إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
ورأتهم يحدقون به بإعجاب ويرمقونها بقرف وغيظ فاشتعلت غيرة وحاولت عدم إظهارها لكن اكتفت بأنها التصقت به أكثر وعلقت ذراعها بذراعه في تحكم وتملك أكثر تثبت لجميع هؤلاء الفتيات أنه لها !
هبط آدم بنظره لها حين وجدها تضغط على ذراعه بقوة وتمتم مبتسما
في إيه يامهرة مسكاني كدا ليه هو أنا ههرب منك !
ومين قالك اني هسمحلك تتحرك خطوة واحدة من جمبي أساسا
قهقه بخفة وأردف
في إيه يابنتي مالك ما إنتي كنتي زي الفل قبل ما ندخل
لم تجيبه وعادت تتجول بنظرها بين الحشود فوقع نظرها على أسمهان لتقول بسرعة
مامتك قاعدة هناك اهي تعالى يلا نروحلها وأنا هروح اسلم عليها كمان
لمحتهم أسمهان على مسافة قريبة يتقدمون إليها فقابلتهم بابتسامة عريضة وسعيدة وفور وصولهم اقتربت منها مهرة وعانقتها بود هاتفة
عاملة إيه يا أسمهان هانم
أسمهان بعذوبة
الحمدلله
كويسة يامهرة اقعدي ياحبيبتي
وسعادتها تظهر بعيناها قبل وجهها
ولا يمكنه إنكار أن ذلك اشعره بالراحة والسعادة فلطالما كان شعور الذنب يطارده ويلوم نفسه أن تركها وكان السبب في حزنها لكن ذلك كان القرار الصحيح لكيلهما لو كان استمر معها لإسعادها كانت النتائج ستكون سيئة عليهم هم الأثنين ولن يتمكنوا من العيش بسعادة أبدا لكن الآن هو متيقن أن هشام
أما هو فحبببته العنيدة التي بجواره تعنى الدنيا وما فيها بالنسبة له الآن سيكرث حياته وقلبه وعشقه كله لها لكل منا يمتلك من الحب نصيب ونصيبه تمثل في فتاته المميزة
هم بأن ينهض من على المقعد لكن مهرة قبضت على ذراعه بقوة تمنعه من الوقوف هاتفة بنظرة صارمة
آدم بتعجب وهو ينزع يده من قبضتها
في إيه يامهرة هروح اسلم وابارك لزينة وهشام !
ردت وهي تهب بالوقوف معه
هاجي معاك
آدم برفض قاطع وهو يشير لها بالبقاء مكانها
لا خليكي مكانك متجيش أنا هسلم عليهم وارجعلك
عبس وجهها بعد رفضه وعدم رغبته في ذهابها معه الذي لا تفهم سببه وحين التفتت لأسمهان رأتها تطالعها مبتسمة بدفء كأنها تواسيها وتخبرها أن لا تحزن
هو مرضيش ياخدني ليه !!
حاولت أسمهان التهرب من سؤالها خشية من أن تخبرها بالأمر وتتسبب في مشكلة بينهم وقالت باسمة بخفوت
يمكن محبش يتعبك يامهرة متزعليش نفسك يابنتي
مهرة بذكاء فطري ونظرة دقيقة
إنتي عارفة حاجة يا أسمهان هانم
لا هعرف إيه بس ياحبيبتي
طالت نظرات مهرة المعاتبة لها وحين وجدت أسمهان نفسها محاصرة فقالت بإيجاز
بصي لما يجي آدم هو هيفهمك كل حاجة أفضل
مهرة بخنق وضيق
آدم مش هيتكلم
أسمهان بثقة تامة
هيحكيلك متقلقيش أنا واثقة
عادت تلقي بنظرها عليه لتتابعه وهو يهنيء العروسين ببشاشة ووسط متابعتها للمشهد رأت زينة تنظر لها فجأة وتبتسم بود فلم يكن منها شيء سوى تبادل الابتسامة لها أيضا !
فتح عدنان باب الغرفة ودخل فوجد ابنته تجلس على الفراش وبجوارها جدها يحاول تهدأتها وهي ترفض حتى النظر إليه فاقترب منها بسرعة متلهفا وجلس بجوارها يضمها لصدره هاتفا
هنون مالك ياحبيبتي بټعيطي ليه !
ابتعدت عنه وزمت شفتيها بحزن ترفض اقترابه منها وتهمس
أنا زعلانة منك يابابي
اتسعت عيناه بدهشة ونقل نظره بين نشأت وبدرية فرأهم يضحكون بصمت بعد جملتها وراح يصدح صوت نشأت وهو يقول نعاتبا
كدا يا هنا طيب مش تقولي من الأول إنك زعلانة من بابا ياجدو بدل ما إنتي سيبانا بنحاولة نكلمك وانتي مش معبرانا
بدرية بضحكة خفية
بتدلع على ببابها يا نشأت بيه حقها !
بتفكريني بأمك كانت زيك كدا عنيدة جدا ومازالت عنيدة ورقيقة وحساسة أوي زيك بظبط كدا ياهنون
رفعت نظرها تتطلع بجدهت باهتمام عند ذكره لأمها وأنها كيف تشبهها جدا في طباعها وتناست حزنها وبكائها وفقط كانت كلها آذان صاغية له حتى وجدته يقف ويرتب على كتف عدنان ويقول ضاحكا
نسيبكم بقى احنا على انفراد ربنا يعينك يا بابا
ابتسم عدنان رغما عنه وتابعهم بعيناه وهم يرحلون ثم استدار برأسه تجاه صغيرته وطال
طيب مش هتقوليلي أنا زعلتك في أيه في هنايا
اكتفت بهز رأسها بالنفي دون أن تجيب أن تلتفت له فتسمعه يكمل بصوت عابس وحزين
بس كدا أنا مش هعرف أنام النهارده خالص وهفضل أفكر وأنا زعلان ومضايق أنا زعلت هنايا في إيه وكمان مقدرش اسيبك وانتي زعلانة مني كدا يابابي !
مطت شفتيها للأمام بضيق ولان عنادها على أثر كلماته الحانية فردت عليه بصوت طفولي خاڤت ومبحوح
إنت زعقلتي ومرضتش تخليني العب مع صحابي في فرح طنط زينة ورجعتنا البيت
زفر بخنق من نفسه ثم تمتم معتذرا
أنا آسف ياحبيبتي صدقيني مقصدش أبدا والله واوعدك مش هيتكرر تاني
رفعت كتفيها لأعلى كإشارة على رفضها
لإعتذاره وعدم مسامحتها له ليبتسم هو ويقول بصوت منخفض
طيب تحبي احكيلك أنا كنت متعصب ليه ورجعتكم البيت إنتي وماما
عم الصمت للحظات كانت تفكر فيهم حتى التفتت له فورا واماءت برأسها بالموافقة في حماس فضولي لمعرفة سبب غضبه !
مال عليها وحملها لتجلس فوق قدميه ثم هدر بسرد لها ما حدث بإيجاز وخفوت تام
كان في ناس مش كويسة بتضايق ماما في الفرح وأنا اتعصبت جدا وعشان كدا رجعنا البيت علطول
سألته بحماس ودهشة
مين الناس
دي يابابي
ابتسم وغمز لها بخبث
ناس مش كويسة بس بابي عرف إزاي يربيهم أنهم ضايقوا مامي
هنا بعينان متسعة من فرط الحماس والذهول على ما يسرده لها والدها وعادت تسأله من جديد
عملت معاهم
إيه يابابي ! ضربتهم
سكت وطال تطلعه إليها يحاول إيجاد الرد المناسب لسؤالها فأخذ نفسا عميقا ورد عليها بهدوء
يعني حاجة زي كدا !
هنا بفرحة وتشفي
احسن يستاهلوا عشان ميضايقوش مامي تاني
ضحك بخفة ثم دنى منها ولثم وجنتها برقة متمتما في نبرة خشنة تبنع بالآمان والحنو
محدش يقدر يضايقكم يابابي طول ما أنا موجود
على الجانب الآخر خارج الغرفة وأمام الباب كانت تقف جلنار وتستمع لحديثه هو وابنتهم وتبتسم بعاطفة جياشة وترفع أناملها لشفتيها تخفي بهم ابتسامتها الواسعة تشعر
بقلبها يتراقص على الحان سمفونية العشق الذي يعزفها بكلماته وحبه ولمساته الخاصة لها !
داخل منزل هشام وزينة بعد انتهاء حفل الزفاف
كان هشام يجوب الطرقة إيابا وذهابا أمام الغرفة ويمسح على شعره بنفاذ صبر وهو يتأفف مر بالضبط حتى الآن خمسة وعشرون دقيقة وهي مازالت لم تخرج من الغرفة قاربت على نصف ساعة وهي تبدل ملابسها بالداخل وهو ينتظرها بالخارج يتحرق شوقا
فاض به الكيل فوجد نفسه يندفع نحو الباب يطرق عليه عدة طرقات متتالية ويهتف بخنق
لسا يازينة مخلصتيش
كانت تجلس فوق الفراش بالداخل وترتدي ثوب وردي قصير وبحمالات رفيعة وتفرك يديها ببعضهم في توتر وخجل مفرط وعندما سمعت صوته وهو يسألها هل انتهت أم لا لم تجيبه فعاد يهتف من جديد بتعجب
زينة !!!
خرج صوتها مرتبكا
لسا ياهشام
تألق بنفاذ صبر وهتف بحنق
يازينة انتي ليكي نص ساعة بتغيري بتعملي إيه ده كله ياحبيبتي !!
كلما تفكر أنه سيراها بذلك الثوب الڤاضح الذي يظهر أكثر مما يخفي يزداد إفراز الإدرالين في جسدها وتضطرب أكثر
هتفت بصوت متلعثما
لسا شوية ياهشام
أنا مش عايزة اتجوز خلاص هي كانت لحظة شيطان وراحت لحالها أنا هقوله طلقني !
سمعت صوته المغتاظ وهو يقول
زينة كفاية أوي بقى أنا زهقت لو مفتحتيش الباب هدخل
أسرعت ركضا تجاه الباب ووقفت خلفه تهتف برقة
هشام
ابتسم ورد عليها بهيام
عيون هشام افتحي ياحياتي الباب بقى يلا إنتي وحشتيني
أخذت نفسا عميقا وهدرت بسرعة
طلقني !
تجمدت ملامح وجهه واتسعت عيناه پصدمة ليستخوذ عليه الصمت القاټل لدقيقة كاملة حتى قال بجدية
هو ايه اللي طلقني ده انتي اتهبلتي يازينة هو احنا لحقنا نتجوز اصلا ! افتحي الباب بلاش هطل عشان انا على اخري أساسا
ردت زينة پبكاء دون دموع صوت فقط
لا انا غيرت رأي خلاص رجعني لماما ياهشام أنا عايزة ارجع بيتنا
رفع يديها للسماء يهتف بعدم حيلة
ياربي أنا عارف إني اتجوزت واحدة عبيطة بس أعمل إيه بحبها صبرني عليها يارب عشان أنا خلقي ديق والله
صاحت به من الداخل پصدمة
أنا عبيطة ياهشام طب شوف مين هتفتحلك بقى وخليك نام على الكنبة برا
استشاط غيظا وتحول لجمرة مشټعلة حيث صاح بها منذرا
قسما عظما لو ما فتحتي الباب لأع
قاطعته وهي تهتف بترقب وخبث
هتعمل إيه هااا قول هتعمل إيه !
ضغط على قبضة يده ورفعها في الهواء يحاول تمالك أعصابه ويرد عليها مبتسما بزيف وهو يجز على أسنانه من فرط الغيظ
هبوسك من راسك ياحبيبتي طبعا يعني هعمل إيه !!
رغم أجواء التوتر والخجل الميهمنة عليها إلا أنه تمكن من إضحكاها وتخفيف توترها قليلا فقالت بخفوت وارتباك
هفتحلك بس توعدني إنك متعملش حاجة !
هشام بعدم فهم وبلاهة من سؤالها السخيف
معملش إيه بظبط مش فاهم يعني !!!
زينة بتوضيح بريء
يعني متتعصبش عليا عشان قولتلك مش هفتحلك وسبتك برا وقت طويل
تنهد الصعداء براحة وقال بتأكيد ووجه مشرق بحماس وسعادة
لا طبعا ياروحي أنا نسيت أصلا إنتي كنتي بتقولي إيه افتحي بس يلا الله يهديكي
بعد لحظات معدودة وجد الباب ينفتح ببطء فدفعه هو فورا برفق ودخل ثم اغلقه خلفه ليجدها تقف
خلف الباب وتشبك يديها ببعضهم وذراعيها كأنها تحاول أخفاء جسدها وذلك الثوب الذي ترتديه تجفل نظرها أرضا بخجل ساحر مع ابتسامتها الناعمة وكذلك شعرها الحريري المنسدل فوق كتفيها وظهرها بحرية منظرها الملائكي والناعم جعله يسبح بعالم آخر وقلبه تزداد دقاته من فرط الفرحة والحماس
رفعت نظرها إليه في نظرة خاطفة وسرعان ما اخفضته مجددا باستحياء ليكمل هو بعدما رفع أنامله ووضعها أسفل ذقنها يرفع وجهها لكي تنظر له هامسا
أنا بحبك أوي يازينة
داخل سيارة آدم أثناء عودتهم من حفل الزفاف وهو يقود السيارة بطريق منزل مهرة أولا كانت صامتة طوال الطريق تفكر بكلمات أسمهان وتحاول تخمين ما الشيء
الذي قد يكون يخفيه عنها عقلها لا يتوقف عن التفكير منذ لحظتها والغيظ بأكل صدرها أكل
انتبه لحالتها الغريبة فسألها باستغراب
مالك يامهرة !
التفتت برأسها نحوه ورمقته بسخط لتسأله في
حدة ونظرة ثاقبة
آدم أنت مخبي عني حاجة
غصن حاجبيه بحيرة وأردف
هخبي عنك إيه يعني !!
مهرة بقوة وانزعاج ملحوظ
معرفش أنا بسألك أنت !
وليه بتسألي السؤال ده !
مهرة پغضب شديد وعينان حمراء من فرط العصبية
يعني إنت مكنتش ملاحظ نظراتك لزينة كانت إزاي ولما قولتلك اروح اسلم عليها معاك رفضت بشكل غريب
أوقف السيارة جانبا على الطريق وتأفف بصوت مسموع ثم رمقها مطولا وقال مغلوبا
عايزة تعرفي إيه بظبط يامهرة !
كل حاجة
كانت عبارة صارمة وقوية مثلها جعلتها يتنهد بحرارة ويتمتم بخفوت دون أن ينظر لها
زينة كانت بتحبني وأنا وهي كنا قريبين أوي من
متابعة القراءة