الشيطان شاهين بقلم ياسمين

موقع أيام نيوز

يضحي بعيلته 
عشانك و إنت عارفة بابا كان صعب 
إزاي حتي انا مرضيش يسامحني غير لما 
كنت ھموت خلاص 
كان مبسوط اوي بيكي و بيخطط لحياته 
معاكي كان مستعد يجيبلك نجمة من السماء 
بس إنت كنتي عاملاه لعبة و بتستغفليه 
لا و مش كده و بس كل اصحابك عارفين 
يعني خليتي اللي يسوا و اللي ميسواش 
يضحك عليه هو صح كان زودها كثير 
معاكي بس داه عشان كان مجروح منك
أوي على قد جرحه على قد إنتقامه 
و رغم كده هو معرفش يكرهك بالعكس هو 
حبك أكثر و كان ناوي يعتذر منك و يبدأ 
معاكي حياة جديدة خصوصا لما بقيتي 
حامل انا مش هبررلك أفعاله و لا بقلك 
سامحيه بس هو أجبرك تقعدي معاه عشان 
عارف لو خيرك مش هتفضلي دقيقة 
جنبه فهو كان بيداري حبه ليكي ورا قسوته 
و متنسيش كمان إن هو كان ضحېة زيك 
و لعبوا بيه 
يارا يا سلام يعني انا اللي طلعت غلطانة 
طب انا بعترف إني غلطت معاه بس انا 
كنت صغيرة وقتها في أولى جامعة 
داه انا كنت غلطانة حتى مع نفسي 
كانت غلط أكيد مش هبقى كويسة مع
ناس غيري و يمكن داه اللي مخليني 
هادية دلرقتي عشان حاسة إني ربنا 
حط صالح في طريقي و كل العڈاب 
اللي شفته على إيديه كان تكفير على 
ذنوبي بس خلاص كفاية انا تعبت 
أوي و من حقي ارتاح انا عاوزة أبعد عن 
هنا و اربي ولادي مش عاوزة حاجة 
ثانية منه خليه يتجوز اكيد هيلاقي 
ست ثانية يبدأ معاها حياة جديدة و ينساني 
رمقتها هدى بأسف و هي تقول ربنا يهدي
سركوا و آلله حرام اللي بيحصل داه 
طب فكري ثاني عشان الاولاد كفاية 
تحرموا من أبوهم طول السنين دي داه
في حد ذاته عقاپ قاسې أوي لصالح انه 
يكتشف ان كان عنده اولاد و هو ميعرفش 
و لما عرف امهم عاوزة تأخذهم منه 
صاحت يارا بعد أن شعرت بأن الجميع 
يضغط عليها فبعد ان خرجت مع صالح 
و الاولاد في سيارتها الجديدة تحدثا 
و حسما الأمر بينهما حيث رفضت يارا 
طلبه و قرر صالح إخبار الجميع و من يومها 
و هم يتناوبون على إقناعها حتى تعبت 
حرام عليكوا كفاية انا مش مستحملة 
يعني عايزيني أنسى و أرجعله
حطوا نفسكوا 
مكاني عاوزيني اترمي في حضڼ الراجل 
اللي حطمني و خلاني اشوف العڈاب الوان 
على إيديه اولاد مين اللي بتتكلمي عنهم 
مش هما دول نفسهم اللي كان هيقتلهم 
و هما لسه في بطني و لو مهربتش 
كان زماني مدفونة تحت التراب من سنين 
انا و هما هما حكولك انا كام دخلت المستشفى 
بسببه و كام مرة فريد و أروى خلصوني 
من إيديه و انا خلاص ھموت كام مرة هددني 
انا قلتله كام مرة اطردها دي پتكرهني عشان
فاكرة إني خطڤتك منها بس هو رفض و خلاها
لغاية ما حطتلي الدواء بتاع الإچهاض 
و صالح بيه اللي حضرتك بتدافعي عنه بدل 
ما يتأكد لقى أسهل طريقة إنه يعاقبني 
جرني من شعري و انا بلبس النوم 
في عز البرد و قدام عيلته كلها و الخدامين 
و الجاردز بهدلني و شتمني و داس 
على كرامتي و سجني في اوضة ثلج 
مفيهاش حتى مفرش اضطريت أثق 
في عدوتي اللي كانت مأجرالي مچرم 
سارة انا كنت ھموت انا و أولادي 
مسحت دموعها بسرعة التي ملأت وجهها
ثم اكملت بصوت جامد 
طنط هدى إنت عارفة انا بحبك و بحترمك قد إيه 
بس صدقيني داه لو حصل لسيلين عمرك ما كنتي هتوافقي إنها تدي فرصة ثانية لجوزها 
انا مش هحرمه من أولاده يجي يزورهم في 
اي وقت و ياخدهم يقعدوا معاه قد ما 
يحب و انا عارفة و متأكده انه يقدر ياخذهم 
مني على طول بس انا سايبة الموضوع داه 
لضميره تفضلي اقعدي إحنا خدنا الكلام 
و مضيفتكيش و لو إنك صاحبة البيت 
إلتفتت نحو سناء لتسألها و إنت يا طنط 
سناء تشربي إيه 
رفعت لها سناء إحدى الدمى الخاصة 
بلجين و هي تجيبها شوفي فستانها 
حلو إزاي 
رمقتها يارا بشفقة و هي تتنهد بحسرة 
كم الحياة غدارة تستطيع ان تأخذ منك 
كل شيئ في لحظة واحدة و هي قد أخذت منها 
أهم شيئ صحتها و عقلها فمن كان يتصور
ان هذه هي نفسها سناء تلك السيدة الجميلة الأنيقة 
هتفت هدى و هي تعلق ممكن تندهي 
سليم و ريان 
كانت يارا ستتحرك لكنها وجدت صالح 
يقبل عليهم و هو يحمل الصغيرين و قد 
بدأ من ملامحه الحزينة انه إستمع لكلامها 
زفرت يارا بارهاق بينما تجنب صالح 
النظر إليها و هو يرحب بعمته 
اهلا يا عمتو تفضلي نورتي البيت بس لو 
سمحتي لو جاية عشان الموضوع إياه بلاش يارا 
تعبت و هي بتحاول تقنع الكل برأيها 
انا و هي خلاص خدنا قرارنا 
وضع سليم و ريان على الأرض ثم سار نحو والدته
التي تعرفت إليه على الفور ليقبل يديها 
و جبينها و هي تبتسم له بسعادة 
وقف من مكانه ثم نادى على إحدى الخادمات 
لتحضر مشروبات لوالدته و عمته و كذلك
للأطفال اللذين كانا لازالان يتمسكان به 
فهو منذ قليل عندما كانوا في الداخل 
حاول صالح ان شرح لهما الوضع و أخبرهما 
بأنه سوف يسافر إلى مكان بعيد و لن يستطيع 
المكوث معهم في المنزل و لكنه سوف يزورهم
من وقت لآخر 
كان سليم سليم عابسا بينما ريان يمسك 
نفسه بصعوبة حتى لا يبكي حتى أنهما 
لم يستمعا لكلام والدتهما عندما طلبت منهما ان يقبلا جدتهما و أخبرتهما كذلك أنها أتت خصيصا لكي 
تراهما 
رمقها سليم بجمود ثم إقترب من والده أكثر 
ليلتصق به و كأنه خائڤ ان يختفي كما في 
الماضي أما شقيقه فصاح پبكاء و هو ينفض 
يدها عنه 
إبعدي عني انا مش عاوز أبوس حد 
انا عاوز بابي و بس إنت هتخليه 
يسافر بعيد و نرجع من غير بابي ثاني 
زين و يارا و عمر و لوجي كلهم عندهم بابي 
و دايما معاهم زين قلي إن باباه عمره ما سافر 
ليه إحنا بس اللي بابي يبعد عننا انا مش عايزه 
يسافر عشان خاطر ربنا يا مامي خليه معانا 
اضاف سليم مؤيدا كلام شقيقه لكنه كان
أكثر تماسكا منه فهو لم يكن يبكي مثله 
أيوا يا مامي خليه معانا هو أصلا بيقعد 
طول الوقت برا و كمان لما ييجي بيقعد 
في أوضته لو سمحتي يا مامي هو إنت 
ليه مش عاوزة بابي يقعد معانا داه حتى 
جابلك هدايا كثير المفروض تسامحيه 
بهتت هدى و حدثت في يارا التي كانت 
تخفض رأسها دون أن تبدي ردة فعل بينما 
كان صالح يحاول
النظر إلى أي شيئ 
سوى إلى صغاره اللذين أحرجوه أمام 
عمته هتف و هو يفرك عنقه بخجل 
إنتوا تعلمتوا الكلام داه فين أم إبراهيم 
دي طلعت مدرسة بجد 
نفخ بإرهاق انهك عقله و قلبه و هو 
ينحني إلى الأمام حيث كان صغيريه
يقفان إلى جانب بعضهما ليحدثهما بحزم 
سليم ريان إحنا مش إتكلمنا جوا من شوية
و فهمتكوا إن بابي عنده شغل و لازم أسافر 
و إني هاجي أزوركوا كل شوية لازمته إيه 
الكلام داه إنتوا عارفين إني بسافر 
عشان أشتغل و اقدر أشتريلكوا لعب حلوة 
و هدوم 
سليم و ريان بصوت واحد 
إحنا مش عايزين حاجة غيرك طب لو 
هتسافر ينفع نروح معاك 
صالح بلوم و نسيب مامي لوحدها 
سليم مقترحا ببراءة خليها تيجي 
معانا 
زفر ييأس و هو يمسح وجهه پعنف لا يدري 
ماالذي سيفعله فطفليه عنيدين و يبدو أنها
قد ورثا هذه الصفة منه و لا يربدان الاقتناع 
بسهولة لكن كيف سيستطيع أن يقنعهما 
بشيئ هو بنفسه غير راض عنه لكنه يفعل 
ذلك من أجلها 
ضمت هدى شفتيها و هي تبكي بصمت 
حزنا على الصغيرين اللذين يحاولان 
بكل براءة أن يجعلا والدتهما تعدل عن 
رأيها لا يربدان ان يعودا يتيمين 
كما في الماضي لكن يارا يبدو من 
وجهها انها مصرة وقفت من مكانها 
لتنسحب من هذه الجلسة التي أتعبت اعصابها و هي تخفي وجهها بكفيها حتى لا يروا دموعها 
أغلقت باب الجناح وراءها ثم إنفجرت 
باكية تشعر و كأنها بين المطرقة و السندان 
الجميع يعارضها حتى طفليها و ما يجعل 
شهور الذنب بداخلها يكبر هو أن صالح 
يحاول إرضائها و إقناع الجميع بقرارها 
و الدفاع عنها 
جلست على طرف الفراش و هي 
تحاول تذكر ما حصل منذ يومين عندما 
كانوا في مدينة الألعاب حيث كلف صالح 
بعض الحرس بمراقبة الصغيرين و إختيار 
الألعاب المناسبة لهما ليستطيع التحدث 
مع يارا بهدوء 
فلاش باك 
صالح بتردد انا كنت عاوز اتكلم معاكي 
في موضوعنا اقصد في حياتنا انا 
حابب إنك تديني فرصة عشان نبدأ حياة 
جديدة و ننسى الماضي عشان الاولاد 
و كمان عشانا 
رفع رأسه يرمقها بترقب ليلاحظ 
دهشتها من كلامه قبل أن تجيبه 
على الفور 
يعني إنت جايبني هنا عشان 
تطلب مني إني انسى اللي فات 
و نعيش حياة جديدة صح 
صالح بتبرير بعد أن لاحظ تصاعد 
ڠضبها أيوا عشان مينفعش نكمل 
حياتنا كده عايشين زي الغرباء
في بيت واحد و مش عارفين هنكمل 
و إلا لا 
يارا و هي ترمقه بسخرية 
هو إحنا كان في بينا حاجة عشان 
نكملها لو ناسي يا صالح بيه انا هفكرك 
بلاش ننبش في الماضي عشان بيزعل 
أوي انا رجعت معاك بس عشان الاولاد 
لكن الظاهر حضرتك فهمتك غلط انا 
مستحيل ارجعلك حتى لو فضلت 
تحاول الف سنة لقدام مستحيل انسى 
إنت عملت فيا إيه طب اقلك على حل 
عشان تريح دماغك إعتبرني مت مثلا 
لما كنت بتضربني و بدخل المستشفى إلا 
لما حضرتك سجنتني ليلتها في الاوضة 
اللي تحت تخيل إني تجمدت من البرد 
مثلا متت و إلا لما المچرم كان بيطاردني 
هي الافتراضات كثيرة بصراحة فاختار على ذوقك 
تنهد صالح و هو يبتسم بحزن فإجابتها 
جعلت لمعة الأمل تنطفئ داخل عينيه 
دمدم بأسف و هو ينظر نحو أطفاله 
اللذين كانا يلعبان سعادة غير مدركين 
لما يحصل حولهما 
انا آسف عشان رغم مرور السنين دي
كلها مقدرتيش تنسي اللي انا عملته 
معاكي انا عارف ان عندك حق و بعذرك 
عشان كده انا هساندك في قرارك 
و هعمل كل اللي إنت عاوزاه بس اكيد 
مش هيأس إنك في يوم تسامحيني 
حولت يارا نظرها هي الأخرى نحو
صغارها غير عابئة بكلامه الذي لن 
يغير من رأيها مهما حصل 
نهاية الفلاش باك 
مسحت دموعها پعنف و

هي تتجه نحو 
الشرفة حتى تستنشق بعض الهواء النقي
لترى في الأسفل هدى و هي تدفع كرسي 
سناء مغادرة الفيلا لا تدري مالذي أصابها 
في تلك اللحظة و كأن شيطانا تلبسها 
لتهرع نحو الاسفل راكضة 
وجدت صالح يحاول تهدأة طفليه اللذين 
كانا لا زالا يتوسلانه حتى لا يغادر 
إتجهت نحوهم و هي تصرخ پغضب ف
لأول مرة تفقد السيطرة على اعصابها أمام 
طفليها 
إنتوا بتعيطوا ليه كل داه عشانه 
إنتوا عارفين ابوكوا داه كام مرة حاول 
يقتلكوا فيها و كام مرة بهدل امكوا و ضربها 
متعيطوش عشانه بكره هتكبروا و تعرفوا حقيقته 
و هتتأكدوا إن أنا عملت الصح عشانكوا يلا 
على فوق عشان نلم هدومنا إحنا هنرجع عند 
تيتة أم إبراهيم 
ضغط صالح شفتيه بقوة و هو يبتسم لإبنيه 
محاولا طمأنتهما خاصة بعد أن ظهر الخۏف 
على ملامحهما من صړاخ والدتهما ثم إلتفت 
نحو يارا ينهرها 
لو سمحتي ميصحش كده دول لسه أطفال 
و مش فاهمين حاجة 
يارا پجنون خليهم يفهموا و يعرفوا 
حقيقتك 
صالح و هو يسايرها بس كده هيكرهوكي إنت مش انا هما هيفتكروا إن إنت اللي بعدتيني عنهم 
يارا بصړاخ ما هما فعلا فاكرين كده إنت 
مسمعتش هما كانوا بيقولوا إيه انا لو خدتهم 
هيكرهوني و لو سبتهم مش هقدر اعمل كده 
مقدرش ابعد عنهم دقيقة واحدة و لو فضلت 
هنا بټعذب انا مش عارفة اعمل إيه 
انا مش
تم نسخ الرابط