زهرة و لكن دميمة بقلم سلمي محمد
المحتويات
توقفت عن الحركة والتفتت الى صوت الباب الذي يفتح ببطء...ترقبت القادم بدت مصډومة من رؤيته...
بخطوات مترددة أقترب منها وجلس بجوارها على الفراش وظل يتأملها بحب ممزوج بندم...خانتها دموعها فأنسابت في صمت...أشاحت بوجهها بسرعة لكي لا يرى دموعها التي لا تدري لها سبب محدد...ندم أم خوف أم خذلان أم فرحة لرؤيته
ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب
سأل بقلق_ هو في حاجة وجعاكي
أجابته وهي تمسح دموعها_أنا كويسة...بدت الحيرة في عينيها سألته بتشوش...أنت عرفت أزاي وجيت هنا أزاي
أنت كنت في غيبوبة
حاولت النهوض لكنها لم تفلح لشعورها بدوار مفاجىء
وضع يده حول ها مانعا أياها من السقوط وبالأخرى عدل وضع الوسادة خلفها...وجدت نفسها محاطة بين كلتا ذراعيه...شعرت بدغدغة خفيفة تعتريها وزادت نبضات قلبها...شعرت بنفسها ضعيفة هشة بين ه وصدره العريض الذي أختبرت نشوة دفئه العديد والعديد من المرات...شعرت بقلبها الذي أصابته البرودة ينصهر يشتعل...أرادت وضع أناملها على صدره للشعور بدقات قلبه...هل ينتفض كقلبها...أرادت ضمھ لتصدق أنها لا تحلم...كادت ترفع يديها لكنها شعرت بالعجز...رجعت بجسدها للخلف متفادية الأحتكاك به
قال زاهر بهدوء مصطنع_ وجودك في حياتي حسسني أني عايش مش مجرد ظل كنتي النكهة الحلوة في حياتي...وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم كنا في مع بعض كنت في منتهى السعادة...كان بيمر عليا وقت والخۏف يسيطر عليا أنك تبعدي...كنت مستكتر وجودك في حياتي...لحد ماالخوف ده أتحول
نطق كلماته
بهدوء_ هفضل معاكي ومش هطلع أنتي محتاجني وأنا محتاجك...أنتي أتخلقتي ليا وأنا أتخلقت ليكي مقدرش أعيش من غيرك ولا أنتي تقدري تعيشي من غيري عشان مصيرنا أحنا الأتنين مربوط ببعض...مش همسح للي حصل يفرق بينا...هنقاوم أحنا الأتنين لحد مانعدي الازمة وترجعي بيسان حبيبتي...
ارتجف جسدها وشعرت بمشاعر مختلفة تغزوها فما مرت به لم يكن بالشيء الهين...فالحب ليس كل شيء في الحياة
كانا في السيارة أمام الفيلا عندما قال لها كريم _ هسيبك معاها ساعة تطمني عليها ....هروح أخلص أجرءات السفر وأجي أخدك
نظرت له بحب_ وأنا هستناك
بمجرد دخولها من باب الفيلا...أدار السيارة وأنطلق بها
في الداخل تفاجأت زهرة بأن ضحى موجودة في الأسفل وتسأل عنها
نزلت السلالم بسرعة وهتفت بسعادة لرؤيتها_ واحشتيني يابت
ضحى بابتسامة _ وأنتي كمان يازوزو ...هنفضل كده وافقين مش هتعزميني على حاجة يابخيلة
بادلتها الضحك _ هو أنتي لحقتي ...حاضر هشربك ثم نادت على الخادمة...لسه بردو بتحبي عصير المانجا
رسمت ضحى شكل قلب بأصابع يديها وقالت _ ده عشق العشق
أحضرت الخادمة العصير...أرتشفت ضحى عصيرها بتلذذ واضح ثم قالت بابتسامة _ فكريني لما أجي من السفر أجيلك هنا عشان أشرب عصير مانجا...أصله طعمه حلو أوي
صمتت وهي تسمع أخر كلماتها فقالت_ أنتي مسافرة
أرتسم العبوس على محياها وهي تقول _ مسافرة النهاردة مع أن من جوايا مش عايزه أسيب هنا...مع أن بابا وماما سابو البيت وسافرو مصر
_ هما أهلك سافرو خلاص
_ أيوه يازهرة ...لما زروني بابا قالي عندي مفاجأة حلوة أنهم لقو شقة حلوة وكمان جاله شغل في شركة كبيرة وهيسافرو علطول
بلهجة يشوبها بعض الحزن _ خلاص كله سافر وحتى أنتي كمان
ضمتها ضحى وقالت بحب_ هتصل بيكي علطول...طمنيني عليكي الاول أنتي كويسة وأيه شغل العصاپات اللي حصل معاكي...أنا بقرا الحاجات دي في الروايات وأشوفها في الافلام لكن عمري ماتخيلت أن ده يحصل معاكي...أحكيلي كل حاجة بالتفصيل...رأت نظرات زهرة المذهولة لكنها أكلمت حديثها..طبعا من بصتك دي هتقولي عرفت أزاي وأنتي مقولتيش حاجة....أنا عرفت من كريم ماهو أكيد كريم هيقولي...قوليلي بقا تليفونك كان مقفول ليه...ده أنا أترعبت عليكي بالرغم أن كريم طمني بس قولت لزم ولابد أشوفك بنفسي...هو اللي أسمه شهاب ضړب علكيم ڼار والطلقات جيت في الهوا...الحمد لله أنها جيت في الهوا بصراحة الراجل ده يستاهل الشڼق
قاطعتها زهرة بضحك_ أفصلي شوية أيه تسجيل وأتفتح...وأنا كويسة وقعدة قصادك...تعالي هنا ومادام كريم حكلك على كل حاجة عايزني أتكلم ليه هو ۏجع دماغ وخلاص
ضحكت قائلة _ عشان هو لو نسى حاجة أنتي تحكيها...ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز ...قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا...بعد ماعرفت أنه هيعيش هنا معاكم وأنتي أ تي الوضع أزاي
شردت زهرة وسرح تفكيرها وخيالها فيما مضى
لاحظت ضحى شرودها المبالغ فيه... فحدثتها قائلة_ كل السرحان ده عشان جبت سيرته بس
عادت زهرة من شرودها بعد تلك الكلمات التي أطلقتها ضحى وقالت لها_ أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسى بالرغم كل اللي بيعمله معايا
أردفت ضحى قائلة_ أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
_أنا للأسف مش قادرة أنسى الماضي...اللي حصل زمان كان صعب أي حد يعدي منه وأنا عديت منه ياضحى بس بندوب لسه معلمه جوايا خلت مشاعري مشوهة أنا بقيت منفعش منفعش أكون أي حاجة
صمتت ضحى قليلا تفكر في كلماتها ونظرت لها بهدوء شديد_ قولتي يازهرة أنه ندمان ويتمنى ترضي عنه...ليه مش عايزه تفوقي من الشرنقة اللي معيشة نفسك فيها ليه رافضة تفوقي...ربنا بيسامح يازهرة سامحيه حاولي تسامحيه...أنسي وبلاش تفكري نفسك باللي حصل...النسيان نعمة وبكرا تقولي أنا كان عندي حق
تشوشت رؤيتها بالدموع فهي تشعر بحيرة وتخبط في مشاعرها تجاهه وأصبحت لا تعلم ماذا تريد...شددت ضحى من قبضتها على يديها وقالت _ أسمعيني كويس يازهرة الدنيا أديتك فرصة من دهب حياة جديدة ومس جديد بلاش تخسريهم وراجل بيحبك وندمان...في رجالة غيره بيهربو من ذنبهم ويقولو ملناش فيه...أكملت كلامها برجاء سامحيه حاولي تديله فرصة
زهرة بنبرة متشنجة _ ححاول ححاول ياضحى
_ أوعديني أنك تديه وتدي نفسك فرصة
_ أوعدك ياضحى
_ فين بقا الولاد عشان أسلم عليهم مش سامعة ليهم حس
_ فوق في أوضتهم بيلعبو
_ عايزه أبوسهم وأسلم عليهم قبل ماسافر
_ تعالي معايا نطلع ليهم ومتقوليش أني مش حذرتك
_ من أولها كده هتظلمي الولاد دول كيوت من
غير ماشوفهم
أول مازهرة فتحت الباب...تعالت أصوات الصړاخ تسمرت ضحى على الباب للحظات ثم ضحكت على مايحدث أمامها
أياد بصړاخ_ سيب اللعبة بتاعتي
يقوم وليد بجذبها من يده قائلا بصړاخ _ لأ دي بتاعتي
_ لاااااابتاعتي أنا
_دي
متابعة القراءة