سلسلة الاقدار كاملة بقلم نورهان العشرى
المحتويات
في تلك اللحظة فانتزعت عينيها من بين براثن عينيه الصقرية وهي تقول بنبرة متحشرجة
انا تعبانة و عايزة انام ..
جاءت نبرته
نامي و هتصحي تلاقيني هنا .. جنبك.
شدد من كلمته الأخيرة فأخذت نفسا عميقا لأول مرة يحمل الراحه الي صدرها و أغمضت عينيها بينما يديها مازلت عالقة بين كفوفه التي أخذت تمسدها بحنان الي أن خلدت الي النوم ...
مكدبش عليكوا الحاجه حالتها غير مطمئنة بالمرة صحيح الأزمة عدت بس حالة القلب تعبانه و مفيش في ايدينا غير الدعاء . عن اذنكوا..
خيم الحزن علي وجوههم علي الرغم من توافد عبارات الحمد علي شفتيهم فجاء صوته آمرا
يالا عشان تروحوا البيت . مش عايز حد هنا .
قعادنا هنا مالوش لزوم . محدش في ايده حاجه يعملها.
تحدث صفوت بعمليه
النهاردة اليوم كان متعب عالكل و الفجر أذن اصلا . يالا يا همت هوصلكوا البيت ترتاحوا شويه و بعدين تبقوا تيجوا تطمنوا علي الحاجه بالليل ..
تدخل مروان مضيفا
انا كلمت الشركة و زودت عربيات الحراسة عالقصر و هنسيب اللي بره هنا مع سالم و طارق . و هنروح احنا نرتاح شويه و بعدين هتيجي انا وسليم نبدلهم .
متفكرش لحظة اني هسيبك .
فاجئها حين امتدت يديه تقربها منه بقوة تجلت في نبرته المتعبة حين قال
متسبنيش ...
مش هسيبك ابدا يا عمري ..
قالتها فرح بعشق كبير
انبعث من عينيها و كفوفها التي حاوطت وجهه بحنو فاخفض نظراته الي بطنها المسطحه و امتدت يديه تتلمسها بحنان و نظراته توحي وكأنه يشكو لصغيره ۏجع والده دون أن تفصح شفاهه عن أي شئ فشعرت هي به و تآزر قلبها معه و لأنها تعلم أنه لن يفصح عما يجول بداخله حاولت تشتيت انتباهه قائلة بمشاكسه
لاحت ابتسامه بسيطه علي ثغره فاضافت بحنو
تعالي ننزل نشرب حاجه تحت و ترتاح شويه من من امبارح علي حالتك دي ..
لم يعارضها فلم يكن له طاقه لذلك فتبعها متوجها إلي الأعلي ولكن قبل أن يغادر الټفت إلي غرفة والدته وهو يلقي نظرة طويلة بها وعينيه تتوسل بصمت ألا تغادره فلا يملك طاقة لتحمل فراقها أبدا
فوجئ مروان بعمار الذي كان في المقهي الخاص بالمشفي لا يعلم ما عليه فعله ولا يطاوعه قلبه بالمغادرة و تركها خلفه حتي وهي آمنه مع أبويها و فضل الجلوس هنا عله يلمح طيفها و يستطيع تصليح الأمور العالقة بينهم ..
ايه دا هو عم ذئاب الجبل دا لسه هنا بيعمل ايه
اجابه سليم بفظاظة
معرفش و مش عايز اعرف ..
ناظره مروان بامتعاض تجلي في نبرته حين قال
يا ابني افرد بوزك دا. بطل تشوه خلقتك اكتر واكتر مش كفايه علينا قرعتك دي ..
تعاظم الحنق بداخله فهدر پعنف
اقسم بالله لو ما بطلت استظرافك دا لهكون مطبقلك وشك انا دمي محروق و مش طايق نفسي .
لم يبدو عليه التأثر بكلماته المتوعدة بل تابع سخريته قائلا
يا بني آدم شغل دماغك دي شويه . يا حبيبي دا ربنا ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل شغل عقلك دا هيصدي والله .
أوشك سليم علي لكمه فجاءهم صوت عمار الذي صاح من بعيد باستنكار
خبر اي عضيكوا ولا اي
مروان بتهكم خاڤت
قابل يا عم . اهو شمت فينا اللي يسوي و اللي.. يسوي بردو عشان خاطر العيش و الملح ..
تجاهل سليم حديثهم وقال بانفعال
أنا ماشي عشان مرتكبش جنايه ..
أوقفته يد مروان قائلا بخفوت قبل أن يصل عمار اليهم
يا ابني انت عامل زي الڼار اللي لما مبتلاقيش حاجه تاكلها بتاكل نفسها.
صاح سليم بنفاذ صبر
عايز تقول ايه أنجز .
مروان بغموض
خلي الڼار دي ټحرق اللي يستحقها بدل ما تحرقك انت..
سليم بتعب
و امي اللي راقدة بين الحيا والمۏت فوق دي
مروان باتزان
يبقي دور عاللي هيطفيها يا سليم . جنة مراتك لوحدك . حقك . سيبك من كل كلامهم دا .
انتشي قلبه بتلك الجملة كثيرا حتي أنه استطاع أن يأخذ نفسا طويلا ملئ صدره المكتظ بنيران الڠضب ولكنه تفاجئ بحديث عمار الذي جاء مستنكرا
وهو انت عندك شك في الموضوع ده يا سليم
كان يتجاهل عمار وما يأتي خلفه يريد استردادها و استرداد أنفاسه معها قبل أن يلتفت لتلك العقبة القوية التي سيخلفها ظهور حازم و قبل أن يتمكن من الحديث جاهم صوت سالم الصارم خلفهم
انت لسه هنا يا عمار
الټفت الثلاثة لسالم الذي كان يتجه إليهم و بجانبه فرح المتخوفه من مغبة هذا الحديث
ايوا لسه اهنه يا سالم . عندك مشكله في وچودي
سالم بجفاء
مش هيبقي في مشكله لو كان السبب مقنع..
عمار پغضب بدأ يظهر علي السطح
انا اهنه عشان بنات عمي و خطيبتي !
تجاهل جملته الأولي بدهاء و علق علي الأخيرة مستنكرا
خطيبتك ! هي مين اللي خطيبتك
كان داخليا يرتجف من رفضها لتلك العلاقة التي الصقها بها عنوة ولكنه قال بقوة
نچمة ..
سالم بفظاظة
و خطبتها امتا و من مين
عمار بتوتر خفي
جبل ما تنخطف . طلبت يدها .
سالم بجفاء
وقالتلك اي
تنحنح قليلا قبل أن يجيبه قائلا
جالت هتفكر..
سالم بفظاظة
طب لما تبقي تفكر و تقرر هنبقي نبلغك..
كان مروان يقمع ضحكته بصعوبه و كذلك سليم من مظهر عمار الذي يكاد يجن غيظا فلم يستطيع مروان الصمت اكثر و أراد الٹأر لنفسه قائلا
اه هي تفكر. و سالم بما أنه البوص هنا هيفكر وسليم ببوزه اللي يقطع
الخميرة من البيت دا لازم يفكر . طارق بما أنه طب علينا زي القضا المستعجل فلازم بردو يفكر . احنا عيلة بنحب نفكر . والا انا بقي لازم افكر تفكير لحد ما نفسك طلقتين انك فكرت تناسبنا . ولا فاكر نفسك هتاخد النيزك من وسطنا كدا برغيف عيش و حتة جبنة .. لا دا في تار بينا و طلاق تلاته هاخده..
لم يجيبه عمار فقد شعر بأنه علي وشك ارتكاب چريمه و قد انقذهم قدوم صفوت الذي أخذ عمار ليتحدث معه فيما انطلق سالم في طريقه الي المقهي وسط صيحات فرح الغاضبة ولكنه لم يتوقف سوي أمام الطاولة فخاطبته بحنق
دي شكرا الي بتقولهاله يا سالم
سالم بفظاظة
صفوت شكره مره و خلصنا..
هتفت بسخرية
كتر خيرك والله . انا هروح اشكره و اعتذر له علي كلامكوا معاه ..
اوقفتها يداه التي امتدت تقبض علي رسغها پعنف و قال بتحذير
اياك .
عاندته قائلة
سالم ..
تمكن منه الڠصب و فاح من لهجته حين قال
هكسر دماغك لو خطيتي خطوة واحده ..
لم تحتمل حديثه ولا لهجته فالتفتت تنوي الجلوس بعيدة عنه فجذبها من يدها لتجلس بقربه و قال بلهجة بنفاذ صبر
اترزعي هنا جنبي و افردي وشك انا علي أخري ..
لم تحتمل طريقته أكثر فقالت بحدة
انا مبتعاملش بالطريقة دي علي فكرة ..
يبقي متجبرنيش اعاملك بيها ..
تعاظمت دهشتها قالت باستنكار
انت مچنون انا عملت ايه دلوقتي
أجابها بفظاظة
أنت عارفه . و احمدي ربنا اني اصلا بخليك تردي عليه السلام .
غيرته الواضحه جعلت ڠضبها يهدأ قليلا و لكنها لم تمنعها من القول بحنق
مستبد ..
فاجأها حين قال بغلظة
ايوا مستبد . اعرفي كدا احسنلك عشان ترتاحي ..
تجاهلت منحني الرد و أدارت وجهها الي الجهة الأخري ثم قامت بلف ذراعيها حول كتفها تقيها من هذا البرد المحيط بهم فتفاجئت به يحاوطها وهو يضع جاكته حولها ثم قام
انت عارفه طبعي اتأقلمي ...
لم تجيبه و تمسكت بصمتها فأطلق الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة قبل أن يضيف بلهجة فظة
و بغير فحاولي تتعودي ..
خففت كلماته من حدة الموقف فالتفتت تناظره بابتسامة بسيطة لا توحي بالرضا ولكنها توحي بتفهمها للأمر و ما يمر به لذا لم تطيل و استجابت ليديه التي مدها إليها فقد كان يعلم بأنها لا تجيد الخضوع ولكنها تفهمت دوافعه وما يمر به و قد كان هذا أكثر من كاف لجعله يشعر بالإمتنان نحوها..
.
بعد مرور يومان لم يحدث بهم جديد سوي استقرار حالة أمينة فهدأ باله قليلا و قرر أن يضع الأمور في نصابها الصحيح لذا امسك بهاتفه ليقرر الاتصال بسليم الذي ما أن أجاب حتي قال بخشونة
جنة في فندق .. جناح .. روحلها..
سليم بسخرية
كتر خيرك والله لسه فاكر تقولي.. انا عارف علي فكرة .
سالم بفظاظة
عارف انك عارف. و عارف بردو انك مكنتش هتروحلها غير لما اقولك . جنة مراتك شرعا و قانونا انا اتأكدت بنفسي .
تجاهل ثورة قلبه الذي هاج فرحا علي الرغم من استنكاره لأي شئ آخر ولكن كانت فرحته عارمه حتي أنه كان أمام المصعد قاصدا غرفتها فقد كان يقضي ليله ونهاره ما بين المشفي للإطمئنان علي والدته و الفندق ليكون بالقرب منها بانتظار ذلك الفرمان الذي أعاد الحياة لقلبه من جديد
دق باب الغرفة قبل أن يقول مخاطبا اخيه بجفاء
أنها مراتي دا شئ مفروغ منه . مشكتش فيه لحظة . انا بس كنت مستني اشوف دماغها هتوديها لحد فين ..
فطن سالم الي ما يحدث فقد كان يعلم بمكان شقيقه فأغلق الهاتف ليتركه يعالج أموره بالطريقة التي يريد و كم كان يتوق إلي هذه الفرصة فأعاد سؤاله أمامها بنبرة جافة تنافي عتاب نظراته التي اشتاقتها كثيرا
دماغك ودتك لحد فين يا جنة
كان
متابعة القراءة