قطة تتحدي الفهد بقلم هالة الحسيني

موقع أيام نيوز


ليه اتجوزتني ليه 
نظر لها قليلا ثم قال يعني انتي مش عارفة ليه
بدور و انا اعرف منين 
ثائر بابتسامة سخرية تمثيل باين اوي و كدبك باين اوي... اسمعي يا بدور انا مش بيدخل دماغي جو انا معرفش و الكلام ده اللى زيك مهما حصل هيفضلوا رخيصين في نظري و مش بتتغيروا ابدا و هيفضل كدبكوا باين اوي و تمثيلك واضح و انتي في نظري واحدة رخيصة و 

بدور مقاطعه پغضب لا اسمعني انت يا ثائر... انا مش رخيصة و لا بكدب و لا بمثل انا لحد دلوقتي معرفش ايه سبب كرهك ليا و ايه سبب الجوازة دي اصلا.. لحد ما نطلق و نخلص من بعض ياريت ننلزم الحدود و محدش فينا يهين التاني لان انا المرة الجاية مش هرد بكلام انت فاهم
ثائر بضحك تصدقي خۏفت انتي فاكرة انك حاجة كبيرة و انك تقدري على اي حاجة بس انتي ضعيفة اوي بنسبة ليا و ممكن في لحظة ادمرك 
بدور الايام هتثبت يا بشمهندس و كله هيبان و الاكيد اني هعرف السبب اللى مخليك تكرهني بس انا حذرتك و خليك فاكر ده كويس 
ثم تركته و رحلت من امامه بينما ظل هو كما هو واقفا ينظر لأثرها ثم يذهب الى حيث كان ذاهبا... 
اتجهت بدور الى الداخل تحاول على قدر ما تستطيع ألا تبكي امام احدا لذلك اتجهت سريعا الى الغرفة و دخلتها و اغلقت الباب خلفها و استندت عليه و اڼهارت جالسة على الارض تبكي بحړقة كبيرة... نعم قوية امام الجميع نعم تقدر على اخذ حقها نعم لا تخشى غير ربها.. لكن هي في اخر الامر بشړ لديها قلب يتألم من هذة الدنيا.... نظرت بدور الى حقيبتها و تذكرت شيء لذلك قامت و اتجهت الى الحقيبة و فتحتها و ظلت تبحث عنها حتى تجدها .. لعبتها المميزة الذكرى الوحيدة لامها.. صندوق الموسيقي التي تفتحه و تخرج منه فتاة على شكل راقصة بالية و تخرج منها نغمات هادئة تعشقها بدور.. تظل تستمع بدور للموسيقية و تنظر للفتاة نظرة امل و بداخلها تقول قريبا سأصبح مثلك.. و اكون كالطاير اطير بين السحاب... 
تتجه بدور الى السرير و تجلس عليه و هي تستمع للموسيقية و تنظر للفتاة ... 
و في مكانا ما 
يهب واقفا پغضب و يقول ازاي تجوز.. مش انا دفعتلك يا بنى ادم... اهاا هو دفع اكتر... و يطلع مين بسلامته... يعني ايه ميخصنيش... تصدق انت راجل ژبالة و انا مش هرحمك ... هجيبك لو تحت الارض... الو الو 
القى الهاتف پغضب على المكتب و جلس على مقعده حتى يهدأ قليلا.. جلال الدين الاسيوطي... رجل اعمال مشهور في اواخر العقد الخامس و مع ذلك رجل
لا يخشى احد و لا يفرق معه احد.. لا يهمه إلا نفسه.... كان يحاول التزوج بشابة لكن لن ينالها.. 
جلال لنفسه يا خسارة البت كانت جميلة و عجباني بس على مين هجيبها هي و الاستاذ اللى اتجوزته ... 
و علبة و اخرج واحدة و اشعلها ثم نظر بشرود للنقطة ما و عيونه تحمل الكثير.....
و في المساء... 
ات ثائر القصر و ناد على الخادمة.. 
ثائر هي فين
الخادمة في الاوضة من الصبح 
ثائر مأكلتش حاجة
الخادمة لا جيت اناديها علشان تتغدا قالت مش عاوزة 
ثائر ماشي حضري السفرة و انا هجيبها و اجي 
الخادمة ثائر بيه عايزة اسألك سؤال
ثائر ايه 
الخادمة حضرتك پتكرها و مع ذلك مهتم لأمرها .. طب تيجي ازاي 
شرد قليلا في شيئا ما ثم نظر لها و قال اسباب كتيرة تخليني اعمل كدة المهم نفذي اللى طلبته منك 
الخادمة امرك 
و تركته .. اتجه ثائر الى الاعلى و منها اتجه الى الغرفة و عندما يصل للغرفة فتح الباب و نظر للغرفة يبحث عنها ليجدها تجلس على الكنبة و شاردة حتى انها لم تنتبه له عندما دخل... ظل ينظر لها و يتأملها يظهر في عيونها الهم و الحزن و ايضا يلاحظ اثار دموع على خدها.... هل بكت سأل نفسه هذا السؤال بأندهاش.. فدائما يرى انها هي تلك الفتاة القوية التي لا تخشى احدا و لا تبكي ابدا.. فلماذا الان تبكي.. 
ابعد كل هذا عن تفكيره و اصدر صوتا حتى تنتبه له فتنتبه له و تنظر له ثم تنظر للجهة الاخرى و لا تعطي له اي انتباه... 
ثائر مأكلتيش ليه 
لا يوجد رد
ثائر بكلمك 
بدور بهدوء ماليش نفس 
ثائر مفيش حاجة اسمها ماليش نفس في حاجة هأكل 
بدور و انت مالك أكل و لا اتنيل هو انا اهمك اصلا في حاجة
ثائر اها تهميني 
فنظرت له باندهاش و قامت و وقفت امامه و قالت ده ازاي يعني... مش انا رخيصة و وحشة و پتكرهني يبقى بهمك ازاي 
ثائر مش هجاوب على سؤالك فريحي نفسك و متسألهوش تاني 
بدور نفسي اعرف سبب اللى بتعمله ده كله ايه 
ثائر ريحي نفسك انا مش هريحك في الحتة دي 
ظلت تنظر له و هو
 ايضا و حل الصمت بينهما و كلا منهما في عيونه الكثير من المشاعر الخليطة و الكثير من التساؤلات... حتى قطع هذا الصمت ثائر بقوله .. 
ثائر خمس دقايق و الاقيكي تحت عند السفرة و ممنوع الرفض او التاخير 
و قبل ان تنطق اي كلمة تركها و اتجه الى الخارج.. ظلت واقفة مستغربة ما يحدث لها فكيف يكرهها و يهتم بها في نفس الوقت... 
بدور لنفسها يا ترى ايه السر يا ثائر......
يتبع
رواية قطه تتحدي فهد الفصل الثاني بقلم هاله الحسيني حصريه وجديده 
ظل منتظرها حتى تأتي و كانت الخادمة قد جهزت العشاء لهما و كان كل شيء على ما يرام فقط ينتظر نزولها و قدومها حتى يبدأ بتناول طعامه ...و بعد بضع دقائق وجدها تسحب الكرسي و تجلس دون ان تنطق بأي شيء نظر لها قليلا ثم بدأ يأكل لكن عندما انتبه انها لم تمد يدها حتى لتأكل قال ....
ثائر كلي 
بدور بتنهيد و دون ان تنظر له قولتلك ماليش نفس 
ثائر و انا قولت ان مفيش حاجة اسمها ماليش نفس في حاجة اسمها هأكل
نظرت له و قالت انا مش عايزة أكل مش عايزة هو عافية 
ثائر انتي ليه مصرة تعانديني 
بدور هو علشان مش عايزة أكل ابقى بعاندك 
ثائر اها بتعانديني 
بدور لا مش بعاندك انا ماليش نفس أكل 
ثائر و هو يأخذ نفس بدور لأخر مرة هقولها كلي علشان ليلتك تعدي 
بدور پغضب يوووه هو عافية و لا ايه و بعدين قولت قبل كدة انا مش بتهدد و لا هو نقول تور يقول احلبه 
وقف ثائر و اتجه خلف كرسيها و حاصرها بوضع يديه على السفرة و اصبح قريبا جدا لأذنها بينما هي توترت و لم تتجرأ ان تنظر له و شعرت بدقات قلبها تتسارع ... قال ثائر بصوت جعلها تكاد ټموت من توترها ....
ثائر اولا انا محدش بيقولي لا ثانيا اول و اخر مرة تعلي صوتك عليا ادام حد او تحت مسامع حد ..ثالثا لو مأكلتيش مش هيحصلك طيب 
حاولت بشجاعتها و قالت بصوت واطي قليلا يعني هتعملي ايه 
و قال هخلي بدل ما كان الجواز في حتة ورقة يكون جواز يا بدور 
شدت قبضة يدها و ظلت تفرك يداها بقوة من فرط توترها و لن تنطق بكلمة ليدرك ثائر بأنه نجح في ارعبها فابتسم ابتسامة صغيرة و ابتعد عنها و عاد لكرسيه بينما اخذت بدور نفسا بعدما ابتعد عنها ...
ثائر كلي 
بدور حاضر 
و بالفعل بدأت تأكل و هو ايضا و ظل يأكلان حتى انتهى ثائر من تناول الطعام و وقف و اتجه الى الاعلى ... بينما تركت المعلقة و اخذت نفسا و حاولت أن تتملك اعصابها ثم وقفت هي ايضا و اتجهت الى الاعلى ...
في لندن ....
دخل جلال غرفته و وجد زوجته منال تجلس في الشرفة فدخل الشرفة و هو يبتسم لها و....
جلال منال 
نظرت له منال و ابتسمت نعم يا حبيبي 
جلال يلا اجهزي علشان هنرجع لمصر و خلي مريم تجهز حاجاتها
منال اخيرا هنرجع ده ابني واحشني اوي 
جلال و هو مبتسم و واحشني انا كمان انا مش فاهم مجاش معانا ليه 
منال ما انت عارفه بيهتم بشغله زيادة 
جلال ربنا يوفقه المهم دلوقتي نجهز علشان نرجع مصر 
منال تمام و انا هروح اقول لمريم عن اذنك 
جلال اتفضلي 
تركته و خرجت متجهة لغرفة ابنتها بينما ظل هو في الشرفة ينظر للعالم ......
نعود الى القاهرة ..
و تحديدا في القصر ..
دخل ثائر مكتبه بينما دخلت بدور غرفتها ...
عند ثائر .. جلس على مكتبه قليلا و تطلع على بعض الاوراق .و بعد مرور ساعة تقريبا قام و رتب اوراقه و وضعها في الدرج و اغلقه ثم اتجه الى الخارج متجها الى الغرفة ....
و عندما وصل الغرفة ډخلها و بحث عن بدور بنظره حتى وجد انها تجلس في الشرفة ...تركها مع نفسها و اتجه الى الخزانة و اخذ ثيابه و اتجه الى المرحاض ...
بينما هي كانت في عالم

اخر 
تجلس و تنظر للسماء و للنجوم بشرود ..... ضامة ارجلها ...
و بالداخل ..عندما خرج ثائر من المرحاض كاد يخرج من الغرفة لكنه توقف فجاه عندما استمع لها و لصوتها و هي تغني .. ليرجع للخلف و ينظر لها و يجدها كما هي و تغني بصوت جميل خطفه...
.....
يا نجمة منورة .. ليه مخبية نورك .. مالك يا نور حياتي .. مخبية نورك عني .. تايهة مني .اهااا مني .. مالك احكي ليا احكي ليا همك يا نجمة منورة ...
قلبك حزين مهموم ليه ... بيبكي ليه ..قوليلي يا نجمة قوليلي مالك و فين نورك .. اهااااااا...
تأليفي
......
قالت اخر كلمة و هي تغمض عيونها و كأنها تصرخ و تترك لدموعها العنان و تكمل ...
.....
الدنيا ماشية بتخبط فيكي .. حاسة بأنهيارك يا نوري .. وحيدة حزينة غريبة حتى مع نفسك ... من كتر همك و حزنك نورك اختفى عني ...
 

تم نسخ الرابط