و بقي منها حطام أنثى بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


علي كفه ماشاء الله ربنا يبارك فيه
ابراهيم مشيرا نحو الداخل اتفضل اتفضل
_ نظر مالك نظره سريعه نحو الخارج معتقدا أعتقادا أبله بأنها ستكون خلف أبيها .. ولكنه لم يجد شيئا ف ركل الباب بقدمه لكي ينغلق وحده ثم ذهب لعمته كي يخبرها لتعد لهم مشروب الشاي الساخن
ميسره بنبره سعيده شكلهم ناس طيبين مش زي الجيران اللي فوق وبنتهم ام ډم تقيل دي

مالك بعدم تركيز اه
ميسره وهي تملأ سخان المياه والست تحيه دي كمان شكلنا هنتصاحب أوي قريب
مالك حاككا طرف ذقنه وهو يغمغم أمال هشوفها تاني أزاي
ميسره عاقده حاجبيها بعدم فهم بتقول أيه يامالك!! 
مالك بانتباه ها لا ولا حاجه
_ أعدت لهم أقداحا خزفيه من الشاي ثم وضعت علي الجانب بعض أوراق النعناع الطازج حتي إذا أراد أحدهم أضافته للمشروب .. توجهت بالحامل المعدني إليهم وعلي مبسمها إبتسامه سعيده ثم هتفت
ميسره أهلا وسهلا
رحيم مجفلا بصره للأسفل اهلا بيكي 
ابراهيم متناولا الحامل من يديها تسلم أيدك ياميسره
_ حضرت روان بهذه اللحظه بخطوات مرحه نشيطه غير محسوبه لتتفاجأ بوجود هذا الغريب في منزلهم .. قطبت جبينها ثم رددت في خفوت
روان مساء الخير 
رحيم ابراهيم مساء النور
ابراهيم مشيرا لها بيده تعالي ياروان دي روان اخت مالك الصغيره في أولي ثانوي السنه دي
رحيم مبتسما ماشاءالله عقبال ما تشوفها عروسه
ابراهيم بقهقهه خفيفه لسه بدري ياحج رحيم تخلص بس تعليمها وتاخد شهادتها وبعد كده يسهلها ربنا 
رحيم مرتشفا بعض القطرات من مشروبه الجواز ستره للبنات يااستاذ إبراهيم وخصوصا في الزمن الأسود ده .. هيعملها ايه العلام ما اخرتهم البيت برده
_ ضيق مالك عينيه وقد بدأ يستشف من حديث الرجل بعض من افكاره ومعتقداته الخاصه بتعليم الفتيات وزواجهن حيث انه يؤمن بأن الزواج المبكر للفتيات هو ستر لهن وحمايه من أخطار
الزمن ولا يراه بمنظور المشاركه والحب والتعاون بين الزوجين .. فكر مالك بحنكه ثم قرر إعطاء الخيط لأخته لكي تتصرف نيابة عنه .. فأصطنع ملامحا بريئه ونيه صافيه وهتف ب....
مالك ده بقي استاذ ابراهيم ياساره جارنا الجديد 
روان بنيه صافيه واوو حضرتك تبقي بابا إيثار
رحيم وقد عبست قسماته قليلا ثم هتف أنتي تعرفي بنتي
روان وهي تحاول تدارك الموقف اااه اصلي قابلتها علي السلم أمبارح وأتعرفت عليها
رحيم اها 
روان بخبث هو أنا ممكن اطلع اجيبها تقعد معايا 
رحيم وهو يحاول الأنفلات من تلك الصغيره الطائشه اصلها مش بتحب الأختلاط كتير وزمانها شغاله مع امها في الشقه
روان طب أطلعلها أنا ياعمو
ابراهيم باأبتسامه هادئه أطلعي ياحبيبتي علي الأقل تساعديها
مالك غامزا لها بعينيه ..... 
روان بفرحه طفوليه شكرا ياعمو
رحيم وقد التزم الصمت ....
_ صعدت إليها بخطي مرحه سعيده وعلي ثغرها ابتسامه تنير وجهها ثم طرقت الباب بهدوء لتتفاجئ به يفتح الباب ويقف أمامها فاختفت أبتسامتها وحل محلها العبوس والتجهم
عمرو مدعيا عدم تذكرها أقولها مين 
روان عاقده ساعديها أمام صدرها أنا جارتكوا اللي تحت 
عمرو بعدم أهتمام اه اه أفتكرتك اتفضلي هي جوه
روان في نفسها يالهوي علي بوزو انا هسميه حمبوزو بوزو
عمرو ايه البت البارده اللي طلعتلنا في المقدر جديد دي مش مستريحلها خالص 
_ ما أشبه اليوم بالبارحه .. فأنها الآن تتأهب وتستعد لمغادرة المنزل متجهه صوب جامعتها كما كانت بالقاهره فلقد مرت اياما عديده تجاهد بها إيثار لتحويل أوراقها حيث جامعة الأسكندريه والحق يقال ان الأمر لم يكن سهلا إلا بمساعدة عمها مدحت والوسيط الذي تدخل بالأمر ليعجل من تنفيذه سريعا .. 
_ وما أن مرقت إيثار بوابة الجامعه حتي أعجبت بها حقا كان تصميمها يختلف عن جامعة القاهره كثيرا من حيث الشكل ولكنها شعرت وكأنها طالبه بالفرقه الأولي وهذا أول يوم لها كطالبه جامعيه .. أجل فإن تغيير المكان يجعل من شعورك بالوحده شعورا قويا ظلت تجوب الطرقات داخل الجامعه تبحث عن كلية الحاسبات والمعلومات حتي أنها تسائلت من البعض و أدلوها عليها ... وقفت أمام المكتب المعني بشئون الطلبه والطالبات ثم تأملت المكان من الداخل وكادت تلتفت لتتأكد من اليافطه لتجده أمامها فجأه
مالك باأبتسامه برزت اسنانه صحيح رب صدفه خير من ألف معاد
إيثار محدقه به اا انت ..... 
الفصل الرابع 
إنت !
إرتسمت علامات السعادة على محياه وهتف قائلا بمرح 
شوفتي الصدف ! 
أجفلت عينيها خجلا منه فتابع مالك قائلا بإهتمام 
ها قوليلي بتعملي ايه هنا
رفعت رأسها قليلا ولكنها لم تنظر إليه وأشارت بيدها لتجيبه بتلعثم 
أنا .. أنا كنت جاية أشوف ورقي
أخذت نفسا عميقا لتسيطر على حالة الإرتباك التي تتملكها فور حديثها معه .. وسألته بجمود
إنت بتعمل ايه هنا 
رد عليها مالك بهدوء وهو يتأمل ملامحها 
واحد أخو صاحبي كان بيحول من كلية لكلية وأنا جاي أخدمه
هزت رأسها في إقتناع فتابع قائلا بحماس 
بس انا حظي حلو إن شوفتك
رفعت إصبعها محذرة 
من فضلك أنا مش حابة النوعية دي من الكلام أنا غير أي حد
ابتسم لها مالك ليقول بخفوت 
حقك .. انتي مالكيش زي بصراحة 
برضوه مصمم
جاهد ليحافظ على جديته الزائفة وهو يسألها 
سوري المهم خلصتي ورقك ولا لسه 
ردت إيثار بإنهاك 
أنا هاشوف هاعمل ايه هنا وآآآ..
قاطعها مالك بجدية واثقة 
ماتتعبيش نفسك انتي جيتي في ملعبي !
عقدت ما بين حاجبيها بشدة ورددت 
نعم !
وضح لها مالك مقصده ب 
أقصد ان أنا أعرف كل حاجة هنا وأقدر أساعدك تخلصيها على طول 
سألته بهدوء وهي محدقة بوجهه 
هو انت في حاسبات 
ابتسم مالك لها وأجابها بثقة 
لأ طبعا أنا في تجارة !
وإيه اللي جايبك هنا 
رد عليها بتنهيدة سعيدة 
النصيب !
توترت من كلمته الموجزة وتوردت وجنتيها خجلا .. ورمشت بعينيها في إرتباك 
تابعها مالك بإهتمام .. فقلما يرى فتاة تخجل من أبسط الكلمات وتكون على طبيعتها دون تكلف 
أخذ هو نفسا مطولا وزفره على مهل ثم عقد ساعديه أمام صدره وسألها بإهتمام ليرفع عنها الحرج 
قوليلي بقى ناقصك ايه وأنا أخلصهولك
ردت عليه إيثار بحرج بادي في نبرتها 
مافيش داعي تتعب نفسك أنا آآآ...
قاطعها مالك بإصرار بعد أن أرخى ذراعيه 
تعب ! يا بنتي بلاش التكليف ده إحنا جيران ومعارف وبعدين أنا خبرة في الكلية دي وانتي هنا في المكان بتاعي ها قولي بقى 
عضت على شفتيها قليلا لتفكر مليا فيما قاله فهي مازالت تجهل الأماكن هنا وربما يضيع عليها اليوم هباءا إن قضته في البحث عما تريد لذا أجابته 
هو أنا المفروض هادفع المصاريف وأخد الإيصال وأطلع الكارنيه وأدفع اشتراك
ال آآ..
قاطعها مالك مجددا ليقول بهدوء 
استني .. احنا نعمل حاجة حاجة وبعد كده نشوف فاضلك ايه 
اوكي
سار الإثنين في إتجاه مكتب الخزينة وظل مالك ينظر إليها بطرف عينه .. واعتلى ثغره ابتسامة هادئة .. هي كانت مختلفة عن الأخريات .. هادئة بطبعها تتحدث قليلا .. ترتبك من مجرد كلمات عابرة ويظهر خجلها على وجهها .. عاود النظر إليها وهو يمني نفسه برؤيتها 
بعد لحظات وصل كليهما إلى وجهتهما ولكن كان المكان يشهد زحاما شديدا .. 
شهقت إيثار قائلة پصدمة 
كل دول طلبة !!
بدت علامات الإنزعاج على وجهه وهو يجيبها 
أومال انتي مفكرة ايه ده الدخول والخروج من هنا بقوة الدفع 
تسائلت إيثار بحيرة وهي تشد على حقيبة يدها المعلقة على كتفها 
طب أنا هادخل ازاي 
صحح لها جملتها قائلا بمزاح 
قصدك هاتتحشري إزاي 
أووف
أشار لها مالك بكفه قائلا بجدية 
ماتشليش هم أنا هادفعلك الفلوس هاتي بس الجواب وهاتصرف
هزت رأسها معترضة وهي تقول بيأس 
مش مشكلة هابقى اجي وقت تاني تكون الزحمة خفت
أضاف مالك قائلا بإحباط 
مش هايحصل هنا الوضع هايفضل على حاله !
ثم استدار برأسه ناحيتها ومد يده ليقول بجدية 
هاتي الجواب واستنيني هناك ولما أطلع هاكلمك
قطبت جبينها مشدوهة من جملته وسألته بإستغراب بادي في نبرتها 
تكلمني !!
ابتسم لها ببلاهة مجيبا إياها ب 
أها .. ماهي فرصتي اعرف رقم موبايلك 
نعم !
بهزر بدل ما تقفشي .. !
وأشار لها بإصبعه قائلا بحزم 
أومأت إيثار برأسها لتهمس بإستسلام 
طيب
شق مالك طريقه وسط الزحام وتلاشى بين أجساد الواقفين فتابعته هي بقلق بعد أن تراجعت للخلف في إحدى الزوايا وانتظرت لبرهة في الخارج ثم زفرت بتعب وتمتمت مع نفسها بإنزعاج 
اتأخر أوي جوا !
بدت كالتائهة والغريبة هي تقف بمفردها لا تعرف أي أحد بالمكان .. 
إنكمشت على نفسها وراقبت بتوتر المارة وهي تحتضن حقيبتها بكفيها ..
ميرسي على تعبك
تابع مالك قائلا بمزاح وهو يرمقها بنظراته الناعمة 
ميرسي كده ناشف مافيش حاجة ساقعة ولا منحة تشجيعية منك ده أنا عبرت المانش عشان أوصل للشباك
إرتبكت بشدة وتلعثمت وهي تحاول البحث عن كلمات مناسبة لتجيبه فتدارك الأمر سريعا فقد إعتاد على خجلها وتشدق قائلا وهو يمد يده نحوها بالإيصال 
انتي لو عاوزة أي حاجة أؤمري بس وأنا تحت أمرك
نظرت له بإمتنان وهي تهمس 
ش.. شكرا
ثم تناولت منه الإيصال ووضعته بداخل حقيبتها وتابعت بجدية 
هامشي أنا بقى كفاية كده النهاردة
عبست ملامحه

وهو يسألها بإضطراب 
بسرعة كده طب مش ناوية تجيبي جدول محاضراتك !
ردت عليه بإقتضاب 
بكرة .. أنا مش مستعجلة 
ممممم..
هزت رأسها وهي تتحرك للأمام قائلة بخفوت 
أشوفك على خير سلامو عليكم
سار إلى جوارها وهتف بتلهف 
طب استني أوصلك ده احنا سكتنا واحدة
رمقته بنظرات حادة وهي تقول بجدية بالغة 
أنا أعرف أوصل لوحدي شكرا على ذوقك
توقف في مكانه وهو يتعجب من تبدل حالها سريعا .. فهي في لحظة تكون طيعة خجولة وفي الأخرى حادة الأسلوب .. ولكنها في النهاية تمكنت من شغل تفكيره رغم قلة اللقاءات بينهما ..
استلم عمرو عمله بهيئة النقل العام فرع السكة الحديدية وتنفس الصعداء بعد تمكنه من الحصول على تلك الوظيفة .. 
فلولا وساطة عمه لما ظفر بها ..
جلس على مقعده ومسح بيديه على سطح مكتبه وفجأة وجد من يلقي ب رزم من الملفات لتتراكم أمامه ..
فحدجه بنظرات ڼارية وهو يهتف غاضبا 
ايه ده كله 
رمقه زميله بنظرات باردة وهو يجيبه ببرود
أوراق ناس ومصالح متعطلة شوف انت هتعمل ايه فيها
إلتوى فمه عمرو قائلا بسخط 
من أولها كده !
رد عليه زميله بتهكم 
أومال مفكر نفسك المدير انت هنا في السكة الحديد يعني غلب السنين وقرفه 
استعنا على الشقى بالله 
ده لسه في كتير بس خلص دول الأول 
ربنا يدبرها ! 
قالها عمرو وهو يحاول فهم طبيعة العمل في هذا المكان ..
زفرت في إنهاك وأغمضت عينيها يائسة .. 
كم ودت لو لم تخض تلك التجربة المؤسفة التي جعلت ثقتها في الچنس الأخر تهتز ..
ألقت روان بحقيبة مدرستها على الأرضية وهي تسب بحنق ټعنف المعلمات مع الطالبات في المدرسة وإصرارهن على تزويد حصص المراجعة .. فڼهرتها
عمتها ميسرة قائلة 
يا بت اتلمي والله تستاهلي اللي بيعملوه فيكي
زفرت قائلة بغيظ 
يا عمتوو دول مستقصدنا 
هما
عشان عاوزين مصلحتكم يبقوا ضدكم !
ألقت بجسدها
على الأريكة وتابعت بتذمر 
يعني ايه الفسحة تكون ربع ساعة بس ده ظلم
ردت عليها ميسرة بهدوء 
معلش بكرة لما تخلصي ثانوية عامة وتخشي الكلية اللي بتحبيها هتقدري قيمة الأيام دي
هتفت قائلة بضجر 
ده أنا روحي هاتكون طلعت
صاحت بها ميسرة وهي تنهرها 
بعد الشړ
 

تم نسخ الرابط