ملاذي بقلم دهب عطية

موقع أيام نيوز


بس شويه
ومع العلاج هتقوم بسلامه تاني.... 
مسك قلبه وهو يوصيها بتعب ووجه شاحب من
قلة الهواء الذي إنسحب من أمامه فجأه.....
قولي لامي تسامحني ياخيرية قوليلهاا
تسامحني.....
انسحبت الروح لخالقها بعد عدة لحظات...
كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال ولاكرام... 
بكر .....بكر .....ابو وليد رد عليه..... بكر ... 

صړخت في أرجاء البيت لتدوي الصړخة النجع
باكمله...
وضع قطعة كبيرة من اللحم في الطبق أمامها وبعضا من الأرز وشربة الساخنة وهو ينظر لها
قائلا بأمر..
ياريت تخلصي الأكل ده كله..... 
قالت پصدمة يصحبها الاعتراض ...
بس ده كتير أوي..... 
ضاحكة راضية وهي ترد على حياة بمزاح...
المفروض يملى الطبق مرتين تلاته.... 
فغرت حياة شفتيها وهي تهمس پصدمة..
مش لدرجادي ياماما راضية.... انا مش هقدر اخلص الطبق ده أصلا..... 
وضع سالم معلقة الارز امام فم ورد قال بحنان
افتحي بؤقك ياورد.... 
انت اللي هتاكلني يابابا.... سائلة الصغيرة وهي
تلتهم ما بالملعقة...
رد عليها سالم بنبرة ذات معنى...
ااه انا اللي هاكلك اصل ماما لازم تاكل كويس وتهتم بصحتها عشان اخوكي ينزل بخير ويكون كبير وشاطر ذيك كده .. 
هتفت
ورد بحماس....
وعنده عضلات زيك.... يعني ياريت لو يطلع
شبهك يابابا هحبه اكتر..... 
أبتسم لها بحنان وهو يكتفي بايماءة بسيطة...
محول انظاره على حياة التي تاكل بهدوء وعيناها
غامت پضياع....
مالى عليها وهو يهمس بأمر قاسې....
خلصي طبقك يامدام حياة.... وياريت تهتمي
بنفسك اكتر من كده.... وزي ماقولتلك قبل كده
اهمالك في ابني هتدفعي تمنه لو جراله اي
حاجه..... 
بلعت مابحلقها وهي ترد عليه بسخط وبنفس الهمس قالت ....
متقلقش هاكل عشان ابنك ينزل سليم... 
همس سالم بامر يصحبه القلق عليها ...
وخدي الأدوية بتاعتك في معادها.... عشان ميحصلكيش مضاعفة.... 
رفعت عينيها عليه بدهشة...
حمحم وهو يقول ببرود..
انا بقول كده عشان ابني ينزل كويس.. 
ابعد رأسه عنها وهو يتناول الطعام ويطعم ورد
التي تجلس بجواره من الناحية الآخرة......
اليوم التاني صباحا ......
نزلت دموع راضية وهي تمسك عكازها....
ادعيله برحمه يامي.... هتف رافت بتلك الجملة وهو يربت على كتف والدته راضية بحزن
على خبر وفات شقيقه بكر...
مسحت وجهه المجعد بمنديل ورقي وهي ترد
عليه بحزن.....
مش مصدقه اني راحه ادفن ابني وهحضر عزاه..
دا بدل ماهو اللي يدفني راحه انا ادفنه.. 
ربنا يخليكي لينا ياحني.. ادعيله برحمة.. نزل سالم من على الدرج بهيبته المعتادة وكان يرتدي عباءة بيضاء مهندم نفسه بجاذبية يتميز دوما بها... وكان يمسك بين يده مفتاح سيارته ......
نظرت له راضية پصدمة....
أنت رايح فين ياسالم..... 
رد عليها بفتور....
هروح اوصلكم وهحضر الدفنه مع الرجاله
وقف اخد عزا عمي انا وابويا .... 
قالت راضية باعتراض...
لا ياسالم بلاش انا عارفه انك ف.. 
مشكلتي انا ووليد هيحلها القانون.... ومشكلتي
مع عمي زمان لازم انسها انا والحاج رافت لان
بكر شاهين بقه من الأموات ولاموات مش بيجوز
عليهم غير الرحمه...... انا هستناكم في العربيه.. 
خرج من البيت وتركهم مصډومين من فتور حديثه ......
تطلعت عليه راضية وهي تبكي بحزن على تفرق
أولادها واحفادها بسبب الحقد وشياطين الأنس...
ربت رافت على كتف والدته قائلا بهدوء..
يلا يامي عشان نحضر الدفنه..... 
تطلعت عليهم وهم يغادرون... دخلت سريعا الى
غرفتها وبدأت في تحضير حقيبة سفرها هي و ورد
كانت تطلع عليها ورد بعدم فهم....
ماما هو احنا مسفرين.... 
ااه ......مسفرين..... 
مع بابا...... 
هزت راسها بنفي وهي تسرع في تحضير حقيبتهم
لا... لوحدنا..... بابا هيحصلنا ..... 
بعد ساعة كانت قد انتهت من تحضير حقيبة
السفر الكبيرة....... اخذت مبلغ بسيط حتى تدبر
به نفسها وحين تستلقي في مكانا ما
البارت الرابع والعشرون
شدد سرعة مقود السيارة متوجه الى محطة القطار حيث القطار الذي سيمر على محطة نجع العرب وسيكمل مساره الى محطة مصر القاهرة.....
خبط على سيارة پغضب وعيناه تتوهج بنيران
لن ترحمها قط.....
على ناحية الاخرة في محطة قطار نجع العرب...
تكاد تكون مزدحمة قليلا ببعض المرؤون والذين
لكلا منهم وجهته الخاصة....... تسير في المحطة
بعقلا لا يزال مشتت من حياة أخره بدون سالم...
شيئا ضائع منها غال ثمينا عليها لم تقدر على
ملئ فقدانه مهما حاولت سيظل عشقه وشم
صعب يمحى داخل قلبها وعقلها.....
هتفت ورد الصغيرة بتعب....
ماما أنا تعبت من المشي ينفع نقعد.... 
اومات لها بي لا...وحملتها على ذرعها وب. وبدأت بسحب حقيبة السفر ذات العجلات الصغيرة خلفها...
كانت مجهدة
بشكل واضح على ملامحها واتاها
الدوار مرة اخرى بسبب عدم اخذها للعلاج
وانعدام وجبة الإفطار اليوم بسبب هذا
المخطط المتسرع منها... الهروب من ...من 
اكثر من عشقته في هذه الحياة البأسة
الهروب من عائلتها الوحيدة ....
انت يتيمة الآن بإرادتك ياحياة تذكري ذاك
الحرمان الذي كان بارادتك يوما ما ان تحرمي قلبك من عائلتك وعشقك الوحيد! تحدث ضميرها بعتاب
وقفت فجأه واعتصرت عينيها بتعب وضعف
هي تشعر انها تنزع روحها من جسدها
ولكن سالم لم يترك لها خيارات أخره....
هو لا يعرف غير القسۏة ونفور في خلال
هذا الأسبوع علمت جيدا ان الثقة قد انكسرت
بينها وبينه اصبح الفج الداخلي بين قلبها وقلبه
شاسع قد بات يفقدون شيء مهم وليتها تعرف
ماهو حتى تستعيده... الثقه هي الذي تنقص
علاقتهم ام ان صورة آلحب بينهم ينقصها خط
رفيع يحدد هوايتها !......
وقفت أمام استعلام المحطة.... قائلة للعامل بها
لو سمحت القطر اللي رايح القاهره هيدخل المحطة الساعه كام وهيطلع أمته...... 
نظر الرجل في أوراقه..... ورد عليها بهدوء..
القطر هيوصل كمان خمس دقايق...وبعد عشر دقايق بيطلع .....
شكرا..... 
ذهبت من أمامه جالسة على اريكة صلبة امام سكة القطار واجلست ابنتها بجوارها..... زفرت بتعب وهي تمسح بالمنشفة القطنية قطرات العرق من جبينها.....
ماما انا جعانه.... هتفت ورد بجملتها وهي تنظر الى هذا المحل ذات المعجنات الساخنة.....
نظرت حياة نحو ما تنظر عليه الصغيرة ثم نظرت
لها وهي تبتسم بفتور....
طب خليك هنا اوعي تتحركي من مكانك...
نهضت حياة وهي تقف امام هذا البائع وعينيها لا تفارق مكان ورد الناظرة لها بتراقب......
في نفس ذات الوقت ......
كان يركض للبحث عنهم في كل مكان تقع عليه عيناه .....وجد امراة توليه ظهرها تشتري شيء
ما ......ركض عليها وكاد ان يقترب
منها فوجد المراة تستدير ويظهر وجها اخر
غيرها.......
زفر پغضب وهو يركض مرة آخرة وعيناه تلتهم كل إنشاء في تلك المحطة بدون رحمة....
هدر من تحت اسنانه پغضب قاتم ....
هوصلك ياحياه هوصلك وقبل حتى ماتخرجي من
النجع..... هتبقي تحت ايدي......هوصلك
اتسعت عينا سالم پصدمة......
اصدر القطار صوت عال ألتفتت حياة الى الرجل
وتاخذ منه المعجنات واستدرت سريعا توزع انظارها بين القطار وبين
المكان الجالسه به ابنتها لكنها وجدته فارغ...
ورد ......ورد.......هتفت بزعر و شفتيها ترتجف
پخوف ذهبت للمكان المنشود به ابنتها والفارغ أيضا حتى حقيبة السفر اختفت معها.....
رفعت جفنيها تبحث عنها حولها ببنيتان مزعورتان 
وقلب يخفق برهبه...
إحساس صعب مش كده .....
هتف سالم جملته وهو يقف امامها بمسافة ليست
ببعيدة عنها ....كانتى عيناه ثاقبه عليها بسخط.....
انزلت حياة انظارها على صغيرتها التي مع
سالم وترمقها ببراءة...وباليد الاخرى وجدت حقيبة سفرها بين يده...
اصدر القطار صوت منذر انه على وشك الرحيل
من المحطة ....
نظر سالم على القطار
ومن ثم عليها وهو يقول ببرود..
معلشي يامدام حياة كان نفسي اقولك رحله
سعيده ....لكن للاسف مش هينفع دلوقتي ...
صوب نظرة على بطنها.....فوضعت كف يدها عليها بتلقائية قبل ان تقول بتوتر......
انا لازم امشي......
ابتسم سالم من زواية واحدة قبل ان يرد عليها بقسۏة......
بلاش استعجال خدي الامور ببساطه...هتمشي
بس بعد ماخد الامانه اللي تخصني......
رحل القطار بعد انتهى حديث سالم فنظرت هي
لرحيله بحزن......
لمح ندمها وإصرارها الواضح امام عيناه على البعد عنه وفراقه للأبد....
أولها ظهره وبين يده الصغيرة وهتف بنبرة ذات معنى..
ورد معايا في العربيه ......ياريت بلاش تاخير 
ابتعد عنها خارج المحطة.....اغمضت عينيها
وهي تجلس على اقرب مقعد أمامها اسلبت عينيها
ونزلت دموعها بدون توقف ناظره الى مسار حياتها
و مصيرها معه ناظرة الى مستقبل مظلم ....وماضي مربك وحاضر مؤلم .......وعشق متعثر داخل قلبها
الهش بحرمانه !!.......
ليتك تعرف عڈاب الحب ليتك تدرك قيمة الحب !... 
غرز اصابعه بقوة داخل خصلات شعره...
مشاعره تحطمت بسبب أفعالها... حياة
دوما تصر عليه في ان يرى حقيقة مكانته عندها
يا لها من مكانة هتف عقله بخزي ...
بابا هو احنا مش هنسافر زي ما ماما قالت... 
نظر سالم لها في مراة السيارة ليرد عليها بعد تنهيدة تعب .....
اكيد هنسافر بس مش دلوقت وقت تاني لان
جالي شغل مستعجل...... 
لم تفهم نصف كلامه بسبب صغر سنها ولكن فهمت
النصف الاول من الحديث..... صمتت ونظرت الى نافذة السيارة وهي تلتهم شطيرتها الصغيرة الذي
احضرها لها سالم قبل دخولهم السيارة......
بعد دقائق قليلة....
فتحت الباب بجانب ابنتها وجلست وهي تمسح
عيناها من الدموع...... القى عليها سالم نظره خاطفه عبر المرآة الصغيرة أمامه ليشعل مقود السيارة سريعا وهو يقول بصوت هادئ لا يخلو من التوعد
في كلام كتير مبينا لسه هيبدأ..... 
اشاحت عينيها عنه بإرتباك و
پخوف من القادم..... لن يتساهل سالم معها بعد
الآن ولسوء الحظ انها تعلم ذلك جيدا !....
كفايه عياط ياريم كفايه ياحبيبتي
ادعيله برحمة يابنتي....... 
نزلت دموع ريم وهي تعانق جدتها وتهتف پألم
وحرمان......
بابا ماټ من قبل ماعرف طعم ياحنيي ماټ
من قبل ماحس أنه موجود معايا..... 
نزلت دموع راضية بشفقة عليها... نعم هي تعلم ان حق ريم المسلوب منها هو .... حنية الأب..... وسند الاب ....نصيحة الاب..... حنان وخوف الأب .... حرمت ريم من كل تلك الأشياء لتصبح بقلبا يتيم مفتقد لرجلا في حياتها رجل يبقى الأمان وسند ويجتاح قلبها بقوة حبه لها ....
ريم تحتاج الى رجل عفوي يسد كل حالة فارغ داخلها جعلتها
تفتقد لرجل حنون في حياتها...
فالاب مفقود منذ ولادتها قلبا ومشاعر..... وبقى
معها جسدا بروح..... ولأن الروح رحلت لي خالقها
ولجسد تحت الرمال ... ولاخ مستهتر شيطان
من شياطين الإنس نسى ان له شقيقه تحتاج الى رعايته ولو بكلمة حانية منه قد اختفى هو ايضا
من حياتها بدون رجعة......
حاولت راضية مواساتها بعدة كلمات....
كفايه عياط ياريم ربنا يسامحو ويغفرله
كفايه عياط يابنتي العياط مش هيرجع اللي راح...
إبتسمت بسخرية وهي تقول...
مش عارفه أعيط على مين فيهم على اللي هيتعدم بسبب شره وحقده... ولا على اختي اللي نهايتها معروفه من زمان اوي... ولا اعيط على امي وحياتها وكل اللي عشته بسبب عادات وتقليد نجع العرب.... ولا اعيط على مۏت ابويه نزلت دموعها وهي تكمل بنزق...
ولا اعيط على مۏت ابويه اللي حرمني حتى من
ذكرى ولو بسيطه تجمعنا ببعض...... ياخساره
الدموع مش بتنزل عشان بعدهم عني
دي بس بتنزل پقهر عشان مقدرتش اخد حقي
منهم حقي اني منهم وهما مني... أثرو ياحنيي
اثرو معايا قوي ومفيش حاجه جمعتنا زمان
عشان افتكرها دلوقتي... 
ق 
الوقفون بجوارهم.....
وضع مفاتيح السيارة على المنضدة الزجاج بقوة وهو يثني ذراع كم عبائته البيضاء وينظر لحياة والوقفة أمامه پخوف وترمش بتردد وهي تختلس له النظر
هربتي ليه ..... 
لم ترد عليه وبدأت تنظر الى الأرض بتردد....
صاح بها بإنفعالا....
ارفعي عينك و رد عليه..... هربتي ليه.... 
وانا مش عايزه ارد عليك ....كادت ان تهرب من أمامه...
مسك معصمها بقوة وهو يوقفها أمامه پغضب..
عيب اوي ياهانم لم ابقى بكلمك تمشي وتسبيني
وانا بتكلم.......رد عليه هربت ليه .. كان مصر ان يسمع اجابة عن سؤاله .....
ردت عليه بحنق ...
انا مش عايزه اتكلم في الموضوع ومعنديش رد لسؤالك...
التوت شفتاه وهو يحدثها ساخرا....
إيه هتهربي من سؤالي زي ماخدتي عيالي
وهربتي ....
هتفت بصياح حاد ...
دول
 

تم نسخ الرابط