إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
كنتي عايزة وبما إن المشروع خلاص انتهى فمفيش مانع نرجع تاني لشغلنا هنا
هدأت بسمتها قليلا وجذبت الكروت من يده ثم تطلعت بعينها وقال في رزانة وحب
بس إنت كنت بتقول إنك راح تنقل كل شيء لهون وإنك حابب تضل بمصر وما ترجع لكاليفورنيا شو اللي غير رأيك هلأ !
حاتم بنبرة جادة
ابتسمت وأظهرت عن أسنانها البيضاء ثم ألقت بتذاكر الطائرة فوق الفراش بأهمال واحتضنت كفيه بدفء متمتمة
وأنا كمان بتهمني سعادتك وبدي ياك تعرف إن سعادتي مرتبطة بوجودي جمبك مش بالمكان اللي راح ضل فيه وأنا هلأ خلاص اتعودت على مصر وحابة كتير إني ضل هون وما بدي ارجع على كاليفورنيا
نادين لو بتقولي كدا عشان ااااا
كتمت على فمه بكفها تمنعه من استرسال الحديث وتقول باسمة بنظرة ثاقبة
مشان أنا بحبك وقولتلك ما عاد يفرق معي المكان أهم شيء تكون إنت جمبي وهاي هي أكبر سعادة لإلي وإذا ما بدك ياني اتضايق عنجد لا تفتح هاي الموضوع مرة تاني لإني حتى أنا ما راح اقدر سافر واترك الخالة فاطمة بعد ما اتعلقت فيها بهاي الدرجة
تلك الجرأة التي كانت تستحوذها بالأمس والآن هي تتلون بالأحمر خجلا !
عدنان اصحى يلا كفاية آدم بيرن عليك من بدري
اعملي التلفون سايلنت وسيبك منه
يلا بقى قوم بلاش كسل احسن اجبلك هنا وهي بتعرف تصحيك كويس أوي
دوري بقى
اعتدل بظرف لحظة وغار عليها يكبلها بيديه حتى لا تفر هاربة منه ولم تجد هي أمامها مفر سوى أن تصيح منادية على ابنتها فهي الوحيدة التي ستنقذها منه لكنه كان أسرع منها وكتم على فمها بيده ضاحكا ويقول
ابعدت يده عن فمها وقالت بضحكة مغلوبة
طيب ابعد عني بقى
هدر بعناد مبتسما
مش قبل ما اخد دوري
مال عليها وكان على وشك أن ينل منها وسط ضحكها ومحاولاتها للتملص من بين يديه لكن صوت طرق الباب والعبرة الطفولية وهي تقول بكل براءة
الټفت برأسه تجاه الباب وهو يتنهد بعدم حيلة بينما جلنار فاڼفجرت ضاحكة وقالت بخبث لكي تثير غيظه أكثر
حبيبة مامتها جات
عدنان جازا على أسنانه بغيظ
ماشي ياجلنار هسيبك بس عشان هاخدك مشوار
مشوار إيه !
عدنان بغمزة جذابة
مفاجأة
بعد مرور ساعات طويلة نسبيا
تلفتت جلنار حولها باستغراب بعدما توقفت السيارة وقالت بعدم فهم
احنا جينا بيتنا ياعدنان !!!
أجابها وهو يفتح الباب وينزل من السيارة
ماهي المفاجأة هنا ياحبيبتي يلا انزلي
قادت خطواتها خلفه بعدما خرجت من السيارة وفور دخولها للمنزل توقفت متسمرة بدهشة وهي ترى كم التغيرات التي أحدثها بالمنزل لتقول له بانبهار
الله ياعدنان البيت شكل بقى جميل أوي
ضمھا إليه وقبل شعرها متمتما
الحمدلله إنه عجبك بس مش دي المفاجأة تعالي معايا فوق وبعدين نبقى نكمل وافرجك على بقية التغيرات اللي عملتها في البيت
سارت معه مبتسمة يصعدون الدرج حتى وجدته يتحرك بها لإحدى الغرف المغلقة والتي من المفترض أنها ستكون لطفلهم الثاني فتسمرت مكانها بذهول فور تخيلها لشكل المفاجأة لكنه ابتسم وحثها على استمرار السير معه وعند الباب تركها وابتعد عنها ليفتح الباب ثم يتقهقهر للخلف لكي يترك لها أسبقية الدخول
تملكها الذهول وهي تتنقل بنظرها بين أرجاء الغرفة الصغيرة أصبحت مكتملة من كل شيء ذلك الفراش الصغير لابنهم وأيضا يوجد
مهد صغير وخزانة عصرية من اللونين الأبيض والأسود معا والوان الحوائط ملائمة تماما لصبي حتى أن الغرفة امتلأت بالالعاب من قبل قدومه كل شيء كان كما تمنت بالضبط وأثاث الغرفة على ذوقها تماما
اغروقت عيناها بالعبارات واستدارت له لا إراديا ترتمي بين ذراعيه هاتفة من بين دموعها بصوت مبحوح
الأوضة لو فيها أي حاجة مش عجباكي وعايزة تغييرها براحتك
هزت رأسها بالنفي واردفت بسعادة غامرة
تؤتؤ كل حاجة حلوة أوي وأجمل مفاجأة بجد ياعدونتي
ضحك
ورد بشوق وحماس
طيب جهزي نفسك إنتي وهنا بقى بليل عشان نرجع البيت
عبست قليلا وقالت برقة ونظرة كلها حنو
طيب خليها بعد يومين يعني مثلا بعد فرح آدم يكون بابا بقى كويس وبعدين نرجع لأني مش هقدر اسيبه دلوقتي
تنفس الصعداء بحنق وأجابها في عدم صبر
زهقت ياجلنار ووحشتيني أوي إنتي وهنا ده أنا ما صدقت خلصت البيت عشان اخدك وترجعي
عشان خاطرك بس يارمانتي هستحمل شوية
بتمام الساعة السابعة مساءا
انفتح الباب ودخل عدنان ليقابل صوت أخيه وهو يقول لأمه مازحا
أهو الباشا شرف أخيرا يا أسمهان هانم
ابتسمت أسمهان وهتفت بحنو
ليه اتأخرت كدا ياحبيبي
تقدم منها وانحنى عليها يقبل رأسها بدفء متمتما
معلش ياماما كان معايا شوية حجات
خلصتهم وجيت علطول والله
أردف آدم بمرح
احنا لينا ساعتين مستنينك عشان العشا المفروض تراعي إني عريس ولازم اتغذى كويس
رمقه بحاجب مرتفع ثم هدر باسما بنبرة ذات معنى
اه طبعا اهم حاجة تتغذى ما أنت داخل على ملحمة بقى مش كدا ولا إيه يا عريس !
قهقه عاليا وأجاب بلؤم وهو يوجه الحديث لأمه
عندما تتحدث الخبرة !
تنفست أسمهان الصعداء بعدم حيلة وهي تضحك ثم صاحت منادية
هاتي ياسماح العشا يلا
والله واتجمعنا من تاني على سفرة واحدة ياولاد الشافعي ربنا يخليكم ليا ياحبايبي ويحفظكم وما يفرق بينا أبدا
كل منهم التقط كف من كفيه وقبل ظاهره بلطف هامسين بالتناوب
ويخليكي لينا ياست الكل
بعد مرور يومين وتحديدا بالليلة المنتظرة والموعودة ليلة الزفاف
كان يجوب الطرقة
إيابا وذهابا أمام الغرفة لا يطيق الانتظار حتى يدخل ويراها وبين كل لحظة والأخرى يطرق طرقة قوية على الباب في محاولة منهم للاستعجال عند الطرقة الأخيرة فتحت جلنار الباب له ووقفت كالسد المنيع تقول بحزم
نعم !
آدم متوسلا
خليني ادخل أشوفها لحظة واحدة ياجلنار
جلنار برفض قاطع وعدم تأثر بتوسله
مينفعش هي خلاص خمس دقايق وتخلص اصبر بقى
تأفف بصوت عالي ويأس وهمت هي بأن تغلق الباب وتدخل لكن سألته باهتمام وحماس
عدنان فين يا آدم
أجابها بحنق ولا مبالاة
مع هنا تحت
اتسعت بسمتها الغامضة بالنسبة له ودخلت الغرفة ثم أغلقت الباب لتتركه بالخارج يتحرق شوقا لرؤية زوجته وهي بفستان الزفاف !
مش مصدق إنك خلاص بقيتي مراتي يامهرة أخيرا ياحبيبتي
ردت هي بصوت خاڤت يملأه الحياء برغم عبارتها التي تحوي على بعض من الجرأة
وأنا فرحانة أوي يا آدم
ابتعد عنها ودنى منها يلثم جبهتها ووجنتيها وهو يتمتم
إيه الجمال ده بس أنا مش قادر اشيل عيني من عليكي
تطرقت رأسها أيضا وهي تضحك بخجل بينما
هو فتابع بمرح يملأه مكره
ما تيجي نروح على بيتنا ونسيبنا من الفرح والكلام الفارغ ده احنا مش خلاص كتبنا الكتاب واتجوزنا كفاية بقى
انتشلهم من بين لحظاتهم الأولى والغرامية طرق الباب مصحوبا بصوت سهيلة صديقتها وهي تقول بضحكة مكتومة وكأنها متعمدة قطع لحظاتهم معا
يلا ياعرسان المعازيم مستنين تحت
تأفف بعدم حيلة ثم قال مازحا
إيه رأيك نلغي الفرح خالص يامهرتي
انطلقت ضحكتها عاليا ليدنو هو منها ويلثم جانب ثغرها بلطف
انطلقت من هنا صيحة وهي تهز قدم أبيها هاتفة
بابي مامي جات أهي
رفع نظره إلى حيث تشير ابنته بأصبعها فاستقر نظره على زوجته وهي تسير نحوهم بدلال غائصة في ثوبها الأسود الذي جعلها أثنى صاړخة الجمال نزل فكه للأسفل بانبهار فلم يكن يتوقع أنها ستظهر لهم بكتلة الجمال المرهقة للأعصاب تلك وكأن بطنها المرتفعة لم تزيدها إلا جمالا بذلك الثوب الأسود وشعرها الذي يتلائم مع لون الثوب
مال على أذن ابنته وهمس بعين لا تحيد عن زهرته الحمراء
مامي احلى من العروسة نفسها ياهنون بس اوعي تقولي لعمو آدم كدا
ضحكت الصغيرة وهزت رأسها بالموافقة ثم سألت بعفوية وسط ضحكها
طيب ينفع أقول لمامي
أجابها بعدم تركيز مرددا دون انتباه
ينفع
وقفت جلنار أمامهم وهي تبتسم برقة وعيناها تلتقط نظرات عدنان الهائمة بها وبلحظة وجدت ابنتها تتعلق بثوبها وتقول بضحكة ساحرة
مامي بابي بيقول إنك احلى من العروسة نفسها
نقلت
نظرها
بين ابنتها وعدنان وردت باسمة بخجل بسيط
بجد !
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبتسم باتساع ثم تابعت أمها وهي تجلس على المقعد المجاور لأبيها وكانت على وشك أن نجلس بجوارهم لكن جذبتها إحدى صديقاتها للعب معهم وبقوا والديها بمفردهم !
لغاية ما يخلص الفرح ممنوع تتحركي من جمبي نهائي ياجلنار مفهوووم
مفهوم يابيبي
اغمض عيناه يحاول تمالك رغباته عنها ثم هتف بتحذير حقيقي
بلاش شغل الدلع ده أنا متمالك نفسي بالعافية أساسا
قهقهت عاليا لكن بسبب صوت الموسيقى الصاخبة لم يسمع صوت ضحكتها سواه وتمتمت بنفس دلالها
وأنا لو مدلعتش عليك هدلع علي مين يعني !
ابتسم لها وسأل بتعجب
عرفتي إزاي ياهنايا !
هنا بكل براءة ودفء
عشان بيفضل ساكت معاك وبينام علطول لكن مع مامي بيفضل يعيط كتير لغاية ما ينام
ضحك بخفة على شدة ملاحظة ابنته وذكائها الطفولي ولم يلبث للحظة حتى وجدها تقترب منه وتقبل أخيها من رأسه ثم تعانق أبيها هاتفة بدلال مماثل لدلال أمها
بس أنا بحبك اكتر يابابي وبحب يزيد كمان
ضمھا إليه أكثر وراح يمطرها بوابل
وأنا بعشقك ياروح بابي
ابتعدت ولثمت وجنة أبيها هي أيضا لتسمعه يقول بعد ذلك بجدية بسيطة
يلا بقى ياحبيبتي روحي نامي عشان بكرا أول يوم مدرسة ومينفعش نتأخر
قفزت فرحا بحماس وقالت بموافقة دون أي اعتراض
أيوة بكرا أول يوم مدرسة
ثم عانقت أبيها مجددا وقالت باسمة
تصبح على خير يابابي
وانتي من أهله ياحبيبتي
تابعها بنظراته وهن يراها تندفع لخارج الغرفة ركضا تقصد غرفتها انخفض بنظره إلى صغيره ودنى إليه يلثم جبهته بحب مبتسما ثم استقام واقفا به وتقدم نحو مهده الصغير يضعه به بكل حرص وبتلك اللحظة تحديدا خرجت جلنار من
الحمام بعدما انتهت من حمامها الدافيء واتسعت عيناها بدهشة وهي تسأله
نام !!
هز رأسه بالإيجاب فضحكت هي واقتربت منه تقول بخفوت
نفسي أفهم بينام بالسرعة دي معاك إزاي ده أنا بيغلبني لغاية ما ينام واضح إنه هيطلع متعلق بيك أوي
رأته يبتسم دون أن يتحدث وبنظرة مميزة لأول مرة تراها بعيناه فغضنت حاجبيها وتقدمت منه أكثر تسأله بحيرة
في إيه !
إنتي اسرتيني ياجلنار عملتي فيا كدا إزاي ! رغم كل السنين دي ورغم كل اللي مرينا بيه حبك في قلبي كان بيزيد مش بيقل وڼار شوقي ليكي عمرها ما انطفت إنتي وهنا ويزيد أجمل هدية من ربنا ليا وهفضل أحمد ربنا واشكره طول حياتي إني مخسرتكيش
ابتسمت بغرام وطالعته بعينان تهيمان عشقا ثم همست بنبرة انسدلت كالحرير ناعما وصوبت سهمها بيساره
وكيف تتخلى الزهرة الحمراء عن عقاپ !
دنى إليها واستند بجبهته فوق خاصتها هامسا بصوت يفيض بالعواطف الجياشة والعشق الذي لا ينتهي أبدا
ندى محمود توفيق
تمت الكلمة اللي فعلا اقدر اقول أن كل المتابعين
يقدروا يقولوا لقد هرمنا من أجلها
دمتم سالمين ياحبابيي في عمل جديد بإذن الله وانتظروا الغلاف قريب أوي يعني خلال الأيام القادمة
لنا لقاء قريب إن شاء الله