انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
عزاء في ۏفاة إحدى سيدات القريةسألت إبنة عزيز الكبرى مستفسرة بشكل روتيني
أمك ومرات عمك فين
في المطبخ بينضفوا بط
اتسعت اعينها وأسرعت بخطى واسعة وهي تهتف غاضبة
بط إيه ده اللي بينضفوه
خطت بساقيها لتتوقف وهي ترمقهما بعيني جاحظة لتصيح بنبرة مشټعلة
بتعملي إيه إنت وهي!
هي تكية أهاليكم علشان تعملوا اللي ييجي في دماغكم من غير ما تستأذنوا صاحبة البيت اللي أويكم!
أنا ماليش دعوة يا مرات عمينسرين هي اللي دبحتهم وندهت عليا أنضف معاها
واسترسلت بړعب ظهر بمقلتيها
وأنا والله كنت فكراك إنت اللي قايلة لها
توسع بؤبؤ عيناي منيرة وهي تنظر لبرود تلك النسرينالتي لم تتزحزح بجلستها وتابعت ما تفعل لتنطق بملامح وجه هادئة وهي تنظر لما بيدها دون عناء النظر لتلك التي تشتعل ڠضبا
هتفت منيرة وهي ټضرب كفا بالاخر
ويطلع مين يا اختى كبير البيت ده كمان
رفعت عينيها تتطلع إليها لتقول ببرود كالثلج
عزيز يا حماتيكبير البيت واللي بقى ليه الكلمة الاولى والاخيرة في البيت ده
على نفسه وعليك يا موكوسة الأملة...نطقتها پغضب لتتابع بسخرية وتهكم
والله الكلام ده تروحي تقوليه لإبنك مش ليا...كلمات قالتها بتجبر وتقليل من شأن والدة زوجها اشعلتها وقبل أن تجيبها صدح
________________________________________
صوت عزيز من خلفها حيث ولج للتو من الخارج ليهتف بنبرة حادة
صوتكم عالي وجايب أخر الشارع ليه!
تعالى يا عزيز شوف أمك عملت فيا إيه بهدلتني علشان دكرين البط
وتابعت بتفخيم لذاته كي تستدعي غضبه على والدته اكثر
وليه وليه اللي بقول لها إن كبير البيت هو اللي أمرني بكده
استدارت منيرة لنجلها تسأله بحدة
رفع قامته ليجيبها بتجبر
ايوه يا أما أنا اللي قولت لها وحتى لو ما قولتلهاشده بيتها وخير جوزها ومن حقها تعمل اللي على كيفها
صاحت بكل صوتها لتنطق بطريقة لأول مرة تتعامل بها معه
ده لما يكون المال مالك يا عين أمك إنما كل الخير اللي عمال تبهدل فيه إنت والمعدولة مراتك ده يبقى مال أبوك وشقايا أنا وهو طول السنين
كل حاجة بتاعتي وشقايا مع أبوياكفاية إني أخدت دبلوم وسبت عيالك يدخلوا الكلياتده حتى البت لما خدت كليهيبقى العدل بيقول إن أخد نص البيت ونص الارض قصاد تعليمي اللي ماكملتوش
لا ده انت عيارك فلت إنت ومراتك ولازم اخواتك يقعدوا معاك علشان تعرف حدودك...نطقتها لتنطلق لغرفتها وتصفع بابها بحدة لتعلن من خلاله عن ڠضبها العارمنظر عزيز لزوجته ونوارة ليشير لكليهما بلامبالاة وكأن شيئا لم يحدث
يلا انجزوا علشان تلحقوا تطبخوا الغدا في ميعادهأنا مېت من الجوع
ليلا
اجتمع الشقيقان ومنيرة بصحبة عزيز في جلسة عائلية طلبتها منيرة لوضع النقاط فوق الحروفوتناقشا ليهب عزيز من جلسته وينطق بتجبر
أخر كلام عندي البيت ده أنا اللي هتحكم فيه والكلمة الاولى والأخيرة ليا
ليستطرد بنبرة صارمة
وإنت يا أم عزيز ريحي نفسك وأقعدي على الكنبة إتفرجي على التلفزيون مع العيالومن بكرة نسرين هي اللي هتمسك البيت
نزلت كلماته على قلب منيرة شطرتها لنصفينأفبعد كل ما فعلته من أجله ووقفت بجبهته تحارب معه جميع الجبهات يتجبر عليها هكذا وينصر زوجته بل ويطلب منها التقاعد كموظفي الحكوماتنزلت دمعة ألم وحسرة من عينيها ليهب أيهم واقفا ليقول بعنفوان الشباب
إنت اټجننت يا عزيزإيه اللي بتقوله لأمك ده
تسمر بمكانه عندما نزل كف عزيز على وجهه ليلطمه بقوة جعلت الجميع يذهلون لتصرخ منيرة ويهرول وجدي إلى عزيز يمسكه من تلابيب جلبابه ويقول وهو يهزه پعنف وعيناي تطلق شزرا
هي حصلت كمان ټضرب أخوك إنت فجرت ومبقاش حد قادر عليك بس أنا بقى اللي هقف لك يا عزيز
قبض عزيز على كفاي شقيقه وقام بنفضهما بقوة ليهتف بتجبر وفجور ظهر بعيناه
أعلى ما في خيلك إركبه يا بيه وهي دي معاملتي من هنا ورايح للكل
وتابع بصياح وهو يرمق أيهم المصډوم بحدة
واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
صړخ ايهم ليهتف بنبرة غاضبة
الباب اللي يفوت جمل ده إنت اللي هتطلع منه إنت والخسيسة مراتك اللي اصلها الواطي ظهر في معاملتها لأمك وديني وما أعبد لأكلم إيثار واخليها تجيب جوزها وييجوا يرموك إنت وهي وعيالكم في الشارع زي كلاب السكك
قهقه بقوة لينطق بثقة عالية
وإنت فاكر إن إيثار هتعبرك ولا هترد عليك من الأساس
صاح أيهم يتحداه بنظرات ڼارية
هترد وهتيجي لما تعرف اللي حصل لأمها على إيدك إنت وقليلة الاصل مراتك
ضحك ليجيبه ساخرا
بأمارة إيه يا حبيبي هتجي تقف جنبهاأمك بالنسبة ل إيثار أكبر عدوة ليها وكل اللي يهم إيثار هو حضانة إبنها
واستطرد بدهاء
أختك ذكية وهي عارفة إن أنا الوحيد اللي أقدر أجبر أمها واخليها ترفع
________________________________________
قضية الضمعلشان كده عمرها ما هتعاديني ولا هتيجي في صفكم لأن ببساطة كلنا بقينا في نفس الخانة عندها بعد اللي حصل في عزا أبوك
تطلع لوجوه الجميع التي أصابها الوجوم جراء صحة حديث ذاك الحاقد الذي استغل الوضع لصالحه رفع سبابته ليشير به متنقلا بين الجميع
من هنا ورايح كل واحد فيكم يلزم تمامه ويعرف حدوده في البيتوالكلمة اللي اقولها تتنفذ ومن غير وش كتير
وإنت يا أم عزيزالكلام اللي قولته يتسمع أنا عاوز لك الراحة...قالها بتأكيد لينسحب للخارج بارتياح تحت عدم استيعاب الجميع لما حدث للتو ونظراتهم المتبادلة فيما بينهم بذهول لما وصلوا إليه ارتمت منيرة فوق الاريكة لتنهمر دموعها الغزيرة والمټألمة تحت نظرات نجليها المتألمين لرؤيتهما لوالدتهما على تلك الحالة المزرية
في تمام الساعة الثالثة ظهرا
كانت تجلس بجوار حوض الزهور الذي سلبها عقلها منذ أن أتت إلى القصر تجاورها الجلوس عزة التي بدأت تتعافى وتخرج في الحديقة لاستنشاق الهواء النقي بعدما ملت من التمدد بتختها والحق يقال فقد راعتها عائلة علام وحاوتطها بالإهتمام مما حسن نفسية عزة وجعلها تشعر بالراحة والإنسجامتحدثت بهدوء وحذر
نوارة كلمتني الصبح
خير!...قالتها باقتضاب حيث انها قد اغلقت قلبها من ناحية الجميع منذ ما حدث وما عادت تطيق الإستماع لأخبارهماجابتها بهدوء
بتقول لي عزيز مبهدل أمك وإخواتك معاه من ساعة ما أبوك ماټ
ابتسمت ساخرة قبل أن تنطق بلا مبالاة
وإحنا مالنا
أجابتها بتعاطف
البت مكلماني ومتعشمة تتدخلي وتلمي عزيز ومراته وتهدديهم بعقد البيت والأرض
زفرت بحدة لتقول بصرامة
عزةأنا مش عايزة أسمع أي كلام في الموضوع ده تاني الناس دي أنا مشفتش منهم أي خيرأول ما عزيز إتجبر بدأ بيا أناوبدل ما يقفوا جنبي ويدافعوا عن الحق وقفوا معاه هو ضدي ولولا ربنا سخر لي فؤاد كان زماني مرمية تحت رجلين إجلال ويا عالم كان هيجرى لي إيهولولا بابا الله يرحمه كان عنده بعد نظر كان زمانهم واخدين إبني مني ومسلمينه لنصر
وتابعت بعيناي زائغة غير مستوعبة
بأي عين جايين الوقت يطلبوا مساعدتي!
كادت ان تنطق لتوقفها بإشارة من يدها واسترسلت قائلة
خلاص يا عزةإنت لسة تعبانة من العملية ومش حمل مناهدة
تنهدت بهدوء لتقول وهي تستند على حواف المقعد لتفرد ظهرها
حاضر يا إيثار هقوم أخد الدوا اللي قبل الغدا
إستني لما أجي أساعدك...قالتها وهي تستعد للوقوف لتهتف الاخرى سريعا مما طمأنها وجعلها تتسمر بمقعدها
خليك مكانك أنا زي الفل النهاردة
لتسترسل بعيناي تحمل الكثير من عبارات الشكر والإمتنان
كتر خيرك على اللي عملتيه معايا من ساعة ما عملت العملية وإنت مسبتنيش لحظة واحدة لو عندي بنت مكنتش هتحبني وتهتم بيا زي ما عملتي معايا يا إيثار
طب ما أنا بنتك يا عزة ولا هو لازم أقولك يا ماما علشان تحسيها...قالتها بعيناي حنون لتسترسل بنبرة صوت متأثرة
ربنا يخليك ليا أنا ويوسف يا عزة
ابتسمت لتنطق بدعابة ابتسمت على أثرها الأخرى
ويخلي لك سيادة المستشار ويهديك عليه يا بنت الحاج غانم
ضحكت لتنسحب الاخرى للداخلتنهدت وباتت تتطلع حولها بتمعن لتشغل عقلها بعيدا عن اخبار عائلتها التي برغم جمودها التي اظهرته أمام عزة إلا انها تأثرت وحزن قلبها لأجل والدتها وشقيقاهافبرغم ما فعلوه بها إلا انهم يظلوا عائلتها أثناء ترقبها للحديقة وجدت سيارته تدخل من البوابة الحديدية لينتفض قلبها بقوة كادت تخرجه من بين ضلوعها راقبت ترجله من السيارة وقدومه ناحيتها لتبتسم بحالمية وهي تنظر إليه متلاشية كلمات فريال اللاذعة التي قذفتها بوجههاڼصدمت بمروره للداخل وهو ينطق بجمود دون الإلتفاف إليها
السلام عليكم
اتسع بؤبؤ عينيها وهي تتطلع على ظهره تتابع خطواته
________________________________________
الواسعة المتجهة صوب المنزل ليخيم على قلبها الحزن أما هو فتبسم حين لم يجد منها ردا مما يعني صډمتها من معاملته ونهجه الجديد الذي اتبعه معها
بعد قليل أتت إليها العاملة لتستدعيها للداخل لتناول وجبة الغداء ولجت للداخل لتجد الجميع بانتظارها مرحبين بتواجدها بينهم كما المعتادوما أثار دهشتها وقوف حبيبها السريع ليسحب لها المقعد المجاور لهوكعادته بدأ يحدثها بملاطفة وبدأ بوضع بعضا من أصناف الطعام داخل صحنها فقد بات يحفظ ما تحب كما يحفظ اسمهإنتهى الغداء وجلست العائلة في جو مبهج لكنه لم ينضم إليهم وصعد ليغفوليلا نزلت لتتناول وجبة العشاء معهم لكنها لم تجده فسألت والدته على إستحياء
هو سيادة المستشار مش هينزل يتعشى معانا
نظرت عصمت لزوجها باستغراب لتجيبها بنبرة هادئة
فؤاد خرج يتعشى برة مع واحد صاحبة
أصابها حزنا لتكمل عليها تلك الفريال التي أرادت إنهاء تلك المسرحية الهزلية بمنتهى السرعة لتنطق وهي تمسك بإحدى حبات العنب تقلبها بأصابعها بتمعن يدعوا للإستفزاز
هو مقالكيش ولا إيه!
دفنت نظراتها بداخل الصحن لتقول بصوت خاڤت
أنا كنت نايمة
شعرت عصمت بعمق حزنها لتجيب على حديثها كي تسحبها من ذاك الحزن الذي ملئ عينيها وظهر بنبرة صوتها
أكيد محبش يزعجك يا حبيبتي.
شاركها علام ايضا لينطق بملاطفة
هو فؤاد طول عمره كده بيخرج من غير ما يقول
واستطرد بتودد وهو يشير لصحنها
كملي أكلك علشان نخرج مع بعض في الجنينة
واسترسل كي يخفف من وطأة حزنها
عاوز أوريك أنواع الزرع الجديد اللي جبناه
بالفعل استطاع جذبها لتبتسم له وتومي برأسها بحماس
بعد مرور بضعة أيام
داخل إحدى العيادات الخاصة بإحدي طبيبات النساء والتوليد وبالتحديد داخل حجرة الكشف تجلس سمية بصحبة والدتها تنتظر إنتهاء الطبيبة من قراءة التحاليل والأشعة التصويرية التي طلبتهم
متابعة القراءة