوز أصحى على صوتك
قضمت شفتها السفلى بأسنانها اللؤلؤية وقالت بخفر
حاضر تصبح على خير
هتف قبل ان تنهي المكالمة
استني استني مش هتقوليها بقه
سألت بحيرة
هي ايه دي اللي اقولها
أجاب بخبث
حبيبي نفسي أسمعها من بين
متابعة القراءة