انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
الحريمي التي تملؤ الارفف وكل حذاء تجاوره حقيبة اليد المناسبة له من حيث اللون والموديل إستدارت تتطلع عليه لتشير بكفها نحو حالها بعينين سعيدتين
الحاجات دي علشاني!
اومأ برأسه لتسأله باستغراب
إمتى جبتهم
أدار وجهها ليقابلها ثم أجابها وهو يتحسس وجنتها بعيناي تفيض حنانا
تاني يوم ما جينا هنا بدأت أجهز أخدت مقاس هدومك من أوضتك من غير ما تاخدي بالك وأدتهم لمصمم شاطر وهو جهزهم لي
ده أنت كنت واثق إننا هنكمل مع بعض
ابتسم ليجيبها بعيناي حنون
من يوم ما حبيتك وإنت بقيتي ملكية خاصة لفؤاد علام الموضوع كان مسألة وقت مش أكثر
واستطرد غامزا بعينيه
فيه ضلفة سليمة خاصة باللانجري ومعظمهم نبيتي وأزرق
ضحكت لتسأله مستفسرة
نفسي أفهم إيه سبب عشقك للنبيتي
هتصدقيني لو قولت لك إن عمري ما كان ليا في الألوان ولا بركز اصلا معاهم
واسترسل متذكرا ذاك اليوم الفارق بحياته
بس من ساعة ما شوفتك بالبدلة النبيتي يوم إجتماع الفندق وأنا حبيتهسحرتني طلتك فيه واتمنيت أشوفك دايما بيه
أخرجت تنهيدة حارة لتنطق بنبرة مټألمة
تعرف إني قطعت البدلة دي هي وكل الالوان النبيتي اللي عندي
يوم ما طلبت تقابلني في مطعم الاوتيل وقولت لي إنك عاوزني في موضوع مصيريتوقعت إنك هتعرض عليا الجوازيومها نزلت من البيت ودخلت أفخم محل لفساتين السوارية الهادية وإشتريت الفستان بمبلغ كبير جدا عليا كنت فرحانة جدا وانا بجهز نفسي لأهم عرض هسمعه في حياتي
شعر بغصة مرة وهو يستمع لكلماتها المريرة لتتابع وهي تشيح عينيها بعيدا عنه
أنا آسف قالها بعيناي تقطر ندما لتأخذ نفسا مطولا قبل ان تبتسم وكأنها تطرد كل مشاعر السلبية والحزن
مفيش آسف ولا دموع تاني خلاص إحنا ننسي كل اللي فات ونفكر بس في كل السعادة اللي مستنيانا
________________________________________
الصغير الذي هتف باسم والدته هرولت هي عليه لتحمله بين أحضانهاهتفت عزة بعدما رأت جمالها الذي تضاعف بفضل قربها من الحبيب وطغي على وجهها ليجعل منها جميلة وجذابة حد الفتنة
بسم الله الله اكبر صباحية مباركة يا عرسان
ابتسمت لها بخجل ليرد عليها فؤاد الذي أغلق الباب جيدا
الله يبارك فيك يا عزة
عقبال البكاري يا باشا نطقتها بغمزة من عينيها ليجيبها بجبين مقطب
بصي يا عزة أنا ليا سنين بسمع الكلمة دي في الافلام والمسلسلات بس عمري ما فكرت في معناها
يعني عقبال ما نفرح بخلفتكم يا سيادة المستشارفهمت ولا لسة محتاج شرح نطقتها بحدة ليسألها ساخرا
عزة أنا عاوز اسألك سؤال مهم بالنسبة لي من يوم ما اتقابلنا عند النيابة اليوم ده إتعاملتي معايا بمنتهى القرف وأنا فوتها وقولت يمكن يكون بسبب توترها من اللي حاصل ل إيثار بس الموضوع طول يا ماما إنت بتتعاملي معايا ولا اللي ماسكة عليا ذلة
أهو أنا طبعي كده من ساعة ما ربنا خلقنيمبحبش الحال المايل ولا اللي يسأل سؤال عوج قالتها وهي ترفع كفاها للأعلىهز رأسه ليبتسم وهو يقول لها
عزة
تحرك إلى الباب وقام بفتحه ليشير لها للخارج
إنزلي تحت ومش عاوز أشوفك قدامي باقي اليوم
رمقته وهي تنطق باستياء
الحق علياقال وانا الي عماله اجهز لسعادتك تحت إيشي حمام محشي بالفريك وإيشي كوارع وإشي بط وفطير وفي الاخر لا حمد ولا جميلة
سألها متعجبا
بتجهزيهالي أنا! ليه إن شاءلله
هتفت بنبرة حماسية وهي تشيح بكفيها بطريقة كوميدية جعلته يبتسم رغما عنه
مش عريس والنهاردة صباحيتك ولازم تتغذى يا باشا
قهقهت إيثار التي تتابع الحوار بتسلي لينطق باستسلام بعدما فاض به
إنزلي يا عزة قبل ما أفقد أعصابي اللي ماسكها عنك من أول يوم شفتك فيه
أشاحت بكفها لتنطق بوجه عابس
اديني نازلة
خرجت وصفقت خلفها الباب لينظر هو لتلك الضاحكة ليسألها پجنون
إنت استحملتيها كل السنين دي إزاي
دي حبيبتي قالتها بوجه منير ليقترب عليها مترقبا الصغير الذي بات يتحسس وجنة والدته وهو يقول بانبهار طفولي
شكلك حلو قوي يا مامي
باتت تقبله بنهم لتهتف بنبرة حماسية
يا عيون وقلب ورح مامي وحشتني يا چو
وإنت كمان وحشتيني
قالها ببراءة واسترسل يطلعها على تقرير يومه
أنا كنت بعيط بس عزة أخدتني أنا وساندي ولعبنا في أوضة بحر الكور وانبسطنا كتير وكمان جدو علام قعد يحكي لنا حكايات حلوة قوي وانا انبسطت معاه
واسترسل بمشاعر صادقة
أنا بحب جدو علام قوي يا مامي
إقترب عليه ليدغدغه ببطنه وهو يقول بمداعبة
طب وانا يا چو خلاص مبقتش تحب شرشبيل نسيته خلاص!
قهقه الصغير بسعادة ليجتمع ثلاثتهم ويجلسون فوق التخت جلس هو مستندا على ظهر التخت واحتضن ظهرها لصدره والصبي بأحضان والدته وجلسوا يتحدثون ويضحكون كعائلة
بعد مرور ساعتينصعدت عزة لجلب الصغير كي تفسح لهما المجال بالتقرب من بعضيهماقضيا وقتا بث فيه كلا منهما عشقه للأخر وبعدها إغتسلا وقاموا بتأدية صلاة العصر معا ثم أختار لها ثوبا أيضا باللون النبيذي وساعدها في إرتدائه كان يدللها بشكل مبالغ به يريد تعويضها وتعويض حاله عن كل مرا به كليهما من صعاب وكوارثإرتدت حجابها وجاورته النزولوجدا الجميع يجلسون بالبهو وكأنهم ينتظرون نزوليهماانتفض داخلها حين استمعت لصوت الزغاريد التي تطوعت عزة بإطلاقها تحت خجلها الذي شملها وسعادة ذاك المجاور لها الذي ضم خصرها إليه وكأنه يريد إخبار الجميع بشرعية ملكيته لهالا يدري لما دائما يشعر بالتفاخر وهي بجواره يراها بعينيه ملكة تستحق التتويج هي عن غيرها من سحرتهنظرت لعيناه لتتوه بليليهما لكنها سرعان ما فاقت على صوت سميحة المستنكر بشدة وهي ترمق عزة باشمئزاز
يااااي
________________________________________
بلدي قوي
رمقتها إيثار بقوة هي من الاساس لا تطيق تواجدها بفضل أفعالها بالامسنظرت سعاد إلى عزة قبل أن تقول بجدية
الحاجات دي متنفعش هنا يا عزة
قاطعها صوت عصمت التي وقفت تستقبل نجلها وعروسه بسعادة
حاجات إيه اللي متنفعش يا سعاد
واسترسلت بحماس
زغردي يا عزة وإملي المكان كله زغاريد
إقتربت على تلك الجميلة لټحتضنها بانبهار لجمالها الخلاب والذي يظهر كل يوما أكثر
الف مبروك يا إيثار ألف مبروك يا حبيبتي
تمنت لو الارض انشقت لتبلعها وهي ترى اعين الجميع مصوبة تجاهها تمنت أيضا لو باستطاعتها أن تمسك بعزة لټنتقم منها على طريقتها الخاصة لوضعها بهذا الوضع المخزي
شعرت عصمت بخجلها وتوترها لتهمس بابتسامة
إنت مكسوفة ليه كده الموضوع طبيعي ومفهوش اي كسوف
اجابتها بارتباك
متشكرة على ذرع الثقة يا دكتورة بس الحقيقة أنا في وضع لا أحسد عليه وكله بسبب عزة ربنا يسامحها
ضحكت لتقول بنبرة صادقة
طب والله ست زي العسل أنا حبيتها جدا عزة على فكرة
كانت نظرات سميحة الموجهة إلى إيثار حادة فقد إعتبرتها غريمتها التي سړقت منها حبيب عمرها والرجل الوحيد الذي تمنته أما فريال فكانت في حيرة من أمرها فهي ولأول مرة بالحياة ترى شقيقها سعيدا لهذه الدرجةفقد اقټحمت السعادة قلبه بشدة لتغزو جميع جسده وتظهر على ملامحهفبدا كشاب في منتصف العشرينات وهذا ما جعل قربها يتراقص
نظرت عصمت لنجلها وسعادة الدنيا تكونت بنظراتها الحنونة له لتحتضنه بحفاوة وهي تقول
أخيرا ريحت قلبي يا فؤاد
قبل يدها ومقدمة رأسها لينطق بنظرات آسفة
سلامة قلبك يا حبيبتي وحقك عليا
يا قلبي أنا أهم حاجة عندي تبقى مبسوط قالتها بنبرة تقطر حناناليجيبها بجرأة جديدة عليه
كلمة مبسوط دي فقيرة قوي جنب اللي أنا حاسة مع إيثار يا ماما
تحدثت بعيناي تنطق سعادة لأجل ولدها الغالي
يا حبيبي ربنا يخليكم لبعض
تحرك فؤاد إلى علام ثم بادر باحتضانه ليهمس كي لا يستمع عليهما أحد
مع إنك إتأخرت وخيبت لي أملي فيك بس على كل مبروكوعلى رأي المثلأن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا
رفع فؤاد حاجبه مستنكرا ليرد بمشاكسة
ربنا ما يحرمني من تشجيعك ليا يا سيادة المستشاردايما رافع من معنوياتي
أغشك يعني قالها بنظرة مستنكرة ليطلق فؤاد ضحكة عالية
أشار بكفه إلى إيثار لتقترب فوضع كفه فوق رأسها ليقول بنبرة أبوية حنون
مبروك يا بنتي
أجابته بنبرة خجلة
الله يبارك في حضرتك يا سيادة المستشار
تنفس لينطق بكلمات صادقة ظهرت بين نبراته وداخل نظراته الحنون
من النهاردة هتقولي لي يا بابا
انتفض قلبها تحت سعادة فؤاد وعصمت في لحظة مؤثرة ليتابع وهو يشير بكفه نحو فؤاد
والولد ده لو زعلك تعالي لي وأنا أملص لك ودانه
نظرت إلى فؤاد وبكل جرأة لا تدري من أين أتتها تحدثت بعيناي تفيض غراما
ده حبيبي وهدية ربنا ليا ربنا يخليهولي
لم يشعر بحاله إلا وهو يسرع إليها ويسحبها ليسكنها أحضانه محاوطا جسدها بذراعيه مشددا عليها وكأنه يريد إدخالها بين ضلوعهمال على رأسها ليقبلها بعشق دون أن ينطق بكلمة فكانت الأفعال كفيلة للتعبير عما شعر به من جراء كلماتها الصادقة
كان الجميع يتابع المشهد بتأثر كبير عدا تلك السميحة فقد غزت ڼار الغيرة قلبها وأشعلته تحدث علام بنبرة حنون
ربنا يسعدكم يا بنتي ويجعلكم عوض لبعض عن أي حاجة وحشة مريتوا بيها في حياتكم
أمن الجميع على دعائه لينظر فؤاد لشقيقته التي تقف بعيدا فاقترب عليها ليتحسس خدها ويسألها بنظرات عاتبة
مش هتقولي لي مبروك ولا مش فرحانة علشاني
تنفست بهدوء لترتمي بأحضانه بعدما شعرت بالراحة وهي تقول له
مبروك يا حبيبي وربنا يسعدك
قالت كلماته لتتنفس براحةنظرت إلى إيثار بتعجبفقد توقعت أن تقص له ما
________________________________________
قالته لها لتكسب جولة على حسابها لكنها لم تفعل هي متأكدة من حدة فؤاد وصرامته بتلك المواضيع فلو علم إفترائها عليه لربما تكون تلك النهاية بينهمافأكثر شيئان يبغضهما بحياته هما الكذب والإفتراء وهي لم تقصر معه فقد كذبت ولفقت له حديثا مفبركإحتارت حقا في أمرها وقررت متابعتها عن كثب ومراقبة أفعالها لربما تكون تلك خطتها لخديعتهم
إقترب ماجد لينطق بهدوء
مبروك يا مدام إيثار
الله يبارك فيك يا دكتور هكذا أجابته بجديةجلس فؤاد وأجلسها بجواره فوق الأريكة وبدأوا
متابعة القراءة