دروب العشق بقلم ندى محمود
العظيم يكون ليا تصرف تاني معاكي ملكيش دعوة دول ولادي وأنا عارفة أنا بعمل إيه كويس وفاهمة دماغ كل واحد فيهم
تراجعت وهي تلوى فمها بامتعاض وتتأفف بخنق وإشفاق على أخيها المسكين أما هدى فأخذت تحدق به بأعين دامعة وقلب ېحترق على حزنه وألمه ولكنها متيقنة أن ما تفعله سيكون السبب في تضميد چروحه التي ټنزف منذ افتراقه عن زوجته !!
داخل منزل حسن العمايري
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد إحدى قنوات الطبخ وبينما هي مندمجة في التلفاز جال بعقلها ما حدث بينهم في الصباح فانزلت نظرها عن التلفاز وثبتته على اللاشيء بشرود ليأتيها صوت بداخلها ويخبرها بأنه لم يكن من الجيد وليس في صالحها أن تحادثه هكذا هي الآن في أمس الحاجة لأي شيء ليقربها منه فتستطيع من خلاله امتلاك مفاتيح قلبه وما فعلته بالصباح له تفسير واحد وهو أنه غباء منها والحل الوحيد هو الأعتذار منه ومحاولة تلطيف الجو بذكائها ودهائها الانوثي !
حسن إنت صاحي أدخل
أتاها صوته الحازم يسمح لها بالدخول ففتحت الباب ببطء ودخلت ثم اغلقته خلفها كما كان ونظرت له فوجدته متسطح على ظهره فوق الفراش ويعقد كفيه خلف رأسه فتحنحت باضطراب بسيط واقترب لتجلس على حافة الفراش بعيدا عنه قليلا وتطرق رأسها أرضا هامسة باعتذار صادق وهي تعبث بأصابعها
أنا آسفة بخصوص الصبح متضايقش مني
أطال النظر إليها في سكون دون أن يجيبها
أو يكون على وجهه أي تعابير لتكمل هي بجدية
بعد أن نظرت له
رسم ابتسامة متصنعة على وجهه وغمغم بصرامة
مش عايز أعرف حاجة أنا عايز أنام ممكن تطلعي برا !
وردة فعلها كانت غير متوقعة بالنسبة له حيث هزت رأسها
بالنفي وتمتمت مبتسمة
تؤتؤ لما أقولك الأول بعدين هطلع عشان ابقى ريحت ضميري
مالت شفتيه لليسار بابتسامة ساخرة لتستكمل هي حديثه بنبرة عادية
ده كان زميلي في الكلية وكنا مجموعة كبيرة بنات وأولاد أصدقاء جدا بسبب إننا كنا مع بعض في كل نشاطات الكلية وكدا واللي شوفته في الصورة ده كان صداقتنا قوية شوية وكنا في كل حاجة في الكلية مع بعض والصور دي اتصورناها لما كنا في حفلات تبع النشاطات أو حجات تبع الكلية نفسها فإنا شيلاها كنوع من الذكرى برضوا عادي ولغاية دلوقتي احنا احيانا بنتواصل
دلوقتي التي تفوهت بها جعلته يرفع حاجبه بشيء من الدهشة ويهتف بنبرة رجولية خشنة
لغاية دلوقتي !!!
أيوة أقصد يعني مجرد سؤال كلنا بنسأل على أحوال بعض كل فترة وفترة والفترة دي ممكن تبقى مرة كل تلات شهور أو اربعة
هز رأسه بتفهم وهو لا يزال يحتفظ بتفاصيل وجهه الصارمة ولكن اختفت في سرعة البرق هذه التفاصيل وحل محلها التوتر حين وجدها تسأله وهي تضيق عيناها بلؤم
إنت كنت بتسأل ليه بقى !
نظر لها بذهول لعدم توقعه لسؤالها هذا وتمتم بتوتر ملحوظ
بسأل ليه !
اعتدل في نومته وغمغم بطبيعية جاهد الظهور بها وبنبرة صوت كان يحاول أن تبدو عادية
اتسعت ابتسامتها وقالت بنبرة صوت ماكرة تمكن من فهمها جيدا
أممممم ما أنا قولت كدا برضوا المهم إنت مش زعلان مني خلاص صح !
قال ببرود متعمدا استفزازها وحتى يخرج تلك الأفكار السخيفة من ذهنها التي لمحت لها للتو
لا مش زعلان أنا أصلا مكنش في بالي ومكنش الموضوع فارق معايا أوي يعني
نجح بالفعل في أغضابها حيث قالت وهي تجز على أسنانها بغيظ
أه فعلا ما أنا لاحظت ده طيب تصبح على خير ياحسن !
قالت آخر كلماتها وهي تستقيم واقفة وتستدير لتنصرف فيأتيها رده الذي لا يختلف في نبرته عن سابقتها وهو يحاول منع ابتسامته من الانطلاق
وإنتي من أهله !
في مساء اليوم التالي
كان كرم في غرفته يحتسي كوب القهوة خاصته ويشغل بأن رأسه ستنفجر من كثرة التفكير حيث بدأت الوساوس تنهشه نهش فلو ذهبت لماذا هاتفها خارج نطاق الخدمة ومالذي يدفعها للذهاب لمكان لا يستطيع حتى تخيله فهذه ليست عادتها وهو اعتاد منها على الصراحة لا الهرب إن كانت لا ترغب بالقباء بمنزله لكانت قالت له بنفسها وصممت على الرحيل ولكن كل ما يحدث الآن يزيد الأمر سوءا بالنسبة له يخشي أن يكون ذلك الوغد قد نال منها قبل أن ينل هو منه اليوم هو اليوم الثاني لها منذ اختفائها وكل هذا يذكره بحاډثة زوجته حيث تم العثور عليها بعد ثلاث أيام في إحد الأمكان المهجورة وبعد أن فاحت رائحة الچثة وبدأت تتعفن وكلما تجول بذهنه هذه الذكريات الأليمة يحاول إخراجها ولكن بلا جدوى
قطع لحظات هدوءه صوت رنين هاتفه الصاخب فالتقطه وأجابه بهدوء
أيوة يامسعد
أجابه الآخر مبتسما بشيطانية
عرفت مكانه ياكرم بيه
وثبت واقفا وتشدق بمزيج من الفرحة والنشوة التي اعترته
متأكد !
متأكد طبعا هستناك عند الشركة عشان المكان قريب من هناك
انهى الاتصال فورا وقد لمعت عيناه بوميض وشرع في ارتداء ملابسه ثم فتح أحد ادراج المكتب الصغير بجانب الفراش والتقط ثم وضعه في بنطاله من الخلف وارتدي فوقه السترة السوداء الجليدية وانطلق مغادرا المنزل مستقلا بسيارته لينطلق بها كسرعة البرق !!!
انتهت من تسريح شعرها وثبتته بمشبك للشعر ورفعته لأعلى ثم نزعت عنها روب النوم وكانت على وشك أن تتسطح على الفراش ولكنها التفتت مزعورة على أثر فتح الباب ووجدته هو يدخل بهدوء ويغلق الباب خلفه فتهتف في
توتر
حسن !! إنت جيت إمتى !
وجدته يقترب منها في خطوات غير متوازنة لتتراجع للخلف بنظرات مرتبكة ومرتعدة قليلا من هيئته الغريبة انتهت قهقرتها عندما اصطدمت بباب الخزانة وهو لا يزال يقترب منها حتى وقف أمام مباشرة ولا يفصله عنها سوى سنتي مترات قليلة ثم همهم بنبرة مټألمة وأعين تلمع بالدموع
كان عندك حق أنا كنت غبي جدا وساذج تعرفي إن رحمة هي اللي لفقت ليا تهمة من سنتين ودخلت السچن بسببها وكله ده ليه عشان تسرق فلوس المشروع اللي كنت ناوي أعمله حلمي !
أدركت أنه ليس بوعيه وأنه قام بشرب جرعة زائدة مما جعلته ثملا قليلا لتتنهد بأسى هامسة بإشفاق
عارف عارفة ياحبيبي تعالى خد دش وفوق وبعدين نبقى نتكلم
حسن بتعمل
إيه !! إنت مش
في وعيك و
قاطعها هامسا بنبرة ونظرات سلبتها علقھا قبل قلبها فهي ضعيفة ومسلوبة القوة أمامه وأمام عشقها لها
أنا محتاجلك يايسر !!!
نهاية الفصل
الفصل الرابع عشر
توقفت السيارة بمكان اشبه بصحراء خالية من البشر ويوجد بها مبنى مهجور غير مكتمل البناء تطلع كرم بالمبنى بإمعان وعادت لذهنه كل لحظة في ذلك اليوم عندما وصلت الشرطة وصديقه وكان هو معهم ووجدوها في ذلك المكان ودمائها حولها تملأ الأرض وكانت شبه جافة من المدة التي أخدتها مختفية ولم يعثروا عليها واليوم ذلك الوغد موجود بنفس المكان ليكون ثأره وانتقامه منه أفضل اڼتقام وسيتعمد أن يسلبه روحه بنفس القطعة التي وجدوا فيها جثتها
نزل من السيارة وهتف محدثا الذي بجواره
خليك هنا يامسعد
أجابه الآخر رافضا
لا هاجي معاك مش هسيبك وحدك
رمقه بحدة وغمغم بنبرة
لا تقبل النقاش
قولتلك خليك هنا !!
ثم قاد خطواته نحو ذلك المبني وكان قد اقترب من الباب ليدخل فيراه صديق ذلك الوغد الموجود بالأعلى معه ةيهتف مڤزوعا
كرم العمايري هنا
وثب الآخر واقفا وقال مرتعدا وقد ظهرت علامات الرهبة على وجهه وقال مسرعا
طيب يلا بينا نمشي بسرعة قبل ما يلاقينا
ثم اسرعوا وغادروا البناية من باب آخر وهم يركضوا نحو سيارتهم القديمة ولسوء حظهم أنهم شعر بخطوات قدمهم فأسرع راكضا خلفهم ولمحه وهو يركض بعيدا ليستقل بالسيارة وبدون تردد أخرج وصوبه نحوه ليصيب قدمه حتى يعوق حركته ويستطيع الإمساك به ولكن الطلقة اصابت كتفه فاستكمل هو ركضه مټألما وممسكا بذراعه المصاپ حتى استقل بالسيارة مع صديقة وانطلقوا أما مسعد فترجل من السيارة في هلع فور سماعه لصوت إطلاق النيران وركض نحو مصدر الصوت من خلف البناية وهتف محدثا كرم بدهشة عندما رأى في يده
إنت اللي ضړبت الڼار !!!
قال في أعين ڼارية ومتوعدة لذلك الوغد
فلت مني المرة دي كمان بس مش هيفضل يهرب كتيير كدا مسيره هيوقع تحت إيدي
كانت تجلس على طاولة الطعام الفارغة وتحملق في اللاشيء بشرود وأشعة الشمس الذهبية تتسللت من النافذة لتعطي لمعة ساحرة لوجهها الأبيض والنقي وكذلك شعرها الكستنائي
عيناها متجمعة بها الدموع الحاړقة ولا تعرف كيف استسلمت له بالأمس كيف سمحت لنفسها بأن تكون بهذه السذاجة هي تريده وبشدة وتريد أن تعيش معه كأي زوجين طبيعية ولكن ليس بهذه الطريقة هي حتى الآن تحاول إيجاد تفسير لفعلتها الغبية و أجابة لسؤالها أنها كيف وقعت أسيرة للمساته ونظراته بكل هذه السهولة هذه ليست طبيعتها الشرسة والقوية والصامدة ولوهلة تمنت لو أن بإمكانها استعادة الأمس لردعه ومنعه من ما فعله وهي شاركته فيه بسذاجة لا تقل عنه !!
وجدته يخرج من غرفته بعد أن ارتدي ملابسه لكي يذهب للعمل وقبل أن يرحل وقف وهتف في قسۏة وجفاء مع نظرات ڼارية وغاضبة للدرجة التي جعلت من عيناه حمراء كالدم
اللي حصل إمبارح ده انسيه نهائي واعتبريه محصلش فاهمة ولا لا أنا مكنتش في وعي وإنتي استغليتي الفرصة دي
ولم يمهلها اللحظة لتجيب عليه حيث اندفع للخارج وهو يتوهج كالنيران الملتهبة أما هي فسقطت دموعها فورا بدون إنذار وهي تفغر شفتيها پصدمة مما قاله استغليتي الفرصة !!! هل هي من استغلت فرصة أنه ليس بوعيه ليحدث ما حدث بينهم لقد حاولت منعه ولكنه أذاب ما تبقى من صمودها أمامه بكلماته ونظراته وهمساته هل اصبحت هي المخطئة الوحيدة الآن اخطأت لأنها تعشقه ولا تستطيع مقاومته ربما هي أخطأت فعلا لأنها سمحت لهذا العشق أن يكون سبب في خطأ لا يمكن إصلاحه ولكن هذا لا يمنع أنه هو المخطأ الأكبر هو المستغل هو الذي استغل حبها وضعفها أمامه لينجح في السيطرة عليها وينل ما أراد في تلك اللحظة والآن يلقي اللوم عليها !!
ارتفع آذان الظهر في المآذن ثم بدأت خطبة الجمعة في المساجد وكان هو في غرفته يرتدي عبائته البيضاء بعد أن توضأ ليذهب إلى المسجد ويؤدي صلاة الجمعة وبينما هو متجه نحو الباب لينصرف اوقفته هي متسائلة
رايح تصلي الجمعة في المسجد
غمغم بنبرة عادية في إيجاب
ايوة عايزة حاجة
هتفت تطلب منه بتهذيب مبتسمة
طيب ممكن تاخدني