مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري
المحتويات
لازم تكون الخامات مستوردة فيه خامات مصرية بجودة عالية برضه
نظر يوسف الى زين وتنهد قائلا مش فاهم برضو قصدك ايه نشتغل بالمصرى
التقطت ايلينا ملفا امامها ومررته الى يوسف وهى تقول انا عملت دراسة عن الخامات المصرية المناسبة لشغلنا واخترت اجود الانواع واتأكدت بنفسى انها متقلش فى كفائتها عن المستورد واضافت وهى تدقق النظر فى حاسوبها وتضغط بعض الازرار عشان بس يكون الموضوع واضح انا بقترح نشتغل بالاتنين المصرى والمستورد ونعرف المستهلك ده طبعا المصرى اكيد هيكون سعره اقل ومناسب للطبقة العادية اللى بتمثل اغلب الناس فكدة كله هيقدر يلبس من البراند بتاعنا ومنتجاتنا هتكون انتشرت بشكل اوسع وهيكون لينا كمان السبق فى حاجة زى دى
تابع زين وهو يقلب فى الملف هيا هتبقا مغامرة باسم الشركة واضاف وهو يضيق عينيه قائلا في اعجاب بس الدراسة اللى انتى عاملاها مش متساب فيها ثغرة
القى يوسف نظرة على زين وعاد ينظر الى ايلينا قائلا بابتسامة هادئة البيزنس كله قايم على المغامرات هنبدا التنفيذ من بكرة
لم تستطع ايلينا منع الحنق السجين بداخلها من التسلل الى نبراتها وهى ترسم ابتسامة ساخرة على شفتيها قائلة انا بقوم بشغلى ومش مستنية مكافئات
نظر لها يوسف فى دهشة منعته ان يرد عليها فى الحال فمن تظن نفسها لتحدثه بتلك الطريقة تنحنح زين حين شعر ان يوسف قد يفقد اعصابه من جملة ايلينا فقال مسرعا حد عنده اقتراحات تانية ولم يمهلهم فرصة للرد وهو يقول بينما ينهض الاجتماع انتهى تقدرو تتفضلو
الفصل الرابع
توقفت للحظات دون أن تنظر اليه وهي تعض على شفتها في غيظ فهي لاتطيق أن تنظر اليه مطلقا منذ أن رأته مع جينا ولا تطيق نفسها لضيقها هذا الذي تحاول اخفائه دون جدوى من يكون هذا المحتال ليقحمها في صراع كهذا من يكون ليستحوذ على بعض من اهتمامها بل كبريائها كأنثى يمنعها ان تعترف أنه يستحوذ على أكثر من بعضه بكثير تنفست فى عمق قبل ان تلتفت اليه وهى تحتضن حاسوبها الصغير قائلة خير
ضيقت ايلينا عينيها في تفكير وقالت غير عابئة به أنهي طريقة مش واخدة بالي ثم ابتسمت فى سخرية وقالت وهي تطرق بسبابتها على صدغها كأنها تذكرت اه قصدك عشان قولت اني مش مستنية مكافأة على شغلي هزت رأسها للحظات قبل ان تواصل فى تحد غريب هوا المفروض كنت قولت ايه خيرك مغرقنا ياسعادة الباشا ومكافئتى الحقيقية هيا رضاك عليا متأسفة التملق ده مش طبعي
هزت ايلينا كتفيهاوقالت في بساطة والله انت ادرى بموظفينك واذا كنت انا شايفة انى مش محتاجة أعمل اللي هما بيعملوه ولا اقول كلامهم المفروض ان حضرتك محتاج لكل واحد بيشتغل هنا زي ماهما بالظبط ما محتاجين شغلهم فسوري يعنى محدش ليه فضل على التاني
عقدت حاجبيها واستدارت له قائلة فيه حاجة تانية
تصنع يوسف الڠضب وقال فيه إن قبل ماتمشي لازم تستأذني من مديرك ولا ده كمان بتعتبريه نفاق وتملق
صمتت ايلينا هذه المرة ولم ترد فأسعده هذا وهو ينظر اليها تقف كتلميذة معاقبة أمام معلمها وهو يجلس على طرف مائدة الاجتماعات ويعبث بقلم بين اصابعه مستمتعا بنظرات الغيظ فى عينيها وأخيرا أشار بقلمه قائلا تقدري تتفضلي
تنفست ايلينا في عمق شعر به أنها اخذت هواء الغرفة بأكمله في صدرها فلقد منعت نفسها بصعوبة من التقاط حاوية الأقلام أمامه وتلويحها فى وجهه أما هو فأخذ يراقبها وهى تبتعد بخطوات منزعجة سريعة وكأنها تركل الأرض بقدميها عوضا عن توجيه تلك الركلات له هو لم يتمالك نفسه بعد أن خرجت من اطلاق ضحكة عالية عابثة قطعها فجأة وهو يتساءل عما أصابه لماذا سمح لها بتحديه دون أن يطردها كيف هزت تفكيره بهذه الطريقة لا هو فكر فى الاحتفاظ بها فقط ليرد لها الصاع صاعين ويؤدبها على وقاحتها وبالفعل لقد تلذذ بمضايقتها لا يوجد انسان يتلذذ بمضايقة شخص ي ضړب على جبهته فى قوة أين ذهب به تفكيره إنها مجرد أنثى مجرد أنثى يا يوسف والأنثى فى حياته لاتشغل حيزا أكبر من حيز المتعة فقط أمه هى الاستثناء الوحيد وماتبقى من النساء كلهن سواء واعتصر ذهنه بالذكرى البعيدة برودة مشوبة پألم ضړبت اوصاله ألم اشبه بصڤعة افاقة ليثوب الى رشده كان لازما ليبقى حائلا بينه وبينها بل بينه وبين أي انثى
اجتمعت عائلة البدرى على العشاء كعادتها كل ليلة لحظات مرت من الصمت المطبق لا يقطعها سوى صوت دقات الساعة الأنيقة العملاقة في بهو القصر الواسع متناغمة مع ارتطام الأشواك بالأطباق الصينية الفخمة صانعة نغمة مملة قطعها زين بخفته المعتادة قائلا وحدوه يا جماعة ايه السكوت ده
ردد الجميع فى خفوت لا اله الا الله ابتسمت سمر وهي ترفع رأسها تتأمله في حب وهو لم يلحظها كالعادة فعادت تنظر إلى طبقها مجددا في خيبة أمل لحظتها سميرة فتنحنحت وهي تنظر الى محمود تخبره بنظرة ما رأته ليبتسم لها ويخبرها بنظرة أخرى أنه رأى كل شىء فابتسمت وهي تنظر الى الجميع قائلة أخبار الشغل ايه ياولاد
نظر زين الى يوسف وقال في حماس واضح اه صحيح يا يوسف شفت ايلينا النهاردة والفكرة اللى قالتها انا مش عارف أنت ازاى وافقت كنت فاكر انك أول حد هيعترض
وضعت سميرة كفيها تحت ذقنها وقالت وهي تتظاهر بالبراءة مين ايلينا دي
رد يوسف قائلا في اهتمام واضح وهو يشير بشوكته دي بنت اشتغلت معانا من فترة ذكية جدا وعندها خبرة كبيرة رغم سنها الصغير النهاردة عرضت عليا فكرة عمرها ما جت فى بال حد وأنا واثق انها هتنجح وأكمل يوسف حديثه عنها في حماس وهو يستعرض فكرتها ويشرحها بالتفصيل بينما تتابعه سميرة فى سعادة وتختلس النظرات الى محمود بين الحين والاخر بحوار لا يفهمه غيرهما وحين انتهى يوسف قال محمود في اعجاب والله بنت هايلة الفكرة كويسة وهتخلى منتجاتنا تاخد فرصة أعلى في التسويق
اخذت سميرة تعبث في طبق السلطة الخضراء أمامها وقالت بس أول مرة يا يوسف اشوفك بتتكلم على ست بالحماس ده ونظرت له فى تمعن لتضيف كنت على طول بتشوفهم مينفعوش فى حاجة
ارتبك يوسف وتباطىء في مضغ طعامه وهو يبحث عن رد مناسب حتى ازدرده دون ان يكمل مضغه وهو ېكذب ما رأته أمه عن أي حماس تتحدث قال زين بابتسامة وباعجاب يشوب نبرات صوته هيا تستاهل بصراحة هايلة جدا بنت ممتازة غصت سمر بطعامها فلم يلحظها زين كالمعتاد واحمر وجهها خجلا حين وجدت سميرة تلاحظ ما هي فيه وتشير لها برأسها أن تتناول كوب الماء أمامها فأخذته لتسكبه بأكمله في جوفها في توتر للمرة الأولى تلحظ نبرة اعجاب في صوت زين وهو يتحدث عن فتاة عليها أن تتحرك قبل أن يضيع منها للأبد أما يوسف فلا يعرف لما تضايق من وصف اخيه وأنكر هذا الضيق على نفسه وحاول اخفائه بكل طريقة متظاهرا بتناول طعامه ولكن كاميرتي المراقبة الخاصتين بأمه كانت تسجل كل شىء في دقة وتخزنه في سلاسة وسعادة تملؤها أن ولدها بالفعل اخذ اول خطواته فى الطريق الذى تتمناه فيه وأن هناك من تمكنت من تحريك أي شىء ولو قليل من اهتمامه حاول يوسف تغيير دفة الحوار بأكمله قائلا أومال فين ايتن
ردت سميرة وهي تهز رأسها في ملل بقالها ساعة بتتكلم فى التليفون برة في الجنينة
نهض محمود قائلا أنا هطلع اشوفها وبالمرة أشرب قهوتى في الجنينه
كانت ايتن تتحدث فى الهاتف بصوت منخفض نسبيا وأقرب للهمس حين وجدت حسام يقف أمامها فجأة انتفضت فى هلع وكاد الهاتف يسقط من يديها لولا ان التقطته فى اللحظات الاخيرة رفع حسام كفه وقال في اعتذار أنا آسف خضيتك مكنش قصدى
نظرت له ايتن وهي تزفر في ضيق قائلة عادي بقا ولا يهمك
حك حسام رأسه في خجل معتاد وهو يحاول أن يبحث عن كلمات ليقولها ويفتح ثغره ويغلقه كل لحظة وهو يقول اااا انتي انتي كويسة
تأملته ايتن فى حنق وهي تضغط الهاتف بيدها قائلة اه أنا كويسة وكتفت ذراعيها في انتظار ما يريد قوله حتى زفرت فى نفاذ صبر قائلة حسام انت عاوز حاجة
عدل حسام من وضع نظارته على وجهه كعادته ان توتر وقال هاااا لا ابدا مش عاوز حاجة
ردت بصوت مرتفع ينم عن ڠضبها أومال واقف هنا ليه
تراجع حسام فى احراج قائلا انتي متضايقة اني واقف معاكي
مررت ايتن يدها على وجهها كمحاولة لتهدأ وقالت حسام احنا عايشين فى بيت واحد وبنشوف بعض كل يوم وانت واقف قدامي بقالك ربع ساعة ومش عارفة انت عاوز ايه وانا بصراحة عايز اكمل مكالمتي ممكن
تنحنح حسام فى احباط كلما حاول الاقتراب منها أبعدته في قسۏة نعم أمامها يرتبك أمامها فقط تظهر خبرته الضئيلة في التعامل مع النساء أمامها يفقد صرامته المعتادة التى ټرعب موظفينه أمامها
لا يعرف ماذا يقول بل
متابعة القراءة