رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الالفي
بنفسي صفقه الأجهزة الطبيه
بس الاول قولي مالك انت كويس
قال سليم بجديه
انا تمام انت تمام
ضحك سراج وقال
تمام هسيبك واروح أستعد لمقابلات اليوم
دلف الساعي بعد أن طرق الباب وهو يحمل صنينه القهوه التقط سراج الفنجان خاصته وقال
طيب هشرب قهوتي في مكتبي سلام
غادر سراج مكتب سليم وعاد الي حيث مكتبه أما عن سليم عاد بظهره
أنامله ودسها بغيظ تتسلل خصلاته السوداء
قبض بكفيه بقوه اعلي
جبينه فهو يشعر بصداع حاد يكاد يفتك برأسه اثر قله النوم والتفكير في ذكريات الماضي التي تلاحقه
الفصل الثاني
وصلت حياة الي وجهتها وترجلت من سيارة الأجرة أمام مقر شركة السعدني للاستيراد والتصدير ثم أعطت السائق النقود وسارت بخطوات واثقة لتدلف داخل الشركة
اصطحبها أحدي أفراد الأمن واخبرها بأن تستقل المصعد إلى حيث الطابق
الثالث ومن ثم تتوجه إلى مكتب المدير التنفيذي للشركة
شكرته وصعدت الدرج ركضا وبين كل طابق والآخر تقف تسترد أنفاسها
قليلا ثم تعاود الصعود إلى أن وصلت للطابق المنشود
وسارت بالرواق الي ان توجهت لمكتب السكرتاريه تنفست الصعداء
ونظرت لها مبتسمه ثم قالت
مساء الخير
رفعت مها انظارها وظلت تتفحصها بدقةثم اجابتها بهدوء
مساء الخير افندم
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
أنا جايه بخصوص مقابلة لشغل
أومت راسها بخفة ثم قالت
هتفت بصوت محبط
بكره صعب جدا ثم استرسلت حديثها بتوسل
أرجوكي مش ينفع أعمل الانترفيو دلوقتي أنا جايه من سفر والله وصعب اجي بكره
هزت راسها نافية
ماينفعش يا انسه دي ارتباطات ومواعيد محددة مستر سراج لا يمكن يسمح بأن يحصل لخبطة في مواعيد هو بنفسه اللي محددها
أشفقت على حالتها ثم نهضت عن مقعدها وقالت
طيب هعمل محاولة اخيرة
طرقت باب مكتبه ودلفت بهدوء بعد أن إذن لها بالدخول وقفت أمامه تنظر له بتردد
هتف سراج بتسأل
خير يا مها أنتي جايه تقفي في مكتبي ولا ايه
اصل بصراحة في حاجة كده
اصل في بنوته بره جايه بخصوص الانترفيو
نظر سراج لساعته ثم قال
الساعة معاكي كام دلوقتي
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
الساعة واحده إلا عشرة
تمام يعني المعاد اللي حددته انتهى تعدي علينا بكره
والله يا افندم أنا قولتلها كده بالظبط بس بصراحة صعبت عليه قالت إنها جايه من سفر وكده
ابتسم بخفة ثم قال
هي حلوه طيب
ضحكت مها ثم قالت
بصراحه هي حلوه اوي بس مش استيل حضرتك
خلاص يا مها خليها تدخل هعمل ايه في قلبي الرهيفمااقدرش اقول للجنس اللطيف لأ
ضحكت مها وقالت وهي تغادر مكتبه
انا بقول كده برده مافيش زي قلب حضرتك
عندما وقفت أمام حياه هتفت الاخيرة بقلق
ها عملتي ايه
ابتسمت لها بود ثم أشارت لها بالدخول
اتفضلي مستر سراج هيقابلك
احتضنتها بعفويه وقالت
متشكره متشكره اوي يا قمر
ضحكت مها علي روحها العفويه ثم استوقفتها
ماقولتيش اسمك ايه
دارت وجهها إليها ثم قالت
حياة وانتي
مها
استجمعت قواها ثم طرقت الباب ودلفت علي استحياء انتابها شعور
بالتوتر ونبضات قلبها تكاد مسموعة سارت باضطراب إلى أن تسمرت مكانها
تتطلع لها يتفحص هيئتها المضطربة تلاقت اعينهم شعر هو بخجلها فقد كانت تتميز بعينان واسعتان خضراء بشړة بيضاء ووجه مستدير ولديها غمازة واحده بوجنتها اليسرى تظهر عند ابتسامتها وحجاب يخفي شعرها البني القصير كما أنها قصيرة القامه
كانت ترتدي حجاب باللون السماوي وبنطال جينز يعلوه بلوزة بيضاء وكارد طويل باللون السماوي يصل الي بعد ركبتيها وتحمل حقيبه كورس بيضاء
لاحت ابتسامته عندما أعجب بجمالها وجمال مظهرها فكانت ترتدي ثياب متناسقه
فاق من تطلعه وهتف بترحاب
اهلا وسهلا اتفضلي أقعدي
جلست بالمقعد المقابل لمكتبه ثم اعطته الملف الخاص بها
اتفضل حضرتك ده السي في بتاعي
التقطه منها وفتح أوراقه وقعت عيناه علي صورتها الشخصيه المبتسمه ثم قرأ أسمها
أمممم متخرجه من حاسبات ومعلومات جامعة المنصورة
هزت راسها بالايجاب
هتف بتسأل
انتي من المنصورة
هزت راسها بالايجاب ثانيا
ضحك سراج وقال
لا احب اسمع صوتك ده انترفيو ماينفعش تردي بالطريقه دي
قضمت شفتيها بأسي ثم هتفت قائله
أسفه حضرتك
عارفه انك حاله اثتثنائيه انا عندي انضباط في المواعيد ماحبش اي تأخير
انا متشكره لسعه صدرك والله ڠصب عني التأخير السفر والطريق وكده يعني
عشان كده هعدي المره دي
قوليلي بقا انا شايف تقديرك امتياز علي مدار الأربع
سنين ماشتغلتيش قبل كده
لا للاسف مافيش شركه قبلت بيه عشان حديثه تخرج طالبين كفاءة وتتكون فين الكفاءة والخبرة غير لم تستلم شغلنا ويعرفو يقدرونا في الشغل
فعلا لازم تاخدو فرصتكم الاول
ثم أردف بتسأل
بس هنا مش شركة خاصة بالحاسبات والكمبيوتر نظام دراستك
هو مين دلوقتي بيشتغل في مجال دراسته يعني ممكن الاقي نفسي هنا مش شرط مجال دراستي
عندك حق
مافيش حد بيشتغل بمجاله طيب شايفه نفسك معانا هنا في الشركة
الحقيقة أنا عارفه أن الشركة غير دراستي واتمنى يكون ليه مكان هنا بس مكتوب في الإعلان أن في فرص عمل للشباب حديث التخرج وكل المجالات
دي الحقيقة وأن شاء الله
يكون ليكي مكان معانا بس أخر سوال
شايفه نفسك فين بعد خمس سنين مثلا
والله لو فعلا استلمت شغلي هنا وكان ليه راتب محترم قد كده ممكن احوشه وبعد الخمس سنين اكون بفتح مكتب خاص بيه وفي مجال دراستي لأن بعشق الكمبيوتر وشغله
ابتسم علي تلقائيتها ثم قال
هدرس السي في بتاعك وأن شاء الله يكون لينا فرصه نشوف شغلك معانا وهيكون فعلا براتب محترم
ابتسمت برقه ثم نهضت عن مقعدها وقالت
أن شاء الله انا متفائله جدا بعد اذن حضرتك
اتفضلي
سارت بفرحة عكس شعورها عندما دلفت وعندما التقت بمها همست بحماس
يارب اتقبل واشتغل معاك يا قمر
ضحكت مها وقالت
والله انتي اللي قمر
غادرت الشركة على أمل العودة ثانيا وهي من ضمن فريق العمل بها ثم استقلت اول سيارة أجرى لتقلها إلى موقف الباصات لكي تستقل الباص العائد إلى المنصورة
في المساء
اثناء تناول العشاء بفيلا السعدني
كانت نور ترمق سليم نظرات بين الحين والآخر ولا يشعر بها أحد سوا السيده خديجه التي تراقبها طوال الوقت
هتف سليم وهو ينظر لشقيقه
بعد العشا عايزك في المكتب
وضع الشوكه وهتف قائلا
الحمدلله أنا خلصت تعالى ندخل المكتب
سحب مقعد شقيقه وسار به إلى حيث غرفة المكتب فتحها أسر ودلف المقعد وسار خلفه
هتف سليم قائلا
اقفل الباب وتعالى
تقدم سليم بالمقعد المتحرك إلى أن وصل للمكتب فتح أحدى إدراجه ثم أخرج تذاكر الطيران الخاصة بسفر شقيقه وزوجته إلى مدينة نيويورك
اتفضل التذاكر طيارتك بكره بالليل الحق فرح مراتك وجهزو نفسكم دي هديه عيد جوازكم
حبيبي يا سليم حتى دي مانستهاش
نظر له بحب
ما اقدرش انسى أي حاجة تخصك يا حبيبي ربنا يسعدك يارب يلا اتفضل أطلع فرح مراتك
التقط التذاكر وغادر المكتب
وجد زوجته تصعد الدرج امسك بذراعها وصعد معها
الدرج عندما وصلا إلى غرفتهما أغلق الباب ثم أقترب منها
وقال وهو يشهر تذاكر الطيران أمام أعينها
تذاكر سفر إلى نيويورك هدية سليم لينا
لوت ثغرها بضجر وابتعدت عنه قائلة
هو اخوك ليه بيدخل في حياتنا ليه بياخد القرار عننا أسر أنا تعبت وسفر مش مسافره اوكيه
نظر لها بضيق ثم هتف بأنفعال
نور من فضلك سليم عمره ما أدخل في حياتي بالعكس هو بس بيحاول
يعمل إللي يفرحني كمان موضوع السفر كان فكرتي الصبح وأحنا بنفطر
وهو حب يفاجئني وظبطلي كل حاجة بسبب عيد جوازنا إللي بعد يومين
كمان كان في إقتراح أعرض نفسي على دكتور هناك
بعد أن أنهى كلماته ترك الغرفة بأكملها وأغلق الباب خلفه بقوة ثم هبط الدرج
وهو يشعر بالضيق والاختناق بسبب ما حدث فشقيقه يحاول اسعاده
وزوجته ترا شئ آخر
جلس بحديقه الفيلا يشعر بالاختناق رغم برودة الطقس ولكن داخله بركان من الڠضب يضيق صدره
أتته حالة التشنجات ظل يضغط بقوة على أنيابه لا يتحمل ذلك الالم الذي يهاجم رأسه
هطلت الأمطار في ذلك الوقت أقترب سليم ينظر من نافذة مكتبه للخارج
ولكن تفاجئ بجلوس شقيقه بالحديقة انتابه الشعور بالقلق ضغط زر
مقعده المتحرك وزاد من سرعته ثم توجه إلى حيث الباب ومن ثم ذهب إلى
الحديقة ليرا شقيقه يعاني من نوبة الصرع التي تهاجمه
هزه برفق وهو يهمس بإذنه بصوته الهادئ
أسر حبيبي فتح عيونك أنا جنبك يا حبيبي ماتخفش أنا معاك
فتح عيناه واسبلها ثانيا
عاد سليم يهزه برفق ثم صړخ على رجل الأمن الذي يقف أمام الفيلا ات مسرعا
فاخبره سليم بدخوله الفيلا وجلب الدواء الخاص بأسر
وظل يهمس باذن شقيقه لكي يظل واعي له لا يريده أن يفقد وعيه
هرولت والدته تصرخ منادية لنور لتجلب الدواء وركضت إلى حيث يوجد
أسر زفرت
نور بتأفف ثم جلبت الدواء ولحقت بهم
ساعده سليم على أخذ القرص الخاص به ثم نظر إلى حارس الأمن وطلب
منه حمل شقيقه ووضعه بغرفته
ثم نظر إلى والدته وقال
ماما خليكي جنب أسر دلوقتي هو محتجالك
رمق نور بنظرات غاضبة وهتف بحدة بعدما تأكد من مغادرة والدته الحديقه
ممكن أفهم ايه اللي وصل أسر لحالته دي أسر كان فرحان ومبسوط بالسفر عملتي فيه ايه
عشان تعبت وماحدش حاسس بيه حتي أنت يا سليم مش شايفني ولا حاسس بيه خالص أنا بحبك أنت
صړخ بانفعال
أنتي تخرصي خالص والكلام القذر ده مش عاوز اسمعه تعاملي أسر كويس وإلا وربنا المعبود لتشوفي وش عمرك في حياتك ما شوفته يا نور
تعتذري لأسر علي اللي حصل
منك وتسافرو نيويورك زي ما رتبت
تنهدت بضيق وهتفت بتحدي
مش هيحصل يا حبيبي مش هسافر ولا هبعد عنك انا نور البدراوي وماحدش يقرر عني ويلغي وجودي يا سليم باشا
ثم دارت وجهها وسارت مبتعده هتف سليم پغضب
هتندمي يا نور
تصنعت الڠضب وتركت زوجها وقررت أن تغادر الفيلا
أعدت ثيابها داخل الحقيبة ثم حملتها وغادرت الغرفة وتركته نائم لا يعي بشئ حوله
التقت
بها خديجة على الدرج هتفت پصدمه عندما وجدتها تحمل حقيبتها
انتي رايحه فين دلوقتي يا بني وسايبه جوزك تعبان كده
رايحه بيت بابي مش عايشه هنا في سجن والكل يتحكم فيه وفي
تصرفاتي أسر عاوز نيرس مش عاوز زوجه وانا تعبت من الدور ده
هتفت خديجه بحزن
مين بس اللي اتحكم فيكي يا بنتي انتي هنا عايشه براحتك