زهرة و لكن دميمة بقلم سلمي محمد
المحتويات
الزرع يكبر ويطلع ورد...وكل واحد ليه زرعة واحدة دي هتبقا بتاعته هو اللي هيهتم بيها...
وأشار كل واحد فيهم الى البنات الذي سيقوم براعايتها والأهتمام بيه...
وبعد الأنتهاء من سقي النباتات...قالت زهرة بابتسامة هادئة_ يلا ندخل عشان تستحمو ...زمانكم تعبتو من كتر اللعب
وليد وأياد برفض في وقت واحد_ بس أحنا مش تعبنا لسه..
_ خلاص أحنا هندخل بس بشرط وغمز الى شقيقه أياد
رأت غمزة العين فابتسمت قائلة _ أتفقتو على أيه من ورايا...
وليد بخجل _ شوفتك بترقصي...
قاطع أياد كلامه _ هو قال رقصك أحلى وأنا بقولو رقص سنواويت أحلى...
وليد بابستامة خجولة _ بترقصي أحلى منها...ممكن توريه...
قرصت أذن وليد بخفة وقالت بضحك _ عيب تبص على حد
همست هي الأخرى_ أذ كان كده أنت مش غلطان ...أنا لما برقص بنسى الدنيا واللي فيها....بطلع كل خنقتي وضيقي...
وليد بلهجة طفولية _ خليه يشوف أن رقصك أحلى ...
هزت رأسها بصمت ثم قالت بمرح _ رقصي أحلى بكتير من رقص سنووايت...
بقدمين حافيتين لمست الأرض بخفة... رقصت وبعد لحظات أندمجت بروحها وكامل حواسها...
شعر بقلبه يصحو من سباته...ينتفض پعنف...رأها زنبقة تتمايل بقدها...ترقص حافية القدمين...كالمنوم مغناطيسيا وبدون أرادة منه خطى باتجاهها...يريد ألارتواء من ريحقها...
تملكها أحساس غيرمريح ...شيء أخبرها بوجود عيون أخرى متلصصة...نظرات غير مرغوبة...توقفت عن الرقص...تسمرت مكانها عندما رأته أمامها مباشرة...
قالت بانفعال_ أيه اللي جابك دلوقتي..
رد عليه بهدوء ظاهري لا يعكس مابداخله من
أشواق متقدة_ كنت جي أشوف الولاد أقبل ماسافر...
وليد بفضول _ هتركب طيارة
_ أيوه هركب طيارة
_أيوه ياوليد طيارة حقيقية
وليد مكررا كلامه _ حقيقية حقيقية
أبتسم أكنان بهدوء_ أيوه ياوليد...
وليد وأياد في وقت واحد _ خدنا معاك ...نفسنا نركب طيارة...
رد عليهم بلهجة ثابتة _ المرة الجاية....
وليد برجاء _ خليها المرة دي...
رد عليهم بلهجة حازمة_ قولت المرة الجاية يبقا المرة الجاية ...ثم أحتضنهم وقال برقة _ هتوحشوني أوني
الصغيرين في نفس واحد _ وأنت كمان...
نظرة زهرة الى أطفالها وقالت بابتسامة _ يلا عشان نستحمى ونغير هدومنا اللي أوتسخت...ثم أنحنت وحملت صغار ماشا...تحركت وتحرك كلا الصغيرين معاها...
نادى أكنان قائلا _ خلي بالك من نفسك ومن الولاد
أولتها ظهرها ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه...أرتسمت على وجهها ملامح عابسة ثم زمت شفتيها بضيق داعية أن تتحمل رؤيتها دون أن ينقبض قلبها...
أختفت أبتسامته الهادئة ..وهي تمشي مبتعدة عنه...أنهار تماسكه...محدثا نفسه بحزن الى متى الى متى سيتسطيع التحمل...
تعلق بصر ناصر على حجرة الاشعة...منتظر خروج الطبيب بالأشعة الجديدة....أنفتح الباب وخرج الطبيب...لم ينتظر قدوم الطبيب اليه فتحرك مسرعا باتجاهه...
هتف ناصر بانفعال _ طمني يادكتور...
قال الطبيب بلهجة مطمئنة_ خير أن شاء الله...
سأل ناصر بأصرار_أنت بتقول خير ...هيفوق أمتى ...قولي هو هيفوق أمتى...
قال الطبيب بهدوء_ الأمل كبير أن شاء الله...
ناصر بلهجة مترجية _ طمني يادكتور...مادام الامل كبير ليه هو لحد النهاردة في الغيبوبة ...هو في حاجة وأنت مخبياه عني...
هز الطبيب رأسه نافيا_ مفيش حاجة...والاشعة اللي في أيدي بتقول أنه بيتحسن والورم حجمه قل عن الأول...الموضوع محتاج وقت وأصبر لحد مايفوق
ناصر بلهجة منفعلة _ هيفوق أمتى ...أعرف أبني هيفوق أمتى
حاول الطبيب التهدئة من روعه فقال _ أبنك مش أول حالة تقابلنا ...في أكتر من حالة كانت نفس نظام أبنك ومع العلاج فاقت من غيبوبتها...
كرر ناصر سؤاله _ أمتى هيفوق...
رد الطبيب _ معرفش أمتى
صمت للحظات ثم قال _ خلاص اعمله العملية
الطبيب بلهجة عملية _ العملية خطړ عليه...أحنا منتظرين نشوف هيفوق ولا لأ من غيبوبته...والعملية هتكون أخر حل قصادنا لو أستمر في غيبوبته كتير...أنت قصادك حلين ياالصبر يالمخاطرة ....والكلمة الأخيرة راجعة ليك...
تقلصت ملامح وجهه بالألم ثم قال_ أنا قصاد حلين أصعب من بعض...
قال الطبيب بهدوء_ هقول كلامي تاني...خلي العملية أخر حاجة...وهقولك حاجة كمان...الكلام اللي هقوله ليك...الدراسات اللي فيه مش مؤكده...
سأل ناصر بحيرة _ كلام أيه
_ العامل النفسي ممكن يكون ليه دور أنه يفوق من غيبوبته بجانب العلاج...أقعد معاه كلمه في أي حاجة...الأشخاص المقربين ليه يقعدو ويتكلمو معاه...الشخص اللي في غيبوبة بالرغم أنه مش بيحس ولابيشعر بأي مؤثر خارجه...بس في بعض الحالات ممكن الأشخاص دول الكلام ده يوصل لعقلهم...ويكون سبب في شفائهم ...حاول تتواصل معاه...أتكلم...ممكن يفوق...ودي نصيحة مني ليك ...ثم تركه الطبيب مغادرا...
دخل ناصر الى غرفة أبنه وأخذ ينظر له بحزن...فقد بهتت ملامح وجهه وهزل جسده...أرتسم على وجهه حزن هائل...فهو يرى أبنه يفقده أمام عينيه....لمعت الدموع بداخلهم وهو يتذكر ماحدث في منزله...
جذب الكرسي وأقترب به من الفراش وربت برفق على كف أبنه...قائلا بحزن _ فوق ياقلب أبوك...فوووق ومتسبنيش لوحدي...لو سابتني والله ماأقدر أعيش يوم من غيرك...فوق عشان خاطر مراتك وحبيبتك اللي بتعشقها...هي كمان محتاجة وجودك معاها...مراتك كانت حامل وسقطتت...أن شاء الله لما تفوق وهي تخف من اللي فيه هيرزقكم بأطفال كتير...مش عارف هقدر أسيبك وأروحلها أزاي...بس لازم أروحلها عشان أقف معاها وأفك السحر اللي معمول ليه...عشان ترجعلك بيسان بتاعت زمان بيسان اللي بتحبك...
تسمر أكنان في مكانه...عندما سمع ماقاله ناصر...الټفت خلفه عندما أصوات تقترب منه....
أكنان پصدمة _ الكلام اللي سمعته ده حقيقي...طب أزاي والكلام ده بجد وحقيقي...وبيسان اللي فيه بسبب سحر معمول ليها...هز رأسه رافضا ماسمع...مستحيل...
تطلع اليه ناصر بنظرة مټألمة _ تعالى نتكلم برا أحسن...
في خارج الغرفة
أحتد فيه أكنان قائلا_ سحر...هو الكلام ده بجد...
تردد قليلا ثم أجابه_ أيوه في للأسف...اللي مرت بيه بيسان ملهوش أجابة غير كده...بيسان أتغيرت تماما وبعد ماكانت بتحبه...بقت تكره تشوف وشه وتسمع صوته...سابته لوحده مريض وهو في أشد أحتياج ليها...فضلت أسأل نفسي السؤال ده كتير...ليه نظرات الخۏف والكره اللي كانت بتبصه ليه ليه كتير أتكررت في دماغي ...لحد ماعرفت السبب النهاردة...بسبب السحر اللي أتعمل ليها...
أصابه الذهول من كلامه...صمت للحظات مفكرا...فهو سأل نفسه نفس السؤال...عن سبب تحول بيسان...فكر في كثير من الأجابات ولكن لم يخطر على باله هذا أبدا...أيعقل أن يكون هذا السبب في تغير ومرض أخته...
صړخ فيه قائلا _ مين اللي عمل فيها كده...
غمغم پألم_ دلوقتي متفرقش مين اللي عمل فيها كده...المهم أنها تخف ده الأهم بالنسبة لينا...
رفض أكنان قائلا بأصرار_ قولي مين اللي عمل فيها كده...
عرف ناصر جيدا أنه لن يترك سؤاله دون أجابه ...تنهد بحزن _ أمه وسعدة الشغالة عندنا هما اللي عمله ليه سحر عشان تفرق بينها وبين جوزها...
أنتفض أكنان من هول ماسمع...صړخ في وجهه مستنكرا_ أمه...ليه ليه
لمعت
عينيه بالدموع وهمس بصوت مسموع _ غيرة ...الغيرة عمت قلبها...وخلتها تمشي في طريق
متابعة القراءة