هوس من اول نظرة بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز

رياضية 
باللون الرمادي...نشف شعره بسرعة ثم 
نزل الدرج حتى يعود ليارا التي كانت قد 
فتحت عدة هدايا...
إلتفتت نحوه عندما سمعت صوت خطواته 
لتسرع إليه و في يدها دمية باربي شعرها 
زهري.. 
ميرسي يا خالو.. على الكادو حلوين اوي ..
إبتسم صالح و هو يبعدها عنه لكنها تشبثت 
به هاتفة ببراءة 
أنا بحبك اوي يا خالو و عاوزة أقعد معاك على 
طول عشان إنت لوحدك..
إبتعدت عنه ثم نظرت إليه باهتمام قبل ان تسأله 
إنت ليه دايما لوحدك يا خالو..عمو سيف عنده 
سولي و أيسيل و عموعمرو و عمو فريد 
عنده لوجي و زين بس إنت لوحدك دايما..
تفاجأ صالح بكلامها الذي يسبق عمرها 
و رغم انه تأثر فعلا لكنه اخفى ذلك ببراعة
واصل سيره نحو الصالون ليجلس بها
على الأريكة و هو يحدثها 
أنا كمان كان عندي يارا الكبيرة و سليم بس 
هما دلوقتي فوق في السماء عند ربنا ..
إجابته ببراءة..يعني هما بقوا نجوم دلوقتي..
إبتسم پألم و هو يضمها نحوه بقوة 
و كأن حضنها الصغير سيخفف عنه القليل 
من أوجاعه ثم قال بصوت متحشرج أيوا 
يا روحي بقوا نجوم...
تنحنح بعد أن تمالك نفسه بسرعة ثم 
أمسك بإحدى الهدايا الكبيرة و هو يهمهم 
بتفكير..يا ترى فيها إيه دي
هزت الصغيرة كتفيها قبل أن تردف بجهل 
مش عارفة...يمكن طيارة او ياخت يخت..
ضحك رغما عنه ثم قال 
مفيش في دماغك غير اليخت ما أحنا 
رحنا هناك كثير مزهقتيش منه ..
نفت برأسها و هي تنزل عن قدميه لتقف على الأرض وضعت اللعبة 
على طرف الأريكة أمامها ثم نظرت نحوه هاتفة
باستفهام 
ممكن تفتحها عشان نعرف فيها إيه
مزق صالح غلاف الهدية و هو يقول 
أنا هفتحها حالا..بس متهيألي دي 
قطار..
صفقت بيديها عندما اكمل فتح العلبة 
و ظهر القطار الكبير و معه سكته...و هي 
تهتف بسعادة..
كيتار اكبار من بتاع زين قطار أكبر من بتاع
زين ...
ضحك صالح و هو يجلس على السجاد 
و يبدأ في تركيب القطار لها و هو يفكر 
أن إبنة أخته بالفعل غريبة فهي تجعله 
يضحك و يبكي في نفس الدقيقة بسهولة 
تامة....
في فيلا فريد...
عاد فريد من عمله ليدلف المنزل..وجد 
إبنته لجين في الصالون مع والدته 
التي كانت تجلس كعادتها شاردة و تشاهد 
التلفاز..
تركت لجين رسوماتها و هرعت نحوه و هي 
تصرخ..بابي جاه..
وضع فريد إصبعه على فمه بإشارة 
إن تسكت لتمتثل لطلبه و هي تنظر 
حولها و كأنها لص...أكملت ركضها 
نحوه ليلتقطها بين ذراعيه و يقبل 
وجنتها و هو يخرج من جيبه لوح الشوكولا
الذي تعود إحضاره لها دائما...
همست في أذنه قبل أن يسألها 
مامي في المطبخ متقلقش..تقدر 
تطلع تشوف زين هو فوق نايم...
ضيق فريد عينيه و هو يقول 
بجد...طيب بقلك إيه لو العدو ظهر 
إديني إشارة إتفقنا ..
لمست لجين جانب رأسها بيدها بإشارة الشرطي 
و هي تقول..تمام يا فندم...
وضعها على الأرض ثم أشار لها بعينيه 
حتى تراقب المكان لتومئ له بالموافقة...
عادت لمكانها و هي تفتح لوح الشكوكولا 
لتقسمه نصفين و تعطي أحدهما لجدتها 
و هي تقول لها 
خذي يا تيتة...داه النوع اللي بتحبيه ..
رمقت سناء قطعة الشوكولا ببلاهة ثم سألتها
بجهل..إيه دي..
نفخت وجنتيها الصغيرتين بضيق و هي 
تجيبها..دي شوكولا يا تيتة..
همهت سناء و هي تنظر لها قائلة من جديد 
إنت مين 
قلبت لجين عينيها بملل و هي تحشر 
مربع الشوكولا في فمها و تهمهم بتلذذ
قبل أن تجيبها..انا لجين بنت فريد 
إبن حضرتك يا تيتة.. إنت كل ساعة 
بتسأليني السؤال داه زهقتيني ..
قاطعتها أروى التي خرجت للتو من المطبخ 
و هي تمسك بالملعقة الخشبية التي كانت 
تحرك بها الشوربة 
حتى لو سألتك كل ثانية.. تجاوبي من سكات 
إنت فاهمة..
مطت الصغيرة شفتيها ثم قالت باستسلام 
حاضر يا مامي..
تعالى صوت سناء التي كانت تنظر لأروى 
باشمئزاز .. مين دي يا لوجي الشغالة الجديدة 
لالا دي منظرها مقرف انا مش عايزاها في بيتي 
هقول لصالح يطردها...
كتمت لجين ضحكتها بينما عبست أروى 
و أخفت الملعقة وراء ضهرها ثم نظرت 
نحو نفسها و لملابسها البيتية الفضفاضة
التي كانت ترتديها ثم هتفت باعتراض 
أنا أروى يا طنط مرات فريد إبنك ..
أخذت سناء قطعة الشوكولا و بدأت 
في أكلها و هي تقول 
إنت
وحشة و فريد هيطلقك...
شهقت أروى و هي ترمقها بهلع قائلة 
حرام عليكي يا طنط...هيطلقني طب 
اروح بعيالي فين
إنشغلت سناء بأكل قطعة الشكولاطة 
ثم نظرت نحو لجين التي أخفت قطعتها 
عنها لترمقها
الأخرى بحدة...
تفاجأتا بخروج أروى من المطبخ مرة الأخرى 
و هي تدمدم 
هطلع اطمن على زين..خلي بالك من تيتة 
يا لوجي ..
إنتفضت الصغيرة من مكانها قائلة بارتباك 
لا يا مامي خليكي معايا دي ممكن تطلع 
من باب الفيلا..
أروى و هي تطمئنها 
حبيبتي أنا مش هتأخر ثواني و نازلة 
على طول..و كمان ميادة في المطبخ إبقي إندهي
عليها لو حصل حاجة..
تمسكت بها لجين و هي تنظر لأعلى بين الحين 
و الاخر مما جعل أروى تشك...لتسألها 
بابي رجع من الشغل صح ..
نفت اجبن برأسها قائلة 
لا مشفتوش..
أروى و هي تمثل التفكير 
امال الشوكولا دي منين بعثهالك 
بالبلوتوث..إنطقي يا بت ابوكي فين
كرمشت لجين وجهها بعدم رضا معلقة 
إيه داه يا مامي...إسمها بابي مش ابوكي..
بلدي اوي..
اروي و هي تضيق عينيها بشك 
عاملين عليا رباطية ماشي يا بنت 
الذوات.. إما وريتك إنتك باباتي بتاعك..
أنهت كلامها ثم أسرعت نحو الدرج و هي ټشتم 
فريد و تصرخ 
إنت ياحضابط سيب الولد لحسن ارفع 
عليك قضية..سيب..ااااه إنت بتعمل إيه 
هات الواد..
شهقت عندما فتحت الباب و وجدت فريد 
يحمل الطفل لتحاول أخذه منه بالقوة لكن 
فريد رفض قائلا بتذمر
حرام عليكي الولد بفي عمره سنتين 
و لسه منسيتيش..للدرجة دي قلبك اسود ..
تخصرت أروى و هي تجيبه بردح 
نعاام يا خويا فاكرني هبلة زي ليليان البحيري 
هنسى و اسامح نييييفر أبسولوتلي نو..
و لآخر نفس فيا.. إنسى يا بابا معندناش 
داه و هات الولد حالا داه إبني أنا..
رفع فريد زين عاليا ليضحك الصغير 
ظنا انه يلاعبه لكن هو في الحقيقة كان 
يبعده عن يدي والدته التي كانت تريده 
أخذه منه..
فريد بعبوس..هو إبنك إنت لوحدك داه إبني 
انا كمان و واحشني جدا حرام عليكي
يا شيخة...
اروي بتصميم..إبنك اللي كنت عاوز
تقتله مش كده..إن كنت ناسي افكرك 
هات الولد خليني انزل انا سبت لوجي 
مع طنط لوحدهم..
إحتضن فريد الطفل و قد تغيرت نظراته 
الجدية قبل أن يهتف بصړاخ مماثل 
آخر مرة أسمعك تقولي الكلام داه قدام 
العيال إنت عاوزة تعقديهم و تخليهم يكرهوني
مش كده ..أنا كانت عندي ظروف وقتها و كنت خاېف 
عليكي بس لما زين جا للدنيا بقى أغلى من 
حياتي...
رفعت أروى حاجبيها بعدم إقتناع لكنها 
لم تعلق...بقيت صامتة برهة من الزمن 
قبل أن تتحدث بنبرة مترددة 
طيب خلي بالك منه انا

هنزل اشوف 
ميادة خلصت الغدا و إلا لسه..
إبتسم لها فريد بخبث فهاهي أخيرا 
و بعد سنوات من العڈاب رضيت عنه 
و سمحت له بالاقتراب من إبنه...
توسعت عينا أروى عندما شاهدته ينظر 
لها تلك النظرة لتحرك قدميها حتى تهرب من 
أمامها لكنه كان اسرع منها.. 
بقى .. 
لم يفعل شيئا 
هما أبطال الروايات اللي لاحسين 
دماغك إنت و بنات الايام دول أحسن مني 
الواحد منهم بيفضل يعذب في البطلة 
لحد ما تقول حقي في رقبتي و بعدين 
تسامحه...إشمعنى انا ..
رمقته بغيظ و هي ترتب شعرها 
قائلة بحنق
حظك وقعك مع واحدة عندها كرامة 
تعمل إيه بقى...دي آخر مرة تشدني شعري 
كده...
فريد بعدم إهتمام و هو يقبل الصغير 
عضت أروى يدها بغيظ ثم إستدارت 
لتحرك نحو الاسفل و هي ټشتم و ټلعن 
الظروف التي جعلتها تتزوج مچنونا 
مثله...
فجأة توقفت في نصف السلم
عندما سمعت صوت ضحكات زين 
الذي كان يلعب مع والده لتتنهد و هي 
تبتسم ببلاهة متمتمة بصوت منخفض
و قد نسيت كل ڠضبها فجأة 
مچنون بس بحبه...اما اروح اكلم ماما 
و البت ألاء وحشوني اوي...و إلا بعد الغداء 
أحسن عشان آخد راحتي..
أكملت سيرها نحو الاسفل لتتفقد على 
لجين و خالتها ثم توجهت نحو المطبخ....
في فيلا سيف....
رمى سيف جسده بتعب على السرير 
بعد أن فشل في جعل عمرو ينام رغم 
محاولاته العديدة...وضعه بجانبه على 
السرير معلنا إستسلامه لتضحك 
سيلين عليه قائلة 
إبنك عنيد جدا طالعلك...
ألقت نظرة على إبنتها التي نامت منذ 
مدة و هي تضيف..إنما القمر الهادي داه
طالعلي طبعا..
مطت ذراعيها بكسل بغية أن تثير غيرة 
سيف..أما اروح انام شوية قبل ما حبيبة 
مامي تصحى..
إنتفض سيف من مكانه و هو يصيح 
بنبرة باكية 
أبوس إيدك أنقذيني المرة دي بس..
الولد
داه مش طبيعي راضع قهوة بدل 
اللبن...عشان خاطري خذي نيميه و انا 
مستعد أنفذلك اي طلب...
رفعت سيلين حاجبيها بلؤم قبل أن 
تحرك رأسها برفض 
خذه لماما و إلا لطنط سميرة..
هز الاخر كتفيه باستسلام و هو يرمق 
الصغير الذي كان لا يزال يلعب بحنق ثم قال 
محدش فيهم قبل ياخذه..
بذراعيه ثم قال..وحشتيني...
رمشت سيلين بعينيها بخجل قبل أن تجيبه
و إنت كمان..
غمزها و هو يقترح..طب ما تنيمي الواد 
داه و تعالي..
تجهمت ملامح وجهها بعد أن كشفت 
خطته لتدفعه بقوة و هي تصرخ 
بقى كده...بتستغلني يا سيف ماشي 
إيه رأيك بقى اصحيلك راسيل كمان 
و أقفل عليك الأوضة و اطلع..
ضړب سيف جانبي رأسه بكفيه و هو 
يدمدم بسخط 
داه انا اللي هسيبلكوا الفيلا و اهج.. 
أنا كان مالي و مال الجواز و الخلفة يا رب أستاهل 
أنا اللي جبته لنفسي...بقى انا رايح ألمانيا 
اتهبب عشان أشتغل اقوم موقع نفسي في 
ورطة...حالا هكلم إيريك مساعده في ألمانيا 
ېحرق مطعم...ابن الكلب باللي فيه..
تدخلت سيلين لتسأله..بتقول حاجة 
يا حبيبي..
إرتبك الاخر قبل أن يضحك ضحكة صفراء 
ثم إلتقط عمرو ليقبله قائلا محاولا تغيير 
الموضوع..لا يا روحي...كنت بفكر 
إمتى تخلصي جامعة و ترجعي تشتغلي 
معايا في الشركة..اصلك بتوحشيني لما 
بتكوني في الجامعة ..
إبتسمت سيلين ثم تناولت منه الصبي 
و هي تقول بحنو 
روح نام شوية و انا هشوف عمرو ماله..
شهق سيف من الفرحة ثم ضمھا نحوه 
و هو ېصرخ غير مصدق 
الله اكبر الله أكبر.. عاشت الستات 
بحبك اوي اوي اوي...
إبتعد عنها بسرعة ثم ركض نحو الباب 
خوفا من أن تغير رأيها..إلتفت إليها 
أغلق الباب وراءه تاركا سيلين تضحك 
عليه..
في فيلا هشام...
و تحديدا في الصالون كانت إنجي تجلس
إلى جانب هشام تتكئ برأسها على صدرها بينما
كان هو يحيط كتفيها بذراعه و في يده الأخرى 
يمسك بكوب القهوة الكبير الذي كانا يتقاسمانه..
كانا يجلسان مقابلا للنافذة الزجاجية الكبيرة 
و يشاهدان رذاذ المطر و
تم نسخ الرابط