قلوب حائرة الجزء الثاني ل روز أمين
المحتويات
كبريائها الذي طالما كان ملازما لها
إوعي تستسلم وتسبني يا كارملو سبتني أنا ممكن أموت فيها
نطق بنبرة حنون أروي بها ظمأه قبل ظمأها
أسيبك إزاي وأنا روحي سكناكيحد بردو يخرج روحه من جواه
إنتابها شعورا هائلا بالراحة فاستطرد كي يطمئن روحها الولهة
ما تخافيش يا أيسلعزيمة حبيبك قوية وما يعرفش الهزيمةأنا هفضل ورا سيادة العميد لحد ما يسلمك ليا بنفسه وإنت بفستان الفرح
كارمهو أنا ممكن أسألك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة
أجابها بترحاب
أكيد يا حبيبي
سألته بنبرة غيورة ظهرت بصوتها
هو أنت كنت بتحب خطيبتك
واسترسلت بقلب مشتعل من مجرد التخيل
إتعرفت عليها إزايوشكل العلاقة اللي بينكم كانت إيهكنتوا بتخرجوا كتير مع بعض ولا علاقتكم كانت رسمية
هي برسيس أل المغربي بتغير عليا ولا إيه
وبرغم كبريائها المعروفة به إلا أنها أمام سطوة عشقه تتحول إلي غزالة ناعمة مطيعةأجابته بوضوح دون مراوغة
أيوة بغير يا كارموأرجوك تجاوبني علشان تريح قلبي
ماكانتش أكتر من خطوبة صالوناتكانت صديقة مرات واحد صاحبي وهو اللي رشحها لي وعرفني عليهابعد الخطوبة ما تمت ماقدرناش نفهم بعض ف سيبتها
واسترسل مطمأنا متيمته
ريحي بالك يا حبيبي وإنسي أي حاجة ممكن تضايقك
باغتته بسؤالها شديد الغيرة
طب وبنت خالتكنظامها إيه هي كمان معاك
واسترسلت بابانة
أجابها بهدوء
هو علشان أكون امين معاكيماما عاوزاني أتجوزها بس أنا مش شايفها غير إنها أختي الصغيرة
وبكلمات مطمأنه حدثها بنبرة مغرمة
أنا عاوزك تنسي كل الناس وخليكي فاكرة حاجة واحدة بسوهي إني حبيتك ودي أول مرة أحب
أطفئ بكلماته بركان الغيرة الشاعلة فتحولت إلي رماد خامدتنهدا بقلوب هائمة رغم ما يمران به من تعثرات ببداية علاقتيهماوأستمرا بحديث عشقهما واعترافاتهما المٹيرة كل للأخر.
هرول الصغير إلي والده مصيحا باسمه فحمله وثبته بداخل أحضانه مع تقبيله لوجنتيه تحت إنشراح قلب الصغير الذي لف بساعديه حول عنقه وتحدث بنبرة حنون
نطق بنبرة هادئة نظرا لحالته النفسية
وإنت كمان وحشتني قوي يا حبيبي
نظرت إليه تتأمل بملامحه بتدقيقفبرغم إجتهاده في حجب ما يكمنه بداخله إلا أنها إطلعت عليه من خلال نظرات عيناه المشتتة وتعابير ملامح وجهه التي باتت تحفظها عن ظهر قلب
تحدث إلي نرمين بعد إلقائه التحية علي الجميع
إزيك يا نرمين وازي سراج
بابسامة هادئة أجابته
كلنا بخير الحمدلله يا أبيه
نظرت إليه ثريا وأردفت بهدوء
تعالي إقعد يا ياسين علي ما أخلي علية تجهز لك الغدا
ارتاب من فكرة جلوسه بينهم ف فضل النأي بحاله خشية من عدم استطاعته علي التحكم بحالهنظر إلي مليكة وتحدث بهدوء بصعوبة إستدعاه
هطلع أخد شاور افوق نفسي بيه علي ما الغدا يجهز يا أمي
أومت بعيناها له فصعد الدرج ولحقت به تلك التي فهمت مغزي نظراتهفتح باب الجناح وخطي مهرولا إلي الداخل تحت استغراب من دخلت وأغلقت خلفها الباب
كان يواليها ظهره ويتنفس بصوت عالي فهمت من خلاله أن هناك أمرا ما يزعجهتحركت حتي وقفت بمقابلهضيقت عيناها بعدما رأت علامات الڠضب قد حفرت فوق ملامحهوضعت كفها فوق ساعده وأردفت مستفسرة
مالك يا ياسين
فيه حاجة مضايقاك يا حبيبي
أخذ نفسا عميقا وبهدوء زفره في محاولة منه لتهدأة حاله كي لا ينفجر بها ويصيبها بغضبه العارم قبل التأكد من شكوكه التي راودته تحدث بملامح وجه مبهمة في خطوة خبيثة منه لإكتشافه ما إذا كانت تعلم بأمر قصة عشق ذاك الثنائي أم لا
كارم المعداوي طلب يتجوز أيسل
بجدألف مبروك يا حبيبي
ضيق عيناه وهو يراقب تعابير وجهها بدقةشعر پألم يغزو قلبه فور تأكيد شكوكه التي راودته منذ أن طلبت منه أن يصطحب أيسل معه لزيارة كارم بالمشفيأردف متسائلا بهدوء ما قبل العاصفة
غريبةأنا كنت فاكر إنك هتتفاجأي بالخبر زي ما أنا إتفاجأت!
ابتلعت لعابها بارتعاب وشعرت بكم غبائهاثم هربت بمقلتيها بعيدا عن مرمى نظراته التي تنطلق نحوها كسيل طلقات من الړصاصبسط يده باتجاه وجهها وقام بمسك ذقنها ورفع وجهها كي يجبرها علي النظر داخل عيناه ليستكشف ما تخبأه عنه
ساكته ليه يا مدام
بصعوبة بالغة أخرجت صوتها المهتز ونطقت بتلعثم
هرد أقول لك إيه بس يا ياسين
إحتدت ملامحه وحدقها بنظرات مشټعلة وهو يهتف قائلا پغضب عارم
تقولي لي إن إنت كمان كنتي مستغفلاني زيهم يا مراتي يا اللي المفروض إنك مرايتي وعشرة عمري
هزت رأسها بارتعاب فاستطرد هو بنبرة ساخطة
كنتي عارفة إن بنتي عايشة قصة حب مع قائد الحرس بتاعها اللي رايحة جاية معاه في عربية واحدة ومخبيه عليا!
واستطرد بحدة
ده مش بس كدةده جنابك كنتي بتساعديهم وتخلقي لهم الفرص علشان تجمعي فيها العشاق وأنا قاعد أتفرج زي الأهبل
فطنت سريعا المغزي من وراء حديثهأردفت بعدم تصديق بعدما هزت رأسها بنفي تام
إنت بتقول إيه يا ياسين
رمقها بنظرات حادة وأردف متسائلا بنبرة تهكمية
إيه يا مدامبفتري عليك لا سمح الله!
ولا فاكراني نايم علي وداني وناسي عزومة كارم باشا اللي إخترعتيها من الهوا ومن غير مناسبة وعزمتي فيها أيسل
أردفت بدفاع عن حالها
والله العظيم وقتها ما كنت أعرف إنها بتحبهأنا إكتشفت ده بالصدفة يوم العزومة من نظراتها لكارموأساسا ما كنتش أعرف إنه بيبادلها نفس الشعور غير يوم الحاډثة
صاح پغضب عارم أرعبها
ولما عرفتي ليه ماجتيش بلغتيني بالمصېبة دي
أجابته بايضاح
أبلغك أقول لك إيه يا ياسينالموضوع ما يخصنيش علشان أتكلم فيه
واسترسلت بنظرات متعجبة
وبعدين فين المصېبة في إن أيسل تحب!
إبتسم ساخرا وأردف بخيبة أمل وهو يستعرض بكفاه في الهواء
طبعا الموضوع ما يخصكيشطالما بعيد عنك وعن ولادك يبقي أنت كدة في السليم وامورك كلها تمام
جحظت عيناها وشعرت بغصة اصابت منتصف قلبها جراء إتهامه الباطل لها وتحدثت پانكسار وعيناي لائمة تظهر كم خزلانها منه
الله يسامحك يا ياسين
لم يهتم بأمر حزنها وتحدث باتهام
يا خسارةكنت فاكر إن قلبك علي ولادي وإن أمرهم يهمك وإنك بتعتبريهم زي اولادك بالظبط
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه واسترسل بما أوجع روحها
لكن ما طلعتيش أكتر من مرات أبوهم.
نزلت كلماته القاسېة علي قلبها كطعنات جعلته ېنزف من جميع الإتجاهاتإنسابت دمعة شاردة فوق وجنتها وتحدثت بصوت مخټنق بفضل دموعها الحبيسة
إمشي يا ياسينأخرج برة من فضلك
شعر بأنه جرحها بكلماته مما جعله يؤنب حاله لكنه الأن ليس بحال جيدة كي يعتذر منها أو يتراجع عن كل ما قيلفجسده الأن مشتعل ويريد إطفائه بأفعالا وقرارات لا إعتذارات
اولته ظهرها عندما شعرت بعدم تمالكها لدموعها التي ما أن إستدارت حتي إنسابت بغزارةزفر بضيق ولم يدري ماذا عساه أن يفعلإكفهرت ملامحه ورفع ساعديه في الهواء ثم انزلهما پعنف وتحرك سريعا إلي الخارج صافقا خلفه الباب بقوة جعلت الرجفة تسري بكامل جسدها
إنفطر قلبها واجهشت
متابعة القراءة