حي المغربلين بقلم شيماء سعيد

موقع أيام نيوز

قلبها لا تعلم لما هي هنا....
دلفت للداخل لتجد العريس ترك عروسته بعد إنتهاء الزفاف و يجلس هنا لماذا أتى الآن ليس لديها
القليل من القدرة على المواجهة و تحملها جلست على المقعد بجواره قائلة كلمة واحدة 
ليه!
سؤال بلا جواب أو ربما الجواب أشد قسۏة إلا أنه سيقوله
عشان أنا إنسان ضعيف بحاول أنقذ وكالة أبويا اللي أخوه اخدها بوضع اليد بحاول أرجع حقي أو على الأقل أحافظ عليه مش هطلب منك السماح يا جليلة بس هقولك إنك حتة مني.
ألف آه و آه على تلك اللحظة لم تفعل للغدر حساب و هي تترك أبيها و أخيها لتكون زوجة له سرا خطأ لا يمكن إصلاحه وقعت به و عليها تحمله لذلك أردفت بصوت مقهور
مبروك يا عريس أنا فعلا حتة منك بس ممكن تعيش من غيرها زي الزايدة مثلا تعرف يا منصور لو على حد العتاب و اللوم هيبقى على واحدة غبية زيي مش عليك.
انتهى الفلاش باااااااك.
شيماء سعيد
بصباح اليوم الثاني بالمشفي المقيم بها فارس دبر خطته و بانتظار التنفيذ خبر الغيبوبة انتشر ربما تأتي و ربما لا إلا أنه يتمنى قدومها سهل أمر دخولها للمكان رغم صعوبة الموقف..
و بالفعل تم نجاح الخطة بجدارة عالية دلفت إلى المشفى بنقاب يخفي ملامح وجهها لماذا أتت لا تعرف إلا أنها تريد الاطمئنان عليه كي يرتاح ضميرها على الأقل.
تعجبت من سهولة دخولها لغرفة العناية و زيارته دون حتى البطاقة الشخصية أغلقت الباب خلفها بحذر اقتربت من فراشه بقلب يدق مثل الطبول بليلة زفاف صعيدي.
رأسه مغلفة بالشاش و القطن يبدو عليه بعض الشحوب اهتزت بوقفتها أهي الآن تزور رجل فقدت عذريتها على يديه و تشعر بالحزن من أجله! أهي حمقاء أم فقدت الشعور بكل معاني الحياة حولها!
ابتلعت لعابها مردفة
يمكن الغلط كله من البداية أنا السبب فيه حتى لما ضربتك و مشيت.. مكانش ينفع أتحمل ذنب روح.. كفاية الذنب اللي عليا أنت لازم تفوق و تبقى كويس أنآ أقل من إني أقتل إنسان حتى لو أنا و هو نستحق القټل قوم كمل حياتك أرجوك أنت ممكن تكمل عادي لكن أنا لا كل حاجة بالنسبة ليا إنتهت...
بدأ يفتح عينيه بشكل غير واضح ليراها فقط لا أكثر إلا أنها حرمته من رؤيتها بنقاب يخفي معالم وجهها كان بالبداية سيراها فقط إلا أنه الآن قرر كشف نفسه حتى يستطيع إطفاء شوقه لها.
نظر إليها بإبتسامة مشتاقة و كأنه عاشق لها و يعرفها من سنوات ثم مد يده يزيل عنها هذا الحاجز قائلا بصوت أجش
طول ما أنا عايش مفيش حاجة إسمها إنتهت لسة كل حاجة بتبدأ يا فريدة حتى اسمك فاكره كويس أوي بقى محفور في عقلي.
يعنى كل ده تخيل حتى الكلام اللي خرج منك من شوية كان برضو تخيل أي علاقة زوجية ناجحة بتكون من حاجة معينة و أنا متأكد إننا هنكون أنجح زوجين.
فهمت ما يقصده و هذا جرحها إلى أكبر حد ممكن... جزء كبير من احترامها لنفسها سقط على الأرض و لاحظ هو ذلك ليكمل حديثه بلهفة 
فريدة أنا مقصدش حاجة وحشة حزنك صعب عليا جدا مقدرش أتحمله بلاش النظرة دي.
جاءت لترد عليه إلا
أنه تم فتح الباب من قبل فاروق قائلا بقلق
بتعمل ايه في العناية يا فارس كل ده عشان توصل للبنت إياها دي واحدة شمال.
شيماء سعيد
الفصل الثامن 
بدايةالرياحنسمة 
حيالمغربلين 
الفراشةشيماءسعيد
لثانية واحدة تجمد جسدها مع صوت أخيها خلفها أكثر ما يؤلم روحها حديثه عنها دون أن يعرف من هي تفاجأت من رد فعل فارس السريع بوضع النقاب على وجهها.
لطالما تعاملت مع فاروق بكبرياء و كأنه لا يعني لها شى لماذا الآن تشعر أنها وصمة عار عليه! سيطرت على أعصابها و ارتجاف كفها الواضح ثم فرت من الغرفة دون أن ترفع عينيها بعين فاروق.
أغلق فاروق الباب خلفها ثم غمز إلى صديقه بمكر قائلا 
متجوز و بتدور على البنت بتاعت الليلة إياها.. مين المزة دي كمان!
سؤال واحد يدور بعقل فارس بلا إجابة ماذا سيفعل فاروق عند معرفة الحقيقة! صداقة سنوات ستنتهي بلحظة واحدة الأكبر و الأكثر خطۏرة من ذلك أثر كلمات شقيقها الأحمق على قلبها الرقيق.
رفع عينيه لفاروق مردفا بنبرة هادئة
بلاش تتكلم عن البنت بالشكل ده يا فاروق أنا كنت سکړان آه بس متأكد إنها أول مرة تشرب أو يقرب منها راجل.
ابتسم إليه فاروق بهدوء و جدية واضحة عليه دائما 
لو كويسة زي ما بتقول هتيجي هنا عشان تشوف حل في المصېبة اللي وقعت فيها أنا عايزك تهتم بصحتك و تقوم بسرعة عشان محتاجك معايا الفترة الجاية.
رد عليه فارس بثبات
بداية اللعب مع ابن الخولي امتى!
عاد فاروق بظهره للخلف واضعا ساق على الآخر و بعينيه نظرة كبرياء واضحة
اللعبة هتبدأ من الليلة... البنت هتكون في بيته الليلة...
اعتدل فارس بجلسته يبدو أن اللحظات الحاسمة على وشك الاقتراب ربما حان الانتشاء بلذة الإنتقام من فوزي الخولي سأله بقلق
البنت دي مضمونة!
ضحك فاروق على تذكره لها شوكولاته تمكنت من أخذ حيز كبير من تفكيره يشعر ببعض القلق عليها مع فوزي و عقله يرفض تلك الفكرة أزهار فتاة بسيطة يريدها لسببين فقط بحياته الأول دواء الملل و الثاني القضاء على فوزي حرك رأسه ليخرجها من عقله قائلا
مضمونة جدا و حتى لو لعبت يمين أو شمال متخافش دي بنت غلبانة مالهاش أهل.. ماضية على عقد بمليون دولار و هي مش معاها ألف جنيه أنا لازم أمشي دلوقتي عشان أقعد معاها و أفهمها مطلوب منها إيه بالظبط همر عليك تاني الصبح سلام يا فخر السينما المصرية.
شيماء سعيد
بحي المغربلين.
مثل كل صباح فتحت جليلة القهوة الخاصة بها المقابلة لمحل العطارة الخاص بمنصور جلس منصور على باب المحل ثم أشار لحد العاملين لديه قائلا
واد يا حسين هاتلي قهوتي من عند الست جليلة.
رغم أنها أغلقت صفحة الماضي من سنوات إلا أنه هو من أجبرها على فتحها رؤيتها له بعد حديثهم بخطوبة فريدة و عابد جعلت نيران من الأشواك الحادة ټضرب بها من جديد وقفت على بابها مردفة بعصبية
مفيش قهوة النهاردة اليوم إجازة احنا فاتحين بس للنضافة يا حاج.
شقية وقع بغرامها و نال منها الحب إلا أنه إلى تلك اللحظة لم يشعر بالشبع أو الاكتمال إلا أمام عينيها العاصفة به رسم على وجهه إبتسامة ساحرة ثم أردف
و اللي ميقدرش يشرب القهوة إلا من ايدك يعمل إيه يا ست جليلة.
أطلقت ضحكة ساخرة مجيبة عليه
يصبر لبكرة يا حاج.. الصبر دايما بيكون مفتاح الڤرج..
منصور بنظرة عتاب خفية إلا أن صوته و نبرته وصلت إليها
العمر عدى في الصبر يا جليلة.
لماذا دائما يذكرها أنه أكمل حياته بدونها و هي فقط من ضاع عمرها بلا هدف! امتعض وجهها و أجبرت حلقها على ابتلاع تلك الغصة.. رفعت أحد حاجبيها بسخرية مردفة
عمر مين يا أبو عابد ربنا يديك الصحة و تشوف أحفادك واد يا حسين ابعد عن القهوة ناويه أرش مياة ممكن تبوظ مقامك.
ابتسم لها منصور قائلا رش المياة عداوة يا جليلة...
و احنا من امتا
تم نسخ الرابط