قلوب مقيدة بالعشق بقلم زيزي محمد

موقع أيام نيوز

هاعديهاله..
فتحت باب غرفتهم بعصبية وخرجت تبحث عنه وجدته يجلس بأريحية ويتابع شيئا ما على جواله وابتسامة عريضة ترتسم فوق ثغرة تقدمت بخطواتها السريعة ثم وقفت أمامه نحوه تحاول رؤية ما الذي يضحكه لهذه الدرجة رفع بصره لها باستغراب شديد وخاصه عندما مالت عليه بهذه الطريقة مدت يديها تشير له بإصبعها قائلة بنبرة تحمل الشك إيه ده يا مالك بتضحك لمين وليه!.
قرر أغاظتها أكثر فقال بلامبالاة وهو يغلق هاتفه وأنتي مالك..
اتسعت عيناها قائلة پصدمة يعني أية وأنا مالي بقى !!.
زفرت بقوة ثم نطقت أشياء غريبة بصوت خاڤت بعدما انتهت رفعت رأسها بطريقة غريبة ثم قالت بنبرة تحمل التعالي والكبرياء مالك لو سمحت صالحني وأنا هاسامحك.
هتف بتهكم أصالحك!! أنتي اللي تصالحيني بقى أنا أجاي يوم عيد ميلاد ندى بليل وأحاول أكلمك تقوليلي تعبانه وعاوزه تنامي..
هزت رأسها بعصبية وفجأة تحولت نبرتها بحدتها لنبرة باكية أيوة كان لازم اعمل كده لأننا لو كنا تكلمنا كنا هنتخانق أكتر فقررت نعدي اليوم..
اعتدل مالك في جلسته وتحدث بعتاب أنا مكنتش هاكلمك في حكاية شعرك أنا كنت هاسألك ليه كنتي تايهة وخالي موجود كنت عاوز اعرف زعلتي لما عزمته كنت عاوز اخرج اللي جواكي بس أنتي حكمتي قبل ما أتكلم.
شعرت بالحنق من نفسها فتحول وجهها للون الأحمر من شدة إحراجها رمشت بعيونها عدة مرات وحاولت إيجاد كلمات تهرب بها من موقفها ذلك نظراته تشعرها بالخزي من نفسها سعلت بخفة وهي تحشر نفسها في تلك المسافة الصغيرة بجانبه لتقول بتلعثم أنا يعني كنت زعلانه منك أزاي متقوليش شعرك يجنن عليكي يا ندى.. أزاي تحبطني!.
الټفت بوجهه نحوها ثم قال متعجبا أحبطك ندى كل الحكاية إن أنا زعلت كان لازم تشاوريني الأول لأن الحاجة اللي أنتي قصيتها دي أنا بحبها جدا.
نظرت له باكية وهتفت بنبرة مهزوزة يعني أنا وحشة كده.
لم يستطع تحمل نبرتها تلك فجذبها

له مربتا فوق ظهرها بحنان لا أنتي حلوة أصلا في إي شكل واي تغيير بس أنا كنت بحبه يا ندى لو سمحت متعمليهاش تأني..
مسحت دموعها بمنديل قائلة بعصبية خفيفة أزاي ترتب أننا نروح كلنا إسكندرية وأنا معرفش وأعرف من خديجة .
نظر لها متعجبا من سرعة أخبار خديجة بمخططه ثم قال سريعة آوي خديجة دي!.
هزت كتفيها بدلال قائلة على الأقل مبتخبيش زي ناس وحشة.
قطبت ما بين حاجبيها في آخر حديثها دليلا منها على استيائها لما فعله دون الرجوع إليها تجاهل انفعالاتها وقرر التحدث فيما يهمه ويشغل عقلة منذ يومين فسألها مستفهما باهتمام قوليلي في إيه مالك من وقت ما خالي كان هنا...
قاطعته بحديثها الجاد وملامح وجهها تغيرت بسرعة البرق طبيعي يا مالك أتوتر وأبقى مش فاهمة حاجة بس اللي متأكدة منه أنه عمره ما يأذيني!.
رمقها بتعجب أكبر قائلا وإيه اللي يخليكي متأكدة من كده وبعدين واحدة غيرك تخاف خصوصا معاملته ليكي في عيد ميلاد بنتك مكنتش لطيفة.
ابتسمت بعذوبة قائلة هو لو كان عاوز يأذيني كان أذاني بس هو معملش كده هو كل اللي
في ايدة يحاول يوصلي أنه يكرهني بكل الطرق بس قلبه ميوصلش أنه يأذيني...
قاطعها مالك بضيق ليقول بنبرة خشنة وأصلا مين هايسمحله أنه يأذيكي..
ابتسمت بحنان ثم اقتربت منه كانو بيخبوني عنكم خافيين تأخذوني ميعرفوش أن الأمان والحنان ملقتهمش إلا منكو حرموني من أيام وليالي حلوة كنت هاعيشها وسطكوااا..
قاطعها متهكم ليه في واو الجماعة المفروض الحنان والحب والأمان يبقى فيا أنا بس.
حركت يديها أمام وجهها تحاول إيجاد الهواء الذي انقطع عنها بسبب كلماته العذبة وحلاوتها التي أذابت قلبها وكيانها بالكامل رغم سخريته في الحديث ياربي هايغمى عليا من كلامه..
ارتفعت ضحكاته عاليا لحركتها وحديثها فغمز لها بطرف عيني طب إيه يالا أغمي عليكي علشان افوقك ...
رمشت عدة مرات تحاول إيجاد حديث لمجاراته ولكن كل مرة يسكتها بكلامه غير المقبول من وجهة نظرها ورغم مرور أعوام على زواجهم وجدت الحل الأمثل وكالعادة الأفضل للهرب منه أن تلقي عليه بحديثها الذي يحفظه مالك ظهرا عن قلب أنا هاقوم أشوف ندى...
وينتهي الأمر بها بين يديه تنعم بدفئه وعذوبة كلماته التي تدغدغ قلبها المسكين فيصبح ذلك القلب مقيدا وللأبد بعشق أبدي وكأن ذلك العشق تميمة صعبة الكسر لا يقدر أحد منهما الهرب منها وسيظل قلبهما رهن عشق أسطوري لا مثيل له...
نهضت بسعادة تتحرك كالطفلة في أرجاء الغرفة تمتم بكلمات متقطعة سعيدة أخيرا..هانسافر...أي مكان..
عاد فارس بظهره واستند بمرفقه فوق الوسادة باستغراب من حالتها تلك إيه يا يارا هو أنا عمري ما فسحتك قبل كده!!.
توقفت عما تفعله ثم تقدمت منه وجلست إمامة قائلة لا بس حرفيا من وقت ما حملت في أنس وبعدين ولدته ولغاية دلوقتي أنا وأنت مروحناش في مكان أنا كنت قربت أطق وأزهق من اللي أنا فيه بس الحمد لله الواحد لقي مكان يفرفش فيه..
حول فارس بصره نحو طفله فوجوده مستلق على ظهره فاتحا كلتا ذراعيه ونائما كالملائكة هيئته مريحة للأعصاب وخاصة أعصاب فارس طريقته تلك واسترخائه وعلامات البراءة التي تنير وجهه تبعث على الاسترخاء وجد نفسه يبتسم تلقائيا لظهور ابتسامة صغيرة فوق ثغره فأنارت وجهه أكثر وأكثر..انتبه لحديث يارا الذي أصابه بالدهشة والتهكم معا نعم قولي كده تاني!.
عادت ما تقوله وهي تحاول كتم ضحكاتها بقول إن هو كده بيحلم أن الديب بياكلك..
لم يقل تعجبه بل ازداد فسأل مستفهما أكثر آه ده اللي هو أزاي.
هزت رأسها مؤكدة لتقول موضحة والله ماما وتيته قالوا كده إن الطفل لما يضحك يحلم أن الديب أكل أبوه..
ابتسم ساخرا ولما بيعيط..
ما لبث أن انتهى من حديثه حتى تبدلت ملامح الصغير من مبتسمة لأخرى حزينة اقتربت يارا تربت فوق ساقه قائلة بصوت خاڤت كده يحلم أن الديب هاياكلني أنا..
خرج اعتراض قوي من فمه فرمقته يارا بتحذير فارس في إيه!...
_ فارس في إيه إيه اللي بتقوليه ده لو كده فعلا هاخلى الديب يأكله هو مش كفاية قرفنا ب زنه..
اعتدلت في جلستها لتقول بضحك هو طالع زنان لمين مش ليك..
رفع جانب شفتاه لأعلى قائلا بسخرية هو أنا زنان في إيه بقي إن شاء الله!!...
تنكر أنك فضلت تزن عليا علشان اتجوزك..
ظهرت ملامح الامتعاض على وجهه قائلا يااارووحي!! أنتي بتعكسي بقى !!.
ابتعدت تهتف وهي تشير على نفسها أنا اللي زنيت علشان تتجوزني!!.
هز رأسه نافيا ليقول لا الحقيقة لا.
ارتاحت قسمات وجهها بعدما كانت قد أوشكت على الدخول في حرب معه ولكن سرعان ما نظرت له شزرا بسبب قوله ...
_ بس قرفتي أمي حرفيا بفضولك علشان
تعرفي سبب جوازي من كاميليا ده أنتي ورتيني أسود أيام حياتي.
ردت خلفه غير مصدقة ما يقوله فضول بقى علشان ادورلك على سبب تكسرني به أبقى فضولية!!..
تجمعت الدموع بمقلتيها سريعا فنهضت تبتعد عنه أوقفها فارس قائلا شوفتي بتستفزيني وبقول كلام يزعلك

معلش حقك عليا..
جذبها لتجلس مرة ثانية قائلا بمزاح يعني مزعلتيش من أنك ورتيني أسود أيام حياتي..
حولت بصرها نحوه قائلة بحزن لا مش هازعل لان ده فعلا اللي حصل وأنا مورتكش ربع اللي كنت ناوية علية ما هو كسرة قلبي مش بالساهل وبلاش تفتح في مواضيع أنا قفلتها علشان هاتطلع خسران وغلطان..
لاح بنبرتها تحذير خفيف يصاحبه رفع حاجبها كحركة أصيلة في معظم الفتيات ابتعد فارس عنها يصطنع الخۏف قائلا يامي الحقيني خفت وبعدين أنتي المفروض تشكرينني بعد ما أنقذتك من اللي اسمه سراج.
انتابها حالة من الضحك المستمر عندما تذكرت ما فعله فارس شاركها فارس الضحك وهو يعيد عليها ما فعله وفي كل مرة يخبرها شيء جديد بتلك القصة فتتسع عيناها تدريجيا لما فعله ....
_ اعترف أنك بټموت فيا ومتقدرش تبعد عني...
قالتها بتعالي وفخر استحوذ على نبرتها فعاد أنكرت ومن أمتى قولت إن أنا أقدر أبعد عنك أنتي قاعدة هنا ومربعة...
ليقول بتوبيخ عبيطة فاكرني هابعد عنك بالساهل.
نظرت له بلؤم قائلة بس هو أنت أصلا وقعت مع واحد أهبل افرض كنت وقعت مع واحد بنفس شخصيتك وكرزميتك مين كان هاينتصر...
ابتعد أنشا واحدا عنها ثم قال بمكر كنا هانتقاتل مع بعض..
ثم استكمل حديثة بغرور مع أني متأكد أن مفيش حد زي أنا واحد وبس فارس الرشيدي واحد وبس..
كادت أن تجادله مثل كل مرة بتر جملتها برجاء يارا مرة واحدة متجادلنيش وقولي اللي جواكي .
صمتت برهة تتأمل ملامحه في مشهد من المؤكد أنه لا يتكرر ثانية بنفس الهدوء سواء كان هدوء المكان حولهم أو هدوء مشاعرهم كانت تلك الموسيقى التي زينت مشهدهم ووصلت بهم لأرقى أنواع الرومانسية والحب...هتفت بصوت يتملكه بحة غريبة بعدما مررت عيناها فوق ملامحه التي مازالت تحرك مشاعر تتدفق بداخلها كشلالات المياه العذبة فتترك بداخلها صفاء لا يعرف مذاقه إلا العاشقين فقط...
_ فعلا مفيش إلا أنت بس وعمري ما ألاقي منك اتنين..
كتمت ضحكاتها وهي تقول بعتاب بسيط على طول بتبوظ لحظاتنا الرومانسية..
في اليوم التالي...
دلفت خديجة غرفتهم تخرج ثيابها من دولابها بعجالة رفعت بصرها ترمق الساعة المعلقة فوق الحائط اتسعت عيناها پصدمة عندما وجدت نفسها تأخرت على معادها مع ندى ويارا جلبت ثيابها واتجهت صوب المرحاض بخطوات واسعة مدت يدها نحو المقبض افتتح الباب فجأة فاصطدمت بجسد عمار أرسلت له ابتسامة سريعة قائلة أوع يا عمار تأخرت..
شاكسها بوقفته أمامها ومنعها من دخول المرحاض اتأخرتي على إيه!..
ضيقت عينها تسأله بعجالة يعني أنت متعرفش!! .
قلدها وهو يهتف بلؤم لا...
مدت يدها الفارغة تبعده عن طريقها قائلة لا بجد بطل هزار أنا ما صدقت سكت إيلين وسيف وأقنعتهم يقعدوا مع ماما...
قائلا دي فرصة عظيمة على فكرة إيلين وسيف مش موجودين حاجة عظيمة جدا نستغلها بقى ..
تشبثت بالأرض ورفضت التحرك خلفه قائلة برفض أبدا مش كل مرة هاقعد اعتذر منظري بقي وحش أوي وبعدين أنا محتاجة حاجات للرحلة مايو لإيلين وكمان ...
قاطعها مستفهما مايو إيه!!! لا طبعا مش ها
يحصل!..
جعدت جبينها قائلة ليه دي لسه صغيرة وعادي تلبس مايوو.
هتف بنبرة تحذيرية خديجة أنا بنتي مش عرضة عاوزه تلبس مايو تمام في حاجات متقفلة متجبيش حاجات تبين جسمها وبعدين لو كبرت وتعودت أنها تداري جسمها هاتكبر كده أما بقى لو كبرت تلبس حاجات تبين جسمها كل حاجة تبقى بالنسبالها عادي..
وقفت تعارضه قائلة عمار على فكرة كده غلط ومينفعش نقولها كده هي صغيرة ومن حقها تعيش سنها وبعدين يعني انا أكتر واحدة بهتم بيها وبتربيتهااا..
هز رأسه مؤكدا ليقول بعصبية آه وماله تعيشه وأنا أول واحد هاخليها تعيش سنها وتفرح وأنا مش قولتلك تقولي لها كلامي لا حضرتك
تم نسخ الرابط