ظلمها عشقا بقلم ايمي نور
المحتويات
يبقى اكيد فى حد مالى دماغها بكلام فارغ وشاغل البت بيه
احتقن وجه صالح تنفر عروقه المحتقنة بالډماء يهم بالھجوم عليه مرة
اخرى وقد تعال صوته بالشتائم وهو يحاول التحرر حتى يستطيع الفتك به ليتراجع انور الى الخلف بجزع حتى كاد ان يسقط ارضا بظهره خوفا وارتعابا منه لكن اتى صوت
الحاج منصور الرفاعى ليعلو فوق جميع الاصوات يجمده مكانه وقد ساد الصمت ارجاء المكان وهو يقول بقوة ونبرات حازمة
وقف بكل هيبته ووقاره يكمل وهو يتطلع بثبات وقوة فى كل العيون الفضولية المحدقة به حتى توقفت عند ولده بجسده المتجمد ونظراته المتسألة يطالبه بعيون مترجية ان يوافقه على ماهو ات قائلا بعدها بكل هدوء وجد
صالح طلب منى اطلب له ايد فرح من كام يوم وانا كنت هكلم مليجى النهاردة بعد ما اهل خطيب ياسمين يمشوا بس مدام الحارة كلها واقفة وسامعة
يا مليجى انا يشرفنى اطلب ايد فرح بنت اختك لابنى صالح على سنة الله ورسوله قلت ايه
حانت من مليجى التفاتة متوجسة ناحية انور الشاحب بشدة قبل ان يزدرد لعابه بصعوبة وبصوت خرج منه خاڤت متلعثم اجاب
ده يوم المنى ياحاج هو احنا نطول
سأل الحاج منصور زوجته بلهفة فور ان دلف الى داخل شقتهم لتجيبه بقلق وتوتر
طلع شقته اول ما وصل هو ايه اللى حصل يا حاج مع ظاظا و صالح ماله حاله مقلوب ومتغير ليه
تنهد منصور بحړقة وهو يتجه ناحية الباب قائلا
لما انزل ابقى احكيلك اللى حصل بس انا هطلع له دلوقت اتكلم معاه كلمتين
هزت رأسها بالموافقة وهى تتوجس خشية ان يكون قد اصاب ولدها شيئ يتأكلها القلق عليه وهى تتجه الى مطبخها بخطوات بطيئة هامدة لتقابلها كريمة تسألها بقلق
ربتت انصاف فوق كتفها بحنان قائلة
متخفيش محصلش حاجة الموضوع شكله اتلم والحاج لما ينزل هيطمننا
تنهدت كريمة براحة لم تستطيع انصاف مشاركتها اياها ففى داخلها وبقلبها كأم تدرك بحدوث خطب ما لولدها قلب من حاله وموازينه لتهتف فى داخلها مستعطفة وهى تناجى الله
اسئلة اخذت تنهش عقله بلا رحمة ولا هوادة لا يجد منها فرارا يدور فى ارجاء المكان
ليه يابا كده ليه !
لم ينتظر اجابة من والده لسؤاله بل اندفع الى الداخل بخطوات متعثرة ثقيلة كما لو كان فى حالة سكر يتبعه منصور بعد اغلق الباب خلفه بهدوء مقتربا منه ببطء يربت فوق كتفه بحنان قائلا بندم واسف
كنت عاوزنى اعمل ايه يابنى وسمعة البت الغلبانة دى هتبقى غنوة وحدوتة على لسان الحارة كلها بعد ما خالها أمن على كلام الكلب ده ادامهم كلهم مقلتش ادامى غير الحل ده اعمله
اغمض صالح عينيه زافرا بقوة قائلا بصوت خاڤت مټألم
طب و انا يابا مفكرتش فيا مفكرتش انى هعيد حكايتى مع امانى تانى لو الجوازة دى حصلت انى هكشف وجعى لاخر واحدة كنت عاوزة تعرف واعرى حرجى لها وانكسر ادمها
اتسعت عينى منصور بأدراك يهتف مذهولا
صالح وهو انت بتحب فر
قاطعه صارخا بحړقة يفرغ من داخله كل ما كان كاتما له داخل قلبه حتى انهكه احتفاظه به طوال هذه السنين كلها
ايوه بحبها من وهى بنت سبعتاشر وانا بحبها اتجوزت غيرها علشان بحبها طلقت واستحالة هرجع مراتى تانى لذمتى علشان لسه بحبها بحبها بعشقها قلبى عمره ما دق غير ليها هى بس مش هتجوزها وده برضه علشان بحبها فاهم يابا ولا لا
منصور بلهفة وعينيه تلتمع بالدموع حسرة على ولده وما يعانيه من كل هذه الالام
طيب ليه يابنى مدام بتحبها مش يمكن دى اللى تصونك وتقدرك وتبقى
قاطعه صالح وارتعاشة الخۏف تطال صوته رغم محاولته الظهور هادىء قوى
وياترى بقى هنعرفها الحقيقة ولا هنسيبها على عماها
توتر منصور عينيه تتهرب من تحدى نظراته له ليبتسم صالح ابتسامة ساخرة منكسرة قائلا بتهكم
كنت عارف انه لا لا انا ولا انت هنقدر نقول الحقيقة علشان كده بقولك لا يا حاج الجوازة دى لا يمكن تحصل ابدا
اغروقت عينيه بالدموع تتساقط رغما عنه لټغرق وجنتيه وهو يهمس بتحشرج وقلب يأن پألم
استحالة اعرى روحى ليها مش ممكن اعرفها انى عقيم مش بخلف وانى طلقت امانى بسبب كده
الفصل الخامس
مر يومين عليه وهو
يعيش داخل صومعة اختلقها له عقله حتى يعيد عليه فيها كل ما مر به يذكره بأوجاعه كطرف سکين حاد ينغزه بقسۏة كلما وجد فى قلبه لين او شوق لتنفيذ رغبة والديه منه بأن يترك لنفسه الفرصة مرة اخرى للسعادة والتجربة لعله خير له هذه المرة لكن يقف عقله له بالمرصاد فى كل لحظة ضعف منه
مثلما يفعل به الان وهو جالس فوق مقعده فى محل عمله غافلا عن كل المحيط به وبيده سېجارة تنساها بين انامله وهو يعانى مرة اخرى داخل ذكرى من عدة ذكريات لايام قاسېة عاناها مع زوجته اخذت تهاجمه الان دون هوادة رغم محاولاته نفضها بعيد لكن اخذت تهاجمه بشراسة حتى استلم لها اخيرا
يتذكر حين نهض من فراشه ثم يسير بأتجاه الباب بخطوات بطيئة متثاقلة يعلم ما بأنتظاره ككل يوم تقريبا وقد صدق حدسه حين وجدها تجلس فى مكانها المعتاد كانها اصبحت تجد متعتها حين يراها بحالتها تلك تستلذ بتعذبيه وجلده بحقيقة اصبح لا يجد مفرا منها والفضل لها فى هذا
تانى يا امانى اخرته ايه بس اللى بتعمليه فيا وفيكى ده يا بنت الناس
كفاية ابوس ايدك بقى وارحمينى انتى على الحال ده من يوم ما عرفنا انتى كده بتموتنى بالبطيئ
رفعت عينيها المتورمة تسمح انفها الاحمر بمنديلها قائلة بحدة وقسۏة لا تتناسب مع مظهرها ولا بدموعها المنهمرة تلك
انا اللى پموتك بالبطيىء ليه خير اومال لو انا اللى فيه عيب ومش انت كنت هتعمل
صړخ بها يوقفها عن باقى حديثها المهين له قائلا پغضب وقسۏة
اخرسى خالص متكمليش ايه فاكرة ايه هفضل متحمل منك كده لحد امتى
تجعدت ملامح وجهها حزنا وهى تنكمش على نفسها خوفا هامسة پانكسار اجادت صنعه تلعب به على وتر شعوره بالذنب ككل مرة
بقى كده يا صالح بتزعلقى مش متحمل منى كلمتين افضفض بيهم عن نفسى
لكنه هذه المرة قد فاض به الكيل ولم يعد يحتمل المزيد منها يتحشرج صوته وتتوحش نظرات عينيه يضغط فوق اسنانه پغضب هامسا
علشان كلامك بقى سم وعشتنا مع بعض بقت ڼار بتحرقنى وبتحرقك ومبقاش ليها غير حل واحد بس
شحب وجهها تتوسع عينيها خشية وقد علمت بما هو اتى من حديثه لذا اسرعت تحتضنه بقوة صاړخة برجاء حتى توقف كلماته تلك
لاا يا صالح علشان خاطرى انا اسفة مش هتكلم تانى كده بس بلاش تقولها وحياة اغلى حاجة عندك
زفر بقوة يغمض عينيه محاولا تهدئة غضبه ونفوره منها والذى اصبح يزداد يوما عن يوما بتصرفاتها وكلماتها الچارحة التى كانت تطفىء بها كل يوم شيئ من صبره عليها واحتماله وهى ټقتل به احساسه كرجل دون كلل منها او تردد يمنع نفسه عن تلك الخطوة المصيرية معها ظنا منه بأنها ستراعى بعد ذلك فى تعاملها معه لكن هيهات ظنه هذا وهو يراها تعود لممارسة هوايتها المفضلة وخلق جو من الدراما المأسوية بينهم يوما بعد اخر اصابه بالبرود والنفور من التواجد معها فى مكان واحد يغيب فى عمله قدرا الامكان هربا منها ومن حياتهم معا
حتى سمعها تتحدث الى شقيقتها فى احدى الايام قد فسرت بروده هذا معها على انه استسلام منه لها ثم اخذت تتباهى زهوا فى حديثها بما تفعله معه وكيف انها اصبحت قاب قوسين او ادنى من تملكه وجعله خاتما بأصبعها كما ارادت منذ البداية لينهى فى لحظة كل شيئ بينهم دون تردد ناطقا بتلك الكلمة التى كانت له كالتحرر من چحيم ظل به لاشهر يتحمل فيها افعالها وتقلباتها كلها لاحساسه بالذنب نحوها وانه كان سببا فى حرمانها من نعمة تتمناها كل امرأة
لذا لا يمكن ان يعيد الماضى مرة اخرى لا يمكنه ان يعانى تلك الاوجاع مرة اخرى ليس عندما تكون هى المعنية هذه المرة بالامر لن يحتمل ان يرى فى عينيها مارأه فى عينى غيرها عندما علمت بالامر لذا
نهض بحزم يجمع اشيائه من فوق المكتب سريعا يغادر وعلى وجهه الاصرار والتصميم فقد حسم امره وحان الوقت لانقاذ نفسه من السقوط فى تلك الدوامة وانهاء اوجاعه وانين قلبه والى الابد ولا سبيل لهذا سوى القيام بامر واحد لامفر منه
جلست
حول المائدة تتلاعب بطعامها بشرود ووجه شاحب وعيون مسهدة لتربت زوجة خالها بحنو فوق كفها قائلة
كلى يا فرح وسبيها لله كله هيتم بأمره واذنه
صدحت ضحكة غليظة قاسېة من مليجى وهو يخرج من غرفته لايرتدى سوى ملابسه الداخلية يهتف بعدها بسخرية وتهكم
اتعلفى ياختى يمكن تعجبى عريس الغفلة اللى ماحد شاف وشه لا هو ولا ابوه من يومها
نهضت فرح وافقة تهتف به پعنف وحدة وهى تتجه ناحية غرفتها
البركة فيك وفى فضايحك وهو فى عاقل يفكر يجى
يحط ايده فى ايدك و يناسبك
ثم توجهت الى غرفتها فلا طاقة لها لمجادلة اخرى معه يكفيها ماحدث بينهم من قبل وتلك المشاجرة والتى وانتهت ككل مرة بتطاوله بالضړب عليها لذا تركته واغلقت الباب خلفها پعنف ارتجت له
اركان الشقة لېصرخ بها غاضبا
ارزعى ياختى الباب ماهو ده اللى باخده منكم جتك القرف انت واختك فى ساعة واحدة
ثم الټفت الى زوجته ينهرها بحدة
جرى ايه ياعين امك انتوا قاعدين تتسمموا ومش عاملين حسابى ولا ايه فين الاكل يا ولية
نهضت كريمة سريعا قائلة بتخبط
لا يا خويا ازى الاكل جاهز ومتحضر ثوانى ويكون ادامك
ثم اسرعت ناحية المطبخ تختفى داخله تتعال بعدها صوت طرقات فوق الباب الخارجى ليهتف مليجى فى ولده الصغير بخشونة
قوم ياض افتح الباب تلاقيها المعدولة التانية رجعت
ده عم صالح اللى جه يابا
نهض فورا
متابعة القراءة