سجن العصفورة بقلم داليا الكومي
طالما شكلة مجهول بالنسبة لها اذن هى تستطيع التظاهر بأنه غير حقيقي.. ادركت انها القت بالاوراق ارضا خوفا من رؤية صورته علي قسيمة عبوديتها ...
صورته المجهولة اعطتها الراحة لفترة لكنه الان يجبرها علي المواجهه ...رائحة عطرة القوى ستظل في انفها الي الابد تزكرها بواقعها الاليم...تزكرها بأسوء لحظات حياتها ...يوم مرض سلطان ويوم بيعها....
احست بيداه تتحرك في اتجاهها وكأنها سترفع رأسها بالقوه ..الخۏف من لمسته نفضها...رأسها رفعت وودارت ناحيته بارادتها الحره كى تتجنب لمسته المحتمله الغير محتمله ...
فوجئت برجل في اوائل الثلاثينات من عمره طويل.. عريض المنكبين ضخم بدون ترهل ولا وزن زائد ...كان كتله من العضلات.. عينيها اكملت رحلتها لوجهه ...وجه اسمربلمحه من الوسامه وذقن مربع وفك قوى صعقټ عندما تعرفت عليه ...فهو كان نفس السائق الذي اوصلها الي المستشفي يوم انهياروالدها والايام التى تلت... مازالت تتزكر نظرته لها في المرآة ..الان فهمتها... زكري ۏفاة سلطان مع رائحة عطره القوي مع مفاجأه اكتشاف انه السائق الذى اوصلها مرارا دون الكشف عن هويته الحقيقية بالاضافة لاكتشافها حقيقة انه شاب وليس عجوز كما كانت تظن..عوامل مجتمعه اوصلت غثيانها لذروته بعدما اصابتها نوبه من الصداع النصفى كعادتها عندما تتوتر .... هبه اتجهت باقصى سرعة لديها في اتجاه الحمام وهى تضع يدها وتغطى بها فمها في حركة تدل علي كتمان قيئها ودخلت الحمام واغلقت الباب خلفها بقوه....
لدهشتها عندما خرجت من الحمام وجدت مكتب عزت فارغ...رأسها استدارت پخوف وهى تبحث عنه ...ولكنها لم تجد له أي اثر...ارجلها المسكينة عجزت عن المقاومة فاڼهارت جالسه رغما عنها..تجمدت لدقائق مثل تمثال خشبي...
بعد فترة قليلة عزت دخل الي المكتب وعلي وجهه علامات الضيق... ادهم بيه مشي لانه مرتبط بموعد..
هبه اتنفست بإرتياح...الحمد لله محنتها انتهت مؤقتا ...
عزت شعر بارتياحها الواضح لمغادرة ادهم...فقال بإشفاق ... هونى علي نفسك الامور يا بنتى...انا عارف انك اتفاجئتى بس لازم تشوفي الامور بنظرة ايجابية ...انتى عارفه كام بنت في مصر مستعده ترتكب جر يمة وتكون مكانك
عزت نصحها ... البكاء علي اللبن المسكوب مش هيفيد زى ما المثل بيقول...دلوقتى عندنا وضع ولازم نتعامل معاه ....حياتك في فوضي ولازم تترتب..
هبه هزت رأسها بالموافقه
عزت اكمل ... انا هوصفلك الوضع الحالي وانتى كملي ليه لو نسيت حاجه...
من غير ادهم بيه انتى عندك ايه
الشقة والمليون جنية مرتبطين في العقد بالجواز الشرعى وان كان ادهم بيه اتنازل عن شرط اساسي من شروط الجواز الشرعى انتى اكيد عارفاه كويس وسمح ليكم بالسكن في الشقة والتصرف في الفلوس طول السنتين بدون مقابل منك فده مش معناه انه هيصبر للابد...
وان كان ادهم انتظر لعامان فهو الان لن ينتظر للابد... لقد حان وقت تسديد الدين......
ولتأكيد كلامه عزت اكمل ... سألتى نفسك لو طلبتى فسخ العقد هتروحى فين
طبعا الاجابه معروفه ...الشارع....
طالما عاشت هبه محميه من والدها أي خبره لديها في الحياه تمكنها من الاعتماد علي نفسها والصمود بمفردها في العالم
هبه نفذت كلامة فورا ...ياه لاول مرة تشعر بنعمه وجود كرسي تجلس عليه فارجلها المسكينة رخوة لدرجة انها ستنهار في أي لحظة...والعصير ايضا انعشها
عزت اكمل حديثه ... انتى طبعا متعرفيش اي حاجة عن عيلة البسطاويسى اسمحيلي احكيلك من البداية...
سليم البسطاويسي والد ادهم كبير عيلة البسطاويسي الصعايده... راجل قوى وكلمته مسموعه ...بس ادهم طلع قوى زية بقوا الند بالند ...ظاهريا سليم بيحاول يكسر قوة ادهم ويفرض قوته لكن في الحقيقة من جواه هو فخور بإبنه الوحيد اللي جابه بعد طول انتظار...بس حقيقة ان ادهم الولد الوحيد حملته حمل كبير ....الحمل ده كان وصل حد ادهم مقدرش يتحمله وعشان اكون واضح اكتر.. من سنتين والده كان بيضغط عليه يتجوز واحده من عيله في بينهم مصالح وكان والد العروسة بيلمح ...سليم بدأ يلوى دراع ادهم عشان يخليه يمشي في الجوازه ...وضيق عليه كل الطرق ...مع انه كان عارف كويس ان ادهم مبيجيش بالعند ....ادهم من عمر 24 سنة وهو قايم بكل الشغل وحول المال اللي كان