انا لها شمس كاملة بقلم روز أمين
المحتويات
قلبه في الحال لشعوره بالعجز حيال ألامها الشرسة.
بعد مرور حوالي ثلاثون دقيقة وصلا للمشفى ليجدا عائلة علام بانتظارهم خارج المشفى نظرا لقرب القصر من المكانهرولت عصمت عندما رأت سيارة نجلها الذي خرج سريعا ليفتح الباب لزوجته المټألمةبسط ذراعه ليتمسك بخاصتها وهو يقول بحنو
هاتي إيدك يا بابا وإنزلي بالراحة
ھموت يا فؤاد
حاوط كتفيها برعاية وضمھا إليه لينطق بصوت خاڤت تجلى الړعب بين نبراته
بعد الشړ عليك يا قلبي متقوليش كده علشان خاطر حبيبك
نطقت عصمت وهي تتفحص وجنتها الموضوعة على كتف فؤاد والهلع يظهر بين قسمات وجهها
أجابتها وهي تبكي
موجوعة يا ماماموجوعة قوي
ترجل أيهم من السيارة وهرول مسرعا ليهتف بعجالة وهو يقوم باستعجال فريق المساعدة
إتحركوا بسرعة
كان علام يتابع الأمر وهو يقف بجوار ماجد وهو من أوقف فريق المساعدة بأن يتقدموا وذلك بعدما رأى إيثار قد سندت برأسها على كتف زوجها فتيقن حاجتها الملحة لحضنه كي تستمد قوتها منهإقتربت عزة من إيثار وتحدثت بنبرة حنون وهي تربت على ظهرها
لوت منيرة فاهها باستنكار لتنطق إيثار وهي تتمسك بكفها
تعبانة يا عزة تعبانة
رفع فؤاد رأسها وتحدث ليحثها على الإعتدال
يلا يا حبيبي علشان ندخل المستشفى
ساعدتها عاملتان بالجلوس فوق المقعد المتحرك وسحبوها للداخل والجميع يرافقها حتى وصلت غرفة الفحص فتوقف الجميع بالخارج وولجت معها عصمت فقط وأثناء ما كانت عزة تستكشف المكان فؤجئت بتلك ال منيرة ترمقها بازدراء وعدم القبول يظهر على محياها لتلوي عزه فاهها وهي ترمقها بحدةلتهمس الأخرى لنجلها عزيز قائلة
نطق عزيز بنبرة جادة
كبري دماغك يا أم عزيز وتجنبيهاإحنا مش جايين نعمل مشاكل وبعدين الست واقفة في حالها
مرت الساعات وولجت إلى غرفة العمليات تحت ارتعاب قلوب الجميع تحرك فؤاد ليقف بجانب الباب وكلما استمع لصرخات زوجته انتفض قلبه هلعا ليغمض عينيه يعتصرهما پألم إقترب عليه فؤاد وربت على كتفه قائلا
نطق بصوت متحشرج نتيجة تأثره
أهم حاجة هي تبقى بخير يا باباأنا مش عاوز غيرها
وتابع وهو يهز رأسه بتأكيد
والله العظيم ما عاوز من الدنيا غيرها
غامت عينيه بلمعات الدموع لينطق علام بقوة
إهدي يا فؤاد وحاول تتماسكمينفعش اللي بتعمله دهإدعي لها ربنا يقومها بالسلامة هي وولادك
إدعي لها يا اختي ربنا يقومها بالسلامة إنت أمودعوة الأم مستجابة
تطلعت عليها منيرة بعينين دامعة لتخرج الممرضة حاملة أحد الصغيرين وتحدثت وهي تسلمها إلى فؤاد
بنت حضرتك يا افندم حمدالله على سلامتها وتتربى في عزك إن شاءالله
شعورا عجيبا لأول مرة يحتل قلبه حين نظر لوجه تلك الملاكاستعاد توازنه وبسرعة رفع رأسه يسأل عن خليلة روحه
إيثار كويسة
أجابته بابتسامة مطمئنة
المدام زي الفل والبنوتة أهي قدام حضرتك وأخوها دكتور الاطفال بيكشف عليه وهخرجه أول ما يطمن عليه
هرول الجميع يحاوطوا فؤاد الذي بسط ذراعيه ليحمل صغيرته ويتمعن بوجهها الملائكيوبدون ادنى شعور
حمدالله على السلامة يا قلب بابينورتي حياتي يا تاجيا تاج راسي وأمل حياتي
استمع لصوت شهقات والدته حيث انهمرت دموعها تأثرا بهيئة صغيرها وهو يحمل ابنته أخيرا وبعد كل هذا العمرإقتربت لتسند
رأسها على كتفه تتطلع على ملاكهم وهي تقول
مبروك يا حبيبيالحمدلله اللي ربنا مد في عمري وشوفت ولادك يا فؤاد
وعى على حاله لينطق بنبرة حنون
هأذن في ودانها وهديها لك تشيليها يا حبيبتي
اومأت بموافقة فاقترب هو من أذن الصغيرة وبدأ يأذن بصوت هادئ ثم لقنها الشهادة لتتناولها منه عصمت لتقربها من حضنها وتميل ټشتم رائحة وجهها وتقبل كفها الصغيرإحتضنت فريال شقيقها وباتت تربت على ظهره بحنان
أخرجوا الصغير أيضا وتكرر ذاك المشهد مع فؤاد والجميع بعد قليل كانت تتمدد فوق تختها والجميع يحاوطوها برعاية
تحدث إليها عزيز بنبرة حنون
حمدالله على سلامتك يا إيثار
الله يسلمك يا عزيز...نطقتها بصوت واهن ليتحدث إلى علام الذي يحمل الصغير ويتطلع عليه بسعادة الدنياتجاوره زوجته لتشاركه الفرحة
يتربوا في عزكم يا باشا
اجابه علام
متشكر يا عزيز
أما أميرة فكانت تحمل الصغيرة بيدين ترتجفتين خشية إفلاتها يجاورها أيهم حيث تحدث بملاطفة
عقبال ولادنا يا قلبي
خجلت وأنزلت بصرها للأسفل لتقبل عليهما عزة تلتقط الصغيرة وهي تقول
هاتي يا اختي البت لتقع منك بإديكي اللي بتترعش دي
نطقت اميرة وكأنها وجدت طوق النجاة
متشكرة بجد
تحركت بها ووقفت بوسط الغرفة لتتحدث وهي تنظر إلى منيرة كناية بها
العيال دول محدش هيدق لهم الهون غيريوهقول بعلو صوتي إسمعوا كلام جدكم علام المحترم وجدتكم الدكتورة عصمت
هتفت فريال بنبرة حماسية لتشير على حالها
وأنا يا عزة إوعي تنسيني
نطقت بانتشاء
ودي تيجي يا ست البناتوكمان عمتكم فريال تسمعوا كلامهاوأبوكم الراجل المحترم
ثم رمقت منيرة وعزيز الجالس بجوارها
أما بقى جدتكم منيرة فاللي تقولوا تعكسوه على طول
أطلق الجميع ضحكاتهم لتسترسل وهي تتطلع على عزيز
وخالكم عزيز حطوه في نفس خانة جدتكم منيرةإنما الواد أيهم غلبان إبقوا إسمعوا كلامه
أطلق الجميع ضحكاتهم وتابعوا أحاديثهم مال بجزعه لينطق بصوت حنون
كنت ھموت عليك يا قلبي
أجابته بصوت خاڤت ووجه شاحب
بعد الشړ عنك يا حبيبي الحمدللهعدت على خير
تحدث بنبرة صادقة
ربنا يخلي لنا ولادنا التلاتة وحلو قوي كده أنا مش عاوز من الدنيا غيركم
إبتسمت بسعادة مر سبعة أيام وجاء يوم السبوع كما يطلقون عليهاهتم علام بالجانب الديني حيث قام بذبح الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء والمساكين وقاموا بصنع الطعام وأطعموا المحتاجين ثم أقام حفلة ودعى بها جميع الأحباء والأقارب وانتهت بسلام
وبنهاية اليوم وبعدما رحل الجميع أخرج علام ورقة وقدمها إلى فؤاد قائلا
ده تنازل مني عن حصتي في كل أسهم شركات الزين
اتسعت أعين فؤاد لينطق بنبرة رافضة
أنا مقدر فرحة سعادتك بولادة زين وتاج يا باشالكن أكيد مش هقبل العرض ده وأظلم أختي
رفع علام حاجبه مستنكرا تفكير نجله لينطق بكلمات ثابتة
ومين جاب سيرة ظلم فريالأنا قبل ما أكون أب فأنا قاضييعني يد الله في تحقيق العدالة على الأرض يا سيادة المستشار
واسترسل بإبانة
أنا كتبت ل أختك حصتها من الشركات وكنت هكتب للدكتورة هي كمان لكن رفضت وتنازلت عنهم ل زين وتاج
وتابع لايضاح فكرته من ذاك القرار
أنا حبيت أجمع كل أسهمنا في إيدك علشان تاخد منصب رئيس مجلس الإدارة والمالك الأكبر في أسهم الشركةأنا عاوزك تكبر إسم الزين واولادك يكملوا المسيرة يا فؤاد
واسترسل غامزا وهو يربت على كتفه
عاوزين صفقة جامدة زي صفقة زين وتاج في أقرب وقت يا سيادة المستشار
للدرجة دي مستغني عني يا باشا...قالها بضحك ليطالعه بنظرات هادئة وهو يتابع
الحمدلله على كده يا باشاربنا يبارك لنا فيهم ويخلي لي إيثار ومش عاوز حاجة تاني من الدنيا
بعد مرور أربعة سنوات
أمام أحد المباني شاهقة الإرتفاع بوجهتها الزجاجيةتوقفت سيارة فارهة تدل على رفاهية من يستقلها تسبقها سيارة دفع رباعي سوداء ترجل منها ثلاثة رجال ذو أجساد ضخمة وعضلات بارزة تدل على مدى قوتهم البدنيةأسرعوا ليحاوطوا تلك السيارة الفارهة حيث ترجل من الباب المقابل للسائق ضابطا للحراسات الخاصة كان قد عينه زوجها ومعه بعض رجال الحراسة المدربون بأعلى مستوى ليقومون بحراستها وتأمين حياتها من ألا يصيبها أي مكروه من ذاك الذي مازال هاربا خارج البلادبات الضابط يمشط المكان بعينيه بينما أسرع سائق السيارة لفتح الباب الخلفي لتترجل منها تلك التي أصبحت عضوا هاما وبارزا في شركات الزينبل أصبح اسمها يتردد كثيرا في سوق الأعمال لما أحرزته من تقدم في عملها التي استلمته من علام شخصياوضعت قدميها في الارض وارتدت نظارتها الشمسية لترفع رأسها تتطلع بشموخ لذاك المبنيحاوطها الرجال أخذين وضع الإستعداد ليتحركوا سريعا خلف تلك الشامخة التي تتحرك بقوة وثبات لبوابة الشركةكانت ترتدي بدلة نسائية رائعة المظهر بلونها البيج يعتلي رأسها حجابا من نفس اللون بدرجة أغمقسار بجوارها ذاك الضابط حيث سألها باحترام
حضرتك هتخلص شغل زي كل يوم يا افندم ولا هتتأخري زي إمبارح
نطقت وهي تتحرك للأمام قاصدة وجهتها
إمبارح كان يوم إستثنائي يا صفوتكان لازم أجهز أوراق الصفقة الجديدة وأشرف على الترتيبات بنفسي
سألها صفوت من جديد
جنابك مش هتخرجي بدري علشان عيد ميلاد يوسف
نطقت بثبات إمرأة ناجحة
لو هخرج أكيد هنبهك يا صفوت
تحدث الرجل على استحياء بعدما شعر بضجرها من كلماته
أنا أسف سعادتك أكيد مش قصدي أضايقك بأسألتي أنا بس بحب أكون مستعد ومرتب لشغلي من قبلها
نطقت وهي تتخطي بوابة الشركة الإلكترونية المصنوعة من الزجاج والتي فتحت على مصراعيها فور اقترابها
أنا فاهمة ده كويس يا صفوت
واسترسلت بإبانة
ومش متضايقة بالعكس أنا طول عمري بحب النظام في كل حياتي
ثم اعتدلت لتقابلة وهي تتابع
بس تقدر تقول إني مبحبش كتر الكلام في بداية اليومربنا خلقني كده
فهمت سعادتك... قالها الرجل وهو يشيح بنظره أرضا كما يفعل دائما خشية إثارة ڠضب ذاك الغيور عاشق زوجتهأومأت له وتحركت باتجاه المصعد الكهربائي ورافقها صفوت ورجل الحراسة المسؤول عن حمله للحقيبة الخاصة بأوراق العمل أوصلاها لحيث مقر مكتبها ورحل كلا منهما لوجهته سألتها السكرتيرة الخاصة
أجيب لحضرتك القهوة يا افندم
أجابتها بنبرة جادة
هاتي لي الأول ملف الصفقة الجديدة بالكاملوابعتي لي الموظف المسؤول عن التعاملات البنكية مباشرة
اومأت الفتاة برأسها لتنطق وهي تعود للخلف
تحت أمرك إيثار هانم
قالت كلماتها وتحركت للخارجبعد قليلكانت منكبة على الأوراق التي أمامها تراجعها بتمعن ودقة أثناء تناولها كوب قهوتها الساخنةاستمعت لدقات خفيفة فوق الباب لتنطق ومازالت على وضعيتها
إدخل
ولجت السكرتيرة تتحرك بخطوات ثابتة قبل أن تنطق بنبرة جادة
باشمهندس بسام الزين برة وعاوز يقابل حضرتك يا افندم
تنهدت لعلمها سبب مجيأة لتنطق وهي تنظر للأوراق تراجعها بتمعن
خليه يتفضل
تحركت السكرتيرة إلى الباب وأشارت بكفها بابتسامة خاڤتة
مدام إيثار في انتظار حضرتك يا باشمهندس
ولج بخطوات واسعة ومن صوت قوة حذائه التي دكت الارض أيقنت غضبه لترفع رأسها تعدل بأصابعها من وضعية نظارتها الطبية لينطق هو بصوت جاهد أن يخرج هادئا مع رسمه لابتسامة لزجة
صباح الخير يا أستاذة
أراحت ظهرها للخلف لتنطق بابتسامة مشابهة لابتسامته المصطنعة
صباح النور يا باشمهندس إتفضل حضرتك
نطقتها وهي تشير بكفها إلى المقعد المقابل لمكتبها وتابعت وهي تتوجه بحديثها إلى السكرتيرة
قهوة الباشمهندس بسرعة لو سمحتي يا ليلى
أوقفها بإشارة حادة من كف يده لينطق بصوت خشن
مفيش داعيأنا مش هطولورايا شغل كتير لازم يخلص النهاردة
مالت برأسها قليلا لتشير للموظفة بالخروج لتفعل على الفورتوجهت له لتنطق بصوت هادئ
إتفضل يا باشمهندسأنا سامعة حضرتك
أخذ نفسا عميقا ثم زفره كي يطرد شعور الڠضب من داخله وألا يحتد عليها ويضع
متابعة القراءة