مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

موقع أيام نيوز


يا يوسف 
رد بعينين نصف مفتوحتين وصوت متحشرج 
انا بمۏت ايلينا حاسس ان روحى بتطلع 
شهقت وهى تقول فى ذعر 
اوعى تقول كدة انت هتعيش يا يوسف هتعيش وهترجعلى ومش هسيبك تانى لاخر العمر 
واقتربت من جبهته وقبلتها لتواصل 
انا بحبك يا يوسف بحبك سامعنى قاوم وارجعلى 
اغلق عينيه وفتحهما من جديد وهو يقول 

ابنى ادم زين ادم لازم يرجع ومحدش غير ايلينا هيربيه سامعنى 
همست بصوت باك فهى لاتتحمل ان تراه هكذا يرثى نفسه ويعطى وصاياه الاخيره 
لن تحتمل ان يحتضر بين يديها هكذا فاطلقت اهة حارة 
ابنك هيرجع يا يوسف وهنربيه سوا بس انت قاوم 
رد فى ضعف 
كان نفسى يكون منك انتى سامحينى حبيبتى 
هتفت به دون ادنى مراعاة لاى شىء 
لا اوعى تسبنى اوعى تتخلى عنى تانى قوم يا يوسف قوم وهنربى ادم سوا وهنجبله كمان اخوات قوم 
اخذت تقبل كفه فى جنون بينما لمحت نظرة فى عينه تجمعها مع زين فهل يعنى يوسف ان 
هل بالفعل تلك هى النهاية 
هزت رأسها فى قوة وهى تشعر بأنفاسه تضعف تدريجيا فصړخت به من جديد 
يوسف لا 
وقطع صوتها صوت جهاز رسام القلب الذى اعلن توقف قلبه عن النبض مع تزايد ضربات قلبها المؤلمة فصړخت اااااااه 
ونظرت الى زين الذى اصابه الهلع وهى تتعلق بذراعه وتواصل الصړاخ 
حد يلحقنا 
وقبل ان تتم جملتها كان هناك طبيب ومعه ممرضة تبعته فى سرعة وقبل ان تدخل كانت قد اصطدمت بمحمود وايتن ولكنها لم تسمح لهما بالدخول ولم يكن هناك متسع من الوقت للتعامل مع ايلينا وزين بنفس الطريقة كانت الاولى تبكى وهى تتوسل يوسف ان يقاوم من اجلها بينما رفع الثاني نظره الى السماء ودموعه تنهمر وهو يضمها دون ان يعى احدهما ما يفعلانه فالمشاعر تعجز عن وصف ما يمران به الان كل منهما يسترجع ذكرياته الخاصة مع يوسف 
رهبة المۏت الذى اصبح يدركه جيدا والطبيب يحاول معه مرة بعد مرة دون جدوى بينما تصرخ فيه ايلينا ان يستمر فى المحاولة وهى تواصل صړاخها بيوسف 
انت وعدتنى متخليش بوعدك 
وانتهى كل شىء مع صړخة طويلة لها وصلت الى اذان محمود وايتن بل كل من فى المشفى فى الخارج سقطت ايتن ارضا لا تصدق ان اخاها وسندها ومثلها الاعلى قد 
خرج الطبيب من غرفة يوسف وخلفه الممرضة ليتقابل مع نظرة محمود التى تريد منه اى امل فأخفض رأسه قائلا كلمة واحدة لا تحتمل المزيد 
كلمة تعنى ان يوسف البدرى لم يعد لاسمه مكان على هذه الأرض 
تعنى ان انفاسه لن تشاركهم الحياة بعد اليوم 
تعنى ان فاجعة المۏت قد حلت بقرة عين عائلة البدرى كلمة واحدة كانت كافية 
البقاء لله 
يتبع
الفصل الخامس والثلاثون
كټفت ذراعيها امام النافذة الزجاجية الضخمة تتأمل حديقة منزل زياد وهى تفكر فى كل ما حدث 
مر شهر كامل منذ وصولها الى باريس بعد ان اتخذت قرارها باستعادة ادم من جينا وبأى ثمن 
سافرت الى هناك مباشرة دون ان تعرف حتى من أين تبدأ 
كل ما خططت له ان جينا حين تعلم بخبر ۏفاة يوسف وان ماله بأكمله انتقل الى ولده ادم واليها ستظهر وتعود بالطفل ووقتها هناك ألف حل 
رفضت ان يرافقها احد فى هذه الرحلة فقد خشيت من مراقبة تلك الأفعى فربما لازالت تستخدم احد الخدم فى قصر البدرى كجاسوس لها 
استعانت بفارس قبل السفر لتغادر بجواز سفر ليس باسمها 
أعدت العدة لكل شىء فهى لا تريد ثغرة واحدة تنفذ منها جينا لتعرف ما تخططه لها وحين وصلت الى باريس كان فى انتظارها صوفيا وزياد الطبيب المعالج لها وصديق العائلة منذ زمن 
استقبلتهما زوجته دارين فى حفاوة واجتمع الكل فى بيته لتخبرهم بما خططت له
طبعا كلكو عارفين انى محتاجة مساعدة منكو كلكو عشان نقدر نوصل لجينا ومنها لادم احنا هنحاول نستعين بمحقق خاص عشان يقدر يوصل لمكانها وهنديله اللى هوا عاوزه كله وبعدها هنفكر نعمل ايه 
وبالفعل بمساعدة المحقق تمكنو من العثور على جينا ولكن الطفل لم يكن برفقتها فكانت الخطوة التالية التى قام بها زياد وهو تقمص دور احد المحاميين الخاصين بيوسف ليذهب اليها ويقنعها ان تستلم ميراثها وميراث ولدها ادم بصفتها الواصى القانونى عليه 
اخبرته ايلينا كيف يتقن دوره جيدا وكيف يغريها بثروة يوسف الطائلة التى ستصبح تحت قدميها بمجرد عودتها الى مصر وهى الان تنتتظره لتعرف هل نجح فى مهمته ام لا 
ايلينا ايلينا 
انتبهت على صوت صوفيا الناعم التى ابتسمت لها مواصلة
مټخافيش ان شاء الله زياد يقدر يقنعها 
تنهدت ايلينا وهى تحتضن نفسها 
خاېفة بعد كل ده وتعبنا يييجى ع الفاضى المفروض كانت ظهرت لوحدها بمجرد ما عرفت جينا مش سهلة وخاېفة تشك فى حاجة 
قطبت صوفيا حاجبيها في قلق
قصدك تشك ان يوسف لسة عايش 
لوت ايلينا فمها فى امتعاض
مستبعدش اى حاجة على حية زيها 
برقت عينا صوفيا وتحركت لتقف في مواجهتها
بس انتى ازاى قدرتى تعملى كدة وتقنعى الكل 
تنهدت ايلينا وهى تضع يدها على صدرها كأنها تستعيد الشعور بتلك الدقات المؤلمة من جديد 
تستعيد تلك اللحظات الصعبة التى مرت بها حين توقف قلب يوسف عن العمل 
كانت تصرخ وهى لا زالت تتشبث بزين دون ادنى وعى منها
قاوم يا يوسف قاوم متسيبنيش ارجوك انا اموت من غيرك حبيبى اموت 
واصل الطبيب محاولاته وسط صرخاتها المذعورة ليعود قلب يوسف للعمل من جديد 
تراجع زين الى الخلف مستندا على الحائط فى انهاك وهو يرفع نظره للسماء متمتما بكل عبارات الشكر والحمد بينما تركت ايلينا ملابسه وظلت تنظر الى يوسف طويلا حتى هتف بها لتفيق
يوسف عايش ايلينا 
لم تنتبه اليه وظلت تحملق فى يوسف كأنها لاتشعر بالعالم 
صدرها يعلو ويهبط فى انفعال دون ان تسبل جفنيها للحظة 
رفعت رأسها الى الطبيب 
هوا انا ممكن اطلب منك خدمة 
لاتدرى كيف استقرت خطة كهذه بأكملها فى رأسها وفى تلك اللحظات الصعبة التى كاد يوسف فيها ان يفارق الحياة 
اقتربت منه وامسكت بكفه هامسة بصوت متحشرج
هتقولهم انه خلاص 
واشاحت بوجهها غير قادرة على نطقها فنظر لها الطبيب فى دهشة 
هل هذه المرأة مخبولة 
دهش زين بدوره من طلبها الغريب ولكنها نظرت اليه قائلة فى حزم محاولة ان تتخلص به من هشاشتها التي تبعت هلعها في اللحظات الماضية
زين دى الطريقة الوحيدة اللى هنرجع بيها ادم ارجوكو ساعدونى لازم رد فعل ايتن وعمو محمود قدام الصحافة اللى برة دى يكون طبيعى وبعدين هبقا اعرفهم على كل حاجة 
الشىء الذى خدمها فى خطتها المچنونة هذه هو صداقة هذا الطبيب بزين الذى طلب منه ان ينفذ ماقالته فهو على ثقة تامة بها كما أنه بدأ يستوعب جزءا من خطتها فى رأسه وتم لها ما ارادت وتداولت كل الصحف خبر ۏفاة يوسف البدري بين صفحاتها 
استعانت بفارس لتخبره بالامر كله ليغطى على وجود يوسف فى المشفى ويعطيه الحماية اللازمة ومن وقتها اصبح الثاني فى عداد المۏتى بالنسبة للجميع عدا عائلته 
وضعت ايلينا يدها على صدرها وهمست دون وعى 
الف بعد الشړ عليك يا حبيبى 
ضحكت صوفيا في صخب
ده انتى داهيه يا ايلينا 
اشاحت ايلينا بكفها 
لا داهية ولا نيلة لولا مساعدة فارس ووقوفه جنبى كان زمان كل حاجة اتكشفت انا لحد دلوقتى مش عارفة اتصرفت ازاى كدة وانا كنت فى حالتى دى 
اخفضت صوفيا رأسها للحظات وبعدها رفعته وهى تقول فى تردد واضح
هوا هوا زين اخباره ايه 
رفعت ايلينا حاجبيها وخفضتهما قائلة فى تذمر مازح
وبتسألى ليه مش خلاص طردتيه من حياتك وقولتيله مش عايزاك 
ازدردت صوفيا ريقها فى توتر 
اصل اصل سمر كلمتنى وحكتلى على اللى حصل كنت يعنى حابة اطمن عليه 
واصلت ايلينا بلهجة بدت عليها الخبث وهى تحاول التوصل الى ما يدور فى ذهن صديقتها 
هما اتطلقو خلاص بس انتى برضه دخلك ايه ومالت اليها قائلة فى ترقب 
تكونيش لسة بتحبيه ولا حاجة 
احمر وجه صوفيا وفتحت ثغرها تحاول ان تنطق بأى شىء ينفى ما قالته ايلينا ولكن حروفها كانت كأفكارها فى حالة فوضى عارمة 
هى بعدها لا تعرف هل تستمر فى نفى هذا الشىء ام لم يعد هناك داعى للمقاومة اكثر 
هل تعود الى زين وكفاها عذابات كل مامر ام انه بعده لم يدفع ثمن تلك السنوات التى تألمت فيها من اجله دون ان يصارحها بحقيقة وضعه مع سمر 
قلبها يخبرها انه مثلها تماما قد دفع الثمن وبقايا من كرامتها لا زالت تأبى عليها ان تفعل 
لازالت ترى انه السبب فى كل ماحدث 
انقذها دخول زياد فى تلك اللحظة من الخوض فى افكارها او الحديث مع ايلينا اكثر 
جلس على اقرب كرسى صادفه وهو يهوى بيده على وجهه فى توتر فأسرعت اليه ايلينا تسأله فى لهفة
ها يازياد طمنى عملت ايه 
رفع زياد رأسه اليها وهو يزفر عدة مرات في محاولة لالتقاط انفاسه قبل أن يجيبها 
المفروض ان كل حاجة تمام 
قطبت حاجبيها فهى لم تعد تحتمل مزاحه الدائم وهتفت فى جدية
يعنى ايه المفروض دى مش فاهمة 
نهض وهو يتنهد فى بطء ليتناول كوب ماء على منضدة قريبة ويفرغه كاملا في جوفه قبل ان يواصل 
يعنى المفروض قلتلها على كل اللى احنا اتفقنا عليه بس مش عارف هيا باردة كدة فى نفسها على طول ولا مالها 
مطت شفتيها في تفكير قبل أن تساله مجددا
يعنى ايه يا زياد ماتوضح كلامك 
رد زياد وهو يزمر شفتيه فى حيرة
يعنى كانت بتستقبل
الكلام ببرود فظيع مش عارف والله مالها بجد 
فركت كفيها للحظات وهي تهمس في شرود 
يعنى مقالتلكش الولد فين ولا هتنزل مصر امتى 
هز كتفيه وهو يجيبها في حنق 
المفروض انها قالت انها هتتنيل تنزل مصر فى اقرب فرصة وانا مرضتش اضغط عليها عشان متشكش 
عقدت ساعديها وهى تتجه الى النافذة وتتنفس في عمق
مش عارفة ليه قلبى مش مطمن و 
وقبل ان تكمل جملتها كان باب منزل زياد يتحطم ليظهر عدة رجال يحملون فى ايديهم عدة اسلحة ڼارية ويطلبون من الجميع الثبات فى اماكنهم 
لحظات ودخلت جينا تتبختر فى هدوء وهى تزفر دخان سيجارتها فى بطء كأنها الأب الروحي لزعماء الماڤيا في رواية بوليسية 
نظرت الى الجميع بكل شماتة العالم 
ارتبك الكل 
تحركت صوفيا خطوتين الى الخلف بينما تشبثت دارين التى جاءت على صوت ټحطم الباب بزوجها وحمدت الله ان اطفالها لم يعودو من مدارسهم بعد 
اما ايلينا فنظرت الى جينا للحظات تحاول ان تقاوم نظرة شماتتها بنظرة تحديها 
القت الثانية سيجارتها ارضا ودهستها تحت قدمها فى قوة قبل ان تصفق بكلتا يديها قائلة
برافو دكتور زياد كان ليا حق اشك فيك وفى علاقتك بيها من الاول 
ونظرت الى ايلينا مواصلة
كان لازم اراقبك واعرف ان الهانم هيا اللى خططت لكل ده بس ياترى بقا يوسف ماټ ولا لسة عايش ماهو لو فعلا
 

تم نسخ الرابط